أبرز الملفات الحرجة في أول لقاء بين ترامب وأردوغان
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
كان أمام الزعيمين قائمة بالمواضيع التي سيتم مناقشتها خلال الاتصال الهاتفي. عادةً ما تُعدّ مكاتب الرؤساء هذه القوائم وفقًا لأهمية الموضوع، وتُقدَّم تحت عنوان "ملاحظات الاجتماع". كما تُدرج مواضيع أخرى تحت عنوان "إذا تبقّى وقت"، لتُناقش في حال الانتهاء من القضايا ذات الأولوية.
عادةً ما تُبلَّغ المواضيع الحرجة للطرف الآخر مسبقًا، برسالة مفادها: "رئيسنا يعتزم طرح هذا الموضوع بهدف إيجاد حل"، فيتم إعداد إجابات وتحضيرات داخل المكتب المقابل.
من الطبيعي أن تختلف الأجندة الأميركية عن التركية، لكن هناك نقاط تقاطع مشتركة في اهتمامات البلدين. الملف الأول على قائمة الزعيمين كان إحياء العلاقات التركية- الأميركية وتعزيزها. فقد كانت العلاقات خلال فترة بايدن متوترة وباردة للغاية، ولم يحدث أي لقاء وجهًا لوجه بين بايدن وأردوغان. كما اتخذت إدارة بايدن عدة قرارات تعارضها تركيا بشدة، مما زاد من تدهور العلاقات.
منذ تسلّمه السلطة، يثني ترامب علنًا على أردوغان، ويؤكد أهمية تركيا ودورها، ويتبادل الطرفان خطوات ومجاملات لإصلاح العلاقات الثنائية.
سفير صديق لتركياأثناء مكالمة أردوغان وترامب التي استغرقت نحو ساعة ونصف، وصل السفير الأميركي الجديد إلى أنقرة، وأعلن من المطار عن رغبته في جعل العلاقات بين البلدين "رائعة من جديد".
إعلانالسفير توم باراك، رجل أعمال ملياردير مثل ترامب، يبلغ من العمر 78 عامًا، لكنه نشط وفعّال، ويتمتع بقدرة على إيجاد حلول عملية خارج إطار الدبلوماسية التقليدية. باراك، المسيحي من أصول لبنانية، اتُّهم عام 2021 بممارسة الضغط نيابة عن الإمارات بطرق مخالفة، لكنه بُرّئ لاحقًا. لديه معرفة واسعة بقضايا الشرق الأوسط، وشارك في بعضها سابقًا.
خلال جلسة اعتماد تعيينه في مجلس الشيوخ، شدد على أهمية تركيا بالنسبة للولايات المتحدة والمنطقة، ونال الموافقة بـ60 صوتًا مقابل 36. ومن خلال تصريحاته الأولى بعد وصوله إلى تركيا، أوضح أن تعيينه يُعد أول خطوة ملموسة في سعي ترامب إلى إعادة العلاقات التركية-الأميركية إلى مستوى "استثنائي".
ترتيب الملفات بين الزعيمَينبعد المكالمة، أعلن كل من أردوغان وترامب من حساباتهما الشخصية ترتيب أولوياتهما. أولوية الزعيمين الأولى كانت تعزيز العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة. أردوغان وصف المحادثة بأنها مثمرة ومفيدة، وأوضح أنه طرح قضايا التعاون في الصناعات الدفاعية، والحرب الروسية- الأوكرانية، وسوريا، وغزة.
التركيز على الصناعات الدفاعية مهم؛ إذ سبق أن أخرجت إدارة بايدن تركيا من مشروع مقاتلات إف- 35، وأثارت مشاكل في ملف مقاتلات إف-16، وفرضت بعض العقوبات وفقًا لقانون كاتسا. أردوغان أعاد طرح هذه القضايا.
من أبرز مشاغل تركيا أيضًا، التنافس على النفوذ في سوريا مع إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بمشكلة "قوات سوريا الديمقراطية/ YPG" التي ترفض إلقاء السلاح أو الاندماج مع النظام في دمشق، والتي ترى أنقرة أنها تشكل خطرًا إستراتيجيًا.
