الجزيرة:
2025-05-12@13:34:41 GMT

3 نقاط تفوق حققتها حماس من صفقة ألكسندر مع أميركا

تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT

3 نقاط تفوق حققتها حماس من صفقة ألكسندر مع أميركا

باغتت المباحثات المباشرة بين الولايات المتحدة وحركة حماس، إسرائيل والتي أنتجت اتفاقًا على إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي- الأميركي عيدان ألكسندر من الأسر.

فاجأت هذه المباحثات والاتفاق إسرائيل، والذي يُكرر سيناريو الاتفاق بين الولايات المتحدة وجماعة أنصار الله الحوثي في اليمن. وفي الحالتين، جاء الاتفاق الأميركي مع لاعبين سياسيين من دون الدولة، وشمل تحقيق مصالح أميركية، مع الحوثي بتأمين الملاحة البحرية الأميركية، ومع حركة حماس بإطلاق سراح أسير يحمل الجنسية الإسرائيلية.

وفي الحالتين تُركت المصالح الإسرائيلية جانبًا، مع الحوثي لم يشمل الاتفاق وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل وحرية تنقل السفن الإسرائيلية، ومع حماس لم يشمل إطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين، وشمل إدخال مساعدات إنسانية للقطاع.

لم يكن الاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة وحماس هو المؤشر الوحيد على إعلاء شأن المصالح الأميركية على الإسرائيلية، فقد سبقه بدء المباحثات الأميركية الإيرانية، والموقف الأميركي من الملف السوري، وتفضيل دونالد ترامب الدور التركي في سوريا على إسرائيل.

اعتقدت إسرائيل أن المصالح الأميركية في المنطقة سوف تكون متساوية وبموازاة المصالح الإسرائيلية في الملفات المختلفة، وتفاجأت أن المصالح الأميركية تسبق المصالح الإسرائيلية حتى لو تضاربت معها.

إعلان

والفشل في هذه الحالة مضاعف، أولًا لأن هذه هي المرّة الثانية التي تجري الإدارة الأميركية مفاوضات مع حماس، فقد جرت المرّة الأولى من خلال المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بولر، وعبّرت إسرائيل حينها عن انزعاجها منها، وعملت على إفشالها، وتصوّرت أنها لن تتكرر، لا سيّما بعد إنهاء بولر منصبه في أعقاب هذه المباحثات، والمرّة الثانية أن المباحثات أفضت لاتفاق مع حماس من وراء ظهر إسرائيل، ودون علمها وتنسيق معها.

تكمن أهمية الاتفاق في عدة نقاط، أهمّها كسر الحالة السياسية والعسكرية في قطاع غزة، وذلك في ظل التعنّت الإسرائيلي بعدم الذهاب لمباحثات حول وقف الحرب أو لهدنة إلا وَفق المقترح الإسرائيلي، ومن شأن الاتفاق أن يكسر العملية العسكرية وتوسيعها في حالة فرض هذا الاتفاق بدء مباحثات حول التوصل لاتفاق أو لهدنة بشروط جديدة.

يُشكل الاتفاق مع حماس فشلًا سياسيًا إسرائيليًا، وهو بالضبط الوصف الذي قدّمه رئيس المعارضة يائير لبيد للاتفاق بين حماس والولايات المتحدة.

كما أنه كسر سلاح التجويع الذي اتّبعته إسرائيل للضغط على حركة حماس للتنازل والقبول بهدنة وصفقة جزئية وَفق الشروط الإسرائيلية، والتي تتمحور حول إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات، مقابل إدخال المساعدات الإنسانية، وهدنة لمدة 40 يومًا، دون التعهّد بوقف الحرب، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها في قطاع غزة.

يحمل الاتفاق تصدعًا في التصور الإسرائيلي والسياسات الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي رسمت الحكومة معالمها في المصادقة على توسيع العملية العسكرية، واستعمال سلاح التجويع، فضلًا عن أنّه يشكل تصدعًا في أن الضغط على حركة حماس من شأنه الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، وهو لم تنجح به الحكومة منذ بداية سياسة التجويع في أول مارس/ آذار، وما تبعها من إطلاق عملية "شجاعة وسيف" العسكرية في منتصف مارس/ آذار، في حين أنّ المباحثات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس أدّت إلى إطلاق سراح الأسير الأميركي.

