مؤتمر مكتبات مصر العامة يستعرض دور الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في دعم المجتمع الثقافي
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
يواصل المؤتمر الثاني لمكتبات مصر العامة، الذي تنظمه مكتبة مصر العامة الرئيسية، برئاسة السفير عبد الرؤوف الريدي، فعالياته تحت عنوان: "الدور الاجتماعي لمكتبات مصر العامة"، وذلك بمقر المكتبة، في قاعة الندوات بالدور الثالث، ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي الذي تنظمه المكتبة احتفالًا بمرور ثلاثين عامًا على إنشائها، تحت شعار: "ثلاثون عامًا.
استهل المؤتمر أعماله بجلسة افتتاحية تحدث فيها الدكتور زين عبد الهادي حول "دور الذكاء الاصطناعي في دعم المكتبات العامة ومجتمعها الرقمي"، حيث أكد أن الذكاء الاصطناعي أصبح من أبرز أدوات التحول الرقمي في المؤسسات الثقافية، وعلى رأسها المكتبات. وأوضح أن هذه التقنيات تُستخدم في تنظيم المحتوى، وتحليل اهتمامات المستخدمين، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات وتوسيع الوصول إلى المعرفة.
وشدد الدكتور زين على أن المكتبات لم تعد مجرد أماكن لحفظ الكتب، بل أصبحت منصات معرفية تفاعلية تعتمد على التكنولوجيا في تقديم خدمات متطورة، مثل الفهرسة الذكية، والمساعدات الرقمية، والتوصية بالكتب وفقًا للذوق القرائي. كما دعا إلى ضرورة الاستثمار في تدريب الكوادر العاملة، وتعزيز التعاون بين المكتبات والمؤسسات الأكاديمية لبناء مجتمع رقمي معرفي مستدام.
وقدّمت رانيا شرعان، مديرة المكتبة، بحثًا بعنوان: "دور التحول الرقمي في دعم إبداع ومهارات المستفيدين"، استعرضت فيه كيف تُسهم التقنيات الرقمية في تطوير مهارات رواد المكتبة وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في المجتمع المعرفي. وتطرقت إلى عدد من المبادرات، مثل الورش الإلكترونية، ومنصات التعلم عن بُعد، ومشاريع الابتكار المجتمعي، التي ساعدت في سد الفجوة الرقمية، خصوصًا بين الشباب.
كما شارك الدكتور طه محمد نصر ببحث تحليلي بعنوان: "دور المكتبات العامة في بناء المجتمعات الرقمية المستدامة: دراسة تحليلية لمنظومة مكتبات مصر العامة"، ركّز فيه على أهمية تطوير البنية الرقمية للمكتبات وتعزيز دورها كمحرك للتنمية المجتمعية.
وقدّمت لمياء عبد الرحمن بحثًا بعنوان: "دور الأنشطة التكنولوجية في المكتبات العامة: دراسة حالة على ورش البرمجة والروبوتات في مكتبة مصر العامة"، تناولت فيه أهمية إدماج الأنشطة التقنية الحديثة، وتأثيرها في تنمية المهارات الرقمية لدى فئة الأطفال واليافعين، ودورها في تعزيز التفكير الإبداعي وروح الابتكار.
وعرضت إيمان حلمي شنودة ورقة بحثية بعنوان: "مبنى مكتبة مصر العامة الرئيسية بالجيزة: ذاكرة حية متجددة – من قصر تاريخي إلى منارة ثقافية"، سلطت خلالها الضوء على التحولات التي مر بها المبنى، وكيف تحول من قصر تاريخي إلى مركز ثقافي يقدم خدمات معرفية ومجتمعية متكاملة.
وقدّم محمد عمر بحثًا بعنوان: "دور الواقع المعزز في تطوير الخدمات المعلوماتية وتنمية مهارات المستفيدين"، ناقش فيه استخدام تقنيات الواقع المعزز في المكتبات، ومدى إسهامها في تحسين تجربة المستخدم وزيادة التفاعل مع المحتوى، خاصة في السياقات التعليمية والتدريبية.
ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على الدور المتنامي للمكتبات العامة في دعم الإبداع، وتنمية المهارات، من خلال مجموعة من الأنشطة تشمل البرامج التدريبية، والخدمات المعلوماتية، والمبادرات المجتمعية، وكذلك الأنشطة المتنقلة التي تغطي مختلف المحافظات. كما يسعى إلى تعزيز الحوار حول أهمية المكتبات في خدمة المجتمع المصري وبناء مستقبل ثقافي أكثر إشراقًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: لمكتبات مصر العامة مكتبة مصر العامة الرئيسية السفير عبد الرؤوف الريدي ثلاثون عام ا مکتبة مصر العامة فی دعم
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي مثار اهتمام وجدل بمحادثات المناخ في البرازيل
في محادثات المناخ التي تستضيفها الأمم المتحدة في البرازيل، كان الذكاء الاصطناعي مثار اهتمام كبير في الجلسات المستمرة حتى 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، حيث يتم تصويره باعتباره "بطلا" وحلا سحريا يستحق الثناء، و"شريرا" يحتاج إلى ضبط رقابة، جراء تأثيراته البيئية الواسعة.
وحسب وكالة أسوشيتد برس جرى ما لا يقل عن 24 جلسة متعلقة بالذكاء الاصطناعي خلال الأسبوع الأول من مؤتمر البرازيل. وشملت هذه الجلسات محاور متعددة حول استخدامات الذكاء الاصطناعي في المجال البيئي والمناخي.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الصورة الكبرى لتغير المناخ والذكاء الاصطناعيlist 2 of 4منكرو تغير المناخ يروجون دراسة أنجزها ذكاء اصطناعي تابع لإيلون ماسكlist 3 of 4هل قول "من فضلك" للذكاء الاصطناعي يضر بالبيئة؟list 4 of 4كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على البيئة؟end of listوقال ميخال ناخماني، مؤسس شركة "كلايمت بوليسي رادار" (Climate Policy Radar) المختصة في تتبع السياسات المناخية العالمية في علاقاتها بالتطور التكنولوجي، "إن هناك اهتماما لا يصدق" بالذكاء الاصطناعي في مؤتمر الأطراف الثلاثين.. الجميع قلقون بعض الشيء فالإمكانات هائلة، والمخاطر جسيمة أيضا".
وتُروّج شركات التكنولوجيا وعدد من الدول المشاركة في مؤتمر الأطراف الثلاثين لتغير المناخ "COP30" لطرق يُمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها المساهمة في حل مشكلة الاحتباس الحراري، التي يُعزى معظمها إلى حرق الوقود الأحفوري كالنفط والغاز والفحم.
ويؤكد مندوبوها أن هذه التقنية قادرة على تحقيق العديد من الأهداف، بدءا من زيادة كفاءة شبكات الكهرباء ومساعدة المزارعين على التنبؤ بأنماط الطقس، وصولا إلى تتبع الأنواع المهاجرة في أعماق البحار، وتصميم بنى تحتية قادرة على تحمل الظروف الجوية القاسية.
مع ذلك، تُدقّ جماعات المناخ ناقوس الخطر بشأن التأثير البيئي المتزايد للذكاء الاصطناعي، مع تزايد احتياجاته من الكهرباء والمياه لتشغيل عمليات البحث ومراكز البيانات.
وتقول هذه الجماعات إن ازدهار الذكاء الاصطناعي دون حواجز حماية سيدفع العالم، بعيدا عن الأهداف التي حددتها اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 لإبطاء الاحتباس الحراري.
إعلانوقالت جين سو، مديرة العدالة في مجال الطاقة في مركز التنوع البيولوجي بالولايات المتحدة: "إن الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي هو وحش غير منظم تماما في جميع أنحاء العالم"، فيما يرى آدم إلمان، مدير الاستدامة في شركة غوغل، أن الذكاء الاصطناعي "ممكّن حقيقي" وهو ما يحدث تأثيرا بالفعل.
