قام وفد من المجلس القومي لحقوق الإنسان، بزيارة تفقدية لمستشفى الصحة النفسية والعصبية بالعباسية، وذلك برئاسة الدكتورة وفاء بنيامين وعبد الجواد أحمد، عضوي المجلس، ومشاركة فريق من باحثي الأمانة الفنية.

جاء ذلك في إطار إيمان المجلس القومي لحقوق الإنسان بأن الحق في الصحة هو ركيزة أساسية من ركائز حقوق الإنسان، وتأكيداً لالتزامه بتعزيز هذا الحق ضمن مختلف مؤسسات الرعاية الصحية بما يضمن حصول كل مواطن على خدمات صحية وإنسانية تُراعي كرامته.

كما تأتي الزيارة في إطار التعاون بين المجلس ووزارة الصحة والسكان لمتابعة الجهود المبذولة لتعزيز الحق في الصحة وتوفير خدمات العلاج النفسي للفئات الأكثر احتياجًا بما يُسهم في رفع مستوى الرعاية الصحية وضمان حصول الجميع على الخدمات الطبية والدعم النفسي، تعزيزًا لمبادئ العدالة الاجتماعية وتحقيقًا للتكافؤ في فرص الحصول على العلاج والرعاية الصحية الشاملة.

وأوضحت الدكتورة وفاء بنيامين، بأن الزيارة شملت تفقد الأقسام المختلفة بالمستشفى بما في ذلك قسم العلاج الطوعي للرجال والسيدات، مركز علاج الإدمان، وقسم كبار السن.

وأشارت إلى أن الزيارة جاءت بهدف رصد واقع الخدمات الصحية والنفسية المقدمة والتأكد من مدى توافقها مع معايير حقوق الإنسان،لا سيما فيما يتعلق بالفئات الأكثر احتياجًا.

وأضافت بنيامين أن الوفد استمع لعدد من المرضى الذين عبّروا عن احتياجاتهم وتطلعاتهم لتحسين مستوى الرعاية، مؤكدةً أن المجلس سيعمل على رفع تلك الملاحظات إلى الجهات المختصة لضمان تقديم خدمات علاجية تتماشى مع مبادئ الإنسانية والكرامة.

ومن جانبه، أكد عبد الجواد، أن هذه الزيارات تُعد إحدى الركائز الأساسية لعمل المجلس القومي لحقوق الإنسان، والتي تهدف إلى تعزيز آليات متابعة المؤسسات العلاجية لضمان التزامها بمعايير حقوق الإنسان خاصة فيما يتعلق بالفئات الأكثر عرضة للتهميش، مشدداً على أن المجلس يسعى من خلال هذه الزيارات إلى رصد الواقع الميداني للخدمات الصحية والنفسية، وتقديم التوصيات اللازمة للجهات المختصة بهدف تحسين مستوى الرعاية وتوفير بيئة علاجية تحفظ كرامة المرضى وتضمن حقوقهم دون تمييز.

استقبل وفد المجلس الدكتورة وسام أبو الفتوح رئيس الإدارة المركزية للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، والدكتور أحمد جمال الدين النحاس رئيس الإدارة المركزية للأمانة الفنية، والدكتور عماد مشالي مدير عام المستشفى، حيث عُقدت جلسة مشتركة تم خلالها مناقشة دور الأمانة واستراتيجياتها وخططها في تقديم خدمات الصحة النفسية.

واختتم الوفد زيارته بالإشارة إلى إعداد تقرير شامل يتضمن توصيات محددة تستهدف تحسين الخدمات الصحية والنفسية، وضمان تمكين المرضى من حقوقهم وفقًا للمعايير الوطنية والدولية بما يسهم في توفير بيئة علاجية آمنة تحفظ كرامتهم وتلبي احتياجاتهم.

