تمكن حراس المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الاثنين، من إحباط محاولة خطيرة نفذها عدد من المستوطنين الإسرائيليين لإدخال "قربان حي" إلى باحات المسجد، عبر باب الغوانمة، أحد أبواب الأقصى، تمهيدًا لذبحه ضمن طقوس عيد الفصح العبري.

إحباط محاولة تهريب "خروف" وذبحه داخل الأقصى

وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بأن مجموعة من المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى وبحوزتهم "خروف صغير"، في محاولة لتنفيذ طقوس دينية تلمودية تتضمن ذبح القربان.

 

45 معتقلًا واقتحام للمسجد الأقصى.. تصعيد إسرائيلي جديد في القدس والضفة الغربية الأونروا: إسرائيل أغلقت 3 مدارس تابعة للوكالة في القدس المحتلة.. وهذا مصير الطلاب

وقد تدخل حراس المسجد على الفور، ولاحقوا المستوطنين، وأفشلوا المحاولة قبل تنفيذها داخل الحرم القدسي الشريف.

594 مستوطنًا يقتحمون المسجد الأقصى

في السياق ذاته، شهد المسجد الأقصى صباح اليوم اقتحامًا واسعًا من قبل المستوطنين، حيث بلغ عددهم 594 مستوطنًا، قاموا بأداء طقوس دينية تلمودية واستفزازية في عدد من باحات المسجد، وسط إجراءات تضييق مشددة فرضتها قوات الاحتلال على دخول المصلين الفلسطينيين.

محافظة القدس تحذر من تطورات خطيرة

وأصدرت محافظة القدس بيانًا نددت فيه بمحاولة إدخال وذبح "قربان" داخل المسجد الأقصى، ووصفتها بأنها "تطور خطير لا يمكن السكوت عنه".

وأوضحت أن ثلاثة مستوطنين تمكنوا بالفعل من إدخال خروف صغير، بعد إخفائه داخل كيس قماشي، في محاولة تهريب منظمة تهدف إلى تدنيس المسجد الأقصى وتنفيذ طقوس دينية يهودية في أكثر الأماكن قدسية لدى المسلمين بعد مكة والمدينة المنورة.

تجاوز لكل الخطوط الحمراء وتحذير من التداعيات

وأكدت المحافظة أن هذه المحاولة تشكل تجاوزًا فاضحًا لكل الخطوط الحمراء، مشددة على أن تنفيذ مثل هذا العمل الإجرامي داخل الأقصى كان سيؤدي إلى تداعيات غير محسوبة.

وقال البيان: "لو تم ذبح القربان داخل الأقصى، فإن العواقب كانت ستكون كارثية، ولا يمكن التنبؤ بنتائجها في ظل التوتر المتصاعد في القدس المحتلة."

تحميل الاحتلال المسؤولية الكاملة

حمّلت محافظة القدس سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، محذرة من الاستمرار في التواطؤ مع الجماعات المتطرفة، ومحاولات فرض أمر واقع جديد داخل المسجد الأقصى، مؤكدة أن هذه السياسة الاستفزازية قد تفجّر الأوضاع وتدفع نحو مزيد من التوتر والعنف في المدينة المقدسة والمنطقة بأسرها.

تحية لحراس الأقصى ودعوة إلى اليقظة

وفي ختام بيانها، وجهت محافظة القدس التحية لحراس المسجد الأقصى الذين يتعرضون بشكل متواصل للتنكيل والاعتقال والإبعاد من قبل سلطات الاحتلال والمستوطنين، مشيدة بيقظتهم وسرعة تدخلهم لإفشال هذه المحاولة. 

كما دعت إلى مواصلة الحذر والانتباه من أي محاولات جديدة قد تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، مؤكدة أن حماية المسجد الأقصى واجب وطني وديني لا يحتمل التهاون.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المسجد الأقصى مستوطنون إسرائيليون اعتداءات الاحتلال عيد الفصح العبري انتهاكات القدس المسجد الأقصى محافظة القدس

إقرأ أيضاً:

كيف يستخدم الاحتلال العمارة لإضعاف الأقصى وطمس هويته؟ الجواب في الرحلة

حذّر الأكاديمي والمختص في التخطيط العمراني الدكتور سلطان بركات من خطورة ما يتعرض له المسجد الأقصى من تدخلات معمارية إسرائيلية قد تؤدي إلى انهياره "في لحظة"، معتبرًا أن الاحتلال يوظف العمارة كسلاح لتغيير الهوية الإسلامية للمكان وسحب رمزيته السياسية والدينية.

