“مهمّةُ المترجم”.. ترجمة ثلاثية لنصّ فلسفيّ و دراسة نقدية لأدب الطفل في عُمان
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
"العُمانية" أصدرت مؤسسة بيت الزبير ترجمةً جديدة لمقالة “مهمّةُ المترجم” للفيلسوف والناقد الألماني فالتر بنيامين (1892–1940)، والتي تُعد من أبرز النصوص الفلسفية في النظرية المعاصرة للترجمة، وتحتل مكانة رفيعة في الفكر الثقافي الغربي لما تتضمنه من طروحات دقيقة حول جوهر الترجمة ووظيفتها. وقد تولّى ترجمة هذا العمل الأستاذ الدكتور أحمد بوحسن، معتمدًا على النص الأصلي بالألمانية، بالإضافة إلى ترجماته إلى كلٍّ من اللغتين الإنجليزية والفرنسية، واستند كذلك إلى ترجمات عربية سابقة من بينها ترجمة حسين الموزاني وأخرى غير منشورة لرضوان ضاوي، كما راجعت العمل النهائي الدكتورة رضوى الضاري.
وتتناول المقالة مفهوماً فلسفيًّا عميقاً للترجمة، يميّزها عن الإبداع الشعري بوصفها أداة لنقل صدى اللغة الأصل في اللغة الهدف، دون أن تنفصل عن بنيتها الكلية. ويرى بنيامين أن الترجمة لا تهدف إلى إعادة صياغة المعنى فحسب، بل تسعى إلى تقاطع لغات متعددة في لغة “حقة”، تُقارب ما وصفه بـ ”لغة الحقيقة”، تلك التي يطمح إليها الفلاسفة بوصفها مخزنًا للمعاني النهائية.
وتُعد هذه المقالة من أبرز أعمال بنيامين، الذي يُعرف بارتباطه بمدرسة فرانكفورت النقدية، وبترجماته لأعمال كبار الأدباء الفرنسيين مثل بلزاك وبودلير وبروست، وقد كان لآرائه تأثيرًا واسعًا منذ منتصف القرن العشرين، حيث نُشرت أعماله في مجلدات شاملة عن دار غاليمار الفرنسية. ويُذكر أن الأستاذ الدكتور أحمد بوحسن يشغل منصب أستاذ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس – أكدال بالرباط، ويُعد من المتخصصين البارزين في الدراسات النقدية والثقافية والدراسات المقارنة، وله إسهامات أكاديمية متعددة في حقل الترجمة.
أراجيح في النبع
من جانب آخر يستعرض كتاب “أراجيح تتأمل صورتها في النبع” ملامح النتاج الثقافي الموجّه للطفل في سلطنة عُمان، عبر مجموعة من الدراسات النقدية التي تتناول قضايا السرد القصصي، ومسرح الطفل، والمبادرات الثقافية، والإبداع القصصي الموجّه للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة. ويأتي الكتاب، الصادر عن مؤسسة بيت الزبير، ضمن الجهود الأكاديمية لتعزيز مسارات الكتابة الأدبية والفنية الموجّهة للطفولة، وتوثيق تجارب الكُتّاب العُمانيين في هذا المجال، بما يعكس اهتمام سلطنة عُمان بالطفل كعنصر فاعل في بناء المجتمع المعرفي. وتفتتح خلود البوسعيدية الكتاب بدراسة عن “الفضاء السردي في القصة المُوجَّهة للطفل” عبر قراءة تحليلية في قصص الكاتبة بسمة الخاطرية، مبيّنة دور الفضاء السردي في توجيه الطفل نحو القيم الأخلاقية والتربوية.
