بعد صدى «لام شمسية».. استشارية نفسية لـ«الأسبوع»: هكذا نتعرف على أعراض التحرش ونحمي أطفالنا
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
لا تزال أصداء مسلسل "لام شمسية" وتناوله لقضايا حساسة تتردد بقوة في أذهان المشاهدين. ومع ظهور وقائع مؤلمة مشابهة لما عُرض في الحلقات، وفي ظل تصاعد هذه الأحداث المقلقة، تتجدد المخاوف والتساؤلات حول ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال والاعتداء عليهم، بالإضافة إلى البيدوفيليا التي تُعد من أخطر الانحرافات التي تهدد أمن الطفولة واستقرارها على مستوى العالم.
وفي محاولة جادة لفهم أبعاد هذه الظواهر المروعة وتقديم سبل الحماية لأطفالنا، أجرت بوابة "الأسبوع" حوارًا معمقًا مع الدكتورة منى لملوم، الحاصلة على الدكتوراه في الدراسات النفسية للأطفال والمراهقين بمحافظة الإسكندرية، لتسليط الضوء على أسباب هذه الظواهر وعلاماتها التحذيرية، والأهم من ذلك، كيفية توفير بيئة آمنة وحماية فعالة للأطفال.
لماذا نشهد تصاعدًا مقلقًا في وقائع التحرش بالصغار؟
أرجعت الدكتورة منى لملوم الانتشار المتزايد لوقائع التحرش والاعتداء على الأطفال إلى عدة عوامل رئيسية، في مقدمتها ضعف الوعي لدى الأهل بحجم انتشار هذا السلوك المنحرف. مشيرة إلى قلة خبرتهم في الأساليب التربوية الصحيحة لتعليم أطفالهم مفهوم الحدود الجسدية الواضحة، سواء مع الغرباء أو حتى مع الأشخاص المقربين.
ولفتت لملوم الانتباه إلى الخطأ الثقافي المجتمعي المستمر في إلقاء اللوم على الضحية، مما يدفع الأهل في كثير من الأحيان إلى التستر خوفًا من "الفضيحة" من وجهة نظرهم، وهو ما يساهم بشكل خطير في استمرار هذه الجرائم وتكرارها، مؤكدة على أن صمت المجتمع وتوجيه اللوم للطفل والضغط على الأم للتستر "حفاظًا على السمعة" يوفر بيئة خصبة للمعتدين لتكرار أفعالهم الشنيعة بثقة أكبر من خشيتهم للقانون.
ما هو التعريف العلمي الدقيق للبيدوفيليا؟
أوضحت الدكتورة لملوم أن البيدوفيليا تُعرف بأنها انجذاب جنسي منحرف وقوي تجاه الأطفال، ويتميز الشخص المصاب بهذا الاضطراب بقدرته على ممارسة الجنس مع طفل قاصر، مستخدمًا في ذلك أساليب وحيل نفسية متنوعة بهدف ترهيب الطفل وإخضاعه.
كيف يمكننا توفير الحماية لأبنائنا؟ وهل التحذير من الغرباء كافٍ؟
حذرت الاستشارية من الاكتفاء بتحذير الأطفال من الغرباء، مؤكدة أن غالبية جرائم التحرش والاعتداء تُرتكب من قبل أشخاص يعرفهم الطفل جيدًا ويثق بهم، وينتمون إلى دائرته المقربة، مثل الأقارب، الجيران، المدربين، السائقين، أو حتى المدرسين، بل وقد يرتكبها أحيانًا أفراد من داخل الأسرة نفسها، لذلك، شددت على ضرورة تجاوز التحذير من الغرباء ليشمل تعليم الطفل بشكل واضح ومبكر أن جسده ملك له وحده، وأن أي لمسة غير آمنة أو مريحة هي أمر مرفوض تمامًا من أي شخص، مهما كانت درجة محبته أو قربه.
وأكدت الاستشارية على أهمية تعليم الطفل الفرق بين اللمسة الجيدة واللمسة السيئة، بالإضافة إلى ضرورة احترام خصوصية أجساد الآخرين، مشيرة إلى أنه لا يجوز لشخص بالغ كشف أجزاء من جسده أمام طفل.
ما هي العلامات التي قد تشير إلى تعرض الطفل للتحرش؟
أشارت الدكتورة لملوم إلى وجود العديد من العلامات التي قد تنذر بتعرض الطفل للتحرش، ومن أبرزها: الانسحاب الاجتماعي والعزلة والاتجاه نحو الانطواء بعيدًا عن الناس، الأرق وصعوبة النوم، الشعور بالخوف الشديد من شخص معين أو من الذهاب إلى مكان محدد، حدوث تغيير ملحوظ في طريقة اللعب أو الرسم، طرح أسئلة جنسية غير مناسبة لعمره، أو حتى الشعور بالذنب أو الخجل بدون سبب واضح، اضطرابات في الشهية (فقدانها أو زيادتها بشكل ملحوظ)، التبول اللاإرادي المفاجئ، وغيرها من العلامات التي يجب على الأسرة مراقبتها والانتباه إليها جيدًا منذ بداية ظهورها.
