شهدت مكتبة مصر العامة بدمياط، أمس السبت، حفل ختام فعاليات الملتقى الثقافي الحادي والعشرين لشباب المحافظات الحدودية، ضمن مشروع "أهل مصر"، الذي أقيم برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، ونظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، تحت شعار "يهمنا الإنسان"، ونفذ بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة.

 

 

 

حضر الفعاليات د. حنان موسى، رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث ورئيس اللجنة التنفيذية لمشروع أهل مصر، أحمد يسري، مدير عام ثقافة الشباب والعمال، والمدير التنفيذي للملتقى، ونجوى كيوان، مدير عام فرع ثقافة دمياط، ولفيف من القيادات الثقافية والتنفيذية بالمحافظة.

 

 

 

استهلت الفعاليات بتفقد الحضور للمعرض الفني نتاج الورش الإبداعية التي قدمها الملتقى، وتنوعت المعروضات ما بين الأعمال الخشبية المبتكرة نتاج ورشة الأركت للمدرب أيمن السعدني، وقطعا فنية مصنوعة من الجلد الطبيعي قدمها المشاركون في ورشة المشغولات الجلدية للفنانة نسرين مجدي، بالإضافة إلى قطع ديكورية مميزة مصنوعة من مادة الريزن صممت بإشراف مهندس الديكور نادر حسن، ومنتجات ورشة الريبوسيه تدريب يوسف جلال، فضلا عن نماذج من فن الديكوباج عكست الحس الجمالي للمتدربين، بإشراف مها محب وسهام إسماعيل.

 

 

 

أعمال فنية بارزة 

كما شمل المعرض نماذج فنية دقيقة من أعمال النحت على الصدف للفنان جلال عبد الخالق، ولوحات بارزة نتاج ورشة الفيانسيه تدريب د. أميمة رشاد، بجانب المشغولات اليدوية المصنوعة من الخرز نتاج ورشة الإكسسوارات للباحثة نهى الكاشف، وأخيرا المنتجات التراثية نتاج ورشة فن الخيامية للمدرب عماد إبراهيم.

 

 

 

وفي كلمتها، أعربت د. حنان موسى، عن اعتزازها بنجاح الملتقى مشيرة إلى أن مشروع "أهل مصر" لم يعد مجرد مبادرة ثقافية بل أصبح بمثابة منصة وطنية راسخة للدمج الثقافي والاجتماعي بين أبناء المحافظات الحدودية وباقي المحافظات.

وأضافت أن المعرض الفني جسد ثمرة الورش النوعية التي أتاحت للمشاركين أدوات التعبير والتفاعل الفني، كما أن إقامة الملتقى في محافظة دمياط أتاح لهم فرصة اكتشاف تراثها الحرفي والثقافي الغني، الأمر الذي يعزز من قيم الانتماء والتواصل الإنساني.

واختتمت حديثها موجهة الشكر لوزير الثقافة ورئيس الهيئة ونائبه لدعمهم الكبير للمشروع، وكذلك المدربين والإداريين وكل من ساهم في إنجاح هذه التجربة الثقافية الملهمة، مؤكدة استمرار المشروع وتوسعه، نظرا لما حققه من نتائج ملموسة في بناء الإنسان منذ انطلاقه.

من ناحيته، أشاد مدير عام الإدارة العامة للشباب والعمال، بحجم الإنجاز والتفاعل من الشباب، كما أثنى على برنامج الملتقى الذي منح الشباب مساحة حقيقية للتعبير والتطور، وتعزيز الثقة بالنفس.
 

واختتم حديثه مؤكدا على أهمية استمرار مثل هذه الملتقيات لتحقيق فكرة العدالة الثقافية.

وأعربت نجوى كيوان مدير فرع ثقافة دمياط، عن اعتزازها باستضافة المحافظة لهذا الحدث بالتزامن مع احتفالات العيد القومي، مشيرة إلى أن الملتقى أتاح لشباب المحافظات الحدودية التعرف على التراث الفريد للمحافظة ومعالمها الثقافية، مما ساهم في إثراء تجربتهم وتعزيز فرص التبادل المعرفي.

عرض فيلم تسجيلي حول مشروع أهل مصر 

أعقب ذلك عرض فيلم تسجيلي عن فعاليات الملتقى من ورش فنية وحرفية وزيارات ميدانية، من إعداد فريق مشروع أهل مصر، بجانب عرض فيلم قصير بعنوان "بحلم"، نتاج ورشة الرسوم المتحركة للدكتور محمد ربيع، وآخر وثائقي نتاج ورشة التصوير الفوتوغرافي للدكتور محمد إسماعيل.