جاء ذلك في الحلقة الأولى من بودكاست "الرحلة"، الذي يعده ويقدمه مسؤول قسم "أفكار" في "عربي21" عادل الحامدي، حيث ناقش مع الدكتور بركات خطط الاحتلال الممنهجة لتغيير طبيعة المسجد الأقصى، ليس فقط من خلال الاعتداءات المباشرة، بل عبر الهندسة المكانية والتخطيطية التي تنفذ على الأرض بهدوء، لكنها لا تقل خطرًا عن الاقتحامات العسكرية.

الهيمنة من تحت الأرض.. لا فوقها فقط

يرى بركات أن الاحتلال بات يركز على التحكم الجوفي من خلال الحفريات أسفل المسجد، مما يهدد البنية التحتية ويزيد من احتمالية الانهيار الهيكلي. وأشار إلى أن أي تصدع قد يقع، سيُبرر لاحقًا بأنه "طبيعي"، بينما هو نتيجة مباشرة لتخطيط مسبق.

كما تحدث عن تغييرات ممنهجة في محيط الأقصى، تهدف إلى فصل المسجد عن عمقه السكاني العربي، من خلال مشاريع عمرانية تهويدية تفصل البلدة القديمة عن محيطها المقدسي.

"سلاح العمارة".. تغيير الواجهة لطمس الذاكرة

أكد بركات أن "العمارة سلاح"، وأن السيطرة المعمارية هي إحدى أدوات الاحتلال في إعادة تشكيل الفضاء العام لصالح الرواية الصهيونية. وهذا يشمل: إزالة أو تهميش المعالم الإسلامية، فرض تصاميم "محايدة" ظاهريًا لكنها تخدم الهيمنة، إضعاف العناصر الرمزية كالقبة والقباب الثانوية.

خطر فيزيائي.. وخطر رمزي

لفت بركات إلى أن الخطر لا يقتصر على البناء المادي، بل يمتد إلى المعنى الرمزي والسياسي للمسجد الأقصى، إذ تسعى إسرائيل لفرض رؤية ترى في المكان مجرد "موقع تراثي مشترك"، وليس رمزًا للعقيدة والسيادة العربية والإسلامية.

ودعا بركات إلى: توثيق علمي دقيق لكل تفصيل عمراني في الأقصى، وإشراك الخبراء المسلمين عالميًا في حماية الموقع، وتنشيط الوعي المعماري العام، لا سيما بين الشباب، لفهم ما يحدث خارج إطار الاشتباك الأمني أو السياسي.

من وساطة طالبان إلى القدس.. مقارنة مؤلمة

وفي ذات الحلقة، استعاد الدكتور بركات تجربته في الوساطة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، مشيرًا إلى نجاح مسار الدوحة بفضل وجود وساطة إقليمية موثوقة (قطر، إيران) واستعداد الأطراف للاستماع والتفاوض بجدية. وقد أسهم هذا المسار في تحقيق انسحاب أمريكي عبر تفاهم سياسي مباشر.

لكنه اعتبر أن الوضع الفلسطيني يفتقر لهذه المقومات بالكامل، إذ: لا توجد جهة إقليمية أو دولية تمتلك ثقة الأطراف كافة، وتغيب الخبرة التفاوضية التراكمية لدى الفصائل الفلسطينية مقارنة بطالبان، ولا توجد قنوات وساطة نشطة أو متماسكة تسهم في بناء مسار تفاوضي عادل.

وأوضح أن غياب هذا النوع من الوساطة المركبة، كما حدث في أفغانستان، يجعل الفلسطينيين عرضة لمزيد من التآكل الرمزي والمادي، كما يظهر في حال المسجد الأقصى.

يمكنك متابعة الحلقة كاملة على الرابط التالي:




مقالات مشابهة

  • إمام وخطيب المسجد الأقصى: الاحتلال يحاول فرض سيادة باطلة على المسجد الأقصى المبارك
  • إحياء رأس السنة الهجرية في الأقصى بأعداد محدودة
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى.. واعتقال 23 فلسطينيًا
  • مستوطنون إسرائيليون يقتحمون باحات المسجد الأقصى وسط حماية شرطة الاحتلال
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى مجددًا
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
  • حرب الإبادة والقدس وتهجير الشعب الفلسطيني
  • بعد إغلاقهما 12 يوما.. إعادة فتح المسجد الأقصى وكنيسة القيامة
  • إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين بعد 12 يومًا من الإغلاق
  • كيف يستخدم الاحتلال العمارة لإضعاف الأقصى وطمس هويته؟ الجواب في الرحلة