إسرائيل تحاول إعاقة نفوذ تركيا في سوريا، حتى لو تطلب الأمر قصف مناطق قرب دمشق. والرجل الوحيد الذي قد يوقفها، بحسب المقال، هو ترامب. كذلك فإن قضية غزة والكارثة الإنسانية فيها كانت ضمن أولويات أردوغان.
إعلانأردوغان عرض هاتين القضيتين على ترامب وطلب تدخله لكبح إسرائيل، لكن المعلومات تشير إلى أن ترامب تحدّث بإيجابية "توحي بالأمل"، من دون تقديم تعهد واضح.
ترامب يركّز على أوكرانياأولوية ترامب القصوى كانت إنهاء الحرب الروسية- الأوكرانية. وربما يسعى من خلالها لنيل جائزة نوبل للسلام، لكن الدافع الحقيقي بحسب المقال هو المعادن الثمينة في أوكرانيا.
لهذا، كان هذا الملف هو الأكثر حضورًا في حديثه مع أردوغان، وقد صرّح ترامب علنًا قائلًا: "أتطلع للعمل معًا في هذا الشأن"، ما يوضح ترتيب أولوياته. لم يأتِ على ذكر سوريا أو غزة في تصريحه.
ترامب يرى أهمية في علاقته بأردوغان نظرًا لعلاقته الوثيقة مع بوتين، ولعلاقات تركيا المتوازنة مع أوكرانيا. ولذلك، يعِد بتحسين العلاقات التركية- الأميركية، لكنه يتجنّب الالتزام بأي موقف تجاه غزة أو سوريا.
فعليًا، سبق أن أعلن عزمه على الانسحاب من سوريا، وكان مستعدًا لقبول نفوذ تركي هناك، لكن إسرائيل عطّلت ذلك عبر نفوذها داخل الإدارة الأميركية.
الاسم الحقيقي للخلاف بين تركيا والولايات المتحدة: إسرائيلاتخذت تركيا مؤخرًا خطوة مهمة عبر إعلان أحد مؤسسي حزب العمال الكردستاني PKK نيته تفكيك التنظيم والتخلي عن السلاح. ومن المنتظر أن يعلن الحزب التزامه بهذا القرار في مؤتمره القادم.
لكن فرع الحزب في سوريا، وهو YPG، رفض ذلك، كما تجاهل الاتفاق مع دمشق. والسبب الوحيد لهذا الرفض، بحسب النص، هو إسرائيل.
بناءً على طلب من ترامب، أوقفت تركيا عمليتها العسكرية ضد YPG، واشترطت مقابل ذلك أن تتدخل الولايات المتحدة لمنع إسرائيل من مهاجمة سوريا. لكن ترامب لم يتمكن من التأثير على إسرائيل لا في ملف سوريا ولا في ملف غزة.
وربما تكون السياسات الإسرائيلية هي العقبة الأكثر خطورة في العلاقات التركية- الأميركية. ففي بقية الملفات، هناك توافق كبير بين البلدين. ترامب لا يريد خسارة تركيا التي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، وتمتلك أقوى جيوش المنطقة واقتصادًا مؤثرًا.
إعلانلكن إسرائيل، التي جعلت من الاحتلال والإرهاب سياسة دولة، تفعل كل ما بوسعها لمنع تحسن العلاقات.
ويختم النص بالتأكيد على أن العلاقة لن تتحسن ما دام نتنياهو في السلطة، ويُلمّح إلى أن ترامب ينتظر اللحظة المناسبة لذلك.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات العلاقات الترکیة
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي يحذر من تركيا بوصفها إيران الجديدة
قال خبير في الأزمات الدولية إن تمسك تركيا بطموحاتها العسكرية والسياسية والنووية كما أكد ذلك الرئيس رجب طيب أردوغان، يضعها في منزلة "إيران جديدة".
