11 قاربا في سباق القوارب التقليدية بصور.. غدًا
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
تنطلق مساء الغد الجمعة منافسات سباق القوارب التقليدية "الماشوة" بولاية صور، بتنظيم من الجمعية العُمانية للرياضات البحرية، وبدعم ورعاية من الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المُسال، ويشارك في السباق 11 قارب تجديف تمثّل عددًا من الجهات والمؤسسات، أبرزها أندية صور والعروبة والطليعة، إلى جانب قوارب تمثل الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المُسال، ومشروع مدينة صور الصحية، وقارب فخر البحار، وقارب ويشار ود حسّون، ومطيليع، وفخر البحار الهندسية، والقصائم.
ويمتد السباق لمسافة تُقدّر بـ 6 كيلومترات، حيث ستكون نقطة الانطلاق من منطقة "الرصاغ" قرب منتجع شاطئ صور بمنطقة المرتفعة، على أن ينتهي السباق عند مدخل خور البطح بكورنيش صور. ويُرافق الحدث مجموعة من الفعاليات البحرية المصاحبة، من بينها عروض للفنون الشعبية، والطيران الشراعي، والطيران الورقي، إضافة إلى مشاركة فاعلة من مدرسة عُمان للإبحار.
وقد شُكّلت لجان تنظيمية متخصصة بالتنسيق مع شرطة عُمان السلطانية، والمديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة جنوب الشرقية، إلى جانب عدد من الجهات الداعمة، لضمان سير الفعالية بالشكل الأمثل.
ويأتي تنظيم السباق في إطار إحياء الموروث البحري العريق الذي تشتهر به ولاية صور والسلطنة عامة، وترسيخ القيم المرتبطة بهذا الإرث من خلال منافسات رياضية ممتعة تعبّر عن روح الفريق الواحد والتلاحم المجتمعي. وتُعد القوارب التقليدية جزءًا أصيلًا من حياة أبناء المدن الساحلية في عُمان، إذ لعبت أدوارًا محورية في التجارة وصيد الأسماك والتنقل البحري، وظلت على مر العصور رمزًا للقوة البحرية العُمانية. ويحظى السباق باهتمام متزايد عامًا بعد عام، سواء من حيث الدعم المؤسسي أو الحضور الجماهيري، ما يعكس عمق ارتباط المجتمع المحلي بهذه الرياضات التراثية.
وقد عُقد مؤخرًا اجتماع تنسيقي للجنة المشرفة على السباق بحضور سعيد بن خميس العريمي، رئيس قسم المنشآت بإدارة الثقافة والرياضة والشباب بمحافظة جنوب الشرقية والمشرف العام على السباق، إلى جانب رؤساء القوارب المشاركة، حيث تم خلاله استعراض تفاصيل السباق، وآلية الانطلاق، والتوقيت الرسمي، وأهمية التركيز في الانطلاقة وحتى خط النهاية.
وأكد سعيد الحارثي، ممثل الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المُسال، أن هذا السباق يأتي في إطار إحياء الموروث البحري الذي تشتهر به السلطنة، لا سيما ولاية صور، قائلاً: إنها رياضة بحرية توارثتها الأجيال، واليوم نراها تتجسد من جديد عبر هذا الحدث الذي ترافقه فعاليات متنوعة كمشاركة مدرسة عُمان للإبحار، والطيران الشراعي، والفنون الشعبية، ونتطلع لحضور جماهيري كبير يعكس حب أبناء صور لهذه الرياضة. وأضاف: نثمّن الجهود التي تبذلها إدارة الثقافة والرياضة والشباب، إلى جانب الجمعية العُمانية للرياضات البحرية، ونتمنى التوفيق لجميع المشاركين.
من جانبه، أكد سعيد العريمي، رئيس قسم المنشآت والمشرف على السباق، أن إدارة الثقافة والرياضة والشباب بمحافظة جنوب الشرقية تولي اهتمامًا كبيرًا بهذا السباق، مشيرًا إلى أن الاستعدادات بدأت مبكرًا لهذا الحدث المهم. وأضاف: يحظى السباق بدعم كريم من الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المُسال، وتنظمه هذا العام الجمعية العُمانية للرياضات البحرية، مما أضفى عليه مزيدًا من التميز. نشكر الجميع على تعاونهم المستمر، ونتمنى التوفيق للمتسابقين، فالجميع فائز في هذا المحفل التراثي الرياضي.
