في عالم اعتادت فيه موسيقى الجنائز على تصوير الموت كرحلة مرعبة أو عذاب أبدي، قدم المؤلف الفرنسي غابرييل فوري عمله الأبرز “ريكويم” بشكل مختلف تمامًا.

 لم تكن ألحانه صرخة رعب أو نواحًا، بل كانت همسة رقيقة، ونشيدًا يفيض بالسلام والسكينة، كأنها تدعو النفس البشرية إلى الراحة بعد عناء الحياة.

نظرة على العمل:

ألّف فوري ريكويم بين عامي 1887 و1890، ويمثل رؤية فريدة لفكرة الموت، بعيدًا عن تقاليد الكنيسة الكاثوليكية التي تميل إلى التركيز على مشاهد “يوم الحساب” وعذاب الجحيم.

اختار فوري أن يبرز أجزاءً محددة من نص القداس الجنائزي التقليدي، متجاهلًا القسم المخيف المعروف بـ”Dies irae” (يوم الغضب)، واستبدله بأجزاء أكثر هدوءًا مثل In Paradisum، التي تختتم العمل بدعوة للروح إلى دخول الجنة في سلام.

روح العمل وجمالياته:

يتميز ريكويم فوري بلغة موسيقية ناعمة وشاعرية، حيث يعتمد على تناغمات رقيقة وخطوط لحنية هادئة.

الصوت البشري، خاصة صوت السوبرانو في الجزء الشهير Pie Jesu، يأتي في المقدمة كصلاة خالصة تنبع من القلب. لا صراخ، لا دراما مفرطة، فقط تسليم وطمأنينة.

يقول فوري عن عمله:

“قيل عن الريكويم إنه ليس حزينًا بما فيه الكفاية… لكنني رأيته كإفراج سعيد، كمصالحة مع الموت، بدلًا من أن يكون وجعًا منه.”

السياق الشخصي:

فوري كتب الريكويم بعد وفاة والده، ثم أضاف تعديلات عليه لاحقًا بعد وفاة والدته، وهو ما يعطي العمل بُعدًا إنسانيًا شديد الخصوصية. 

لم يكن الريكويم بالنسبة له فرضًا دينيًا، بل رسالة شخصية عن كيفية التصالح مع الفناء.

الأثر والخلود:

لا يزال ريكويم فوري يعد من أكثر الأعمال الجنائزية أداءً حول العالم، ويستخدم في مناسبات رسمية وشخصية نظرًا لصفائه الروحي وهدوئه العميق.


 

طباعة شارك غابرييل فوري الموت المؤلف الفرنسي غابرييل فوري ريكويم النفس البشرية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الموت النفس البشرية

إقرأ أيضاً:

الأزهر: نعم للسلام لكل كائن حي يتحرك على هذه الأرض ولا للحرب

أعرب الأزهر الشريف عن تضامنه مع دولة قطر الشقيقة، ويطالب بضرورة احترام استقلال الدول وسيادتها على جميع ترابها وكامل أراضيها.

الأزهر: في البحر أو بين الأهل الكل محتاج إلى اللهمرصد الأزهر يثمّن دعوة إسبانيا لتعليق الشراكة مع الكيان الصهيوني وحظر تصدير الأسلحة إليه

ويؤمن الأزهر الشريف بأنَّ صليل السلاح لا يُوقف الحروب، ولا يطفئ نيرانها، وأنَّ الحوار المؤدِّي إلى السلام العادل والدائم هو وحده من يضع نهاية للحروب، وحدًّا للأسباب التافهة التي تبعثها من مراقدها حسب الأهواء أو الأغراض الإقليمية.

وأكدت مؤسسة الأزهر الشريف أنها تشجع كلَّ التشجيع جهود تحقيق السلام الدائم والعادل، وسرعة وقف القتال، وتمكين شعوب الدول النامية من حياة كريمة تنعم بها هي وأبناؤها وبناتها وأطفالها، كما تنعم سائر الشعوب الأخرى التي قررت وقف أي نزاع يؤدي إلى إراقة دماء أبنائها.

والأزهر الشريف وهو يدعو الأمة الإسلامية إلى ضرورة إحياء مبدأ «السلام العادل» والتمسك به في وقف نزاعاتها الدائرة بينها وبين أبنائها، يذكرها بالأمر الإلهي الموجه إلى نبيها الكريم -صلوات الله وسلامه عليه- في قوله تعالى في القرآن الكريم: {وَإنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ} [الأنفال: 61].

واختتم الأزهر بيانه: نعم للسلام لكل كائن حي يتحرك على هذه الأرض. ولا للحرب ولو على دوابها وحشراتها.

طباعة شارك الأزهر الشريف شيخ الأزهر قطر استقلال الدول مصر

مقالات مشابهة

  • زعماء الاتحاد الأوروبي يدعون إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
  • عاجل | ترمب يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة
  • المجلس الأوروبي يؤكد ضرورة أن تصبح أوروبا أكثر استعدادا للتعامل مع التحديات المستقبلية
  • الإنسانية لا تعرف حدود المكان أو الزمان!
  • كي لا تصبح الأكاذيب حقائق
  • عضو في الكونجرس يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام
  • خروج شعبي حاشد في طهران احتفالا بالنصرعلى الكيان الصهيوني
  • طهران تعتزم استئناف البرنامج النووي.. وطلب فوري من غروسي
  • الأزهر: نعم للسلام لكل كائن حي يتحرك على هذه الأرض ولا للحرب
  • التارقي: ليبيا مهددة بأن تصبح مصدر قلق زراعي إقليمي بسبب الجراد