وشددت الإستشاري على أن الطفل الذي يتعرض لاعتداء جنسي يحتاج إلى رحلة علاج نفسي طويلة ومرهقة، ولا يجب التقليل من شأن الأمر أو التعامل معه بفكرة "لحظة وعدت، وهو الآن بخير ونسي".
كيف نخلق بيئة آمنة نفسيًا لأطفالنا؟
أكدت الدكتورة منى لملوم على أهمية توفير بيئة منزلية يشعر فيها الطفل بالقبول والاهتمام والاحتواء والحنان، وأن يشعر بأن صوته مسموع وآراؤه محترمة، مشددة على ضرورة بناء الثقة بين الطفل وأهله، بحيث يشعر بالأمان لكي يخبرهم بما يتعرض له، وأن يثق في أنهم سيصدقونه ويدعمونه دون لوم أو عقوبة أو تكذيب. وأوصت بتعليم التربية الجنسية المبكرة للطفل بطريقة مناسبة لعمره، مع التأكيد على بناء علاقة قوية من الثقة المتبادلة بين الطفل ووالديه، حيث يمثلان الدعامة الأساسية للحماية الحقيقية من أي خطر قد يواجهه.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإسكندرية التحرش الجنسي التربية الجنسية مسلسل لام شمسية البيدوفيليا
إقرأ أيضاً:
روبوتات ووحدات طاقة شمسية.. ابتكارات طلابية لمعالجة مخلفات الزراعة
استعرض عدد من الطلاب والطالبات المشاركون في البرنامج الإثرائي ”تحدي البقاء“، والذي نظمه مركز ”تكامل“ لرعاية وتنمية الأيتام، التابع لجمعية البر بالأحساء، منتجاتهم الابتكارية، بالتعاون مع جمعية ”بصمات“ لرعاية وتنمية الأيتام، بشراكة إستراتيجية مع العديد من الجهات، من أبرزها منصة ”إحسان“ الوطنية، وجامعة الملك فيصل، والعديد من الشركاء والداعمين.
وشهد المعرض الختامي عرض ابتكار وحدة متنقلة تعمل بالطاقة الشمسية لمعالجة المخلفات الزراعية، وفكرة معالجة مخلفات الشواطئ، ومشروع ربوت ذاتي لحقن الأراضي القاحلة بالسماد العضوي، ومشروع نبض التربة، آله تقوم بفرز المخلفات الرطبة والمخلفات الجافة
أخبار متعلقة نائب أمير الشرقية يطلع على مشاريع وبرامج هيئة الترفيه ويشيد بدعم القيادة لتعزيز جودة الحياةنائب أمير المنطقة الشرقية يستقبل قائد قوة أمن المنشآت بالمنطقة .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } روبوتات ووحدات طاقة شمسية.. ابتكارات طلابية لمعالجة مخلفات الزراعة روبوتات ووحدات طاقة شمسية.. ابتكارات طلابية لمعالجة مخلفات الزراعة var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });وحدة متنقلة تعمل بالطاقة الشمسيةوقال الطالب ”حسين السنين“: نحن كمسار أرض العجائب واجهتنا مشكلة، وهي كثرة المخلفات الزراعية، خاصةً في واحة الأحساء، حيث إن الأحساء تنتج حوالي 200 ألف طن سنويًا من المخلفات الزراعية، ففكرنا الاستفادة منها بدلًا من حرقها أو تحويلها إلى «طبينة»، وتحويلها إلى السماد العضوي، عبر وحدة معالجة متنقلة، مع تصميم منصة أطلقنا عليها مسمى ”بقايا“، والتي تقدم السماد العضوي.
وأضاف أن طريقة عمل المنصة تشمل مسارين، الأول أن يطلب المزارع شراء المخلفات الزراعية، والثاني طلب المزارع معالجة المخلفات للاستفادة منها، لافتًا إلى وجود حاسبة المزارعين، وتحديد المخلفات، ونوعها، والكمية بالكيلو جرام، لإظهار القيمة، وأيضًا يمكن حجز موعد عن طريق المنصة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } حسين السنين
وذكر أن المشروع يهدف إلى تحويل المخلفات الزراعية مثل «سعف النخيل، بقايا المحاصيل، الأوراق الجافة» إلى سماد عضوي عالي الجودة، وذلك باستخدام وحدة متنقلة تعمل بالطاقة الشمسية، ومزودة بروبوت ذكي يقوم بعملية التقليب الآلي للمواد العضوية داخل حجرة التخمير.
