الحماية المدنية تسيطر.. سلسلة حرائق تلتهم المحافظات دون خسائر بشرية
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
شهدت عدة محافظات خلال الأيام الماضية، سلسلة من الحرائق المتفرقة، تسببت في أضرار مادية كبيرة وحالة من الذعر بين المواطنين، في ظل جهود مكثفة من قوات الحماية المدنية للسيطرة على النيران ومنع امتدادها إلى مناطق سكنية أو منشآت حيوية.
حريق مصنع ملابس ببورسعيدتمكنت قوات الحماية المدنية بمحافظة بورسعيد، بقيادة العميد شريف العربي، مدير الإدارة، من السيطرة على حريق نشب داخل مصنع للملابس الجاهزة بالمنطقة الصناعية جنوب بورسعيد ، دون وقوع إصابات أو خسائر بشرية.
وتلقت قوات الحماية المدنية بلاغًا يفيد باندلاع النيران في الطابق العلوي بالمصنع، داخل غرفة تستخدم كمخزن، وهرعت سيارات الإطفاء إلى الموقع، حيث وصلت خلال دقائق، وبدأت على الفور في محاصرة ألسنة اللهب.
وشكّل الحريق خطرًا داهمًا على المصنع بالكامل، وهدد بامتداده إلى المصانع المجاورة، إلا أن سرعة استجابة فرق الإطفاء حالت دون تفاقم الوضع، وتم التعامل الفوري مع مصادر الاشتعال.
كما تلقت الأجهزة الأمنية المعنية بلاغًا بالواقعة، وانتقلت إلى الموقع لإجراء المعاينة اللازمة، والتحقيق في أسباب الحريق وملابساته.
محافظة القاهرةتمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة من السيطرة على حريق اندلع في مطعم شهير بميدان سفير في مصر الجديدة بالقاهرة.
تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة اخطارا من غرفة عمليات النجدة تضمن ورود بلاغا من الأهالي أفاد باندلاع حريق في مطعم شهير بميدان سفير في مصر الجديدة.
على الفور انتقلت أجهزة أمن القاهرة مصحوبة ب ٤ سيارات اطفاء وجرى السيطرة على الحريق واخماده وتحرر المحضر اللازم عن الواقعة.
وكان قد قرر الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة تشكيل لجنة هندسية لبيان مدى تأثر العقار رقم ٧٨ شارع عثمان بن عفان من ميدان تريومف بحى النزهة من الحريق الذى اندلع بأحد المطاعم الموجود أسفله.
كما وجه بسرعة إزالة الأثار التى نتجت عن الحريق عقب انتهاء النيابة العامة والبحث الجنائى من معاينة المكان لبيان أسباب الحادث.
كانت غرفة العمليات المركزية بالمحافظة قد تلقت بلاغًا بنشوب حريق بأحد المطاعم بسبب انفجار أنبوبة بوتاجاز بالدور الارضى بعقار مكون من أرضى و ٦ أدوار متكررة، وامتدت النيران إلى بلكونات العقار بالواجهة من الدور الأول حتى الدور الثالث، ومحل أحذية مجاور مغلق، وعلى الفور انتقلت قوات الحماية المدنية والإسعاف والقيادات الأمنية ومسئولى الحى، وتم السيطرة على الحريق، والاطفاء دون إصابات أو وفيات، وجارى عمليات التبريد.
تمكنت قوات الحماية المدنية والاطفاء في محافظة المنوفية من السيطرة علي حريق بسوق الخردة بشبين الكوم.
تلقي اللواء محمود الكموني مدير أمن المنوفية إخطارا من مركز شرطة شبين الكوم بنشوب حريق في سوق الخردة بالعزبة الغربية في شبين الكوم.
تابع وليد سالم رئيس حي غرب مدينة شبين الكوم في محافظة المنوفية رفع آثار نشوب حريق في سوق الخردة بالعزبة الغربية بمدينة شبين الكوم.
رافقه سيد شعبان نائب رئيس الحى وأشرف عزب سكرتير الحى .
جاء ذلك عقب نشوب حريق بسوق الخردة وتم الدفع ب 9 سيارات إطفاء للسيطرة علي الحريق.
