ريكويم فوري.. عندما تصبح موسيقى الموت دعوة للسلام
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
في عالم اعتادت فيه موسيقى الجنائز على تصوير الموت كرحلة مرعبة أو عذاب أبدي، قدم المؤلف الفرنسي غابرييل فوري عمله الأبرز “ريكويم” بشكل مختلف تمامًا.
لم تكن ألحانه صرخة رعب أو نواحًا، بل كانت همسة رقيقة، ونشيدًا يفيض بالسلام والسكينة، كأنها تدعو النفس البشرية إلى الراحة بعد عناء الحياة.
نظرة على العمل:ألّف فوري ريكويم بين عامي 1887 و1890، ويمثل رؤية فريدة لفكرة الموت، بعيدًا عن تقاليد الكنيسة الكاثوليكية التي تميل إلى التركيز على مشاهد “يوم الحساب” وعذاب الجحيم.
اختار فوري أن يبرز أجزاءً محددة من نص القداس الجنائزي التقليدي، متجاهلًا القسم المخيف المعروف بـ”Dies irae” (يوم الغضب)، واستبدله بأجزاء أكثر هدوءًا مثل In Paradisum، التي تختتم العمل بدعوة للروح إلى دخول الجنة في سلام.
روح العمل وجمالياته:يتميز ريكويم فوري بلغة موسيقية ناعمة وشاعرية، حيث يعتمد على تناغمات رقيقة وخطوط لحنية هادئة.
الصوت البشري، خاصة صوت السوبرانو في الجزء الشهير Pie Jesu، يأتي في المقدمة كصلاة خالصة تنبع من القلب. لا صراخ، لا دراما مفرطة، فقط تسليم وطمأنينة.
يقول فوري عن عمله:“قيل عن الريكويم إنه ليس حزينًا بما فيه الكفاية… لكنني رأيته كإفراج سعيد، كمصالحة مع الموت، بدلًا من أن يكون وجعًا منه.”
السياق الشخصي:فوري كتب الريكويم بعد وفاة والده، ثم أضاف تعديلات عليه لاحقًا بعد وفاة والدته، وهو ما يعطي العمل بُعدًا إنسانيًا شديد الخصوصية.
لم يكن الريكويم بالنسبة له فرضًا دينيًا، بل رسالة شخصية عن كيفية التصالح مع الفناء.
الأثر والخلود:
لا يزال ريكويم فوري يعد من أكثر الأعمال الجنائزية أداءً حول العالم، ويستخدم في مناسبات رسمية وشخصية نظرًا لصفائه الروحي وهدوئه العميق.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الموت النفس البشرية
إقرأ أيضاً:
منظمات أممية: الموت جوعا يترصد 2.1 مليون غزي
قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) إن حياة 2.1 مليون شخص في قطاع غزة على المحك، داعيا لإنهاء الحصار الغذائي المتواصل منذ 9 أسابيع.
وأكد المكتب الأممي أن مخزوناته قاربت على النفاد مع دخول الحصار الشامل على غزة شهره الثالث.
ومن جهتها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن أكثر من 9 أسابيع مرت على حصار غزة الذي تمنع إسرائيل فيه دخول جميع المساعدات الإنسانية والطبية والتجارية.
وأضافت أونروا أنه كلما طال أمد هذا الحصار ازداد الضرر -الذي لا يمكن إصلاحه- على حياة عدد لا يُحصى من الناس.
وأكدت الوكالة أن آلاف الشاحنات التابعة لها جاهزة للدخول، مشيرة إلى أن فرقها في غزة مستعدة لتوسيع نطاق عمليات التسليم.
وفي السياق، أظهر تقرير لبرنامج الأمم المتحدة لتحليل صور الأقمار الاصطناعية أن ما يقرب من 81% من الأراضي الصالحة للزراعة في قطاع غزة شهدت انخفاضا كبيرا في المحاصيل الزراعية.
وقال التقرير الأممي إن تدمير الأراضي الزراعية نتج عن عمليات القصف والتجريف جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقد منعت إسرائيل -منذ الثاني من مارس/آذار الماضي- دخول كافة المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية إلى القطاع والتي يعتمد المواطنون البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة بشكل كامل عليها.
إعلان