عربي21:
2025-05-12@09:43:02 GMT

الهند وباكستان.. ودرس أن تكون قويا

تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT

ما أهم درس فى المواجهة العسكرية الأخيرة بين الهند وباكستان، والتى انتهت بقبول الطرفين وقف إطلاق النار بعد حرب خاطفة ومحدودة ومنضبطة الى حد ما، استمرت نحو خمسة أيام؟!

‎الدروس والعبر والعظات كثيرة، لكن سوف أركز اليوم على درس واحد وهو أنه حينما تكون قويا فإن الجميع يخافك ويقدرك بل ويحترمك حتى لو كنت عدوه، والعكس صحيح تماما.



‎لأنه حينما تكون ضعيفا فسوف يتجرأ عليك الجميع ويحولونك إلى «ملطشة».

‎لمن لم يتابع تفاصيل الصراع فإن هجوما وقع فى بلدة باهالغام، فى الجزء الذى تسيطر عليه الهند فى كشمير قتل فيه ٢٦ شخصا معظمهم من السائحين الهندوس.

‎الهند اتهمت جماعة «ريزستنس فرونت» أو جبهة المقاومة المدعومة من باكستان بالمسئولية، وهو ما نفته الأخيرة تماما وطالبت بتحقيق دولى، لكن الهند شنت عملية عسكرية فى ٧ مايو الجارى استهدفت خلالها مواقع باكستانية قالت إنها تخص ما وصفته بـ«الجماعات الإرهابية» خصوصا «جيش محمد» و«لشكر طيبة» إضافة إلى مواقع تخص الجيش الباكستانى.

‎لكن باكستان ردت على الهجوم الهندى بعملية «البنيان المرصوص» وقالت إنها تمكنت من إسقاط مقاتلات هندية من طراز رافال فرنسية الصنع وروسية من طراز ميج وسوخوى ومسيرات وادعى كل طرف أنه دمر مواقع للطرف الثانى، وأن معظم الضحايا لديه من المدنيين.

‎لكن ربما الأخطر هو أن المواجهة أدت إلى تعليق معاهدات واتفاقيات طويلة المدى، خصوصا معاهدة مياه نهر السند التى تنظم توزيع المياه القادمة من المنابع الهندية إلى المصبات الباكستانية وكذلك اتفاقية سملا الموقعة بين البلدين فى ٢ يوليو ١٩٧٢بعد حرب صعبة بين البلدين وقتها، وتنص على احترام سيادة كل طرف وحل النزاعات بالطرق السلمية ورسم خط لوقف إطلاق النار فى كشمير، وعودة الأسرى والتطبيع بين الطرفين.

‎المهم بعد ٥ أيام من القتال بكل أنواع الأسلحة، وخصوصا المقاتلات والمسيرات والصواريخ وسقوط أكثر من ٦٠ قتيلا ونزوح مئات الآلاف فى كشمير وقرب حدود البلدين، تم وقف إطلاق النار فى وساطة قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إن بلاده هى التى سعت إليها، فى حين أن ٣٠ دولة سعت للوساطة أيضا كما قال مسئول وزير خارجية باكستان إسحاق دار.

‎المهم أن القتال توقف وهو خبر طيب ومفرح للبلدين وللمنطقة وللعالم بأكمله.

السؤال هل كانت الهند ستقبل بوقف إطلاق النار إلا بعد أن شعرت أن باكستان قوية ويمكنها أن ترد الهجوم بهجوم مماثل وربما بصورة أكبر؟!

‎المؤكد أن الإجابة هى لا قاطعة.

‎والسبب أن لدينا نموذجا فى منطقتنا اسمه إسرائيل، فهى تواصل البلطجة فى المنطقة منذ عام ١٩٤٨، ولم يردعها أحد إلا باستثناءات قليلة كما حدث فى الانتصار المصرى العظيم فى ٦ أكتوبر ١٩٧٣، لكن ومنذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ فإن إسرائيل تعربد فى المنطقة كما تشاء بدعم أمريكى كامل وفاضح!

