يمانيون:
2025-12-12@08:53:32 GMT

الجيش اليمني.. من “الولاعة” إلى الفرط صوتية

تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT

الجيش اليمني.. من “الولاعة” إلى الفرط صوتية

د. شعفل علي عمير

تعتبر القوات المسلحة اليمنية، وخَاصَّة تحت قيادة حركة أنصار الله، نموذجًا حقيقيًّا يُظهر كيف يمكن للقوات العسكرية أن تتطور وتتأقلم في مواجهة التحديات السياسية والأمنية المعقدة والمُستمرّة التي تعصف بالمنطقة. في بداياتها، كانت هذه القوات تحمل طابعًا دينيًّا واجتماعيًّا يهدف إلى تعزيز الهوية الدينية، لكن مع مرور الزمن، تطور المسار ليشمل تحولًا عسكريًّا استثنائيًّا، قائمًا على استراتيجيات تقليدية وابتكارات تكنولوجية حديثة.

كانت القوات اليمنية تعتمد بشكل أَسَاسي على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، مما وفّر لها القدرة على الدفاع عن نفسها في شمال اليمن. ومع التغيرات الجذرية التي شهدها المشهد السياسي في البلاد بدءًا من منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأ النهج العسكري للقوات المسلحة اليمنية لحركة تحت قيادة أنصار الله يتطور بوتيرة ملحوظة؛ مما أتاح لها توسيع نطاق قدراتها وتعزيز استراتيجياتها العسكرية بشكل متسارع. وخلال السنوات الأخيرة، شهد الجيش اليمني تحولًا نوعيًّا بفضل الابتكار المحلي والتقدم التكنولوجي. كان تطوير صواريخ “بركان” نقطة تحول رئيسية، حَيثُ استهدفت هذه الصواريخ مواقع حساسة في المملكة العربية السعوديّة، مما أَدَّى إلى توترات دولية لافتة وجذب أنظار العالم إلى القدرات العسكرية المتزايدة لليمن في مجال الهجمات بعيدة المدى. علاوة على ذلك، أثبت استخدام الطائرات المسيرة فعاليته الكبيرة، حَيثُ سهلت استراتيجيات الضرب عن بُعد بأُسلُـوب دقيق وبتكاليف أقل مقارنة بوسائل الحرب التقليدية، وفي خطوة تعكس الطموح الكبير للجيش اليمني في تعزيز موقعه العسكري والاستراتيجي ليس فقط داخل حدود اليمن، بل أَيْـضًا على المستوى الإقليمي، أعلنت القوات المسلحة اليمنية مؤخّرًا عن تطوير صواريخ فرط صوتية. تمثل هذه الأسلحة، التي تتفوق بسرعتها على الصوت، تحديًا حقيقيًّا لمفاهيم الدفاع الجوي التقليدي؛ نظرًا لقدرتها على المناورة وسرعتها الفائقة. إن تطوير مثل هذه الأسلحة يُظهر قدرة اليمن على الابتكار والتكيف في مواجهة العزلة الدولية والحصار المفروض، مما يعكس التصميم القوي والإرادَة الصلبة للشعب اليمني في التصدي للتحديات المتزايدة.

في سياق الصراعات المُستمرّة، تبرز القوات المسلحة اليمنية كداعم رئيسي للقضية الفلسطينية، حَيثُ تعبر عن تضامنها القوي مع الشعب الفلسطيني في غزة. فقد فرضت حصار بجري وجوي على الكيان الصهيوني ردًا على المجازر التي يرتكبها العدو في غزة، وتتجلى هذه الجهود العسكرية والسياسية التي تقوم بها اليمن في رفض كُـلّ اشكال الضغوط من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من دول الكفر. بالرغم من التضحيات الكبيرة التي يتحملها اليمنيين نتيجة موقفهم الثابت والداعم للفلسطينيين. إن القوات اليمنية، من خلال تعزيز قدراتها العسكرية وتطوير تقنياتها، ترسل رسالة واضحة مفادها أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يتعرض له الفلسطينيون من اعتداءات وإبادة جماعية وعلى الكيان الصهيوني أن يقرأها جيدًا.

تطور القدرات العسكرية اليمنية تعكس تحولًا نوعيًا من استخدام “الولاعة” التي كان يعتمدها الجيش اليمني لإحراق المدرعات والعتاد العسكري لتحالف العدوان، الذي دعت إليه وشكّلته المملكة العربية السعوديّة، إلى اعتماد التقنيات العسكرية الأكثر تقدمًا. هذه التحولات تُظهر التغيرات الديناميكية في مقاومة الجيش اليمني للعدوان العربي الغربي، وتبرز كيف تمكّن اليمنيون من تحويل ضعفهم النسبي إلى قوة من خلال الابتكار والتكيف.

إن هذه المراحل من التطور المذهل للقوات المسلحة اليمنية يُعد تجسيدًا لإرادَة الشعب اليمني في مواجهة العدوان، وتؤكّـد على أهميّة الابتكار العسكري في تعزيز السيادة الوطنية. إن هذه الجهود تساهم بشكل كبير في تشكيل مستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا للمنطقة؛ مما يجعل من الضروري فهم هذه الديناميات بعمق لتقدير تأثيرها على المستويات الإقليمية والدولية. كما أن دعم اليمن للقضية الفلسطينية يُعتبر رمزًا قويًّا للتضامن العربي، ويعكس التزام الشعب اليمني بمساندة الأشقاء في غزة، مما يعزز من روح المقاومة والتعاون ويعزز من صمود الشعبين اليمني والفلسطيني.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المسلحة الیمنیة الجیش الیمنی ة التی

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يهيكل القوات المساندة وسط اعتراص «كتيبة البراء»

تحرك الجيش السوداني يأتي تنفيذاً لقرار القائد العام عبد الفتاح البرهان بإخضاع جميع القوات المساندة لأحكام قانون القوات المسلحة.

