البحوث الإسلامية يشارك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأزهر وصناعة المصلحين
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
شارك مجمع البحوث الإسلامية، في فعاليات مؤتمر الأزهر الشريف الذي تنظمه كلية العلوم الإسلامية والعربية للوافدين بعنوان: «الأزهر وصناعة المصلحين»، بحضور كوكبة من كبار العلماء والقيادات، في مقدمتهم :الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، والدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر الشريف، والدكتور محمد الجندي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمود صديق نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، والدكتور أحمد معبد عضو هيئة كبار العلماء، والشيخ عبد العزيز الشهاوي شيخ الشافعية، والدكتورة نهلة الصعيدي مستشار شيخ الأزهر ورئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين، إلى جانب عدد من السفراء، وقيادات الأزهر، ونخبة من العلماء والمفكرين.
وسلط المؤتمر الضوء على الدور المحوري الذي يضطلع به العلماء ومؤسسة الأزهر، في تشكيل الوعي وبناء الإنسان، وذلك من خلال مشاركة علمية واسعة من باحثين يمثلون مختلف دول العالم الإسلامي.
وألقى الدكتور حسن يحيى الأمين المساعد للجنة العليا للدعوة بالمجمع ، كلمة نيابة عن الأمين العام د. محمد الجندي، تناول فيها نموذج الإمام المربي الشيخ صالح الجعفري، أحد رموز الأزهر الشريف، باعتباره مصلحًا ومربِّيًا اهتم ببناء الإنسان من الداخل، جامعًا بين الإصلاح السلوكي والتربوي والروحي في منهج متكامل.
حيث أوضح أن الإمام الجعفري أولى الجانب الأخلاقي والسلوكي عناية فائقة، فركّز على مراتب النفس الإنسانية، محذرًا من غواية النفس الأمارة، وداعيًا إلى مجاهدتها والارتقاء بها حتى تبلغ مقام النفس الكاملة، كما أبرزت الورقة أن منهجه الإصلاحي لم يكن نظريًا فحسب، بل تمثَّل عمليًا في سيرته وسلوكه، فكان داعيةً بمحبة، ومربيًا بسَمته، ومصلحًا بقدوته.
وأكد الجندي، أن استلهام فكر الشيخ الجعفري في هذا السياق هو امتداد طبيعي لرسالة الأزهر ، في نشر الوسطية والاعتدال، وبناء الوعي، وتزكية النفس، مشيرةً إلى أن الأزهر سيظل منارةً للإصلاح الشامل، يبدأ من الفرد ويتسع ليشمل المجتمع بأسره.
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في إطار جهود الأزهر الشريف لتعزيز دوره الريادي في صناعة المصلحين والدعاة المؤثرين، القادرين على التعامل الواعي مع متغيرات الواقع وتحدياته، انطلاقًا من تراث علمي وروحي عريق، تمثّله شخصيات رائدة كالإمام الجعفري وسواه من أعلام الإصلاح والفكر.
وقال الجندي، في كلمته إن الإمام الجعفري ، يرى أن الأزهر هو الحصن المنيع لحماية هوية الأمة وتراثها الديني والعلمي، ففيه تُدرس المذاهب الأربعة، وتُروى كتب الحديث، وتُحفظ علوم اللغة والتفسير، ويقول: "وكأن جميع المحدثين جاءوا وحشروا هنا، وكأن الأزهر هو المجمع لعلماء التفسير والحديث والفقه"، مشددًا على أن هذا الصرح لا يُخرّج عالماً فحسب، بل سفيراً للهداية والتنوير في الأرض، فهو مركز إشعاع عالمي يحمل ميراث النبوة، ويحمي الأمة من الضلال والفساد، وفي كلماته المؤثرة، وصف الأزهر بأنه "قوي الحجة، واضح المحجة، لا يظلم إذا أظلم الكون"، مؤكدًا أن علماءه هم "أسود بعمائمهم، تيجانهم الإيمان، وعدّتهم العلم"، والعلماء الأزهريين لا ينطقون إلا بحكمة، ولا يفتون إلا بعلم، ويأخذون علمهم بالسند المتصل إلى النبي ﷺ. فعباراتهم، كما يصفها، "تفصل الخطاب وتملك أعناق المعاني، وتبارى شهب الظلام ونوابغ الحكم".