أما نورة الهاشمية فتقدّم دراسة بعنوان “المبادرات الثقافية الموجّهة للطفل”، متناولة نموذج برنامج “هيا نقرأ” لجمعية العطاء الخيرية، مؤكدة أهمية دعم المبادرات المجتمعية المعززة لثقافة الطفل وتوسيع نطاقها المؤسسي والإعلامي. ويتناول الدكتور محمود كحيلة تجربة مسرح الطفل العُماني، منوّهًا بأهمية تعزيز المحتوى الموجّه للطفل من خلال لجان تربوية متخصصة، وضرورة اعتبار المسرح الطفولي ركيزة ثقافية وإنسانية في منظومة الأمن الاجتماعي. وفي دراسة تحليلية لقصص الأطفال في سلطنة عُمان، يوثق محمد شمشاد عالم القاسمي المراحل التاريخية التي مر بها هذا النوع الأدبي منذ عام 1992، ويعرض محطات تطوره عبر ثلاث مراحل رئيسة: الأولى مرحلة التأسيس 1992-1996، والثانية مرحلة ما بعد التأسيس 1996-2006م، والثالثة هي المرحلة المعاصرة منذ 2007 حتى الآن. وفي محور آخر، يعرض يونس بن علي المعمري دراسة بعنوان “التحدي والاستجابة في القصص الموجّهة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة”، مقدّمًا توصيات تعزز حضور هذه الفئة في الخطاب القصصي، وتدعو للاهتمام بالجانب الفني والنفسي في معالجة القضايا المطروحة. وتتوقف ليلى عبدالله عند “صناعة شخصيات قصص الأطفال في زمن الألفية” من خلال نموذج الكاتبة أمامة اللواتية، مبيّنة الطابع الجاد والناضج لشخصياتها، بما يعكس رؤية موجهة ورسالة تربوية واضحة. ويُسهم الباحث التونسي الراحل الدكتور محمد الغزي بدراسة حول “الواقعية الخرافية” في مسرح عبد الرزاق الربيعي، موضحًا تفاعل نصوصه مع التراث الشعبي برؤية تجديدية تتجاوز النقل إلى إعادة التوليد الفني. وتختتم شيخة عبدالله الفجرية الكتاب بدراسة عن “بائع الحكايات في عُمان قديمًا”، داعية إلى إجراء مسح شامل للحكايات العُمانية الشفهية وتصنيفها وتوظيفها في الإنتاج الدرامي المعاصر، بما يحفظ الذاكرة الشعبية ويثري المحتوى الثقافي الوطني.
ويمثل الكتاب إضافة نوعية إلى المكتبة العُمانية في مجال أدب الطفل، ويسهم في ترسيخ مكانة هذا الحقل الإبداعي في سياق النهضة الثقافية التي تشهدها سلطنة عُمان.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الموج ه
إقرأ أيضاً:
طقس السبت.. أمطار رعدية وزخات من البرد على 5 مناطق
نبه المركز الوطني للأرصاد من أمطار رعدية وزخات من البرد ورياح مثيرة للغبار على 5 مناطق.
وكشف المركز، في بيان، عن حالة الطقس المتوقعة اليوم السبت في المملكة.
أخبار متعلقة "بسطة خير جازان".. منتجات الأسر تزين مهرجان المانجونائبة رئيس وزراء كوسوفو: دور كبير للمملكة في السياسة الدوليةوأفاد الأرصاد، بأنه لا تزال الفرصة مهيأة لهطول أمطار رعدية مصحوبة بزخات من البرد ورياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار على أجزاء من مناطق جازان، عسير، الباحة، مكة المكرمة والمدينة المنورة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أمطار رعدية مصحوبة برياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار - واس
في حين يستمر التوقع بتكون السحب الرعدية الممطرة المصحوبة برياح نشطة على أجزاء من مناطق الرياض والقصيم.حالة البحر الأحمرالرياح السطحية: غربية إلى شمالية غربية بسرعة 10-30 كم/ساعة.ارتفاع الموج: من نصف المتر إلى متر ونصف.حالة البحر: خفيف إلى متوسط الموج.حالة الخليج العربيالرياح السطحية: غربية إلى شمالية غربية بسرعة 10-25 كم/ساعة.ارتفاع الموج: من نصف المتر إلى متر.حالة البحر : خفيف الموج.