إعلان

سقوط اللبنات من جدار المنظومة الإسرائيلية سيُحدث تصدّعًا في الحكومة الإسرائيلية التي ستكون في مأزق سياسي واجتماعي داخلي كبير، فضلًا عن الضغط الأميركي القادم من أجل بدء مباحثات حول هدنة تكسر عمليًا الجدول الزمني للعملية العسكرية الإسرائيلية التي سمّيت "عربات جدعون".

صحيح أن القرار الأميركي ببدء مباحثات مع حماس جاء عشية زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة، ورغبته في إطلاق سراح الأسير الأميركي الحيّ الوحيد لدى حماس وتسجيله كإنجاز جديد له، ولكنه أيضًا جاء في خضم وصول السياسات الإسرائيلية في قطاع غزة إلى حالة من الجمود، حيث استنفدت إسرائيل كل وسائل الضغط على حركة حماس وأهمها سلاح التجويع الذي تم بصورة منهجية ومثابرة بشكل غير مسبوق في كل الصراعات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية.

فالولايات المتّحدة منحت إسرائيل الفرصة لتأكيد مقولتها إن مزيدًا من الضغط على حركة حماس سينتج اتفاقًا يستجيب لأهداف الحرب الإسرائيلية، وعلى هذا الأساس تمّ السكوت عن انتهاك إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار بعد انتهاء المرحلة الأولى منه.

أشارت التقديرات الإسرائيلية والأمنية إلى أن تحقيق أهداف الحرب بالقضاء على حركة حماس يحتاج لسنوات، كما أن سلاح التجويع استنفد وقته، وأصبحت الكارثة الإنسانية في قطاع غزة تضغط على المجتمع الدولي، وتحرج الولايات المتحدة، وزاد الأمر انحطاطًا تراكم التصريحات الإسرائيلية الصادرة عن "أخلاقية التجويع" و"قتل الغزيين من الطفل للشيخ العجوز"، وظهرت إسرائيل كآلة تدمير عمياء لا تُبالي بقوانين دولية وإنسانية، ويفاخر بذلك، وهو خطاب رافقته سياسات تُهدّد الاستقرار في المنطقة وتنسف الرؤية الأميركية حول خلق بيئة استقرار وأرضية للسلام والاستثمار، وتصفير الصراعات، وخفض التوتر.

تكمن المشكلة لدى نتنياهو في أنه لا يملك أدوات ضغط على الرئيس ترامب. عايش نتنياهو في ولاياته الحكومية المختلفة ثلاثة رؤساء ديمقراطيين؛ (بيل كلينتون، باراك أوباما، وجو بايدن) ورئيسًا جمهوريًا واحدًا هو ترامب.

إعلان

وعندما كان يصطدم مع رئيس ديمقراطي كان يُعوّل على الحزب الجمهوري في الكونغرس للضغط على الرئيس الديمقراطي، أو التملّص من التزاماته أمامه، هذا ما حدث مع كلينتون في اتفاق أوسلو، ومع أوباما في الاتفاق النووي عام 2015، ومع بايدن في عدم الذهاب إلى مقترح بايدن بوقف الحرب في غزة، والذي أقرّه مع مجيء ترامب.

سيحاول نتنياهو تجاوز هذه الأزمة من خلال إقناع الإدارة الأميركية بالتباحث حول مقترح ويتكوف الأصلي الذي نصّ على إطلاق سراح خمسة أسرى إسرائيليين أحياء مقابل هدنة، وبدء المباحثات على مستقبل غزة السياسي ليكسب الوقت، فقط بهذه الطريقة- إن نجح بها طبعًا- سيتمكّن من الحفاظ على حكومته دون توسيع العملية العسكرية التي تحمّس لها اليمين عمومًا، واليمين الديني المتطرّف خصوصًا.