طباعة شارك المجلس القومي لحقوق الإنسان مستشفى الصحة النفسية والعصبية بالعباسية وزارة الصحة والسكان مستشفى العباسية العلاج النفسي علاج الإدمان

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المجلس القومي لحقوق الإنسان وزارة الصحة والسكان مستشفى العباسية العلاج النفسي علاج الإدمان المجلس القومی لحقوق الإنسان

إقرأ أيضاً:

هيئة الرعاية الأسرية.. نموذج رائد في تقديم الدعم المجتمعي واستدامة التعافي

تعد هيئة الرعاية الأسرية في أبوظبي نموذجاً ريادياً في مجال الدعم المجتمعي واستدامة التعافي حيث تسعى إلى تمكين الأسر وتعزيز التماسك المجتمعي من خلال مجموعة شاملة من البرامج والخدمات المتخصصة بما في ذلك الرعاية اللاحقة للمتعافين من الإدمان. 

 

وتجسد الهيئة رؤية شاملة في التمكين الأسري والاجتماعي، حيث لا تقتصر خدماتها على التدخل العلاجي فقط بل تمتد إلى ضمان استدامة النتائج وتعزيز مفهوم الوقاية المجتمعية وذلك في اطار حرصها على تكامل الأدوار بين الأسرة، والهيئة، والمجتمع . 

 

وحول أهم خدمات الرعاية اللاحقة التي تقدمها الهيئة قالت سلامة العميمي المديرة العامة لهيئة الرعاية الأسرية  إن برامج التأهيل النفسي والاجتماعي تلعب دورًا جوهريًا في ترسيخ استقرار المتعافين بعد العلاج من الإدمان، حيث توفر الهيئة نموذجًا متكاملًا يجمع بين الدعم العلاجي، والنفسي، والاجتماعي فبعد انتهاء مرحلة إزالة السمّية، ينتقل المستفيد بعدها إلى برنامج "بيوت منتصف الطريق" حيث يعيش المتعافي في بيئة علاجية شبه مستقلة تساعده على الانتقال التدريجي من مركز العلاج إلى حياته العادية. 

وأضافت في هذا السياق ثم تأتي بعد ذلك المرحلة الجديدة التي أطلقتها الهيئة وهي "خدمة الرعاية اللاحقة" التي تستمر عاما كاملا، وتشمل جلسات للعلاج النفسي الفردي والجماعي، وجلسات الدعم النفسي الأسري، والفحوصات الدورية مشيرة إلى أن هذه البرامج تعزز ثقة المتعافي بنفسه، وتعمل على إعادة بناء مهارات التواصل والتعامل مع الضغوط اليومية، إلى جانب تنمية الوعي الذاتي والانضباط السلوكي، مما يقلل احتمالية الانتكاسة، ويزيد فرص الاندماج الناجح في المجتمع كما تتنوع الأنشطة ضمن البرامج لتشمل التمارين الرياضية، والعلاج بالفن، والتأمل الذهني، مما يسهم في تكامل الصحة النفسية والسلوكية. 

وأشارت إلى أن أحد أبرز التحديات التي تظهر خلال مرحلة المتابعة بعد العلاج صعوبة إعادة التأقلم في محيط الأسرة والمجتمع، خاصة في ظل وجود وصمة اجتماعية تجاه الإدمان وقد تعاني بعض الأسر من عدم تقبّل الشخص المتعافي بسبب تجارب سابقة أو خوف من الانتكاسة، مما قد يؤثر على استقرار المتعافي نفسيًا ويجعله عرضة للعزلة.

وأضافت " كما أن بعض المتعافين يفتقدون إلى الدعم الاجتماعي لهذا جاءت خدمة "الرعاية اللاحقة" التي تسعى الهيئة من خلالها إلى دعم المتعافين داخل عائلاتهم عبر برامج التأهيل النفسي والأسري، والزيارات الميدانية، وتوفير بيئة انتقالية داعمة تتيح التدرج في العودة إلى الحياة الطبيعية". 