وتابع أن الربوت المدمج في الوحدة مزود بأذرع أو شفرات ميكانيكية تقوم بتقليب السماد بانتظام، بناءً على بيانات يتم جمعها من مستشعرات دقيقة لدرجة الحرارة والرطوبة، يتم فيها تحويل نفايات مهدرة إلى منتج ذو قيمة.معالجة مخلفات الشواطئوقالت الطالبة ”ميامين البن حمضة“: إن فكرة مشروع ”بيئة ونماء“ هي تثبيت ثاني أكسيد الكربون في التربة، عن طريق إضافة كربونات الكالسيوم المستخلصة من قشور البيض ومن مخلفات الشواطئ مثل الأصداف.
وأضافت: مشروعنا يحل ثلاث مشكلات، وهي حموضة التربة، والانبعاثات الكربونية، ومخلفات الشواطئ، ونفذنا تجربة جمعنا خلالها أصداف وقشور البيض، ووضعناهم في خليط، وقمنا بطحنهم وقياس نسبة كربونات الكالسيوم في كل عينة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ميامين البن حمضة
وتابعت: وجدنا أن أعلى نسبة كربونات كالسيوم كانت في القشريات، وهي خليط بين قشور البيض والأصداف، ووضعناها في تربة حمضية نسبتها الكربونية «5,5»، وقسنا بعض إضافة كربونات الكالسيوم وجدنا أن التربة تعادلت إلى 7، ما يعني أن كربونات الكالسيوم عادلت التربة، وقللت انخفاض كربونات الكالسيوم، وعالجنا مخلفات الشواطئ بإعادة تدويرها عن طريق صناعتها بشكل مفيد ومستدام للبيئة.ربوت ذاتي لحقن الأراضي القاحلةوقال الطالب ”عبدالمحسن المنسف“: اكتشفنا أن السماد العضوي هو أفضل طريقة لتسميد الأراضي القاحلة، والتي تشكل نسبة 63% من مساحة المملكة، ولكن هناك مشكلة، وهي أن البكتيريا تموت عند تعرضها لدرجة حرارة عالية، ولذلك فكرنا بمشروع ربوت ذاتي مزود بإبرة حقن، يقوم بحقن السماد العضوي تحت سطح الأرض مباشر؛ ة لكي يحمي البكتيريا من التعرض لدرجة حرار عالية.
وأضاف: اخترنا هذا المشروع لأنه يدعم مبادرة المملكة «السعودية الخضراء»، وأنه قليل التكاليف، وأن السماد تحت سطح الأرض يحسن من كفاءة الامتصاص بنسبة 40%، ومن خطتنا المستقبلية جعل الربوتات تعمل على الطاقة الشمسية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } روبوتات ووحدات طاقة شمسية.. ابتكارات طلابية لمعالجة مخلفات الزراعةمشروع نبض التربةوقالت الطالبة ”مريم محمد البن حمضه“: نريد إصلاح الأراضي، والاستفادة من السماد العضوي، وتقديم حلول بالذكاء الاصطناعي، لذلك ابتكرنا مشروع نبض التربة، وهو عبارة عن مستشعر يغرس في التربة، ويقيس نسبة الملوحة والرطوبة والحرارة، ويظهر القراءات على شاشة رقمية مزودة بخلايا شمسية تزود بطاقة صديقة للبيئة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مريم البن حمضة
وأوضحت أنه عند ارتفاع الملوحة يبدأ القضيبان بإرسال نبضات كهربائية خفيفة غير ضارة لتفكيك تراكم الأملاح على الجذور، وتزيد من تثبيت النتروجين، ما يسمح للنبات بامتصاص أفضل المواد العضوية التي يحتاجها، بالإضافة إلى ربطه بتطبيق ذكي يزود المزارع بحلول بالذكاء الاصطناعي.آله فرز المخلفات الرطبة والجافةوقال الطالب ”قادح الدوسري“: نتطرق لتدوير المخلفات الزراعية، فهي ليست نوع واحد، فمنها الرطب والجاف، وعملية فرزهم تحتاج لمجهود طويل ووقت كبير، لذلك أنشأنا آلة تقوم بفرز المخلفات الرطبة والمخلفات الجافة، لأن تحضير السماد العضوي يتم بنسب معينة، فالرطبة تحتوي على النيتروجين، والجافة تحتوي على الكربون، وتتم بتناسب معين.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } قادح الدوسري
وذكر أن مرحلة إنتاج الكومبس تحتاج إلى مراقبة دقيقة، خصوصًا مراقبة درجة الحرارة ودرجة الرطوبة، فعند تحلل المخلفات الزراعية ترتفع درجة الحرارة بشكل كبير، ما يؤدي إلى موت البكتيريا التي تساعد في عملية التحلل، ومنها جاءت فكرة المشروع، فقمنا بتركيب مراقبة ذاتية، ومقلب يعمل على التقليب، وحساس للحرارة، وحساس للرطوبة، وعند ارتفاع درجة الحرارة، يبدأ التقليب، حتى تعود درجة الحرارة إلى وضعها الطبيعي.