بقلم / عفراء الحريري

إلى نجيبة النجار وعدت ووفيت بوعدي

 

أظهرت إنتفاضة اليوم النسائية، نعم أسميها إنتفاضة وليست تظاهرة أو إحتجاجات، فقد شهدت حضورًا قويًا للنساء المفعمات بالألم والوجع من الظلم والقهر، وهن اللواتي تقدمن الصفوف الأولى لها، ليخلقن بذلك فرصة لرفع سقف مطالبهن بحقوقهن من خدمات عامة أساسية.

من حياة كريمة. وكرامة، ولن تكفي كلمات أودّ كتابتها بدمي وليس بدموعي، وأظهرت الانتفاضة بأنها مناهضة لأفعال وسلوك السلطة السياسية بكلُّ سلطاتها دون أستثناء( رئاسة وحكومة وقضاء و مجالس هشة ” نواب وشورى” و أحزاب وقوى سياسية) في هذه البلد؛ وبرزت النساء كجزء لا ينفصل عن الجموع، وهن يطالبن، ليس فقط، بالحقوق، بل بالتغيير السياسي، بل ويتحدن أيضًا بعض مظاهر التطرف التي ظهرت بها البعض على أنها تحدّ من أدوارهن في التغيير.

أن المتظاهرات في الساحة تحدين الأحكام النمطية عليهن وتحولن لنموذج ملهم لبقية النساء في كلُ المحافظات.

هذا الحضور اليوم بلا شك سيتسبب بحالة من الإرباك ليس للمجلس الرئاسي والحكومة و القضاء و القوى والاحزاب السياسية، بل والتحالف أيضا” السعودية والامارات”، فالمشهد اليوم يستوعب الجميع ويدعوهم لمراجعة كلُ الاجندة السياسية، ويفسح المجال للتدافع والتنافس والتعاون لتصحيح الوضع المعيشي وحياة الناس، حتى وإن كان لايزال هناك شريحة عالقة في تصوراتها المنغلقة، ولم تنفتح على فكرة الجنوب الكاملة المتنوعة واليمن، فثمة من لم يتقبل وجود نساء سافرات في المشهد، كذلك من لم يتقبل ظهور نساء بصوت أخر شجاع أو توجهات مدنية أو على مستوى اليمن، إذا لابد من تسليط الضوء على جميع الشخصيات النسائية، وترقب ماذا يمكن أن يصنعنه بالكثير من التركيز حين يمس الأمر حقوقهن وكرامتهن؟.

ولاننسى بإنه قد أبرز المشهد بعد التحرير وجود محاولات إقصائية مارستها بعض النساء تجاه أخريات، ومارسها بعض الرجال تجاه النساء، وانطلق الطرفان من اعتبار أحقية وجود تيار واحد فقط في الصورة والصدارة، وعدم الاعتراف بالأخريات المختلفات، لا سيما حال التقدم لمراكز صناعة القرار. كما كانت ردّات الفعل عنيفة وقاسية تحمل خلفيات نفسية وأيديولوجية، ابتداء من ردة الفعل العنيفة التي قوبلت بها الفعاليات النسوية والنسائية المختلفة، وصولًا إلى منعها والتحريض ضدها،(وقد ذكرت إحدى الأخوات في ساحة الانتفاضة ذلك بأنها نكاية بنساء القمة النسوية سترفع علم الجنوب، وإن منظمات المجتمع أحضرن النازحات بالباصات)، في موقف لا أريد تفسيره بالسيء؟؟!!، كما كان حضور النساء في الفضاء العام مشروطًا بقوالب معينة يضعها كل من في السلطة تجاه الجميع، وكانت هناك اشتراطات إضافية يفرضها البعض لقبول وجود النساء في المشهد، لا سيما في الصفوف الأولى، مع وجود حالة تململ من هذا الملف واعتباره ثانويًا في هذه المرحلة، أو قبوله بالإكراه لاعتبارات تتعلق بالتعاطي مع الضغوط الدولية والصورة العصرية التي يراد تسويقها عن اليمن الجديدة، دون قناعة جادة بأحقية هذا الوجود ولا بتلك الأدوار.

على المجتمع أن يثق بالنساء بكفاءتهن وقدرتهن على العمل والتأثير والإنجاز والبناء دون وصاية أو تشكيك، ودون الدعوة إلى إقصاء أو إبعاد إلى الصفوف الخلفيّة، بل على العكس أن يمكّنهن ويدفعهن للواجهة لإيمانه اليوم بدورهن وكفاءتهن، فهي شريكة النضال والتضحية والبذل والعطاء والصبر أيام المحن والشدائد.

