مهند أبو فلاح

الاشتباكات العنيفة بين الجارتين اللدودتين الهند و الباكستان الدائرة حاليا على امتداد المناطق الحدودية لا سيما في منطقة كشمير المتنازع عليها بين البلدين ليست الأولى من نوعها ، لكن تسليط الاضواء اعلاميا على نوعية الطائرات المقاتلة الهندية التي تم إسقاطها من قبل سلاح الجو الباكستاني يوحي بوجود أجندة خفية لدى جهات تقف من وراء التصعيد الأخير بين الجارين النوويين .

الحديث عن طائرة رافال التابعة لسلاح الجو الهندي الفرنسية الصنع التي اسقاطها من قبل سلاح الجو الباكستاني باستخدام طائرات صينية الصنع يوحي بوجود من ينفخ في كير الفتنة و الأزمة بين البلدين و لا سيما أن إقليم كشمير المحاذي لمنطقة التيبت في أعالي جبال الهملايا كان مسرحاً لحرب قصيرة دامية بين الهند و الصين في مطلع ستينيات القرن الماضى و لا يخفى على المتابعين للمشهد السياسىي في شبه القارة الهندية رغبة الدوائر الحاكمة في نيودلهي بتهيئة الرأي العام المحلي لصفقات سلاح جديدة مع الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.

مقالات ذات صلة الدكتور احمد زياد أبو غنيمة 2025/05/10

لوبيات الصناعات الحربية المتنفذة في البيت الاسود بواشنطن و في أروقة البنتاجون ( وزارة الدفاع الأمريكية ) و لجنة الدفاع في الكونجرس ليست معنيةً فحسب بجني المزيد من الأرباح و المكاسب المالية عبر صفقة ضخمة تعقدها مع ثاني أكبر دول العالم سكانيا بعد الصين الا و هي الهند ، بل هي راغبةٌ في خلق صراع مسلح دموي بين كلا البلدين لوضع حد لاقوى قوة اقتصادية صاعدة على مستوى العالم في إشارة إلى النظام الشيوعي الحاكم في بكين .

النمو المتسارع للاقتصاد الصيني يشكل تهديدا حقيقيا للاقتصاد الأمريكي في بلد رأسمالي يهيمن عليه رجال الأعمال من أصحاب رؤوس الأموال الضخمة ، الذين يضغطعون بقوة على الإدارة الأمريكية لاتخاذ خطوات عملية ملموسة لوضع حد نهائي للتفوق الصيني على منتوجاتهم في مختلف أسواق العالم التجارية و هو امر لا يمكن تحقيقه و هذا ما عبرت عنه سياسة الرئيس الجديد في البيت الأبيض دونالد ترامب من خلال اتخاذ سلسلة إجراءات اقتصادية للحد من تدفق البضائع و السلع الصينية المنشأ إلى الأسواق الأمريكية

صناع القرار في واشنطن يدركون أنه لا سبيل لإيقاف عجلة التنمية الاقتصادية الصينية المتسارعة الا عبر استدراج الصين إلى مواجهة عسكرية مع دولة تملك الموارد البشرية اللازمة لمواجهة بكين و هو امر غير متوفر فعليا الا في الهند التي تشكو في حقيقة الأمر من ضعف فعلي في ترسانتها العسكرية لاسيما الجوية منها و التي يرجع جزءٌ لا يستهان به منها الى حقبة الحرب الباردة .

الدوائر الليبرالية الحاكمة في نيودلهي تبدو معنية اكثر من اي وقت مضى في مواجهة الصين ليس لأنها راغبة في الحصول على بعض العمولات المالية من صفقات سلاح تعقد مع القوى الغربية فقط بل لأنها تشعر بتهديد مضاعف لوجودها في سُدة الحكم في بلادها في أعقاب سقوط النظام الملكي الحاكم في نيبال المجاورة الواقعة بين الهند و الصين و قيام الجمهورية فيها على يد الثوار الماويين في بلد كان ينظر إليه بإستمرار بإعتباره جزءً من الحديقة الخلفية للهند .

انتصار الثوار الماويين في نيبال اعطى زخما هائلا و قوة دفع معنوية رهيبة لنظرائهم في الهند الذين يخوضون كفاحا مسلحا متواصلا ضد النظام الحاكم في نيودلهي منذ عدة عقود في أكثر من عشر ولايات هندية مما يعيق كثيرا من الاستثمارات الغربية في البلاد و يشكل خطرا داهما على مصالح الطبقة البرجوازية الحاكمة في الهند و المرتبطة فكريا و اقتصاديا بالنظام الرأسمالي الليبرالي العالمي .

حسابات حكام نيودلهي تتقاطع و تتلاقى الى حد بعيد مع مصالح الدوائر الامبريالية في واشنطن و لندن و غيرهما الراغبة في إعادة صياغة المشهد الاقتصادي العالمي بما يتلاءم مع العقلية الشيطانية المتحكمة في تفكيرها و النابعة من تلك النظريات التي وضعها عالم الجغرافية السكانية الانجليزي مالتوس في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي و التي ترى في الحروب المدمرة وسيلة إيجابية للتخلص من مشكلات الانفجار السكاني و التزايد المضطرد في عدد سكان العالم على نحو لا يتناسب مع الزيادة في انتاج الغذاء عالميا .