وأوضح أن منهج الإمام الجعفري لم يقف عند حدود التعليم والوعظ، بل امتد إلى إصلاح باطن الإنسان، فقد رأى أن إصلاح المجتمع لا يكون إلا من خلال قلوب طاهرة ونفوس مطمئنة، وجعل من العزلة والخلوة والذكر وسائل أساسية لتزكية النفس، قائلاً: "إذا أردت أن تدخل في شهداء المعارك لتنال إحدى الحسنيين، فاقتحم ميدان الرياضة والعزلة والانفصال".
وتابع: وكان الإمام الجعفري ، يهتم بتهذيب النفس ومجاهدتها محوريًا في دعوته الإصلاحية، فصنف مراتب النفس من "أمارة بالسوء" إلى "كاملة"، داعيًا السالكين إلى تطهير أنفسهم والارتقاء بها نحو الصفاء الروحي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البحوث الإسلامية الجلسة الافتتاحية الأزهر وصناعة المصلحين البحوث الإسلامیة وصناعة المصلحین الأزهر الشریف
إقرأ أيضاً:
البحوث الإسلامية: الهجرة النبوية ترسخ المعاني التربوية في النفوس
هنأ مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشَّريف، الأمَّةَ الإسلاميَّةَ بحلول العام الهجري الجديد، مستحضِرًا في هذه المناسبة العظيمة الدروسَ العميقةَ التي تحملها الهجرة النبوية؛ بوصفها محطَّةً فارقةً في تاريخ الإنسانيَّة، ومنعطفًا حضاريًّا مثَّل نقلةً إلى أسمى معانيها.
البحوث الإسلامية: الهجرة النبويَّة قيمةٌ متجدِّدةٌ تتجاوز الزَّمان والمكانوأكِّد مجمع البحوث الإسلامية أنَّ الهجرة النبويَّة قيمةٌ متجدِّدةٌ تتجاوز الزَّمان والمكان، وتدعونا إلى المراجعة الدَّائمة، وإعادة ترتيب الأولويَّات على أساسٍ مِنَ الإيمان والعقل والعمل؛ فكما كانت الهجرة انتقالًا مِنَ الفوضى إلى الانضباط، ومِنَ الفُرقة إلى الوَحدة- فإنَّها اليوم دعوةٌ إلى الهجرة مِنَ الجهل إلى العِلم، ومِنَ العجز إلى الفِعل، ومِنَ الانغلاق إلى الانفتاح المنضبِط بقِيَم الإسلام.
البحوث الإسلامية يطلق حملة دعوية بعنوان "الهجرة النبوية.. ميلاد أمة"
البحوث الإسلامية يعقد ورشة عِلميَّة حول التغيرات المناخية.. صور
5 مكاسب لمن ينفذ وصية النبي بإطعام الطعام.. البحوث الإسلامية يوضحها
البحوث الإسلامية: إنصاف الأرامل واجب دِيني ومجتمعي لا يحتمل التأجيل
وشدِّد المجمع على أنَّ إحياء هذه الذِّكرى لا يكون بالشعارات؛ وإنَّما بترسيخ المعاني التربويَّة في النفوس، وعلى رأسها: الصَّبر، والمبادرة، والتخطيط، والتضحية، والتكافل، والوعي بطبيعة المرحلة، وكلُّها قِيَمٌ جسَّدها النبيُّ ﷺ وصحابتُه الكِرام، وبها تأسَّستْ دولة المدينة، وقامتْ حضارة جَمعتْ بين العقيدة والإنسان والعُمران.
ويُذكِّر المجمع في هذه المناسبة المباركة بأنَّ بناء الإنسان هو غاية الهجرة وثمارها، وأنَّ مسئوليَّة المؤسَّسات الدِّينيَّة والتعليميَّة والثقافيَّة هي تحويل هذه القِيَم إلى واقعٍ حيٍّ في حياة النَّاس؛ مِن خلال خطابٍ رشيدٍ، وتعليمٍ نافعٍ، وتربيةٍ تُعلِي مِن قيمة العمل، وتُواجِه ثقافة التَّواكل والسَّطحيَّة والفراغ الرُّوحي، داعيًا إلى جَعْل العام الجديد نقطةَ انطلاقٍ نحو الإصلاح الذَّاتي والاجتماعي والنَّهضوي، في إطارٍ مِنَ الوعي الرَّاسخ والانتماء الصَّادق.