تحذيرات من ترويج انتخابي عبر مؤسسات الدولة الرسمية
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
28 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: يشهد العراق، مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقررة في نوفمبر 2025، تصاعداً مقلقاً في استغلال المؤسسات الحكومية والموارد العامة لأغراض الترويج الانتخابي، مما يثير تساؤلات حول نزاهة العملية الديمقراطية.
وكشفت تقارير حديثة عن تورط إحدى المدارس في بغداد بأنشطة ترويج انتخابي، حيث أثارت مقاطع فيديو وشهادات شهود عيان جدلاً واسعاً.
وأصدر وزير التربية إبراهيم نامس الجبوري، يوم 27 يونيو 2025، توجيهاً عاجلاً لتشكيل لجنة تحقيقية للتحقق من هذه المزاعم، ممهلاً إياها 24 ساعة لتقديم نتائجها مع توصيات صارمة لمحاسبة المخالفين.
ويبرز استغلال المؤسسات الحكومية، بما فيها المدارس، كجزء من نمط أوسع يهدد شفافية الانتخابات.
وأفادت مصادر بأن مدير عام تربية بغداد الرصافة الأولى، فلاح القيسي، المرشح ضمن تحالف العزم، طالب أولياء أمور طلاب بتسليم بطاقاتهم الانتخابية لدعمه، مستغلاً نفوذ التحالف في وزارة التربية.
وأثارت هذه الواقعة استنكاراً شعبياً واسعاً، إذ اعتبرها مراقبون محاولة لتوظيف المؤسسات التعليمية في خدمة أجندات سياسية، مما ينتهك مبدأ الحياد الذي يفرضه القانون العراقي.
ويتجاوز الانتهاك حدود المدارس ليشمل استخدام المال العام ومركبات الدولة. وأكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، في بيانات سابقة، حظر استخدام الموارد الحكومية في الدعاية الانتخابية، مهددة بفرض غرامات تصل إلى 50 مليون دينار أو السجن لمدة عام على المخالفين.
ورصدت تقارير سابقة، تعود لعام 2023، استخدام أموال الوزارات ومركباتها لدعم مرشحين، مما يعزز المخاوف من تكرار هذه الممارسات. وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلات صوتية، نسب بعضها لمعلم في جامعة أهلية ببغداد، يحث الطلاب على دعم مرشح بارز مقابل تسهيلات أكاديمية، مما يكشف عن محاولات منظمة لشراء الأصوات.
ويحذر خبراء من أن هذه الممارسات تقوض الثقة بالنظام الديمقراطي وتزيد من نفور المواطنين، الذين عانوا منذ 2003 من تكرار اتهامات الفساد الانتخابي. وتؤكد بعثات مراقبة دولية سابقة وجود مخالفات مرتبطة بالمال السياسي، مما يضع العراق أمام اختبار حاسم لضمان انتخابات نزيهة.
استغلال المدارس في بغداد: وجه آخر لفساد الانتخابات العراقية
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
أمانة بغداد ترفع جسور الأمل فوق زحام الاختناق المروري
14 غشت، 2025
بغداد/المسلة: تتجه أنظار الشارع البغدادي إلى حزمة المشاريع الجديدة التي أعلنتها أمانة بغداد، حيث يطل خبر قرب افتتاح مجسر ساحة 83 مطلع الشهر المقبل بوصفه مؤشراً على توظيف البنية التحتية في معالجة أزمة مرورية مزمنة تحولت إلى عامل استنزاف يومي للوقت والطاقة. ويأتي الإعلان مقروناً بتعهد البدء بثلاثة مجسرات أخرى، ما يعكس انتقالاً من مرحلة الوعود إلى التنفيذ الميداني في إطار خطة فك الاختناقات التي تبناها رئيس الوزراء.
ويقرأ المتابعون هذا التحرك في سياق استثمار سياسي للتنمية الحضرية، إذ يُنظر إلى إنجاز مشاريع الطرق والجسور في العواصم الكبرى باعتبارها أوراق قوة في خطاب الأداء الحكومي، خاصة حين تتزامن مع زيارات ميدانية للقيادات الإدارية، كما فعل أمين بغداد المهندس عمار موسى كاظم خلال جولته في مدينة الصدر بحضور كبار مسؤولي الأمانة. وتكتسب هذه الجولات رمزية تتجاوز العمل الفني، إذ تحمل رسالة انخراط مباشر في مراقبة جودة التنفيذ وربط القرارات بمشهد ميداني ملموس.
وأعلن أمين بغداد، عن قرب المباشرة بالأعمال التنفيذية لثلاثة مجسرات جديدة ضمن حزمة فكّ الاختناقات المرورية مشيراً في الوقت ذاته إلى قرب افتتاح مجسر ساحة 83 مطلع الشهر المقبل
ويأتي اختيار مواقع المجسرات الجديدة – من ساحة 55 في قلب الكثافة السكانية بمدينة الصدر، إلى ساحة عنتر في الأعظمية، وصولاً إلى أبو دشير في الكرخ – ليعكس توزيعاً جغرافياً محسوباً يوازن بين محاور المدينة، ويؤشر إلى إدراك رسمي أن الاختناقات ليست ظاهرة موضعية بل جزء من أزمة هيكلية في شبكة النقل البغدادية. ويضاف إلى ذلك بعد اقتصادي غير معلن يتمثل في رفع كفاءة الحركة التجارية وتقليل كلف التأخير اللوجستي.
ويشير إدراج تطوير الشوارع المحيطة بالمجسرات والمقتربات إلى مقاربة شاملة تتجاوز منطق المشروع المنفصل إلى التفكير في المنظومة المرورية كوحدة متكاملة، وهو توجه طالما طالبت به تقارير التخطيط الحضري.
وفي المقابل، يبقى الرهان على استمرار زخم التنفيذ وتلافي ما يصفه ناشطون على منصات التواصل بـ”لعنة المشاريع المتعثرة” التي تبدأ باندفاع سياسي وتتباطأ تحت ضغط التعقيدات البيروقراطية.
وعليه، تبدو هذه الخطوة اختباراً لقدرة الحكومة المحلية على تحويل الإنجاز الجزئي إلى تحول استراتيجي في إدارة البنية التحتية، بعيداً عن موسمية المبادرات وارتباطها بدورات الحشد الإعلامي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts