رسم الكاتب الإسرائيلي أمير أورين في مقال نشرته صحيفة هآرتس، صورة قاتمة لميناء إيلات، الذي كان سابقا رمزا للتوسع الإسرائيلي نحو الشرق، ليصبح اليوم شاهدا صامتا على أحد أكبر إخفاقات حكومة بنيامين نتنياهو، وعنوانا بارزا لمحدودية القوة التي طالما تباهت بها تل أبيب.

واستعرض الكاتب الأهمية التاريخية التي أولاها مؤسسو إسرائيل للبحر والموانئ، وكيف كان تأمين الإمدادات البحرية على رأس أولويات سلاح البحرية الناشئ، الذي كُلف بصد أي تهديد محتمل من الأساطيل العربية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب بريطاني: لماذا تنتشر أفكار ترامب بسرعة في بلادنا؟list 2 of 2كاتب أميركي زار حمص بعد 13 عاما فماذا وجد؟end of list

ولم تكن السيطرة على الممرات البحرية والموانئ مجرد ضرورة اقتصادية، بل كانت جزءا لا يتجزأ من العقيدة الأمنية الإسرائيلية، ومصدرا لصراعات سياسية داخلية على النفوذ والسيطرة على هذه الجائزة الكبرى.

صراع قديم

وأشار الكاتب إلى أن إيلات، على الرغم من صغرها مقارنة بموانئ البحر الأبيض المتوسط، كانت تمثل بوابة إسرائيل إلى آسيا وأفريقيا عبر البحر الأحمر.

غير أن هذا الميناء لم يكن آمنا على الدوام، فقد عانت الملاحة الإسرائيلية من تحديات من الدول العربية وخاصة مصر، بحيث لم تُفتح القناة بشكل كامل أمام السفن الإسرائيلية إلا بعد اتفاقية السلام مع مصر.

واستحضر الكاتب حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 كعلامة فارقة، حيث كشفت تلك الحرب عن محدودية السيطرة الإسرائيلية في البحر الأحمر عندما تمكنت مصر من إغلاق الملاحة في باب المندب، لتجد إسرائيل نفسها عاجزة عن مواجهة هذا التحدي البعيد.

إعلان

ولم يُفتح الممر حينها إلا بتدخل سياسي أميركي مباشر، في إشارة مبكرة إلى الاعتماد الإسرائيلي على الحليف الأميركي.

واليوم، بعد نصف قرن، يعيد التاريخ نفسه بأدوات وأطراف مختلفة، فصواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة القادمة من اليمن لم تستهدف العمق الإسرائيلي فحسب، بل نجحت في فرض حصار بحري فعلي على ميناء إيلات.

ووصف الكاتب هذا الوضع بالقول: "هناك، منظر الميناء الفارغ هو الصورة السلبية القاتمة للطابور الطويل والمكلف الذي ينتظر على طول خليج حيفا"، إنها صورة تعبر عن عجز القوة العسكرية التقليدية أمام تكتيكات الحرب غير المتكافئة.

الدعم الأميركي

وعلق الكاتب على عقد ترامب اتفاقا مع الحوثيين بقوله إن الإدارة الأميركية تبدو وكأنها ترسل رسالة واضحة لإسرائيل مفادها: "إذا كنتم لا تريدون أن تفعلوا ما هو جيد لكم، فهذا شأنكم، أنتم ستدفعون الفاتورة، هل أنتم قادرون على فتح باب المندب؟ تفضلوا، الأسطول الخامس لن يفعل ذلك من أجلكم".

هذه الرسالة -يتابع أمير أورين- إن صحت تعني أن إسرائيل لم تعد تستطيع الاعتماد بشكل مطلق على الدعم العسكري الأميركي المباشر لفرض إرادتها في المنطقة، وأن عليها أن تعيد حساباتها الإستراتيجية.

ويرى الكاتب أن أي تسوية إقليمية مستقبلية لن تكون مفروضة بالقوة العظمى كما كان في الماضي، بل ستكون تسوية مطبوخة في البيت الأبيض، تُقدم لإسرائيل دون قدرة حقيقية على تغيير جوهرها.

ويؤكد أمير أورين في مقاله أنه في ميناء إيلات الفارغ، تتعلم إسرائيل مرة أخرى محدودية القوة، وليس أقل من ذلك محدودية عقل أولئك الذين يتمسكون بسلطتها، والذين يعانون من نقص حاد في النزاهة والكفاءة معا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

تعهد إيراني بمنع الممر الأميركي في القوقاز

أكد علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران على خامنئي أن بلاده، ستمنع إنشاء الممر الأميركي في القوقاز، "سواء بالتعاون مع روسيا أو بدونها" معتبرا الممر "تهديدا لأمن المنطقة ويغير خريطتها الجيوسياسية".

جاء ذلك ردّا على سؤال حول تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، بشأن الممر المسمّى "زنغزور" وإعلانه استئجار هذا الممر لمدة 99 عاما.

وفي مقابلة مع وكالة "تسنيم" الإيرانية اليوم سأل ولايتي مستنكرا "هل جنوب القوقاز منطقة بلا صاحب حتى يقوم ترامب باستئجارها؟ إن القوقاز من أكثر المناطق الجغرافية حساسية في العالم، وهذا الممر لن يتحول إلى ممر يملكه ترامب، بل سيكون مقبرة لمرتزقته".

