منظمة اللاجئين الدولية تعرب قلقها الشديد على المدنيين في شمال دارفور
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
أعربت منظمة اللاجئين الدولية عن قلقها البالغ إزاء الهجمات على المدنيين والنزوح الجماعي في شمال دارفور باقليم دارفور أقصى غرب السودان.
التغيير ـــ وكالات
وأفاد شركاء منظمة اللاجئين الدولية على الحدود التشادية السودانية بفرار آلاف المدنيين من العنف على أيدي قوات الدعم السريع، ليصلوا في ظروف قاسية تُهدد حياتهم.
وتفتقر المنظمات الإنسانية، التي تعاني أصلاً من ضغوط جراء عامين من الحرب الأهلية، إلى الموارد اللازمة للاستجابة المناسبة.
ووصفت إحدى العاملات في المجال الإنساني على الحدود السودانية التشادية بحسب بيان منسوب لمدير منظمة اللاجئين الدولية لأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، دانيال ب. سوليفان، منشور على المنصة الرسمية لمنظمة اللاجئين الدولية، وصفت الأزمة بأنها من بين أسوأ الأزمات التي شهدتها في مسيرتها المهنية، وأنه يجب على قوات الدعم السريع وقف هجماتها، ويجب على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والشركاء الإقليميين اتخاذ إجراءات عاجلة لدرء الأسوأ.
وخلال الفترة القريبة الماضية شنت قوات الدعم السريع هجمات على الفاشر – آخر منطقة تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية وحلفاؤها في دارفور – والمناطق المحيطة بها، بما في ذلك مخيمي أبو شوك وزمزم للنازحين. وقد قُتل مئات المدنيين ونزح مئات الآلاف وسط تقارير عن هجمات واسعة النطاق بدوافع عرقية، بما في ذلك العنف الجنسي.
ويصل الآلاف إلى حدود السودان مع تشاد، وقد سافر الكثير منهم لمدة 15 إلى 20 يومًا بعد نزوحهم المتكرر، فيما لقي العديد من الأشخاص حتفهم على طول الطريق، إما بسبب العطش أو قتلهم على يد المسلحين بعد انفصالهم عن مجموعات أكبر.
يذكر أن وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية تواجه نقصًا حادًا في الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والماء والأدوية والأغطية البلاستيكية اللازمة للمساعدة.
و كان لتجميد إدارة ترامب للمساعدات أثرٌ مدمرٌ بالفعل على اللاجئين السودانيين في تشاد. ويكافح هؤلاء اللاجئون حالياً للحصول على الغذاء والماء والرعاية الصحية الأساسية. ومع فرار موجة جديدة من اللاجئين من القتال، ترى منظمة اللاجئين الدولية أنه يتعين على دولة تشاد فتح حدودها، و على إدارة ترامب التراجع عن مسارها فورًا، والعمل، إلى جانب الجهات المانحة الأخرى، على زيادة المساعدات الإنسانية إلى تشاد وداخل دارفور لإنقاذ الأرواح.
يأتي القتال الأخير في ظل فظائع في مناطق أخرى من السودان، بما في ذلك عمليات قتل خارج نطاق القضاء على يد كل من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية في الخرطوم، وقتل المدنيين على يد قوات الدعم السريع في غرب كردفان.
ونوهت المنظمة الدولية على أن هناك حاجة ماسة لقيادة دبلوماسية عاجلة من الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين للضغط على قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية لوقف هجماتها على المناطق المدنية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية. كما يجب على الجهات الخارجية، وخاصة الإمارات العربية المتحدة، التي تدعم قوات الدعم السريع بالسلاح والدعم الدبلوماسي، أن تستخدم نفوذها المادي لوقف هذه الفظائع.
الوسومالمدنيين دانيال ب. سوليفان شمال دارفور قلق شديد قوات الدعم السريع منظمة اللاجئين الدولية منظمة اللاجئين الدولية لأفريقيا وآسيا والشرق الأوسطالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: المدنيين شمال دارفور قلق شديد قوات الدعم السريع منظمة اللاجئين الدولية
إقرأ أيضاً:
الكوليرا تقتل العشرات في دارفور.. وارتفاع حالات النزوح في السودان
أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود"، الخميس، عن وفاة 40 شخصاً على الأقل في منطقة دارفور بالسودان، نتيجة تفشٍّ حاد للكوليرا في ظل استمرار الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، والتي أسفرت عن نزوح الملايين ومقتل عشرات الآلاف.
وأشارت المنظمة في بيان لها إلى أن فرقها عالجت خلال الأسبوع الماضي أكثر من 2300 مريض بالكوليرا في دارفور، مؤكدة أن هذا التفشٍّ يعد الأسوأ الذي تشهده البلاد منذ سنوات.
ويعد مرض الكوليرا عدوى حادة تسبب الإسهال الشديد، وينتج عن تناول مياه أو أطعمة ملوثة، وفق ما توضح منظمة الصحة العالمية، التي تعتبره مؤشراً على انعدام العدالة الاجتماعية وضعف التنمية الاقتصادية.
وتؤكد المنظمة أن المرض قد يكون مميتاً خلال ساعات إذا لم يُعالج، إلا أنه يمكن تداركه عبر الحقن الوريدي، أو محلول تعويض السوائل بالفم والمضادات الحيوية.
ومنذ تموز/يوليو 2024، سجل السودان نحو 100 ألف حالة إصابة بالكوليرا، مع انتشار واسع للمرض في مختلف الولايات، فيما حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من أن أكثر من 640 ألف طفل دون سن الخامسة يواجهون خطر الإصابة بالكوليرا في ولاية شمال دارفور وحدها.
وتشهد البلاد منذ نيسان/أبريل 2023 حرباً دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للبلاد منذ انقلاب 2021، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
وأسفر الصراع عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، فيما وصفته الأمم المتحدة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، مع انقسام البلاد جغرافياً بين المناطق التي يسيطر عليها الجيش وتلك الخاضعة لقوات الدعم السريع.
ويؤدي استمرار القتال إلى شل الخدمات اللوجستية وقطع الطرق، ما يجعل وصول المساعدات الإنسانية شبه مستحيل، بينما تراجعت الإمدادات بشكل كبير.
ويخشى خبراء أن يتفاقم الوضع مع اقتراب موسم الأمطار في آب/أغسطس الجاري، الذي يرفع خطر انتشار الكوليرا وزيادة عدد الضحايا، في وقت يواجه فيه السكان أزمة غذائية وصحية حادة، في ظل غياب أي حلول عاجلة لوقف النزاع المسلح وتوفير الدعم الإنساني.
ويعكس هذا التفشي الجديد للكوليرا في دارفور هشاشة النظام الصحي في السودان، ويضيف بعداً مأساوياً جديداً لأزمة إنسانية عميقة، تحاصر المدنيين بين ويلات الحرب وانتشار الأمراض.