غزة تُعلن رسميا منطقة مجاعة جراء الحصار الإسرائيلي
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
تعيش غزة هذه الأيام واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، حيث بات الجوع مشهدا يوميا مألوفا في الشوارع ومراكز الإيواء، وسط حصار خانق تفرضه إسرائيل على القطاع منذ أكثر من شهرين، ومنع تام لدخول المساعدات الغذائية والدوائية، مما فاقم حالة الانهيار المعيشي الشامل.
وبينما أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى رسميا غزة "منطقة مجاعة"، تستمر التحذيرات الدولية من انهيار العمل الإنساني في القطاع، في ظل مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر ومنع دخول شاحنات المساعدات.
وتجاوزت أسعار السلع الأساسية حدود المعقول، في ظل ندرة حادة في المواد الغذائية، إذ ارتفع سعر كيلو الدقيق إلى 9.45 دولارات، في حين يُباع كيس الطحين زنة 50 كيلوغراما بنحو 400 دولار، وهو ما يعادل دخل شهر كامل لعائلة متوسطة.
وتحوّل مشهد الطوابير الطويلة أمام نقاط توزيع الغذاء إلى روتين يومي يعكس حجم المعاناة التي يعيشها السكان، وسط بكاء الأطفال، وصراخ الأمهات، وتدافع الرجال في محاولة يائسة غالبا.
وباتت بعض العائلات تعتمد على خلط كميات قليلة من الدقيق -رغم فساده- مع ما تبقى من الأرز أو المعكرونة، لتوفير وجبة تسد رمق الأطفال وتمنعهم من النوم جوعى، في حين أصبحت أكياس الطحين، رغم سوء حالتها، تُعامل ككنز لا يُفرّط فيه.
وتزامنا مع توقف أغلب المطابخ الخيرية عن العمل لنفاد الإمدادات والوقود، أعلنت منظمة "المطبخ المركزي العالمي" أنها لم تعد قادرة على طهي وجبات جديدة أو خبز الخبز، في ظل إغلاق المعابر واستمرار الحصار الإسرائيلي.
وفي غضون ذلك، تشهد الأسواق شللا شبه تام في الحركة، مع اختفاء البضائع، وعجز معظم السكان عن الشراء.
وتشير بيانات البنك الدولي إلى أن أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة باتوا يعتمدون اعتمادا كليا على المساعدات الإنسانية، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي منذ أكثر من 19 شهرا، الذي حوّل معظم السكان إلى فقراء ومشردين.
ونزح أكثر من 90% من الأهالي من منازلهم، بعضهم عدة مرات، ويعيشون الآن في ظروف قاسية داخل ملاجئ مكتظة أو في العراء.
وتزامنا مع هذا الانهيار الإنساني الشامل، باتت الحياة في غزة أقرب ما تكون إلى معركة يومية للبقاء، لا يسلم منها طفل أو شيخ.
ويغيب التحرك الدولي بشكل كامل في مواجهة سياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل كأداة حرب.
وتستمر سلطات الاحتلال بمنع دخول المساعدات الإنسانية والسلع الأساسية، متجاهلة التحذيرات الأممية التي تصف هذه الإجراءات بانتهاك صارخ للقانون الدولي.
وتقف القوى الكبرى مكتوفة الأيدي أمام مجاعة أهالي غزة المحاصرة، حيث تُستباح أبسط حقوق الإنسان في الغذاء والدواء، وتظل الحياة في القطاع عبارة عن صراع مستمر ضد الجوع والموت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أسوشیتد برس أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
عاجل - الأونروا تحذر من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة بسبب الحصار
أكدت مديرة الإعلام بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة، إيناس حمدان، أن أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة يعانون من الحصار الشامل، ويواجهون صعوبات في الحصول على الغذاء والمياه الأساسية للحياة.
وأضافت أن الوضع في القطاع كارثي، مع تصاعد الجوع واليأس في ظل الانقطاع التام للإمدادات الإنسانية.
الأونروا: المخزون الغذائي نفد بالكامل.. وآلاف الشاحنات الإغاثية تنتظر السماح بدخول غزة عاجل- ارتفاع حصيلة شهداء ومصابي عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة إلى أكثر من 172 ألفًا نفاد الإمدادات الغذائية والدوائية: الوضع يزداد سوءًافي مداخلة تلفزيونية على قناة "سكاي نيوز عربية" اليوم الأحد، أوضحت حمدان أن المساعدات الإنسانية لم تدخل إلى القطاع منذ فترة طويلة، وهو ما تسبب في أزمة غذائية وصحية خانقة.
وأشارت إلى أن المراكز الصحية التي تديرها الأونروا تُسجل حالات سوء التغذية بشكل كبير بين الأطفال، بالإضافة إلى تزايد الحالات المرضية الناتجة عن الحرمان من الطعام والعلاج.
وأضافت حمدان: "لقد نفد مخزون الأونروا من الدقيق والطرود الغذائية، مما يعني أن توزيع المواد الغذائية قد توقف بشكل رئيسي، وهو ما يعمق الأزمة، خاصة على الفئات الهشة مثل الأطفال والنساء وكبار السن، إلى جانب المرضى الذين يحتاجون الأدوية والرعاية الطبية."
نقص حاد في الأدوية والخدمات الصحيةوأوضحت حمدان أن الأونروا لا تزال تدير 9 مراكز صحية و39 نقطة طبية متنقلة في القطاع، ولكن الإمدادات الصحية الضرورية قد نفدت بالفعل، وبقي القليل منها الذي سيكفي لمدة شهرين فقط. نقص اللقاحات الخاصة بالأطفال يشكل تهديدًا كبيرًا، في ظل ما وصفته بحالة تدهور صحي خطير في القطاع.
المعابر الحدودية: الأمل الوحيد لإدخال المساعداتأشارت حمدان إلى أن 3 آلاف شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية تنتظر على المعابر الحدودية، لكن لم يتم السماح لها بالدخول حتى الآن. وأكدت أن المطالبات الدولية بفتح المعابر مستمرة، حيث أن هذا هو الخيار الأمثل لحل الأزمة الإنسانية في غزة.
وقالت: "إذا تم السماح بإدخال الإمدادات، سنتمكن من تقديم الخدمات الصحية والغذائية بشكل فعال، ولكن عدم إدخال هذه الإمدادات يعيق بشكل كبير عملنا ويؤثر على الخدمات الحيوية."
توقف خدمات المطابخ المجتمعية: ملاذ العائلات مهددوفي إطار الأزمة المتفاقمة، أضافت حمدان أن العديد من المطابخ المجتمعية التي كانت تشكل الملاذ الأخير للعائلات في غزة قد توقفت عن العمل. فقد تم إغلاق 60 مطبخًا من أصل 180 مطبخًا يديرها المجتمع المحلي، مما يزيد من معاناة السكان في القطاع.