وتم تواصل العمل حتي الان ورفع مخلفات الحريق بمعدات الحي وتم توصيل كافة المرافق واعادة التيار الكهربائي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحماية المدنية محافظة القاهرة مديرية أمن القاهرة محافظ القاهرة قوات الحمایة المدنیة السیطرة على أمن القاهرة شبین الکوم
إقرأ أيضاً:
الحرب مع إيران تكشف فشل منظومة الحماية المدنية الإسرائيلية
القدس المحتلة- لم يتضح بعد كيف ستنتهي الحرب بين إسرائيل وإيران، لكن المؤكد أن الملاجئ عادت لتتصدر المشهد، من مساحات مهجورة ومهملة تفوح منها روائح "العفن"، إلى السلعة الأكثر طلبا في زمن الطوارئ.
لم يعد الإسرائيليون يكتفون بالاختباء في بيوت الدرج أو الغرف الداخلية كما في حروب سابقة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو الحوثيين، فالتهديد الإيراني، بما يحمله من صواريخ دقيقة ومتفجرة، فرض واقعا جديدا لا يترك أي مجال للتهاون.
مع اشتداد الهجمات الصاروخية الإيرانية واتساع نطاق المواجهة، كشف الواقع -خلال الأيام الماضية- عن صورة قاتمة، من حيث النقص الحاد في عدد الملاجئ، والاكتظاظ غير المسبوق، وانعدام الحد الأدنى من الجاهزية والخدمات.
ملاجئ متهالكةفي مدن كبرى مثل تل أبيب وحيفا والقدس، وحتى في بلدات قريبة من جبهات القتال، وجد آلاف الإسرائيليين أنفسهم يركضون نحو ملاجئ عامة متهالكة، بعضها مغلق، وبعضها الآخر غير صالح للاستخدام وأشبه بمجمع للنفايات. وفي غياب بنية تحتية جاهزة لحالة الطوارئ، تحولت هذه المساحات إلى رمز لغياب "العدالة" في توزيع الحماية.
إضافة إلى ذلك، فإن حادثة سقوط الصاروخ في مدينة بيتح تكفا، المقامة على أنقاض بلدة ملبس المهجّرة، التي قُتل فيها زوجان نتيجة إصابة مباشرة لملجأ، زادت من قلق السكان الإسرائيليين، وشككت في فعالية هذه المساحات المحمية.
على مدار عقود، انسحبت إسرائيل تدريجيا من مسؤولية تجهيز الملاجئ، وتمت خصخصة هذه المساحات داخل المباني السكنية، وأصبحت الحماية مرهونة بالقدرة المادية، فمن يملك المال يعيش في شقة تضم غرفة آمنة مجهزة، ومن لا يملك، يُترك لملاجئ عامة تفتقر إلى أدنى مقومات السلامة.
وحسب تقرير مراقب الدولة القاضي المتقاعد يوسيف شابيرا لعام 2018، فإن 38% فقط من الإسرائيليين لديهم ملاجئ داخل منازلهم، بينما يعتمد الباقون على ملاجئ عامة قديمة ومهملة أو لا يحظون بأي حماية.
إعلانمع تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران، برزت هذه الفجوة بوضوح، فكثيرون لم يجدوا مأوى قريبا واضطروا لقطع مسافات طويلة تحت صافرات الإنذار، بينما اشتكى آخرون من سوء التهوية وانعدام المياه، أو حتى عدم وجود إضاءة في الملاجئ التي تكدست النفايات في بعضها.
في هذا السياق، برزت فضيحة في مدينة "بني براك" حين اكتشف السكان الذين هرعوا إلى عدة ملاجئ عامة أنها مغلقة، حسب صحيفة يديعوت أحرونوت، فالحادثة الأبرز كانت في مدرسة تضررت بفعل صاروخ، حيث كان الملجأ مغلقا ولم يصل إليه المسؤول عن فتحه، مما أجبر السكان على البحث عن آخر.
وقال بعضهم للصحيفة إن إغلاق الملجأ أنقذ الأرواح، إذ كان من الممكن أن يُحتجز من بداخله تحت الأنقاض، في حين اعتبر آخرون ذلك ذريعة لتبرير الفشل.
تقصير عميق
ملجأ آخر يُستخدم كفصل دراسي في معهد ديني وآخر كمستودع لمنظمة إنقاذ، وجميعها كانت مغلقة. بعض السكان كسروا الأقفال بالفؤوس بعد تجاهل البلدية نداءاتهم المتكررة. ووصف عضو المجلس البلدي، يعقوب ويدر، الأمر بالفضيحة قائلا: "لا يعقل أن تكون الملاجئ العامة مغلقة في أكثر مدن إسرائيل ازدحاما، وفي ذروة الحرب".
