شكراً برشلونة .. شكراً ريال مدريد .. لقد أثبتّما أن (الكرة الأرضية) كرة قدم !
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
بقلم : فالح حسون الدراجي ..
لمدة ساعتين كاملتين عشنا وعاش أكثر من مليار إنسان في (183) دولة في هذا الكوكب، وقتاً جميلاً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. وذقنا خلال هاتين الساعتين المثيرتين حلاوة الفنون الكروية، وروعة التنافس، ومتعة الجمال الأخاذ عبر تفاصيل كروية سحرية مذهلة قدمها لاعبو فريقَي برشلونة وريال مدريد في مباراة كلاسيكو الارض التي جمعتهما مساء الأحد على ملعب “لويس كومبانيس الأولمبي” ضمن منافسات الجولة الخامسة والثلاثين من مسابقة الدوري الإسباني للموسم الحالى، والتي انتهت بفوز ساحق، ومستحق، للنادي الكاتلوني على غريمه اللدود النادي الملكي 4- 3 ، وهو الفوز الرسمي الرابع للبرشا، عدا الفوز الخامس الذي حققه البرشا في مباراة ودية على نجوم الملكي خلال هذا الموسم أيضاً .
لقد استمتع العالم بهذه المباراة – بما في ذلك جمهور وأنصار فريق ريال مدريد – والسبب في ذلك يعود إلى المستوى الفني العالي الذي أظهره الفريقان، لاسيما فريق برشلونة الذي تألق بشكل واضح، وأثبت تفوقه وعلو كعبه على غريمه، فردياً وجماعياً، خاصة خطوط الوسط والهجوم، وهذا ما اكدته جميع الاحصائيات والأرقام التي نشرت بعد المباراة، بخاصة في نسبة الاستحواذ، وعدد ضربات الزاوية الركنية، والتسديد على المرمى وغيرها.. كما أن تصدي حارس مرمى الريال ( كورتوا ) لعدد غير قليل من الكرات الخطيرة يؤكد الفارق الكبير بين مستوى الفريقين من كل النواحي، وهو أمر اعترف به أهل البيت المدريدي، قبل غيرهم.
قد يتحدث البعض هنا وهناك عن سوء التحكيم، وأنا لا ارغب الحديث في ذلك قطعاً، لأني لا أريد أن أفسد على القارئ متعة التخيل، ولا أود تشويه الصورة الفنية التي رسمها لاعبو الفريقين في هذا الكلاسيكو، إذ يكفي ان يغمض القارئ عينيه قليلاً ويتصور كيف يكون شكل المباراة التي تجري بين فريقين كبيرين، ويسجل فيها سبعة أهداف حلوة ( هدف أحلى من هدف) !
نعم، كان التحكيم سيئاً، وهذا أمر طبيعي، بعد أن وقع حكما الملعب والفار، في شَرَك قناة ريال مدريد ورعبها، لاسيما بعد أن عرضت على شاشتها قبل المباراة، أخطاء تحكيمية وقعا بها قبل سنوات بعيدة، فكان هذان الحكمان يعيشان وقت الكلاسيكو، وكأنه دهر طويل وليس دقائق معدودة .. لذلك أعتقد أن هذين الرجلين – الخائفين – معذوران جداً، استناداً إلى قاعدة ( فاقد الشيء لا يعطيه ) !
هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن حديثي عن التحكيم لن يضيف شيئاً، لأن الحديث عن هزالته وبؤسه في أوربا، لاسيما في إسبانيا، بات مملاً، وبلا معنى، وذلك بسبب تكراره وانتهاء صلاحيته الأخلاقية والرياضية والإنسانية ..
وما حدث لبرشلونة أمام فريق أنتر ميلان في إياب نصف النهائي يُغني عن كل حديث ومقال ..
المهم، أن العالم كله قد استمتع بجمال وروعة وحماسة وفنون لاعبي فريقي برشلونة والريال، خصوصاً ما قدمه الولد الأعجوبة لامين يامال، وكذلك بيدري، ويونغ، وامبابي، وكورتوا وغيرهم، وما الأثر الكبير والرائع الذي تركه هذا الكلاسيكو في شوارع ومنتديات وملاعب وبيوت ومدن العالم قاطبة، إلا التأكيد الواضح والدليل الكبير على ما أقوله في المقال ..
وأنا ( كعراقي وبرشلوني)، فقد قيّمت هذا العرض الكروي تقييماً شخصياً ربما يشاركني فيه ملايين العراقيين أيضاً: وهذا التقييم يبدأ بتوجيه الشكر والثناء والتقدير إلى لاعبي برشلونة وريال مدريد بلا استثناء، لما قدموه في كلاسيكو الأحد المجنون من جمال سلب أفئدتنا، وسحر خلب عقولنا.. وتنافسٍ شدّ أعصابنا شداً، حتى كانت قلوبنا تطير مع كل حركة فنية، أو مراوغة باهرة يقوم بها هذا اللاعب أو ذاك من فريقك.. وتحط مع كل هدف يسجله الخصم في مرمى فريقك.. لقد كانت هاتان الساعتان خارجتين عن قياس الزمن العادي.. بل وكانتا- بقياس الحب، ومقاسات الحصاد – أجمل من عشرات سنوات الجفاف والقحط والخيبة. لقد أنسانا يامال وبيدري وامبابي ورفاقهم، فساد دولتنا، ومصائب حكامنا، وأزاح عن صدورنا- ولو بشكل مؤقت – صخور الأسى، وأثقال الحزن التي يراكمها مسؤولونا يوماً بعد يوم بلا رأفة ولا رحمة. لقد عشنا ساعتين مذهلتين نسينا فيهما فقرنا وعوزنا وأوجاعنا الطويلة والفادحة.. مثلما نسي بعضنا مرارة البعد والفراق وألم الاغتراب الموحش عن اهله وبلده.. ولعلّ الشيء المهم الذي أفادتني به الساعتان الكلاسيكيتان، أني نسيت فيهما (كذب المسؤولين) الفظيع والصادم جداً) .
فمن يصدق مثلاً أن في العراق وزراء يكذبون، ونواباً، ومحافظين، ومديرين عامين يكذبون .. أنا هنا أتحدث عن الكذب فقط ، وليس عن الفساد، لأن الفساد في دولة العراق بات اليوم هوية وظيفية لمن ينتسب لها- باستثناء قلة قليلة من المسؤولين والموظفين الشرفاء – لذلك اسمحوا لي أن أقول مكرراً: إن في العراق وزراء ومسؤولين يكذبون، وهذا أمر جديد لم نألفه من قبل – وهذا ليس تزكية للوزراء السابقين إنما هو اكتشاف صادم وجديد لي، إذ كيف ولماذا يكذب معالي الوزير وهو المدعوم من تحالفه، والمسنود بكتلته، والذي لا يخاف القانون، ولا المواطن ولا البرلمان بل ولا يخشى حتى رئيس حكومته، فكيف ولماذا يكذب ؟!
ونفس السؤال يطرح ايضاً: لماذا يكذب النواب والسادة المسؤولون ومن كان بمستواهم، وهم يتمتعون بنفس القوة والحصانة السياسية التي يتمتع بها معالي الوزير؟!.
ختاماً أقول: شكراً للبرشا على ما قدمته وللفريق الملكي على ما ظهر به .. وطز بيك يا (تيباس) !
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الجدول الزمني لعودة نجم ريال مدريد بعد الجراحة
معتز الشامي (أبوظبي)
خضع جود بيلينجهام، نجم وسط ريال مدريد البالغ «22 عاماً»، لعملية جراحية لتصحيح خلع متكرر في الكتف الأيسر، وهي المشكلة التي عانى منها منذ نوفمبر 2023.
وكانت الجراحة التي أجريت بعد وقت قصير من خروج ريال مدريد من كأس العالم للأندية، ضرورية بعدما لعب بيلينجهام ما يقرب من موسم كامل، وهو يعاني من الألم ويعتمد على أربطة ثقيلة تحت ملابسه.
ورغم أن جماهير ريال مدريد تتوق لعودته السريعة، فإن التوقعات الطبية ترسم صورة حذرة، إذ من المتوقع أن يغيب بيلينجهام لمدة تتراوح بين 10 إلى 12 أسبوعاً، ما يعني غيابه حتى أوائل أو منتصف أكتوبر.
ويشكل غياب الإنجليزي ضربة قوية لمدرب ريال مدريد الجديد تشابي ألونسو، حيث يغيب بيلينجهام عن مباريات حاسمة، بما في ذلك المباراة الافتتاحية للدوري الإسباني ضد أوساسونا وديربي مدريد في نهاية سبتمبر.
وتتضمن خطة تعافيه تثبيته في حبال لمدة شهر على الأقل، يليه إعادة تأهيل تدريجية و«خطة تعافي خاصة» مصممة لاستعادة الحركة الكاملة والقوة مع تقليل مخاطر الإصابة مرة أخرى.
إلى جانب المخاوف المحلية، يتردد صدى غياب بيلينجهام دولياً، ستُحرم إنجلترا من نجم خط وسطها خلال مباراتين حاسمتين في تصفيات كأس العالم ضد أندورا وصربيا في سبتمبر، مع تزايد الشكوك حول جاهزيته للمشاركة مع منتخب الأسود الثلاثة في أكتوبر.
وفي غضون ذلك، يتعين على مدريد التكيف مع شكل وسطه، يتوقع المحللون أن يشهد الموهبة الشابة أردا جولر مسؤوليات متزايدة خلال الجزء الأول من الموسم، ويخضع توقيت عودة بيلينجهام لفحص دقيق، بينما تشير بعض المصادر إلى إمكانية عودته للمشاركة في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا أواخر أكتوبر، يحذّر آخرون من أن فترة تعافيه قد تمتد إلى نوفمبر، خاصةً إذا تطلبت عملية إعادة التأهيل بعد الجراحة مزيداً من الحذر، ومع ذلك، يظل ريال مدريد متفائلاً، مؤكداً على احترافية بيلينجهام وتصميمه على تنفيذ برنامج تعافيه.
وتتوقف طموحات ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا وآماله في الفوز باللقب المحلي على نجاح تعافي بيلينجهام، حيث أعرب اللاعب عن ارتياحه «لتمكنه أخيراً من اللعب من دون دعامة»، مسلطاً الضوء على العبء النفسي الذي واجهه هذا الموسم، في ظل الألم المستمر، وتوفر الجراحة طفيفة التوغل احتمالات عالية للتعافي الكامل، لكن الفريق الطبي للنادي لن يتعجل عودته، مدركاً مدى أهمية بيلينجهام في الخطة الاستراتيجية الجديدة لألونسو، وإذا عاد بيلينجهام في أكتوبر كما هو متوقع، تتزامن عودته مع مواجهات عالية الأهمية، وربما أول كلاسيكو في الموسم ضد برشلونة، وحتى ذلك الحين، يتعين على ريال مدريد وإنجلترا إيجاد طرق للتعويض عن غياب أحد أكثر النجوم الشباب تأثيراً في أوروبا.