13 مايو، 2025

بغداد/المسلة: يواجه العراقيون مجددًا شبح العودة إلى الماضي، حين أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، تشكيل 19 لجنة لتطبيق قانون حظر حزب البعث، في خطوة وصفتها أطراف سياسية وناشطون بأنها “رسالة تطمين انتخابي” تزامنت مع تصاعد المخاوف من إعادة تدوير بعض الوجوه البعثية بلباس ديمقراطي جديد.

وأطلق ناشطون على منصات التواصل وسم “#لا_عودة_للبعث”، تزامنًا مع حديث متزايد عن محاولات بعض الكتل الدفع بمرشحين متهمين سابقًا بالتمجيد لحزب البعث أو الانخراط غير المباشر في مشروعه السياسي، في وقت تسابق فيه المفوضية الزمن لاستكمال استعداداتها للاستحقاق الانتخابي المزمع أواخر هذا العام.

وأكّدت المفوضية أنّ اللجان ستعمل بالتنسيق مع هيئة المساءلة والعدالة، وجهازي المخابرات والأمن الوطني، للتحقيق في الشكاوى وملاحقة المخالفين، بينما أوضح المستشار القانوني للمفوضية أنّ الإجراءات تشمل تحييد المرشحين الذين يثبت تورطهم بتمجيد البعث أو مخالفة أحكام قانون الحظر، سواء عبر تصريحات علنية أو علاقات غير مباشرة.

وشهدت انتخابات سابقة في العراق محاولات مشابهة لخرق هذا القانون، حيث أُقصي في انتخابات 2014 أكثر من 400 مرشح بعد تدقيق ملفاتهم وفق قانون المساءلة، فيما واجهت انتخابات 2018 انتقادات واسعة بعد تسجيل خروقات سمحت لبعض المرشحين بالتسلل تحت غطاء أحزاب جديدة. ولم تخفِ أوساط عراقية مخاوفها من تكرار السيناريو نفسه، خاصة مع تراجع وتيرة التدقيق خلال السنوات الماضية.

وليس العراق وحدة في هذا المجال، فقد تماثلت هذه المخاوف مع ما شهده الأردن عام 2016، حين أقرّ قانون يحظر على أي حزب ذي مرجعية عنفية أو إرهابية خوض الانتخابات، في خطوة أغلقت الطريق أمام أي نشاط سياسي ذي صبغة بعثية أو متعاطفة معها.

كما شهدت الجزائر عام 2019 محاولة مشابهة لحظر رموز النظام السابق عن الترشح بعد انتفاضة شعبية ضد “العهدة الخامسة”، في تحرك أظهر كيف تُستخدم الانتخابات أحيانًا وسيلة لإعادة تدوير أنظمة مرفوضة شعبيًا.

وواجهت ليبيا، في العام نفسه، تحديًا مماثلاً حين أقرت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات شروطًا تمنع أتباع النظام السابق من الترشح، إلا أن الانقسام السياسي أفسح المجال لبعضهم للعودة تحت يافطات “مصالحة وطنية” أثارت جدلاً واسعًا.

ويستعيد العراقيون اليوم صورة عام 2003، حين بدأ ملف اجتثاث البعث يشكّل إحدى أهم أدوات الانتقال السياسي بعد سقوط النظام. لكنّ غياب معايير العدالة الانتقالية الشفافة أفرز، في سنوات لاحقة، موجات تسييس للقانون أسهمت في عودة بعض الوجوه تحت غطاءات جديدة.

وتعكس الإجراءات الأخيرة للمفوضية محاولة استعادة ثقة الشارع بآليات الترشح، وتطويق موجات القلق الشعبي من تكرار تجارب انتخابية خيّبت آمال العراقيين.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

صور مفبركة وقرار علاجي حكومي.. لماذا عاد اسم عبلة كامل إلى الواجهة؟

تصدّر اسم الفنانة المصرية عبلة كامل محركات البحث خلال الساعات الماضية، عقب تداول أنباء عن إدراج اسمها ضمن قائمة الفنانين الذين تقرر علاجهم على نفقة الدولة، بالتزامن مع انتشار صورة مزيفة جرى التلاعب بها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، تزعم وجودها داخل أحد المستشفيات.