هذا الحضور الطاغي للنساء في هذه الموجة من الثورة جعل اليوم مميزًا حصدت فيه النساء المزيد من المكاسب المضافة لما حققته لسنوات من النضال، كانت تظن السلطة المذكورة في أعلى مقالتي بأنه لن يكون هناك حدثًا يخلده التاريخ، وأنه سيتوقف هنا، وينتهي هنا، هي مهلة قوامها فترات زمنية ربما متقاربة أو متباعدة إلا أنها لن تنطفئ ولن تختفي ولن تموت، مهما بقبق المبقبقون والمبقبقات على وسائل التواصل الإجتماعي والاعلام، أصحاب الدفع المسبق، اللذين واللواتي تلوثت حياتنا بأصواتهم واصواتهن بالبوق والطبل لعبادة العملة فقط والتي يدفعها القائد منهم، قبل عبادة القائد…أي كان اسمه ولقبه ومنصبه، فاستعادة ساحة العروض لرونقها اليوم أنها أعطت مساحة التعبير نفسًا جديدًا لقضية حرمان الشعب من الحياة بفضل النساء بدون حضور أي صنم وماأكثر الأصنام في بلادي.

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

العريش تشهد انطلاق عروض مسرح إقليم القناة وسيناء.. الليلة

 

تطلق الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، في التاسعة مساء اليوم السبت، عروض فرق الأقاليم المسرحية لإقليم القناة وسيناء الثقافي، ضمن الموسم المسرحي للهيئة وفي إطار برامج وزارة الثقافة.

 

وتنفذ فعاليات العروض بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، وتضم 11 عرضا مسرحيا تعرض بالمجان وتمثل محافظات إقليم القناة وسيناء. 

 

وتبدأ من مسرح قصر ثقافة العريش، بالعرض المسرحي "الراية السوداء" تأليف وإخراج محمد عايش.

عرض هاملت بالعربي 

ويستقبل مسرح قصر ثقافة الإسماعيلية العروض المسرحية "هاملت بالعربي" تأليف ممدوح عدوان إخراج أحمد طه، و"العائلة الحزينة" تأليف طارق عمار إخراج أحمد كامل، و"طرطوف" تأليف موليير إخراج محمد عبد الخالق، و"مسقط عرضي" تأليف محمد هلال إخراج أحمد سالم، وذلك خلال الفترة من 11 حتى 14 مايو الحالي.

عاشق المترو

 

كما يحتضن مسرح قصر ثقافة بورسعيد العروض "عاشق المترو" تأليف جان تارديو إخراج أيمن عادل، و"العملية 007" تأليف محمد الصواف إخراج محمد حسن، و"اليد السوداء" تأليف ميشيل منير إخراج بيشوى عماد، خلال الفترة من 15 إلى 17 مايو.

عرض التحول  

وتختتم عروض الإقليم بعروض فرق ثقافة السويس، وتشمل "التحول" تأليف محمود سيد إخراج محمد عجيزى، و"منين أجيب ناس" تأليف نجيب سرور إخراج منصور غريب، و"كرنفال الأشباح" موريس دوكوبرا إخراج أحمد رضوان، وتعرض جميعها على مسرح قصر ثقافة الإسماعيلية، خلال الفترة من 18 إلى 20 مايو.

 

العروض إنتاج الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وتقدم بالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي، بإدارة د. شعيب خلف، والفروع التابعة، وتضم لجنة التحكيم المخرج جلال عثمان، الناقد محمد علام، مهندس الديكور محمود جمال، ومقرر اللجنة ضياء السيد.

 

مقالات مشابهة

  • نظر محاكمة عامل متهم بقتل زوجته فى الطالبية اليوم
  • حين تصمت النخبة ويتكلم الوهم
  • مونفينور ينتقد انحرافات ريال مدريد: كرة القدم تفقد روحها في ظل غياب الاحترام والقيم
  • في 1045 ساحة.. اليمنيون يختصرون المشهد: استفتاءٌ شعبي بصبغة عسكرية
  • غدًا.. ثقافة الإسماعيلية تقدم أربعة عروض ضمن الموسم المسرحي لقصور الثقافة
  • العريش تشهد انطلاق عروض مسرح إقليم القناة وسيناء.. الليلة
  • "لوفتهانزا" الألمانية تمدد تعليق رحلاتها من وإلى تل أبيب لأسبوع آخر
  • الاتحاد للطيران تُلغي جميع رحلاتها من وإلى الباكستان اليوم 10 مايو
  • نقلة علمية وتفاعل علمي وجراحات حية في اليوم الثاني لمؤتمر وحدة عائشة المرزوق بمستشفى قنا العام