وعلى المسرح الروماني بالمكتبة، تواصلت فعاليات الحفل مع عرض فني بعنوان "طاقة نور"، نتاج ورشة البانتومايم للفنان عمرو حمزة، بجانب عرض مسرحي بعنوان "هنا.. مصري"، نتاج ورشة الدراما المسرحية، إخراج عمرو الزغبي، وقدم خلاله الشباب المشاركون رسالة تؤكد الفخر بالانتماء الوطني.

واختتم الحفل بتكريم القائمين على الملتقى ومدربي الورش والإدارات المعاونة، تقديرا لجهودهم في إنجاح الملتقى الذي استضاف 120 شابا وفتاة من المحافظات الحدودية الستة: شمال وجنوب سيناء، أسوان، الوادي الجديد، البحر الأحمر (حلايب، الشلاتين، أبو رماد)، إلى جانب عدد من المشاركين من المناطق الآمنة بالقاهرة، والمحافظة المضيفة.

الملتقى الحادي والعشرون لشباب المحافظات الحدودية أقامته الإدارة العامة لثقافة الشباب والعمال، ضمن برامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، وبالتعاون مع إقليم شرق الدلتا الثقافي، بإدارة الكاتب أحمد سامي خاطر وفرع ثقافة دمياط.
وشمل الملتقى 13 ورشة فنية وحرفية بمشاركة نخبة من المدربين المتخصصين، بجانب عدد من اللقاءات التثقيفية، والزيارات الميدانية لأشهر معالم المحافظة.

مشروع أهل مصر 

ويعد مشروع "أهل مصر" أحد أبرز مشروعات وزارة الثقافة الموجهة لأبناء المحافظات الحدودية من الأطفال والشباب والمرأة، وينفذ في إطار البرنامج الرئاسي لتشكيل الوعي الوطني، وتعزيز قيم الانتماء، ودعم الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الهيئة العامة لقصور الثقافة وزارة الثقافة الرسوم المتحركة المحافظات الحدودية الملتقي الثقافي الحدودية مشروع أهل مصر المشغولات اليدوية المنتجات التراثية مشروعات وزارة الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو لشباب المحافظات الحدودیة مشروع أهل مصر نتاج ورشة

إقرأ أيضاً:

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: النتاج الفكري .. ما بين الزخم والثمرة

مقدرة الإنسان على التفكير نعمة عظيمة يتمخض عنها نتاج فكري، يسهم في تعزيز المستودع المعرفي، الذي يساعد في تنمية الوعي في أنماطه المختلفة، وهنا نتحدث عن مهارات نوعية، تصيب الهدف، وتحقق الغاية المنشودة، وتخلق أفكارًا، تتسق مع المنطق، ويتقبلها الوجدان، وتعززها الممارسة؛ حيث التأمل الناتج عن الفهم العميق، والاستنتاج المتاخم لمقدرة الفرد على التفسير، والملاحظة الدقيقة، التي تنسدل من معايير ضابطة، تحدُّ من أثر تدخلات متغيرات قد تشتت الأذهان، وتشوب النتيجة.

تقدير النتاج الفكري، والعكوف على طرائق وظيفيته؛ بغية الاستفادة منها يساعد في إيجاد مناخ يجعل الإنسان محفزًا؛ لإنتاج مزيد من هذا النتاج بمختلف ألوانه، وصوره بما يضيف إلى المستودع الثقافي؛ فيصير من تراثه المثمر بمرور الزمن، وهنا نتحدث عن أصالة، وتجديد؛ كي نتجرّع من كأس عتيق معارفنا، ونضيف نكهات الحاضر، التي تذيب ما نواجه من عثرات، قد تقف حجر عثرة أمام تحديات متجددة تواجهنا، وتحد من تدفق سيل أفكار، يمكننا أن نحوّلها من حيز التجريد لوظيفية التطبيق.

عقولنا البشرية، التي نمتلكها، لا تتوقف قطّ عن التفكر، والتفكير فيما يدور حولنا من مجريات أحداث قد مضت، أو ما زالت جارية، أو نتوقع صورتها في المستقبل القريب، والبعيد منه على السّواء؛ لذا يتوجب أن نستثمر ما لدينا من ملكات من أجل أن نتحصل على نتاج فكري رصين، يساعدنا في أن نطوّر من مجالات نوعية، لا غنى عنها، بل، يحسن من مفردات الحياة التي نعيش تفاصيلها؛ فنقدم على طرق أبواب، قد لا يتواتر على الأذهان في أزمنة بعينها أن تمسك بمفاتيحها؛ لتكشف عما ورائها، وهذا في حد ذاته يؤكد ضرورة تجديد نتاجنا الفكري؛ ليستدام التجديد، ويعزز الابتكار، الذي يقوم على فكرة تلو الأخرى.

