سكان غزة بين مخالب المجاعة: عشرات المطابخ المجتمعية تغلق أبوابها بسبب نفاد الإمدادات
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
أُجبرت عشرات المطابخ المجتمعية في قطاع غزة على إغلاق أبوابها يوم الخميس، بعد نفاد الإمدادات الغذائية، مما وجّه ضربة قاصمة لجهود مكافحة الجوع المتفاقم في القطاع المحاصر، الذي يعاني من أزمة إنسانية غير مسبوقة. اعلان
أفاد أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة، أن غالبية المطابخ الـ170 في القطاع أوقفت عملها نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي الذي يمنع دخول المساعدات.
وكانت منظمة "المطبخ العالمي المركزي" الأمريكية قد أعلنت مساء الأربعاء عن توقفها عن توزيع الوجبات المجانية بعد استنفاد مخزونها الغذائي، مشيرة إلى أنها مُنِعت من إدخال المساعدات اللازمة من قبل إسرائيل. ومع إغلاق هذه المطابخ، يُتوقع انخفاض عدد الوجبات المجانية اليومية بما يتراوح بين 400 ألف و500 ألف وجبة، وسط معاناة يعيشها أكثر من 2.3 مليون شخص في القطاع، بحسب الشوا.
وفي ظل توقف المطابخ، لجأ الأهالي للطهي بأنفسهم، لكنهم واجهوا مشكلة جديدة: الطحين المتوفر في الأسواق ملوث. يقول محمد أبو عايش، وهو أب نازح لتسعة أطفال من شمال غزة: إن "الطحين مليء بالحشرات والرمل… نضطر لغربلته ثلاث أو أربع مرات حتى يمكن خبزه. رائحته لا تُحتمل، ولا تصلح حتى للحيوانات، لكننا مضطرون لإطعام أطفالنا منه".
Relatedغزة تكافح للبقاء وسط الموت والنزوح والجوع ونعيم قاسم: "انتصرنا لأننا منعنا العدو من تدمير حزب الله"أزمة الجوع والتجويع الإسرائيلي الممنهج تتفاقم في غزة وبرنامج الأغذية العالمي يدق ناقوس الخطرأسعار خيالية ومعاناة يومية.. سكان غزة في مواجهة الجوع والحصاروتواجه إسرائيل ضغوطًا دولية متزايدة لرفع الحصار المفروض على دخول المساعدات منذ انهيار الهدنة التي رعَتها واشنطن قبل نحو شهرين. وتتهم تل أبيب المنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، بالسماح بوصول المساعدات إلى أيدي مقاتلي حماس، وهو ما نفته الحركة التي اتهمت بدورها إسرائيل باستخدام الجوع كسلاحٍ ضد المدنيين، مشيرة إلى أن معظم السكان نزحوا أكثر من مرة منذ بدء الحرب قبل 19 شهرًا.
ويقول الشوا إن الوضع الغذائي بلغ مرحلةً حرجة، حيث أصبح الاعتماد اليومي على وجبة واحدة فقط خالية من اللحوم أو الخضروات أو العناصر المغذية الأساسية، بعد أن كان السكان يحصلون على وجبة ونصف قبل أسابيع. وأضاف: "الوجبات المجانية كانت تتكون من أرز أو عدس، وهذه أيضًا أصبحت مهددة بالتوقف خلال أيام".
وتفاقمت الأزمة مع تزايد عمليات النهب التي طالت مطابخ مجتمعية ومخازن التجار وحتى مراكز تابعة للأمم المتحدة بسبب الحصار، مما دفع سلطات حماس إلى تنفيذ حملة أمنية ضد العصابات المحلية، أعدمت خلالها ما لا يقل عن ستة أفراد، بحسب ما نقلته رويترز عن مصادر مطلعة.
وتُقدّر وكالة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية(OCHA) أن أكثر من مليوني شخص -أي غالبية سكان غزة- يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء، في ظل ارتفاع جنوني في الأسعار. إذ بلغ سعر كيس الطحين (25 كغ) نحو 500 دولار، مقارنة بـ7 دولارات قبل الحرب، وهو مبلغ يتجاوز قدرة معظم العائلات.
