ما كدى صحة حديث يأتي زمان على الناس يحبون خمسًا وينسون خمسًا؟
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
تركنا رسول الله– صلى الله عليه وسلم- على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وأرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح لنا في الدنيا والآخرة، ونهانا عن كل ما يعرضنا لغضب الله سبحانه وتعالى.
وقال الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، عميد أصول الدين السابق بجامعة الأزهر فرع أسيوط، إن هناك حديثا انتشر، ويتداوله البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى ألسنة الكثير، وهو ليس له أساس من الصحة، وهذا الحديث هو (يأتي زمان على الناس يحبون خمسًا وينسون خمسًا)
ونص الحديث الذي لا أصل له من كلام سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ((يأتي على الناس زمان يحبون خمسا وينسون خمسا: يحبون الدنيا وينسون الآخرة، يحبون المال وينسون الحساب، يحبون الخلق وينسون الخالق، يحبون الذنوب وينسون التوبة، يحبون القصور وينسون القبور، فإن كان الأمر كذاك ابتلاهم الله بالغلاء والوباء وموت الفجأة وجور الحكام)).
وأشار مرزوق، الى حرمة نسبة هذا الحديث للنبي صلى الله عليه وسلم وحرمه هذا الحديث، قائلاً: "إنه ثبت فى الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار).
معنى اللهم انزع حب الدنيا من قلوبنا وازرع حب الحياة
قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إنه عندما جاء الإسلام دعانا الى سعادة الدارين وهما "حب الحياة الدنيا والحياة الأخرة" وليست حب الحياة الدنيا فقط لأن حب الدنيا يعتبر نقصا وزائلا.
وأضاف «جمعة» خلال لقائه بأحد الدروس الدينية، إنه يجب على العبد ألا يحب الدنيا فقط، وينسى الآخرة لأن الدنيا هى دار الابتلاء والاختبار والآخرة هي حصاد كل ما نفعله فى الدنيا فإذا أساء العبد فيها وأفسد فيكون بذلك خسر الدنيا والآخرة فيجب على العبد أن يحسن عمله فى الدنيا حتى يجد ما ينفعه فى آخرته.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: موت الفجأة التوبة المال صلى الله علیه وسلم على الناس
إقرأ أيضاً:
العلاقات السامة
ضع الترمومتر… وقس آلام البشر من حولك، ستكتشف أن هناك أرواحًا تعيش بيننا محمّلة بكمّ هائل من الوجع، وكسرة النفس والخاطر من خذلان أقرب الأقربين لهم كانوا يومًا قلوبًا مسالمة، طيبة، نقية من التعقيدات، لكنهم وجدوا أنفسهم محاطين بأشخاص أنانيين جاحدين، لا يرون إلا أنفسهم، يسعون للبروز حتى ولو على حساب إخماد ضوء الطيبين من حولهم.
شاء الله الخبير القدير أن يُظهر الحق وينصر المظلوم ويفضح الظالم، ذاك الذي لم يتعلم إلا أن يأخذ دون أن يعطي، ويعيش على أن يحمل الآخرون أعباءه بينما هو يكتفي بالتفرج والحكم على الناس، شخص تعوّد على نكران الجميل، وعلى أن يكون العطاء بالنسبة له أمرًا انتقائيًا لا يحدث إلا إذا خدم مصالحه الخاصة — مصالح المنظرة، والكِبر، والمظاهر الفارغة.
هؤلاء الأشخاص يتقنون التظاهر، لكن قلوبهم خاوية، وأرواحهم مثقلة بالعنجهية. يسيرون بين الناس وكأنهم أوتوا الحق في أن يُنهكوا من حولهم، حتى إذا انتفض الطيب وأقام حدودًا لينجو بنفسه وبمن هم في عهدته، انقلبت الأدوار فجأة وصُوِّر على أنه المخطئ أو الجاحد.
لكن الحقيقة أن تلك اللحظة — لحظة رسم الحدود — هي بداية التعافي، وهي النقطة التي يتوقف فيها الاستنزاف ويبدأ فيها استرداد النفس.
جاء منظور الشرع والدين، يحثنا على صلة الرحم والإحسان للناس، لكن دون ظلم للنفس أو تمكين للآخرين من أذيتنا. قال النبي ﷺ: «لا ضرر ولا ضرار»، وهذا أصل عظيم في الإسلام يبيّن أن حفظ النفس والروح مقدم على أي علاقة تُهلك صاحبها، كما قال تعالى: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، فالمؤمن مأمور بحفظ قلبه وعقله ودينه من كل ما يفسدهم، حتى لو جاء الخطر من أقرب الناس.
صلة الرحم لا تعني أن نسمح بالإساءة المستمرة، بل قد تكون بالسلام، والدعاء، والتواصل، بقدر ما يحفظ السلام النفسي والكرامة. فالرحمة بالنفس من أصل الرحمة التي أمرنا بها الله، وحماية القلب من القسوة والخذلان واجب، لأن القلب هو موضع الإيمان.
نماذج ناجحة لرسم الحدود:النبي ﷺ حين هاجر من مكة إلى المدينة، ترك قومه الذين آذوه، لكنه لم يقطع رحمهم، بل زارهم وأحسن إليهم يوم فتح مكة، في أروع مثال على الجمع بين الحزم والإحسان.
عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان شديد الحزم في التعامل مع من يتعدى على الحقوق، لكنه عُرف بصلته لأقاربه وإحسانه إليهم دون أن يسمح لهم باستغلال مكانته.
في حياتنا المعاصرة، هناك أشخاص وجدوا أنفسهم مع قرابة تستنزفهم نفسيًا، وضعوا حدودًا واضحة — مثل تقليل الزيارات، أو الاكتفاء بالتواصل الهاتفي — فحافظوا على سلامهم النفسي واستطاعوا الاستمرار في العطاء لمن يستحق.
الخلاصة والنصيحة:لكل من يعيش وسط أشخاص أنانيين، لا تسمح لأحد أن يستهلكك باسم القرابة أو العِشرة، ضع حدودك بثبات، وكن وفيًّا لنفسك قبل أي أحد.تعلم أن تقول رأيك وتدافع عنه بثبات، وكن جريئًا في حقك، وتذكر أن حياتك أمانة، تقبّل أن الخذلان قد يأتي من أقرب القلوب، وأن سلامك النفسي أمانة بين يديك، وجّه مجهودك لمن يستحق حقًا — علاقتك بالخالق، أبناءك، حياتك، عملك — فهم استثمارك الأجمل والأهم، وإنجازك الحقيقي، وهم الأَولى برعايتك.
وتذكّر دائمًا: من يحافظ على قلبه يحافظ على حياته كلها، ويحميها من الفقد أو المرض النفسي، ويعيش عمره في رضا الله وسلام داخلي.
اقرأ أيضاًلماذا غزة؟
لماذا تريد أمريكا السيطرة على قطاع غزة؟