هل يشترط جمع حصي رمي الجمرات من خارج مزدلفة؟.. دار الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
رمي الجمرات هو أحد الشعائر في أيام التشريق خلال موسم الحج، ويشمل رمي الجمرات الثلاث الجمرة الصغرى ، وهي الأقرب إلى مسجد الخيف، والجمرة الوسطى، ثم جمرة العقبة الكبرى الواقعة في نهاية حدود منى.
ويقوم الحاج برمي كل جمرة بسبع حصيات متتالية، يكبر مع كل واحدة منها، ويبدأ بالجمرة الأولى، ويُستحب الوقوف بعد رمي الجمرة الأولى والوسطى للدعاء مستقبل القبلة، بينما لا يُسن الوقوف بعد رمي الجمرة الأخيرة.
هل يجوز جمع الحصى من خارج مزدلفة
وأوضحت دار الإفتاء المصرية أن جمع الحصى من مزدلفة لرمي الجمرات ليس واجبًا، بل يجوز للحاج أن يلتقط الحصى من أي مكان، دون تقييد بمكان معين.
وهذا التيسير مستند إلى ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما، حيث قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غداة العقبة وهو على راحلته: «هات القط لي، فلقطت له حصيات هن حصى الخذف، فلما وضعتهن في يده، قال: بأمثال هؤلاء، وإياكم والغلو في الدين؛ فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين». والحديث رواه الإمام أحمد، وابن ماجه، والنسائي.
ويُفهم من الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم التقط الحصى وهو في منى، لا في مزدلفة، كما أشار إلى النهي عن التشديد والغلو، ومن ذلك التشديد في تحديد موضع جمع الحصى.
وبذلك، فإن أخذ الحاج للحصيات من أي مكان يجزئه، وهذا ما أجمعت عليه المذاهب الأربعة. وقد نص على ذلك كبار فقهاء المذاهب، منهم العلامة أكمل الدين البابرتي في "العناية"، والإمام الحطاب في "مواهب الجليل"، والإمام النووي في "المجموع"، والعلامة البهوتي في "كشاف القناع".
أما ما ورد في بعض المصادر الفقهية من كراهة جمع الحصى من أماكن معينة، فهو متعلق بظروف وحالات خاصة، ولا يؤثر على صحة الرمي مطلقًا، خاصة وأن المعتمد من المذاهب الثلاثة المشار إليها لا يوجب ذلك، بل يجيز الأخذ من أي موضع.
وبذلك يتأكد أن الشريعة الإسلامية قائمة على التيسير ورفع الحرج، ولا تتشدد في تحديد مكان جمع حصى الجمرات، بل تفتح الباب أمام الحجاج للتيسير والسهولة دون إخلال بالشعيرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء مزدلفة الجمرات الثلاث رمی الجمرات جمع الحصى الحصى من
إقرأ أيضاً:
هل يجوز دفع الصدقة مرة واحدة بأكثر من نية؟.. أمين الإفتاء يجيب
دفع الصدقة من أعظم ما يتقرب بها لعبد إلى ربه، فهي كفارة عن الذنوب تطفئ الخطيئة، وتحفظ المال، وتجلب الرزق، وكما أخبرنا الرسول لا تكون الصدقة سببا في نقص المال حيث قال صلى الله عليه وسلم "ما نقصت صدقةٌ من مالٍ ، وما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا ، وما تواضع عبدٌ إلا رفعه اللهُ" ولكن هل يجوز دفع الصدقة مرة واحدة بأكثر من نية؟.
وفي هذا السياق، قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن النية تكون محلها القلب، وأي تصرف الإنسان يفعله الله-سبحانه وتعالى-عالم به.
وأوضح أمين الفتوى، عبر فيديو منشور على قناة دار الإفتاء المصرية بمنصة يوتيوب، أنه بمجرد القصد تثبت النية مشيرا إلى أن جمع النوايا وجمع أكثر من شخص في صدقة واحدة يكون جائزا وكل منهم سيأخذ الثواب كاملًا.
الفرق بين الصدقة والزكاة
وفي معنى الصدقة وحكمها معنى الصدقة لغةً مُشتق من الصدق، لأن بذلها يكون دليلًا على صدق إيمان العاطي، أمّا شرعًا فالصدقة معناها العطيَّة التي تمنح تقرّبًا لله تعالى، وابتغاءً للأجر من عنده سبحانه، وحُكمها أنّها مستحبة وليست واجبة.
الزكاة تجب في أصناف معينة، مثل: الزروع والثمار، وعروض التجارة، والذهب والفضة، والإبل والبقر والغنم، بينما لا تجب الصدقة في أشياء محددة، بل يستطيع الإنسان بذلها من أي شيءٍ، وبما تجود به نفسه.
وجود شرط حولان الحول لأداء الزكاة بعد بلوغها نصابًا معينًا، أي يمر عليها عام هجري، كما يدفع من الزكاة مقدارًا معين، أمّا الصدقة فلا يُشترط فيها وقتًا معيّن، بل يستطيع المسلم بذلها في أي وقتٍ يريده، وبدون تحديد مقدارٍ معينٍ.
تحديد الشرع مصارف معيّنةٍ لزكاة المال، بحيث لا يجوز أن تصرف لغيرهم، مثل: الفقراء والمساكين، والمؤلّفة قلوبهم، والعاملين عليها، والغارمين، وفي الرقاب، وابن السبيل، وفي سبيل الله، بينما لا يوجد مصرف مُعيّن للصدقة، حيث يجوز أن تدفع لمصارف الزكاة، كما يجوز أن تدفع لغيرهم.