‎هى ترتكب جرائم إبادة جماعية فى قطاع غزة وتتهيأ لضم الضفة الغربية، وتحتل مناطق مهمة فى لبنان، واحتلت مناطق جديدة فى سوريا بعد أن دمرت معظم قدراتها العسكرية، كما تقصف فى اليمن وإيران، وتقول إن يدها تطال كل مكان فى المنطقة، وتتحدى المجتمع الدولى والأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية.

‎أتصور أن الهند ربما حاولت استغلال عملية «باهالغام» مثلما استغلت إسرائيل عملية «طوفان الأقصى». لكن الفارق أن الرد الباكستانى كان مقنعا للهند لكى تقبل بوقف إطلاق النار، فحينما بدأت الهند هجومها وجدت ردا مماثلا من باكستان وربما أقوى، الصاروخ بالصاروخ والمسيرة بالمسيرة والمقاتلة بالمقاتلة.

‎والأهم أن السلاح النووى الذى تمتلكه باكستان رسميا منذ ٢٨ مايو ١٩٩٨ هو الذى يجعل الهند تفكر مليون مرة قبل أن تشن هجوما شاملا على باكستان، وهى التى امتلكت القنبلة النووية نظريا عام ١٩٧٤ ثم أجرت فى مايو ١٩٩٨ خمس تجارب نووية إضافية بعد أيام من الإعلان الباكستانى.

‎السلاح النووى قاتل ومدمر وخطر على البشرية، لكن فى عالم الغابة الذى نعيشه الآن، هو الذى يجعل صديقك يتودد إليك وخصمك يخشاك.

‎القوة الخشنة - وليست الناعمة - هى التى تمنع الآخرين من التجرؤ عليك واستضعافك، فهل يعى العرب هذا الدرس البديهى، ويفكرون فى استغلال ما لديهم من أوراق وهى كثيرة ولكنها معطلة؟!



المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه الهند حرب باكستان باكستان الهند حرب سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

الهند وباكستان.. ماذا نعلم عن اتفاق وقف إطلاق النار؟

(CNN)-- اتفقت الهند وباكستان، السبت، على وقف فوري لإطلاق النار، مما أوقف بشكل غير متوقع أسوأ قتال منذ عقود بين الجارتين النوويتين، في الوقت الذي بدا فيه أن تبادل الضربات بينهما يخرج عن السيطرة.

صورة الملتقطة في 1 أغسطس 2022، جندي من قوة أمن الحدود الهندية (وسط) وضابط باكستاني يؤديان عرضًا خلال حفل "التغلب على التراجع" في معبر واغا الحدودي بين الهند وباكستان، على بعد حوالي 35 كم من أمريتسار.Credit: NARINDER NANU/AFP via Getty Images)

ورغم أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كان أول من أعلن وقف إطلاق النار، ونسب إليه الفضل في ذلك، إلا أن الهند وباكستان قدمتا روايات متناقضة حول مدى التدخل الأمريكي في الاتفاق، وبعد ساعات قليلة من الإعلان، وردت تقارير عن انتهاكات من كلا الجانبين، مما أثار تساؤلات حول مدة استمراره.

كيف توصلت الهند وباكستان إلى الهدنة؟

حوالي الساعة الخامسة مساءً بتوقيت الهند وباكستان، أعلن ترامب وقف إطلاق النار في منشور على موقع "تروث سوشيال"، قائلا: "بعد ليلة طويلة من المحادثات بوساطة الولايات المتحدة، يسرني أن أعلن أن الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار كامل وفوري"، مهنئًا قادة البلدين على "استخدامهم المنطق السليم والذكاء الكبير".

وبعد ذلك بوقت قصير، زعم وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن الهند وباكستان لم توافقا فقط على وقف إطلاق النار، بل أيضًا على "بدء محادثات حول مجموعة واسعة من القضايا في موقع محايد". وأن وقف إطلاق النار جاء بعد أن أمضى هو ونائب الرئيس جيه دي فانس اليومين الماضيين في التحدث مع كبار المسؤولين من كلا البلدين، وبعد دقيقة واحدة، أكدت باكستان سريان وقف إطلاق النار فورًا، وجاء التأكيد الهندي بعد ذلك بوقت قصير.