أما راشد المخيني، مسؤول الإعلام والعلاقات بإدارة الثقافة والرياضة والشباب بمحافظة جنوب الشرقية، فقال: السباق يُمثل تجسيدًا حيًّا لموروث الأجداد، ويحمل في طياته ذكريات خالدة لكل محبي وهواة الرياضات البحرية. ونُشيد بمبادرة الجمعية العُمانية للرياضات البحرية في المساهمة بتنظيم هذا الحدث، الذي نأمل أن يحقق أهدافه التراثية والرياضية على أكمل وجه.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الثقافة والریاضة والشباب بمحافظة جنوب الشرقیة إلى جانب
إقرأ أيضاً:
«الاحتراف الرياضي» في الكرة العُمانية .. شعار يتعثّر في واقع لا يواكب قطار العالمية !
استطلاع - فهد الزهيمي
رغم مرور سنوات على طرح مفهوم «الاحتراف الرياضي» الكروي في سلطنة عُمان كشعار للتطوير والنهضة الرياضية، إلا أن الواقع لا يزال بعيدًا عن التطبيق الفعلي لهذا المفهوم بمضامينه الحقيقية والمعروفة عالميًا، وما نعيشه اليوم أقرب إلى "رياضة الهواية المقنّعة" تحت مظلة احتراف شكلي، لا يرتكز على منظومة متكاملة أو بيئة مؤهلة لاستيعاب هذا التحول الجوهري.
وبلا شك أن الاحتراف الرياضي ليس مجرد كلمة براقة أو عقود مالية تُبرم بين الأندية واللاعبين، بل هو نظام متكامل تُحدّده أنظمة "الفيفا" والاتحادات الدولية، ويستند إلى بيئة رياضية وإدارية واقتصادية متماسكة، وفي سلطنة عُمان، ما زال هذا المفهوم يعاني من غياب الأرضية الصلبة لتطبيقه، حيث تفتقر الأندية للجاهزية من النواحي الإدارية، والمالية، والبشرية، وهي الركائز الأساسية لأي مشروع احترافي ناجح.
ومن الأخطاء الشائعة الاعتقاد بأن المال هو المعضلة الأولى أمام تطبيق الاحتراف؛ والحقيقة أن الإدارة الفاعلة هي التي توجد الفرص، وتستقطب الاستثمارات، وتدير الموارد بكفاءة. ضعف الكوادر الإدارية في الأندية، وغياب التخطيط الاستراتيجي، وعدم فعالية الجمعيات العمومية، جميعها مؤشرات على الحاجة لإعادة هيكلة إدارية شاملة تسبق أي تمويل أو دعم مالي.
اللاعب العُماني ليس بعيدًا عن النجومية أو التفوق، ولدينا نماذج مشرقة أثبتت جدارتها في الدوريات الخليجية والعربية وحتى الأوروبية، غير أن المشكلة تكمن في التوجيه والتفكير؛ بعض اللاعبين يقعون فريسة "السماسرة"، أو ينحصر تفكيرهم في الجانب المادي فقط، على حساب تطورهم الفني والمهني، ومن المفترض أن يكون اللاعب يحمل بداخله رسالة واضحة بشعار "فكّر فنيًّا قبل أن تفكّر ماديًّا".
ومن المعروف أن الاحتراف الرياضي لا يعني فقط كرة القدم، بل هو نموذج يمكن ويجب تطبيقه على مختلف الألعاب الجماعية والفردية، ولبنة هذا النمو تبدأ من بناء مؤسسات رياضية محترفة، بأندية تُدار بعقلية استثمارية، واتحادات تتعامل بمنطق التخطيط طويل الأمد، وليس ردود الأفعال المؤقتة.
من أبرز الحلول المطروحة في التطوير والارتقاء بالرياضة العُمانية نحو طريق الاحتراف الحقيقي هو إعادة تفعيل مراكز إعداد القادة الرياضيين لتأهيل كوادر عُمانية قادرة على إدارة الرياضة بعقلية عصرية، وكذلك إعادة هيكلة الأندية وتحويلها إلى مؤسسات حقيقية ذات طابع احترافي إداري ومالي، وأيضًا نشر ثقافة الاحتراف بين اللاعبين والإداريين والمجتمع الرياضي عمومًا، لتصبح جزءًا من الهوية الرياضية الوطنية.
ولا يخفى على الجميع أن مشروع الاحتراف في الرياضة العُمانية لن ينجح ما لم تبدأ عملية الإصلاح من الداخل، والمطلوب اليوم إرادة حقيقية من كل الأطراف من الأندية والاتحادات، ومن وزارة الثقافة والرياضة والشباب، لتأسيس بيئة رياضية حقيقية قادرة على احتضان حلم الاحتراف وتحويله إلى واقع ملموس. »عُمان« استطلع عددا من المسؤولين المختصين بالشأن الرياضي، وناقش معهم مفهوم «الاحتراف الرياضي» خلال المرحلة المقبلة.