العقلية الشيطانية لتجار الحروب و مصاصي دماء البشرية ليست مستغربة لدينا نحن معشر العرب المؤمنين بالله فهي تذكرنا بقول الحق عزّ و جلّ في محكم تنزيله العربي المجيد في معرض وصفه لأسلاف هؤلاء من عبيد آل روتشيلد و روكفلر من المرابين الصهاينة اليهود أحفاد الصعلوك شايلوك ” كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله و يسعون في الأرض فسادا و الله لا يحب المفسدين ” ( سورة المائدة – الآية ٦ )

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

“مغامرات قديمة في ليبيا”.. أول فيلم وثائقي دولي يُصوَّر داخل البلاد منذ 15 عامًا

أطلقت منصة البث والبودكاست البريطانية History Hit، التي أسسها المؤرخ والإعلامي البريطاني “دان سنو”، فيلمًا وثائقيًا جديدًا بعنوان “مغامرات قديمة: ليبيا”، في أول عودة لفريق دولي إلى مواقع أثرية ليبية منذ أكثر من عقد ونصف.

ويقدّم الوثائقي، الممتد لـ50 دقيقة، رحلة بصرية داخل واحدة من أكثر المناطق الأثرية عزلة وغموضًا في العالم: برقة شرق ليبيا.

ويُعد هذا العمل أول إنتاج وثائقي تاريخي يتم تصويره في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، بعد سنوات من الإغلاق أمام الفرق الدولية بسبب النزاعات وعدم الاستقرار.

وأشار دان سنو عن تجربته إلى أن “ليبيا من أروع الأماكن التي صوّرتها في حياتي، مشيرا إلى ما وصفه بـ”طبقات حضارية مذهلة”، ومحفوظة بإتقان ونادرة الظهور، والتجول في مواقع لم يمسسها بشر لسنوات، ومرافقة علماء الآثار الذين يحيون تاريخها، كان شرفًا كبيرًا. معبر ا عن سعادته بإعادة هذه الزاوية المنسية من العالم القديم إلى الجمهور، وفق قوله.

رحلة عبر عالم كلاسيكي منسيّ

ويتنقل سنو بين بنغازي وجبال شرق ليبيا وصولًا إلى مواقع يونانية ورومانية مهولة، ليكشف للمشاهدين بقايا حضارات متتابعة لم تحظَ بالاهتمام العالمي رغم قيمتها الاستثنائية.

ويتضمن الوثائقي مشاهد حصرية من: ميناء الحنية المفقود الذي تكشف أمواج الشتاء عن آثار فخاريات وعظام وهياكل معمارية غارقة.

كما يكشف مدينة قورينا القديمة، إحدى أبرز المدن اليونانية الرومانية، حيث لا تزال المنازل والمعابد والمسارح قائمة على هضبة مرتفعة تطل على البحر المتوسط.
وينضم سنو خلال الرحلة إلى فرق بحثية من جامعة أولستر وجامعة بنغازي لرصد اكتشافات تُسجَّل لحظة بلحظة، في مشاهد تتيح للمشاهد رؤية التاريخ يُبعث مجددًا من تحت التراب.

ابتكار بصري… وعودة مدينة قورينا للحياة

وفي خطوة تجمع بين علم الآثار والتكنولوجيا، تعاونت “History Hit” مع شركة “Ubisoft” لدمج لقطات من لعبة “Assassin’s Creed Origins” كإعادة بناء رقمية لمدينة قورينا، ما أتاح تقديم تصور دقيق لكيف كانت تبدو قبل أكثر من ألفي عام.

من جهته، قال المنتج التنفيذي بيل لوك، إن هذا الإنتاج فرصة نادرة لتوثيق تاريخٍ ظل بعيدًا عن الأنظار طويلاً، مشيرا إلى أن الفريق فريقنا مع شركاء محليين ودوليين لتقديم هذا الإرث الاستثنائي بأعلى درجات الحرفية والاحترام، معتبرا “مغامرات قديمة: ليبيا” واحدًا من أهم الأفلام التي أنتجناها على الإطلاق.”

شراكات دولية ومحلية

تم إنتاج الفيلم بالتعاون مع جامعة أولستر، وجامعة بنغازي، وصندوق الآثار العالمي، وصندوق حماية الثقافة التابع للمجلس الثقافي البريطاني، ودائرة الآثار الليبية، حيث يُعد الوثائقي خطوة مهمة لإعادة تسليط الضوء على الكنوز الأثرية الليبية وإبراز إمكاناتها التاريخية أمام العالم بعد سنوات من الغياب.

المصدر: ” History Hit”

آثار ليبيارئيسيمغامرات قديمة في ليبيا Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • “المربع الجديد” يعزز التعاون الاستثماري بين السعودية واليابان في قمة الأولوية – آسيا بطوكيو
  • الدبيبة يبحث معالجة “القيود الأمريكية على سفر المواطنين الليبيين”
  • “تسهيل”.. وزارة الاقتصاد تطلق النظام الرقمي لنقطة الاستعلام لتسهيل التجارة الخارجية في ليبيا
  • تلميحات المواجهة تزداد حدة: ترامب يدعو لاعتبار المجال الجوي لفنزويلا “مغلقًا”.. و”كراكاس” تصفه بـ”التهديد الاستعماري”
  • معرض “الهند.. نسيج الزمن” في موسكو: رحلة عبر 300 تحفة نسجية و30 فعالية ثقافية
  • “أشوك ليلاند – الإمارات” تتوسع في السعودية
  • العثور على “زهرة الأشباح” بعد 13 عاما من البحث
  • قائد الجيش الإيراني يعلن التأهب لسحق الكيان بعد انضمام “كردستان” للأسطول البحري
  • منها السودان و3 دول عربية أخرى.. “الهجرة الأمريكية” تعيد النظر في البطاقات الخضراء الممنوحة لأشخاص من 19 دولة
  • “مغامرات قديمة في ليبيا”.. أول فيلم وثائقي دولي يُصوَّر داخل البلاد منذ 15 عامًا