دعونا نُثمّن مفرزات العقل البشري المُتَّقد، الذي يخرج لنا مؤلفات زاخرة بالمعاني، والمفاهيم العميقة، والبحوث، التي يتمخض عنها نتائج وظيفية، تستفيد منها مجالات عديدة، والنظريات، التي نستلهم من فروضها، ومبادئها المقدرة على تعضيد سيناريوهات من شأنها أن تحدث تغييرات في بِنَى التفكير، وأطره عبر ما نتبناه من استراتيجيات متقدمة تعتمد على تخطيط متقن، وتنفيذ مقنن، وتقويم يساعدنا في التحسين، والتطوير على الدوام، ناهيك عما تقدمه له مقالات الرأي من استنارة حول قضية بعينها، نستقرأ منها الإشكالية، ونستخلص من إيجابية الطرح اليانع، المتمثل في حلول تعتمد على عمق الرؤى، التي تربط النظرية بالتطبيق.

أعتقد أن جُلّ النتاج الفكري الرصين يقدم لنا أفكارًا، تمدنا برؤية مفعمة بتفاصيل تتوافق، أو تتكيف مع ما لدينا من مقدرات، وإمكانيات، لا ينقصنا سوى صناعة، واتخاذ قرار يحول الأفكار إلى نتاج ملموس، بعيدًا عن التحيز، أو الذاتية، والتزامًا بالموضوعية في سياقها المطلق، وهذا ما يجعلنا قادرين على المواكبة، وتطوير أنفسنا، وإضفاء قيمة مضافة إلى مقدراتنا، وهو ما يشكل حجر زاوية التقدم المعرفي، والمادي على السّواء.

النتاج الفكري المثمر يشرح الصدور، ويوقظ الأفئدة، وينير القلوب، ويروي الوجدان بفيض مفردات تخصب الأذهان؛ ومن ثم تنمو في مساراته المعقدة المفاهيم المجردة، والمحسوسة، التي تسهم في تنمية أنماط الوعي لديه؛ فيصبح مدركًا لما يدور حوله، غائرًا في حضارته المتجذرة، ملمًّا بتراثه الثقافي لديه رؤية طموحة نحو مستقبله، الذي يشارك في صناعته، ولا يتأخر قطّ عن المبادرة في تجاوز المشكلات، والتحديات، التي تواجه مجتمعه، ناهيك عن امتلاك صفات المواطنة الصالحة، التي تعجله يفقه منظومة النسق القيمي النبيلة، الذي يتبناه مجتمعه؛ فيمارس اتصاف التسامح عبر حوار بناء مع أخيه في الإنسانية، وهذا ما يؤكد على فلسفة الإيجابية.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

طباعة شارك تنمية الوعي التفكير لمفاهيم العميقة

مقالات مشابهة

  • اختتام ورشة لكوادر وفرسان التنمية في المحافظات المحتلة
  • جمعية الرواد الشبابية بجازان تنفذ برنامج "حديث الشباب" بالشراكة مع "الموارد البشرية" و"بيت الثقافة"
  • الصحة تناقش في ورشة عمل مشروع أتمتة تسجيل الدواء والرقابة الدوائية في سوريا
  • بحضور محافظي الدقهلية والجيزة.. «الشباب والرياضة» تختتم الموسم الخامس لمهرجان "إبداع"
  • أجندة قصور الثقافة في الأسبوع.. احتفالات عيد وفاء النيل تطوف المحافظات
  • برعاية مديرية الثقافة بحلب، جمعية تطوير التعليم تعقد مؤتمرها العلمي الأول في سوريا
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: النتاج الفكري .. ما بين الزخم والثمرة
  • في انطلاق الملتقى الـ21 من مشروع أهل مصر.. 8 ورش إبداعية استكمالا لمسيرة دعم وتمكين المرأة بالمحافظات الحدودية
  • اللجنة الوطنية للتحقيق تختتم ورشة عمل حول طبيعة المحاكمات لمرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان
  • ختام فعاليات المرحلة الثانية من مسابقة الأندية للإبداع الثقافي في محافظة مسندم