وغير هذا الخيار، فإنّ نتنياهو أمام طريقَين: إما الموافقة على وقف الحرب وإسقاط حكومته، أو المضيّ بها والصدام مع ترامب.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بین الولایات المتحدة على حرکة حماس سلاح التجویع ت الإسرائیلی فی قطاع غزة إطلاق سراح وقف الحرب اتفاق ا مع حماس

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: وقف تحليق الطائرات الإسرائيلية بغزة لإطلاق سراح ألكسندر

ذكر إعلام إسرائيلي، أنه سيتم وقف تحليق الطائرات الإسرائيلية في غزة تمهيدا لإطلاق سراح ألكسندر، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" في خبر عاجل.

ترامب: عودة عيدان إلكسندر خطوة حسنة النية .. وأشكر جهود الوسطاءعائلات المحتجزين: نعيش أوقاتًا حرجة وتحرير عيدان ألكسندر اختبار لنتنياهومصدر مقرب من حماس: إطلاق سراح عيدان ألكسندر على الأرجح اليوم أو غدالابيد: إطلاق سراح عيدان ألكسندر يظهر فشل دبلوماسي للحكومة الإسرائيلية

وذكر أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية والجناح العسكري لحركة حماس ، أن كتائب القسام قررت الإفراج عن الجندي الصهيوني الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر اليوم.

وقال أبو عبيدة، إن الحركة قررت الإفراج عن الجندي الصهيوني الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكساندر اليوم الإثنين.

وأعلن القيادي في حركة حماس خليل الحية، الأحد، عن قرب إطلاق سراح الأسير الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، رابطا القرار بالجهود التي تتوسط فيها الولايات المتحدة لتهدئة التوتر في غزة وتمهيد الطريق لتسوية سياسية شاملة.

وقال الحية ، إن الإفراج عن ألسكندر يأتي في إطار الإجراءات الهادفة لوقف العدوان وإعادة فتح المعابر ، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية لشعبنا في قطاع غزة".

يأتي هذا الإعلان في أعقاب ضغوط متزايدة على جميع الأطراف للانتقال من المواجهة العسكرية إلى الحل الدبلوماسي.

وأكد الحية، على استعداد حماس للانخراط بجدية في تسوية أوسع نطاقًا.

وأضاف أن "حماس تؤكد استعدادها للدخول فورا في مفاوضات مكثفة وبذل جهود جادة نحو التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب"، داعيا إلى تبادل أسرى متفق عليه بين الطرفين وإدارة قطاع غزة من قبل هيئة مهنية مستقلة، بما يضمن الهدوء والاستقرار الدائمين لسنوات قادمة، إلى جانب جهود إعادة الإعمار ورفع الحصار".

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن مبعوث ترامب ، ستيف ويتكوف، إنه يفكر باصطحاب الجندي عيدان ألكسندر بعد إطلاق سراحه للقاء ترامب خلال زيارته إلى قطر.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن ستيف ويتكوف مبعوث ترامب وصل إلى مطار بن جوريون استعدادا للإفراج عن عيدان ألكسندر.

طباعة شارك الطائرات الإسرائيلية القاهرة الإخبارية ألكسندر

مقالات مشابهة

  • فرح حذر في غزة.. صفقة ألكسندر تفتح باب الأمل لوقف إطلاق النار بالقطاع
  • من هو عيدان ألكسندر الجندي الأميركي الذي أسرته المقاومة بغزة؟
  • إعلام إسرائيلي: وقف تحليق الطائرات الإسرائيلية بغزة لإطلاق سراح ألكسندر
  • مصر وقطر ترحبان بإعلان حماس بشأن "الرهينة الأميركي"
  • عاجل- صفقة ألكسندر تكتمل: إطلاق سراحه غدًا وويتكوف يتوجه لإسرائيل
  • حمـ ـاس تعلن الإفراج عن الجندي الإسرائيلي-الأميركي المحتجز في غزة
  • ويتكوف يصل إسرائيل غدا
  • حماس تقرر إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر
  • مغردون: هل أثبت صراع باكستان والهند تفوق السلاح الصيني على الأميركي؟