ويقول نيتين أرورا، الذي يقود مركز الابتكار العالمي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وهو الإطار للمفاوضات المناخية الدولية، إن صعود الذكاء الاصطناعي أصبح موضوعا أكثر شيوعا في الأمم المتحدة مقارنة ببضع سنوات مضت.
وأُطلق المركز خلال مؤتمر الأطراف السادس والعشرين في غلاسكو، بهدف الترويج لأفكار وحلول قابلة للتطبيق على نطاق واسع، على حد قول أرورا. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي سيطر حتى الآن على هذه الأفكار.
ويقول يوهانس جاكوب، عالم البيانات في الوفد الألماني للمؤتمر، إن التطبيق النموذجي الذي يقوم بتصميمه، يمكن أن يساعد البلدان ذات الوفود الأقلّ -مثل السلفادور وجنوب أفريقيا وكوت ديفوار وعدد قليل من بلدان رابطة دول جنوب شرق آسيا- في معالجة مئات من وثائق مؤتمر الأطراف الرسمية.
وفي حلقة نقاش، تحدث ممثلون عن شركات عملاقة في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل غوغل وإنفيديا عن كيفية مساهمة الذكاء الاصطناعي في حل المشكلات التي تواجه قطاع الطاقة. وقال جوش باركر، رئيس الاستدامة في شركة إنفيديا، إن الذكاء الاصطناعي هو "أفضل مورد يمكن لأي منا أن يمتلكه".
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يُسهّل الأمور كثيرا. "وإذا فكّرنا في تكنولوجيا المناخ وتغير المناخ وجميع تحديات الاستدامة التي نسعى إلى حلها هنا في مؤتمر الأطراف، فأيٌّ من هذه التحديات لن يُحلّ بشكل أفضل وأسرع، مع مزيد من الذكاء".
من جانبه، قال بيورن سورين جيجلر، المتخصص البارز في التحول الرقمي والأخضر لدى المفوضية الأوروبية، إن الذكاء الاصطناعي "يُنظر إليه غالبا على أنه سلاح ذو حدين"، مع فرص هائلة ومخاوف أخلاقية وبيئية بحسب تقييمه.
يعتمد تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي ونشرها على مراكز بيانات تستهلك كميات كبيرة من الطاقة، مما يساهم في الانبعاثات بسبب الكهرباء اللازمة. وقد رصدت وكالة الطاقة الدولية طفرة في استهلاك الطاقة والطلب عليها من مراكز البيانات، وخاصة في الولايات المتحدة.
ومثلت مراكز البيانات نحو 1.5% من استهلاك الكهرباء في العالم بحلول عام 2024، وفقا لوكالة الطاقة الدولية، التي وجدت أن استهلاك هذه المراكز من الكهرباء نما بنحو 12% سنويا منذ عام 2017.
وتشير التقديرات إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، قد يستهلك ما يتراوح بين 7% إلى 10% من الكهرباء العالمية بحلول عام 2030 إذا استمر النمو الحالي. وإذا كان مصدر تلك الطاقة من الفحم الحجري فإن التأثيرات البيئية ستكون هائلة.
وكشفت دراسة أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تؤدي إلى انبعاث أكثر من 102 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا.
إعلانكما وجدت الدراسة نفسها أن من المتوقع أن يصل سحب المياه من الاستخدام العالمي للذكاء الاصطناعي إلى ما بين 4.2 و6.6 مليارات متر مكعب من المياه في عام 2027، متجاوزا إجمالي سحب المياه السنوي من الدانمارك بمقدار يتراوح بين 4 و6 مرات.
وتسعى الجماعات البيئية المشاركة في مؤتمر الأطراف الثلاثين في بيليم إلى وضع لوائح تهدف إلى تخفيف البصمة البيئية للذكاء الاصطناعي، مثل إلزام مراكز البيانات المقترحة بإجراء اختبارات المصلحة العامة واستخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100% في الموقع.
وفي تعقيب على التأثيرات البيئية للذكاء الاصطناعي، قالت جين سو "لا يمكن لمؤتمر الأطراف أن ينظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره نوعا من الحلول التكنولوجية فحسب، بل يتعين عليه أيضا أن يفهم العواقب العميقة للمناخ".