وسارعت أسرتها إلى نفي هذه الأنباء وطمأنة الجمهور، إذ أكد أحد أفراد عائلتها في تصريحات صحفية أن عبلة كامل تقيم في منزلها، وتتمتع بحالة صحية مستقرة، كما أن وضعها المادي لا يستدعي أي دعم، ولا تعاني من أي مشكلات صحية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بعد اختفاء فيديو انتقاده لليفربول.. أحمد السقا يوجه رسالة مباشرة لمحمد صلاحlist 2 of 2وفاة الممثل الأميركي بيتر غرين.. العثور على نجم أدوار الشر ميتا في شقته بنيويوركend of list

من جانبه، أوضح نقيب المهن التمثيلية، الفنان أشرف زكي، في مداخلة هاتفية ببرنامج "كلمة أخيرة" على قناة ON، أن الفنانة متواجدة في منزلها، وأن ابتعادها عن الساحة الفنية لا يرتبط بأي أسباب مرضية.

وأشار زكي إلى أن الربط بين اسم عبلة كامل وقرار علاج بعض الفنانين على نفقة الدولة جاء نتيجة التباس، موضحا أن القرار الرئاسي صدر في وقت سابق وشمل كلا من الموسيقار عمر خيرت والفنان محمد صبحي، في إطار اهتمام الدولة بالمبدعين وتقديرها لمسيرتهم الفنية.

وأكد نقيب المهن التمثيلية في مصر أن القرار لا يستهدف فنانا بعينه، بل يشمل عددا من رموز الساحة الفنية، وتأتي عبلة كامل ضمن هؤلاء باعتبارها من الأسماء التي تحظى بتقدير واسع. وأضاف أن ابتعادها عن الأضواء منذ سنوات لا يقلل من مكانتها، إذ تظل محل احترام ومحبة كبيرة لدى الوسط الفني والجمهور على حد سواء.

وكان اسم عبلة كامل قد أدرج قبل أيام ضمن قائمة الفنانين المشمولين بقرار العلاج على نفقة الدولة، مما أعاد الجدل حول حالتها الصحية، خاصة مع تداول صورة تظهرها داخل غرفة أحد المستشفيات عبر منصات التواصل الاجتماعي. وأثار الأمر قلق محبيها مع انتشار أنباء عن تعرضها لأزمة صحية، قبل أن يتضح لاحقا أن الصورة مفبركة ومولدة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، لتسارع أسرتها إلى نفي تلك المزاعم وتوضيح حقيقة وضعها الصحي والمادي.

إعلان

وغابت عبلة كامل عن الساحة الفنية منذ عام 2018، عقب مشاركتها في الجزء الخامس من مسلسل "سلسال الدم". وفي عام 2020، طالتها شائعة إصابتها بمرض السرطان، قبل أن يخرج زوجها السابق، الفنان أحمد كمال، لينفي تلك الأنباء مؤكدا أنها عارية تماما من الصحة، واصفا ما جرى تداوله حينها بأنه شائعات هدفها تحقيق مشاهدات ومكاسب على حساب اسمها، مشددا على أنها تتمتع بحالة صحية جيدة.

وفي يونيو الماضي، نشر ابن شقيقها صورة نادرة تجمعه بها، سرعان ما قام بحذفها لاحقا، بعدما أثارت تفاعلا واسعا وجدلا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، نظرا لندرة ظهورها الإعلامي خلال السنوات الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • رئاسة الجمهورية كردية لكن بأي حزب: النزاع يهدد الموقف الكردي الموحد
  • شوبير يحذر: هناك من يتمنى فشل منتخب مصر ويجب التصدي لهم
  • إلغاء الانتخابات .. أستاذ قانون: لا يوجد نص دستوري يسمح بفراغ تشريعي | فيديو
  • مصدر: الأحد يعلن التصديق النهائي على نتائج الانتخابات
  • صور مفبركة وقرار علاجي حكومي.. لماذا عاد اسم عبلة كامل إلى الواجهة؟
  • منظومة التصدي للشائعات.. قيد مصري جديد على حرية الرأي
  • مصدر مطلع :لايوجد لغاية الآن أمر بشمول الدايني بإجراءات اجتثاث البعث
  • الزبيدي يشيد بدور دول التحالف العربي في التصدي للإرهاب
  • Wario World تعود إلى الواجهة على Switch 2
  • السجال الانتخابي مستمر... بري: الانتخابات على القانون النافذ وجنبلاط لا يستبعد تأجيلها