 

أخبار ذات صلة «الرعاية الأسرية» تُوسِّع برنامج إعادة الدمج الاجتماعي «بيوت منتصف الطريق»

وقالت العميمي إن جهود المتابعة تشمل برامج الدعم النفسي المتكاملة على المستويين الفردي والأسري، حيث تُقدم الهيئة جلسات للإرشاد النفسي للأفراد لمساعدتهم على التعامل مع ضغوط الحياة بعد العلاج، بالإضافة إلى جلسات توعوية وتثقيفية للأسر وقد أظهرت التجربة العملية أن استجابة الأسر لهذه البرامج مشجعة، لا سيما عند توافر بيئة توعوية آمنة تشجع الأسرة على الانخراط في عملية التعافي. 

 

ولفتت إلى أن حالات الانتكاسة واردة ومن أبرز أسبابها عدم توفر الدعم الأسري الكافي، أو التعرض لضغوط نفسية أو اجتماعية مفاجئة، أو العودة إلى بيئة سابقة تحفّز على التعاطي، أو غياب متابعة علاجية منتظمة بعد الخروج من مركز العلاج مشيرة إلى أن الهيئة تعمل على تقليل هذه الحالات من خلال توفير برامج متابعة طويلة الأمد، وخدمات دعم نفسي مستمرة، وخطط لإعادة الدمج المجتمعي وتعمل الهيئة أيضًا على تسهيل إعادة الاندماج المجتمعي من خلال التعاون مع جهات العمل والتعليم لتوفير فرص مهنية وتعليمية مناسبة. 

 

وقال إن الهيئة تسعى إلى معالجة التحديات عبر حملات توعوية وتثقيفية تهدف إلى تغيير الصورة النمطية عن الإدمان وتشمل خطوات إعادة الدمج، ـ برامج التدريب المهني، ودورات المهارات الحياتية، والمتابعة المستمرة مع المستفيدين لتوجيههم نحو الفرص التعليمية أو الوظيفية التي تتناسب مع قدراتهم واهتماماتهم كما يتم التنسيق مع شركاء من القطاعين الحكومي والخاص لتوفير فرص تدريب أو عمل، وضمان وجود بيئة داعمة للمتعافين. 

 

يذكر أن هيئة الرعاية الأسرية، إحدى الجهات التابعة لدائرة تنمية المجتمع تهدف إلى المساهمة في حوكمة وتنظيم القطاع الاجتماعي في إمارة أبوظبي، ومساعدة المجتمع على تكوين أسر مستقلة ومستقرة، من خلال توفير خدمات متكاملة للأسر وأفرادها وإدارة حالاتهم بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين. 

 

وتم توسيع دائرة مهام هيئة الرعاية الأسرية عملاً بقرار المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رقم 9 لسنة 2024، عبر ضم اختصاصات خدمات الإيواء والرعاية الإنسانية، وبرامج إعادة تأهيل وتمكين ضحايا العنف والإتجار بالبشر.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • «العربية لحقوق الإنسان»: اختطاف «المريمي» جريمة متعمدة
  • «الوطنية لحقوق الإنسان» تعزز وعي موظفي مراكز «تدبير» بحقوق العمالة المساعدة
  • الصحة تبحث آليات تطوير الرعاية الصحية للأطفال
  • الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: إسرائيل تقتل عائلات فلسطينية بأكملها
  • «الرعاية الأسرية».. ريادة في الدعم واستدامة التعافي من الإدمان
  • هيئة الرعاية الأسرية.. نموذج رائد في تقديم الدعم المجتمعي واستدامة التعافي
  • الصحة: دعم خدمات الرعاية الحرجة والعاجلة بـ713 حضانة وسرير رعاية للكبار والأطفال
  • بيان عاصف من القومي لحقوق الإنسان بشأن حادث الطريق الإقليمي
  • بعد تقرير مستشفى العباسية.. محامي «سفاح المعمورة» يتنحى عن القضية
  • رئيس صحة النواب: هيئة الرعاية الصحية تسعى لترويج خدمات السياحة العلاجية