وصرحت وزارة الإعلام الهندية بأن الاتفاق تم التوصل إليه "مباشرةً بين البلدين"، مقللةً من أهمية التدخل الأمريكي ومتناقضةً مع ادعاء ترامب، كما أكدت الوزارة عدم وجود "قرار" بإجراء المزيد من المحادثات، لكن المسؤولين الباكستانيين أشادوا بواشنطن بشدة، إذ قال رئيس الوزراء، شهباز شريف: "نشكر الرئيس ترامب على قيادته ودوره الاستباقي من أجل السلام في المنطقة".

وصرح مصدر باكستاني مطلع على المفاوضات لشبكة CNNبأن الولايات المتحدة - وروبيو تحديدًا - كان لهما دورٌ أساسي في إبرام الاتفاق، مما يُظهر أن المحادثات كانت محل شك حتى تأكيد الهدنة.

لماذا هذه الروايات المتباينة؟

لا عجب أن هذين الخصمين اللدودين قدما روايات متناقضة حول كيفية التوصل إلى وقف إطلاق النار، ويقول المحللون إن الهند، التي تعتبر نفسها قوة عظمى صاعدة، لطالما قاومت الوساطة الدولية، بينما تميل باكستان، التي تعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية، إلى الترحيب بها.

وقالت الباحثة في شؤون الهند وجنوب آسيا في معهد هدسون في واشنطن، الدكتورة أبارنا باندي: "لم تقبل الهند قط الوساطة في أي نزاع، سواء كان بين الهند وباكستان أو بين الهند والصين، أو أي نزاع آخر.. من ناحية أخرى، سعت باكستان دائمًا إلى الوساطة الدولية، لذا سيشيدون بها.." معتبرةً أنها "السبيل الوحيد للضغط على الهند لمناقشة نزاع كشمير وحله".

واتسم القتال الذي سبق وقف إطلاق النار، السبت، بادعاءات وادعاءات مضادة ومعلومات مضللة من كلا الجانبين، والآن بعد توقف الصراع، يكثف الجانبان جهودهما لتشكيل تصورات حول ما حققه القتال وكيف انتهى.

هل سيصمد وقف إطلاق النار؟

رغم تراجع الهند وباكستان عن حافة الهاوية في الوقت الحالي، يبقى أن نرى ما إذا كان وقف إطلاق النار سيصمد، إذ سبق واتهم وزير الخارجية الهندي، فيكرام ميسري، باكستان بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار مرارًا وتكرارًا، السبت، بعد سماع دوي انفجارات في الشطرين الخاضعين للإدارة الهندية والباكستانية من كشمير.

كما اتهمت باكستان الهند بارتكاب انتهاكات، لكنها أكدت أنها "لا تزال ملتزمة بالتنفيذ الدقيق لوقف إطلاق النار".

وفي أعقاب مذبحة السياح، أعلن البلدان عن سلسلة من الإجراءات الانتقامية الأخرى: تعليق التأشيرات، وحظر التجارة، بينما علّقت الهند مشاركتها في اتفاقية حاسمة لتقاسم المياه، ولم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الخطوات ستُلغى.

مقالات مشابهة

  • صراع الماء بين الهند وباكستان.. إلى أين؟
  • قراءة في وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان
  • شيخ الأزهر يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان
  • ألخارجية رحّبت باتّفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان
  • أول تصريحات لـ ترامب بعد وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان
  • الهند وباكستان.. ماذا نعلم عن اتفاق وقف إطلاق النار؟
  • العراق يرحب بوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان
  • الهند تتهم باكستان بخرق اتفاق وقف إطلاق النار
  • بعد إعلان ترامب.. باكستان تؤكد وقف إطلاق النار الفوري مع الهند