وكالات: التغيير

شرعت قيادة الجيش السوداني، فعلياً في إجراءات حصر وتصنيف الجماعات المقاتلة المساندة لها، تمهيداً لتغيير وضعية مشاركتها ودمج بعضها داخل المؤسسة العسكرية، وهي الخطوات التي قوبلت برفض حاد من “كتيبة البراء بن مالك” التي وصفت القرارات بـ”الكارثية”، وطالبت بإقالة رئيس هيئة الأركان.

ونقل سودان تربيون، عن مصادر عسكرية تأكيدها أن الخطوة تأتي تنفيذاً لقرار أصدره القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان منتصف أغسطس الماضي، يقضي بإخضاع جميع القوات المساندة لأحكام قانون القوات المسلحة، ووضعها تحت قيادة موحدة لإدارة تحركاتها، لا سيما في إقليمي دارفور وكردفان.

وأكدت المصادر أن القيادة العسكرية بدأت مرحلة الحصر منذ شهرين، وقامت بحل عدد من “المتحركات” المكونة من جماعات سياسية مؤيدة للجيش، وإعادة تشكيلها مجدداً.

وعزت المصادر هذه الإجراءات إلى تداعيات ميدانية في مسارح العمليات، خاصة بعد أحداث الفاشر وبابنوسة، نافية في الوقت نفسه أن تكون هذه الترتيبات نتاج ضغوط أميركية أو شروط لهدنة، بل وصفتها بـ”الإجراءات الطبيعية والروتينية” مع استمرار المعارك.

وفي رد فعل مباشر على هذه التحركات، كشفت تقارير صحفية نشرت خلال الساعات الماضية عن وثائق عسكرية مسرّبة منسوبة لقيادة “كتيبة البراء بن مالك”– إحدى أبرز الفصائل الإسلامية التي تقاتل بجانب الجيش– عن خلافات عميقة تفجرت إثر ما وصفته بـ”التصنيف الميداني” الذي فرضته هيئة الأركان.

وأوضحت المذكرة، المؤرخة في 9 ديسمبر 2025 والموجهة للأمين العام للحركة الإسلامية (المكلف)، أن القرارات الأخيرة بتقييد عمل الكتيبة ومنعها من العمل المستقل، أدت إلى آثار “كارثية” على الأمن القومي، مشيرة إلى أنها تسببت في “انتكاسات” ميدانية، أبرزها سقوط مناطق في غرب كردفان وخطوط الإمداد الحيوية في “هجليج”.

واعتبرت قيادة الكتيبة أن ما يجري هو “تصنيف سياسي” يستهدفها باتهامات تتصل بارتباطات خارجية، مما يضعف الروح القتالية.

وشددت المذكرة على أن استمرار هذه الإجراءات قد يقود إلى “سقوط بقية ولايات السودان” وانهيار المشروع الوطني.

وفي خطوة تصعيدية، تضمنت الوثائق الممهورة بتوقيع قائد الكتيبة المصباح أبوزيد طلحة، توصيات طالبت بإقالة رئيس هيئة الأركان ونوابه أو إخضاعهم للتحقيق، والدفع بقيادة عسكرية بديلة تتسم بـ”الشجاعة”.

كما شددت المذكرة على ضرورة إلغاء القيود المفروضة على الكتيبة لتمكينها من استعادة مهامها كـ”قوات صدمة” في المحاور المتقدمة، موجهة تحذيراً للقيادة السياسية بأن التباطؤ في حسم هذه الملفات قد يهدر “الفرصة الأخيرة لإنقاذ ما تبقى من البلاد”.

وتضم القوات المساندة للجيش تشكيلات تابعة لنظام المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، مثل كتائب البراء، البنيان المرصوص، النخبة، والنبأ اليقين، إلى جانب متحركات أخرى كـ”العمل الخاص” و”أسود العرين”.

الوسومأسود العرين البنيان المرصوص الجيش السوداني السودان العمل الخاص القوات المساندة القوات المسلحة المؤسسة العسكرية عبد الفتاح البرهان كتائب البراء بن مالك كتائب النخبة

مقالات مشابهة

  • الخدمات الاجتماعية العسكرية تكرّم عددا من ذوي الإعاقة من منتسبي القوات المسلحة
  • مجلس النواب اليمني: المملكة حريصة على وحدة اليمن وأمنه واستقراره
  • اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة تعقد اجتماعها في الرياض
  • الجيش السوداني يهيكل القوات المساندة وسط اعتراص «كتيبة البراء»
  • مجلس النواب اليمني يرفض التحركات العسكرية الأحادية في المحافظات الشرقية ويدعو لعودة التوافق والحوار
  • القوات الروسية تستهدف مؤسسات الطاقة والصناعة العسكرية الأوكرانية
  • اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى
  • «الشعب اليمني سيبقى موحدا».. مصطفى بكري: بيان مجموعة الدول الـ 18 أبلغ رد على دعاوى انفصال جنوب اليمن
  • قتلى وجرحى باشتباكات بين الجيش والحوثيين جنوب شرق اليمن
  • وزير الدفاع يشهد مناقشة البحث الرئيسى للأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية