النفط يعزز مكاسبه عند التسوية بعد الاتفاق التجاري بين أميركا والصين
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
ارتفعت أسعار النفط عند التسوية، الإثنين، لأعلى مستوى في أسبوعين بنحو 2%، بعد توصل أميركا والصين إلى اتفاق لخفض الرسوم الجمركية، في خطوة تعكس تهدئة كبيرة في التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
صعدت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.58% أو ما يعادل 1.01 دولاراً لتسجّل عند التسوية 64.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 93 سنتاً أو 1.52%، لتبلغ عند التسوية 61.95 دولار للبرميل.
وكان الخامان القياسيان قد سجّلا مكاسب تجاوزت دولاراً واحداً في جلسة الجمعة الماضية، واختتما الأسبوع على ارتفاع بأكثر من 4%، في أول مكاسب أسبوعية منذ منتصف أبريل نيسان.
واتفقت أميركا والصين، يوم الإثنين، على تعليق معظم الرسوم الجمركية المفروضة على السلع المتبادلة، في خطوة تعكس تهدئة كبيرة في التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وينص الاتفاق التجاري على خفض الرسوم الجمركية «المتبادلة» بين البلدين من 125% إلى 10%. إلا أن الرسوم الأميركية البالغة 20% على الواردات الصينية المرتبطة بمادة الفنتانيل ستبقى قائمة، ما يعني أن إجمالي الرسوم المفروضة على الصين سيظل عند مستوى 30%.
وتعزّز هذه المؤشرات الإيجابية من التوقّعات بتحسّن الطلب العالمي على النفط، مع استئناف النشاط التجاري بين البلدين بعد أشهر من التوترات الجمركية المتبادلة.
وفي هذا السياق، قال توشيتاكا تازاوا، المحلل في شركة فوجيتومي سيكيوريتيز لرويترز: «التفاؤل بمحادثات بنّاءة بين أميركا والصين عزّز المعنويات، إلا أنّ غياب التفاصيل الواضحة، إلى جانب خطط أوبك+ لزيادة الإنتاج، كبحتا من قوة المكاسب».
زيادة المعروض النفطي
وكانت منظمة أوبك وشركاؤها في تحالف أوبك+ قد أقرّوا خططاً لتسريع وتيرة زيادة الإنتاج خلال شهري مايو أيار ويونيو حزيران، وهو ما من شأنه أن يضيف المزيد من الإمدادات إلى السوق، ويحد من تأثير المكاسب السعرية.
من جانب آخر، أظهر مسح أجرته وكالة رويترز أن إنتاج أوبك من الخام تراجع بشكل طفيف في أبريل نيسان، رغم هذه التوجهات.
وفي سياق متصل، أنهى مفاوضون أميركيون وإيرانيون جولة من المحادثات غير المباشرة بشأن الملف النووي الإيراني في سلطنة عُمان أمس الأحد، مع تأكيد استمرار المحادثات مستقبلاً. وتُصرّ طهران علناً على المضي في برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
ويُحتمل أن يسهم أي اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران في تخفيف المخاوف المرتبطة بانخفاض المعروض العالمي من الخام، الأمر الذي قد يُشكل ضغطاً على أسعار النفط مستقبلاً.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار أمیرکا والصین عند التسویة
إقرأ أيضاً:
مصر والصين ترسمان مستقبل الاقتصاد.. شراكة صناعية استراتيجية تقود التنمية وتفتح أسواق التصدير
في ظل تحولات المشهد الاقتصادي العالمي، تواصل مصر ترسيخ موقعها كلاعب إقليمي فاعل من خلال شراكات استراتيجية مع قوى اقتصادية كبرى، وعلى رأسها الصين. وخلال مشاركتها في المنتدى الاقتصادي العالمي بمدينة تيانجين الصينية، أوضحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن العلاقات المصرية الصينية تجاوزت حدود التعاون التقليدي، لتتحول إلى نموذج متكامل من الشراكة المبنية على المصالح المشتركة والتنمية المستدامة.
استثمارات صينية تدعم الاقتصاد المصريأكدت الوزيرة أن المنطقة الصناعية الصينية في مصر باتت تمثل نموذجًا حيًا لهذا التعاون، حيث تحتضن أكثر من 150 شركة صينية تعمل في مجالات متعددة، وتوفر أكثر من 10 آلاف فرصة عمل للمصريين. وهو ما يعكس ثقة الشركات الصينية في السوق المصري، ويُشير إلى مناخ استثماري جاذب تدعمه الحكومة المصرية بإصلاحات اقتصادية وتشريعية واسعة.
الحزام والطريق.. منصة مرنة للتنميةجاءت تصريحات المشاط خلال مشاركتها في جلسة رفيعة المستوى بعنوان: "أين وصلت مبادرة الحزام والطريق في 2025؟"، ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي تحت شعار: "سياسات اقتصادية مرنة لمواكبة التغييرات العالمية"، بمشاركة أكثر من 90 دولة.
وأوضحت الوزيرة أن مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين قبل أكثر من عشر سنوات، تمثل إطارًا تنمويًا مرنًا لا يفرض توجهات أو مشروعات بعينها على الدول، بل يتكامل مع الأولويات الوطنية لكل دولة على حدة. وفي حالة مصر، جاءت المشاريع المنفذة تحت مظلة المبادرة متسقة مع رؤية مصر 2030، خصوصًا في قطاعات النقل والطاقة المتجددة والموانئ.
دعم صيني للتمويل التنمويلفتت الوزيرة إلى الدور المحوري الذي تلعبه وكالة التعاون الدولي الصينية (CIDCA) في دعم أجندة التنمية المصرية، كما أشارت إلى اتفاقيات التعاون بين الجانبين مثل اتفاقية تبادل الديون. كما شددت على أن التمويل التنموي منخفض التكلفة لعب دورًا رئيسيًا في دعم المشاريع الكبرى في مصر، لا سيما في مجالات النقل المستدام والطاقة النظيفة، حيث تم حشد موارد كبيرة من القطاع الخاص.
شراكة مبنية على المصالح المشتركةأبرزت المشاط أهمية العلاقات المصرية الصينية، مشيرة إلى أن الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الصيني إلى القاهرة عام 2014 كانت نقطة تحول مهمة، تبعها توقيع مذكرة تفاهم بشأن مبادرة الحزام والطريق، ما أرسى قواعد شراكة استراتيجية بين البلدين تشمل الاستثمارات المباشرة والتعاون الحكومي في التنمية.
وأكدت أن الصين لا تسعى إلى فرض نموذج واحد للتنمية، بل تتيح للدول حرية تصميم مشروعاتها بما يتماشى مع رؤاها الوطنية، ثم يتم إدماج هذه المشروعات ضمن الإطار الأوسع للمبادرة، وهو ما يمنح الدول النامية فرصة حقيقية للانطلاق دون قيود.
نحو تمويل تنموي أكثر استدامةفي سياق الحديث عن تحديات التمويل، أشارت المشاط إلى انعقاد مؤتمر تمويل التنمية في إشبيلية نهاية يونيو، الذي سيناقش مستقبل التمويل في الدول النامية، خصوصًا تقليل الاعتماد على الديون، وزيادة مشاركة القطاع الخاص في تمويل مشاريع التنمية. وشددت على أن تكاليف تنفيذ المشاريع الكبرى تظل من أكبر التحديات، ما يتطلب حلولًا تمويلية مبتكرة، مثل آليات "مبادلة الديون بالاستثمار أو التنمية".
رؤية اقتصادية متوازنة ومتكاملة
من جانبه، أوضح الدكتور هاني الشامي، عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة المستقبل، أن الشراكة المصرية الصينية تمثل أحد أبرز تحولات السياسة الاقتصادية المصرية خلال السنوات الأخيرة. وأشار إلى أن هذه العلاقة تأتي في سياق توجه مصر نحو تنويع شركائها الدوليين وتعزيز قدرتها على جذب الاستثمارات المباشرة، خاصة تلك التي ترفع من الكفاءة الصناعية والإنتاجية.
استثمارات مباشرة ونقل للتكنولوجيايرى الشامي أن وجود هذا العدد من الشركات الصينية في مصر يعني تدفقات مالية بمليارات الدولارات، وهو ما يُخفف الضغط على الموازنة العامة للدولة.
كما شدد على أن التواجد الصناعي الصيني يشكل فرصة حقيقية لنقل التكنولوجيا والمعرفة إلى السوق المصري، في مجالات استراتيجية مثل، الإلكترونيات، صناعة السيارات، البتروكيماويات، وهي قطاعات تسعى مصر لتطويرها لتقليل الاعتماد على الاستيراد.
أوضح الشامي أن التعاون مع الصين يدعم استراتيجية الدولة المصرية لتوطين الصناعة، خاصة من خلال مشروعات إنتاجية مشتركة داخل المناطق الصناعية، بما يعزز من نسبة المكون المحلي في المنتجات ويزيد فرص التصدير للأسواق الإقليمية والدولية.
نحو توازن عالمي وتنمية شاملةاعتبر الشامي أن الشراكة مع الصين تمثل فرصة لمصر لتعيد التوازن في علاقاتها الدولية، خاصة على الصعيد الاقتصادي. فهي تمنح القاهرة بدائل تنموية وتمويلية بعيدًا عن الحلول التقليدية، وتفتح الباب أمام تحول مصر من مجرد سوق استهلاكي إلى مركز صناعي إقليمي قادر على المنافسة.
مشاريع كبرى تعزز البنية التحتيةكما أشار إلى أن الصين شاركت في تنفيذ مشاريع كبرى داخل مصر مثل العاصمة الإدارية الجديدة، برج الأيقونة، شبكة القطارات الكهربائية، وخطوط الطاقة والاتصالات.
وساهم هذا التعاون في تحديث البنية التحتية المصرية ورفع معدلات النمو، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة.
العلاقة بين مصر والصين لم تعد مجرد تبادل تجاري أو تعاون استثماري تقليدي، بل تحولت إلى شراكة استراتيجية شاملة تصب في مصلحة التنمية المستدامة للبلدين. في الوقت الذي تسعى فيه القاهرة إلى بناء اقتصاد قوي ومتنوع، تبدو بكين شريكًا مستعدًا لتقاسم الرؤية والمخاطر معًا.
وبينما تتسارع وتيرة التغيرات في الاقتصاد العالمي، يبدو أن مصر والصين تسيران معًا على طريق طويل نحو مستقبل أكثر استقرارًا وتكاملًا ونموًا.