وفي ظل هذا الانهيار الكامل في سلاسل الإمداد، واستمرار الحصار، تحذر منظمات الإغاثة من أن القطاع بات على شفا مجاعة شاملة تهدد حياة الملايين، في ظل صمت دولي متزايد وتقاعس عن التدخل لإنقاذ أرواح الأبرياء.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل باكستان قطاع غزة حركة حماس غزة دونالد ترامب إسرائيل باكستان قطاع غزة حركة حماس غزة أزمة إنسانية قطاع غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب إسرائيل باكستان قطاع غزة حركة حماس غزة حروب فرنسا كشمير الهند رجب طيب إردوغان الحرب العالمية الثانية
إقرأ أيضاً:
الصليب الأحمر: الحصار الإسرائيلي على غزة يهدد جوهر إنسانيتنا
نددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس بالكلفة الإنسانية الباهظة للحرب الدائرة في غزة، وشجبت "الحصار الكامل وغير المقبول" الذي يفرضه الاحتلال على دخول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المدمر.
ويحذر مسؤولون في الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية منذ أسابيع من النقص المتزايد في الوقود والأدوية والغذاء والمياه الصالحة للشرب في القطاع الذي تُعد المساعدات الإنسانية شريان حياة لسكانه.
وتقول وكالات الإغاثة إن الأزمة تفاقمت بسبب منع الاحتلال دخول المساعدات الى القطاع بشكل تام منذ مطلع مارس الماضي.
وقال المدير العام للجنة الدولية بيار كرينبول للصحفيين في جنيف، إنه "من غير المقبول منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة".
الاتحاد الأوروبي يجدد دعوته لرفع الحصار عن قطاع #غزة#اليوم https://t.co/8pv8Y67Ism— صحيفة اليوم (@alyaum) May 7, 2025
وأضاف: يتعارض ذلك بشكل جوهري مع كل ما ينص عليه القانون الإنساني الدولي". وشدد على أن أن "الأيام القليلة المقبلة ستكون مفصلية".
وتابع: "سيأتي وقت ينفد فيه ما تبقى من الإمدادات الطبية وغيرها من المساعدات".
قال كرينبول: "ما تقتضيه الضرورة العاجلة في الوقت الراهن هو العودة الفورية إلى وقف إطلاق النار، بهدف تخفيف حدة التوتر والضغط الإنساني".
وأشار إلى أن "ما تشهده غزة مدعاة لسخطٍ عميق، ولا يمكن تقبل الكلفة الإنسانية الفادحة لهذا النزاع بأي حال من الأحوال".
وأضاف: "إن كانت هذه هي ملامح الحروب المستقبلية، فعلينا جميعًا أن نشعر بالذعر، وينبغي أن نعي أن ما يجري يهدد جوهر إنسانيتنا".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الصليب الأحمر يندد بالكلفة الإنسانية الباهظة للحرب الدائرة في غزة - PBS
وأكد أن "المنظمات الإنسانية لا تحتكر مسألة ايصال المساعدات، فالدول يمكنها أن تفعل ذلك أيضًا".
لكنه شدد على ضرورة "أن تحترم أي عملية إيصال للمساعدات المبادئ الإنسانية، وأن تصل فعليًا إلى من يحتاجون اليها، وألا تكون مسيسة أو موجهة سياسيا".
كميات هائلة من المساعداتوقال كرينبول إن كل جهد لإيصال المساعدات إلى سكان غزة المحتاجين يجب أن "يُؤخذ على محمل الجد".
واضاف: في الوقت الحالي، فإن أكثر الطرق فاعلية لإيصال المساعدات إلى الناس هي رفع القيود أو القرارات التي اتُخذت لمنع وصول المساعدات إلى داخل غزة".
وشدد على وجود "كميات هائلة من المساعدات على حدود غزة بالإمكان إدخالها غدًا".