وكتب شاي غال، الخبير في السياسة الدولية وإدارة الأزمات والتواصل الإستراتيجي، في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" أنها المرة الأولى التي تسعى فيها تركيا علنا إلى "الهيمنة الإقليمية" منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية في عام 1922.
واتهم الكاتب أنقرة بتقديم الدعم السياسي واللوجيستي للمنظمات "الإرهابية"، ولا سيما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) شأنها في ذلك شأن إيران، مما يزيد من زعزعة الأمن الإقليمي ويهدد إسرائيل، على حد تعبيره.
وأبرز الخبير الدولي في مقاله أن هذا الموقف الإستراتيجي يعكس إلى حد كبير سعي إيران منذ فترة طويلة إلى أن يكون لها نفوذ إقليمي من خلال "الترهيب" العسكري وسياسة حافة الهاوية النووية.
وأشار في هذا الصدد إلى أن أردوغان كان قد أعلن مؤخرا عن إحراز تقدم سريع في برنامج تصنيع الصواريخ الباليستية التركية، بعد اختبار ناجح لصاروخ من طراز (تايفون) قادر على ضرب أهداف تقع على مسافات تصل إلى 560 كيلومترا.
وقال إن أردوغان حذر صراحة من أنه إذا لم تلتزم اليونان "الهدوء"، فقد تصبح أثينا نفسها هدفا. كما شرعت تركيا في الإنتاج الضخم للطائرة المقاتلة الشبح المطورة محلياً "قآن"، التي من المتوقع أن تدخل الخدمة بحلول عام 2029. وأكد الرئيس التركي أن بلاده "لا يمكنها أن تتخلف عن ركب إيران وإسرائيل".
ووفق شاي غال، تحث تركيا الخطى أيضا في مشروعها النووي في منطقة أكويو بإقليم مرسين جنوبي البلاد على ساحل البحر الأبيض المتوسط، الذي يبدأ تشغيله هذا العام.
إصرار أنقرة على تخصيب اليورانيوم بشكل مستقل يهدد بجعلها تتحول سريعا إلى القدرة النووية العسكرية
وحسب زعمه، فإن إصرار أنقرة على تخصيب اليورانيوم بشكل مستقل يوحي بتحول سريع إلى القدرة النووية العسكرية، وهي بذلك تخاطر باتباع مسار إيران من شبكة دولية تتبادل فيها المنافع مع باكستان؛ التي ساعدت من قبل إيران وليبيا، والنيجر التي تزود إيران بالمواد الخام النووية، والصومال التي تستضيف قواعد تدريب عسكرية تركية سرية بعيدا عن رقابة الغرب.
إعلانوادعى خبير إدارة الأزمات أن أردوغان يستخدم تكتيك "التقطيع التدريجي" الخطير، على غرار الإستراتيجية التي تنتهجها بكين في بحر جنوب الصين وسلوك إيران، وهي سياسة تقوم على انتهاكات صغيرة متدرجة للمياه الإقليمية والمجال الجوي.
ومضى في اتهامه لتركيا، زاعما أنها تستغل الحصانة التي تتمتع بها من خلال عضويتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) لتقويضه من الداخل، وهي حماية لم تحصل عليها إيران من قبل، رغم أن سياسات أنقرة تتعارض مع مصالح الحلف.
ودعا شاي غال الناتو إلى إعادة النظر في تركيا التي قال إنها تسيئ استغلال المادة الخامسة من ميثاق الحلف، وإلى ربط الضمانات الدفاعية لأنقرة بإنهائها ما أسماه: "التهديدات ضد أعضاء الحلف والشركاء الإقليميين".
ولفت إلى أن سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه تركيا لا تزال متناقضة بشكل خطير، محذرا من أن السياسات "غير المتسقة" للولايات المتحدة وأوروبا تستوجب ردا إسرائيليا إستراتيجيا مستقلا، ومضيفا أن الحشد العسكري التركي في شمال سوريا يوفر لأنقرة منطلقا لتهديد إسرائيل.