من جانبها، تقول عنات جورجي محررة مجلة "ماركر ويك" إن هذا الواقع أعاد طرح تساؤلات جدية حول مسؤولية إسرائيل في حماية مواطنيها، واستعداد الجبهة الداخلية لحرب طويلة أو مفاجآت إستراتيجية، مشيرة إلى أن التهديد الإيراني أعاد تفعيل الخطر، لكنه أيضا عرى تقصيرا عميقا في البنية الدفاعية المدنية التي يفترض أن تكون خط الحماية الأخير للمجتمع.
وتضيف جورجي "يوما بعد يوم، تتوالى القصص عن إسرائيليين يهرعون لتنظيف الملاجئ وتهيئتها، وآخرين يُمنعون من دخول ملاجئ مجاورة، لأنها خاصة. وتتناقل على وسائل التواصل تغريدة لشخص روى كيف طُردت عمته من ملجأ أحد المباني، بسبب الاكتظاظ، وعلق السكان لافتة تقول: الملجأ خاص؛ لن يُسمح بدخول الزوار".
ووفقا لها، فإن الواقع في الملاجئ العامة قاتم، من اكتظاظ، وغياب التهوية، وكراسي بلاستيكية متهالكة، وتغطية هاتفية منقطعة، وغياب تام لأي خدمات طارئة. والأطفال الذين ينامون في بيوتهم المحصنة يواصلون حياتهم بشكل شبه طبيعي، أما أولئك الذين يجبرون على اللجوء إلى الملاجئ العامة كل ليلة، فيخسرون نومهم وأمانهم النفسي.
وأوضحت جورجي أن الفجوة في الحماية واضحة بين الطبقات الاجتماعية في إسرائيل، إذ يعيش نحو 55% من السكان المنتمين إلى الشريحة الأعلى في التصنيف الاجتماعي الاقتصادي في مساكن مزودة بوسائل حماية، مقابل أقل من 30% فقط بين السكان في الشريحة الأدنى.
وفي عديد من البلدات العربية والأحياء اليهودية المهمشة، لا يجد السكان أمامهم سوى الجسور أو الأنابيب الخرسانية كملاجئ مؤقتة، مما يعكس التمييز الواضح في مستوى الأمان والحماية المتاحة للفئات الضعيفة.
وأضافت أنه منذ الخمسينيات تولت الدولة بناء وصيانة الملاجئ، لكن في العقود الأخيرة تم خصخصة المسؤولية. و"اليوم، تقع الصيانة على عاتق السكان، والنتيجة آلاف الملاجئ العامة والخاصة بلا إشراف، بعضها تحول إلى أوكار مخدرات أو مكبات نفايات".
إعلان
إهمال رسمي
بعد حرب الخليج الأولى، فرضت إسرائيل على كل مبنى جديد تخصيص غرفة محمية، لكن حتى هذه الغرف -حسب تقرير لصحيفة هآرتس- خضعت لمعايير اقتصادية وتحولت إلى سلعة في سوق العقارات، تُمنح لمن يستطيع الدفع.
ونقلت الصحيفة عن عالمة الأنثروبولوجيا الاجتماعية أماليا ساعر، من جامعة حيفا، قولها إن "خصخصة الحماية المدنية حولت الأمن إلى امتياز اقتصادي؛ الفقراء يركضون إلى ملاجئ مغلقة أو متهالكة، والأغنياء يمتلكون ملاجئ فاخرة داخل منازلهم".
وتتابع ساعر "من تل أبيب إلى النقب، تتكرر المشاهد، ملاجئ مغلقة، وأخرى غمرتها مياه الصرف، أو مملوءة بالنفايات. في بعض الأحياء التي تسكنها عائلات يهودية متدينة، تحولت الملاجئ إلى كنس وغرف دراسة. في أماكن أخرى، لا يعرف أحد ما يوجد فيها".
ولفتت إلى أن جمعيات أهلية مثل "اصنع حيا" تدخلت لترميم مئات الملاجئ خلال السنوات الأخيرة، غالبا بمساعدة متطوعين. لكن المشكلة، حسب الخبراء، ليست في التمويل، بل في غياب التزام الدولة بالجبهة الداخلية.
وخلصت الباحثة للقول إن "الحرب مع إيران لم تُعد فقط الاعتبار للملاجئ، بل فضحت إهمال الدولة لعقود. وإن كانت هناك بارقة أمل، فهي في مبادرات المجتمع المدني وفي قصص التضامن الشعبي. لكن هذا لا يغني عن الحاجة إلى سياسة وطنية شاملة تعيد إلى الجبهة الداخلية ما فقدته، الشعور بالأمن والأمان".