ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى مقترح جديد للإفراج عن الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة قد يعلن عنه خلال 24 ساعة، في وقت استبقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تلك الخطوة بالتأكيد على موقفها من أي مقترح جديد.
وقال ترامب في تصريح أدلى به، أمس الأربعاء، خلال تواجده في البيت الأبيض، إن بلاده أجرت العديد من المباحثات بشأن قطاع غزة، وأنه سيتم الكشف عما يجري "على الأرجح خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة".
وأضاف في هذا الخصوص "سنرى ما الذي يحدث. هناك حديث كثير الآن عن غزة، أنتم تعرفون ذلك. وعلى الأرجح ستعلمون خلال 24 ساعة ما الذي يحدث".
والثلاثاء صرح الرئيس الأميركي، أنه سيصدر إعلانا "مهما للغاية" بشأن المنطقة قبل جولته في الشرق الأوسط التي ستبدأ في 13 مايو/أيار الجاري، دون أي إشارات إلى ماهيته.
حماس تتمسك باتفاق شاملفي سياق متصل، أكّدت حركة حماس الأربعاء تمسكّها بالتوصل إلى "اتفاق شامل" لوقف إطلاق النار في قطاع غزة حيث أسفرت غارات إسرائيلية عن استشهاد 100 شخص أمس الأربعاء.
ورفض عضو المكتب السياسي في الحركة باسم نعيم الأربعاء المساعي لإبرام "اتفاق جزئي" قبل زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط من 13 إلى 16 مايو/أيار الجاري.
إعلانونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن نعيم قوله إنّ "حماس وفصائل المقاومة تؤكد إصرارها على الوصول إلى اتفاق شامل ورزمة كاملة لإنهاء الحرب والعدوان وخارطة طريق لليوم التالي".
كما أكد أن "أهم الشروط لأي اتفاق هي ضمان وقف الحرب والانسحاب من القطاع، وإدخال المساعدات بشكل فوري" إلى القطاع الذي يتضور سكانه جوعا وعطشا.
وكانت حماس أعلنت الثلاثاء أنّها لا ترى جدوى لأي مفاوضات وقف إطلاق النار، بعد إعلان إسرائيل خطة "سيطرة" على قطاع غزة تنص على تهجير غالبية سكانه.
وبعد هدنة لمدّة شهرين في أعقاب حرب مدمرة شنتها إسرائيل على غزة استمرّت أكثر من 15 شهرا، استأنفت تل أبيب عدوانها في 18 مارس/آذار الماضي بعدما أطبقت في مطلع الشهر ذاته الحصار على القطاع ومنعت دخول المساعدات الإنسانية إليه.
وتسعى إسرائيل من خلال ذلك إلى الضغط على حماس للإفراج عن المحتجزين الذين لا يزالون لديها، بينما تضع نزع سلاح الحركة ضمن شروطها للتفاوض وهو ما تعتبره حماس "خطا أحمر".
من جانبه، شكك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء بمصير ثلاثة من المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، عقب تقارير متضاربة بشأنهم.
وقال نتنياهو في مقطع فيديو نشره مكتبه على تلغرام "نعلم بشكل مؤكد أن 21 رهينة على قيد الحياة، ولا جدال في ذلك، وهناك ثلاثة آخرين لا نعرف للأسف ما إذا كانوا على قيد الحياة".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال الثلاثاء إن ثلاثة من المحتجزين في قطاع غزة لقوا حتفهم، لافتا إلى أن 21 فقط ما زالوا على قيد الحياة.
وفي وقت سابق الأربعاء، نفى منسق شؤون "الرهائن والمفقودين" في إسرائيل غال هيرش كلام ترامب، قائلا إن عدد المحتجزين الأحياء هو 24 ولم يتغيّر.
إعلانوبحسب آخر إحصائية نشرها الجيش الإسرائيلي، فإنّه من أصل 251 شخصا احتجزتهم حماس خلال هجومها غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لا يزال 58 محتجزا إسرائيليا في القطاع الفلسطيني بينهم 34 قتلوا بنيران الاحتلال، وفق ما أعلنت حماس في بيانات متكررة خلال الحرب.
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 171 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
النرويج وآيسلندا: خطة إسرائيل لإخلاء غزة تهجير قسري غير قانوني
قال وزيرا خارجية النرويج وآيسلندا -اليوم الخميس- إن خطط إسرائيل لإجلاء الفلسطينيين من قطاع غزة تصل إلى حد التهجير القسري غير القانوني، وستؤدي إلى مزيد من العنف وتقوض الجهود المبذولة لإقامة دولة فلسطينية.
والبلدان ضمن مجموعة من دول أوروبا الغربية، تضم أيضا أيرلندا وإسبانيا وسلوفينيا ولوكسمبورغ، نددت -أمس الأربعاء- بخطط إسرائيل لتكثيف عملياتها العسكرية في غزة في إطار ما تقول إنه مساع للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وطالبت الدول الأوروبية الستة -أمس الأربعاء- برفع الحصار فورا عن قطاع غزة، وجددت دعمها الثابت لحل الدولتين، ونددت بخطة إسرائيل لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية والسيطرة على غزة، وأعربت عن معارضتها "بشدّة لأي تغيير سكاني أو في أراضي" القطاع، مؤكدة أن ذلك سيشكّل "انتهاكا للقانون الدولي".
والأربعاء، اعتبرت منظمة العفو الدولية (أمنستي) أن أي مساع إسرائيلية لترحيل الفلسطينيين قسرا من قطاع غزة بمثابة "جريمة حرب".
وقالت المنظمة -في بيان لها- إن "على إسرائيل التخلي فورا عن أي خطط للضم والترحيل الجماعي القسري للفلسطينيين في غزة". وأشارت إلى أن إسرائيل مستمرة في ارتكاب أفعال إبادة جماعية في غزة، مؤكدة أن "أي نقل قسري للفلسطينيين (في القطاع) سيعد جريمة حرب".
إعلانوشددت على أن الحكومة الإسرائيلية تستخدم قضية الأسرى "ذريعة لتبرير جرائمها وانتهاكاتها" ضد الفلسطينيين في غزة.
ووافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي هذا الأسبوع على خطة قد تشمل السيطرة على القطاع بأكمله، والذي يقطنه 2.3 مليون شخص، بالإضافة إلى التحكم في مرور المساعدات التي منعت إسرائيل دخولها إلى غزة منذ مارس/آذار الماضي.
وذكرت رويترز -أمس الأربعاء- أن الولايات المتحدة وإسرائيل ناقشتا إمكانية أن تقود واشنطن إدارة مؤقتة في غزة بعد الحرب، إذ أشارت مصادر إلى إدارة أميركا للعراق بعد عام 2003 كنموذج محتمل.
والثلاثاء، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن "غزة ستكون مدمرة بالكامل" بعد انتهاء الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكثر من عام ونصف العام، مضيفا أن سكان غزة سيبدؤون "بالمغادرة بأعداد كبيرة نحو دولة ثالثة" بعد أن يتم نقلهم إلى جنوب القطاع.