وأكد ولايتي "الموقف الثابت لإيران في رفض إنشاء ما يسمى بـممر زنغزور"، موضحا أن سبب هذا الرفض يعود إلى أن هذا الممر يغير الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، ويبدل الحدود، وقد صمم في الأساس من أجل تقسيم أرمينيا.

مناورات ورسائل

وأشار مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية إلى "الخطوات الحاسمة التي اتخذتها" إيران لإظهار رفضها لإطلاق هذا الممر الذي وصفه بـ" التآمري" قائلا عندما أصرت تركيا وأذربيجان على تنفيذ هذا المشروع " نفذت القوات المسلحة الإيرانية، بقيادة الفريق الشهيد باقري -رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة آنذاك-، سلسلة من المناورات العسكرية في شمال غرب البلاد، في إشارة واضحة إلى استعداد إيران وجديتها لمنع هذا الإجراء".

وشدد ولايتي على أن "تأجير الممر لدولة أخرى كلام ساذج، وترامب يتعمد السذاجة، وادعاء استئجار الممر من قبل ترامب في هذه المنطقة من العالم، يشبه أن يأتي شخص من هذا الطرف من العالم ليستأجر قناة بنما! هذا أمر مستحيل ولن يحدث".

وأضاف "ترامب، كعادته، يطلق تصريحات براقة لكنها خاوية ويتوهم أنه صاحب مكتب عقاري يريد أن يستأجر أرضا أو منطقة ما".

إعلان

وشدد ولايتي -وزير الخارجية الإيراني الأسبق- على أن مشروع هذا الممر "ينطوي على تقسيم أرمينيا في المستقبل، ويواجه معارضة قوية من الشعب الأرمني، مؤكدا أن أي شعب لا يقبل بتقسيم أرضه، حتى وإن تبنّت حكومته مواقف متذبذبة للأسف".

وأشار ولايتي إلى مواقف رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، قائلا "خلال زيارته السابقة إلى طهران، ومع إدراكه الواضح لطبيعة هذا المشروع التخريبية، أكد أنه يوافق موقف إيران ويعارض إنشاء الممر".

وأوضح، معددا التغييرات التي سيحدثها إنشاء ممر زنغزور في حدود إيران وأنه "سيجعل طرق اتصالها في الشمال والشمال الغربي محصورة بتركيا، وسيعرض أمن القوقاز الجنوبي للخطر".

وأضاف "ولهذا السبب أكدت إيران أنها، سواء بالتعاون مع روسيا أو بدونها، ستعمل على حماية أمن هذه المنطقة"، مضيفا أنه يعتقد أن روسيا أيضا، من منظور إستراتيجي، تعارض هذا الممر.

وحسب تعبير ولايتي فإن "الأميركيين يزعمون أن استئجار هذا الممر يهدف إلى نقل الطاقة من بحر قزوين، شبه المغلق والذي يخص الدول المشاطئة له، ونقل النفط والغاز عبره يتطلب موافقة جميع تلك الدول".

كما أشار إلى أن مناورات مشتركة بين إيران وروسيا أُجريت في بحر قزوين خلال الأسابيع الأخيرة، معتبرا ذلك "رسالة واضحة لأي طرف خارجي يقدم على التحرك في هذا الشأن مفادها أننا سنقف في وجهه".

وأكد ولايتي أن هذا الممر ليس مجرد ممر تجاري، بل هو مؤامرة سياسية ضد إيران وبعض الدول المجاورة، مضيفا أن تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ليست وحدها في هذا الأمر، بل تسعى دول الناتو الأخرى أيضا إلى الحضور في هذه المنطقة، وأن الحلف سيقف كأفعى بين إيران وروسيا، لكن إيران لن تسمح بحدوث ذلك.

وأضاف "إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كرر مرارا في شأن أوكرانيا أنه إذا انضمت الأخيرة إلى الناتو واقتربت من موسكو فسيتخذ إجراءً؛ ونحن أيضا لن نسمح للناتو بالاقتراب من حدود إيران الشمالية، ونؤمن بأن الوقاية خير من العلاج.

مقالات مشابهة

  • كاتب إسرائيلي: أردوغان لا يمزح وينهي حلم إسرائيل بـشرق أوسط جديد
  • بطولة صبا مبارك.. الكاتب وائل حمدي يكشف تفاصيل مسلسل ورد على فل وياسمين
  • ضابط إسرائيلي سابق: أردوغان ينهي حلم إسرائيل بـالشرق الأوسط الجديد
  • فيديو عن اعتداء مسلمين على فتاة هندوسية بالهند.. ما حقيقته؟
  • مجلة بريطانية: لماذا ينقلب اليمين الأميركي على إسرائيل؟
  • شاهد.. جيرو يسجل هدفا رائعا في مرمى وست هام
  • كاتب سياسي: المملكة تصدت لخطة إسرائيل لاحتلال غزة منذ السابع من أكتوبر
  • في ذكراه الأولى… محبو الكاتب حسن سامي يوسف يجتمعون لتكريمه في دمشق
  • تعهد إيراني بمنع الممر الأميركي في القوقاز
  • كيف تحولت الأرض إلى كرة ثلج قبل 700 مليون سنة؟