الجزيرة:
2025-07-02@11:38:34 GMT

شاهد.. فتاة تشارك في إزالة مخلفات الحرب بسوريا

تاريخ النشر: 16th, May 2025 GMT

شاهد.. فتاة تشارك في إزالة مخلفات الحرب بسوريا

إدلب- لم تكن هبة كدع، تعلم أنها سترتدي الدرع الواقي لتكون أحد العاملين في إزالة مخلفات الحرب، بعد أن قضت أعواما ترشد الناس للوقاية منها.

ولكن، مع بروز الخطر الكبير للألغام بعد تحرير سوريا من النظام السابق، وانتشارها بكل مكان وتسببها في كثير من الوفيات وحالات بتر الأعضاء والتشوهات وخاصة الأطفال، قررت هبة الانخراط في عمليات إزالة تلك المخلفات رغم خطورة هذه المهمة.

تقول هبة كدع (29 عاما) إنها بدأت متطوعة توعوية من مخلفات الحرب وآثارها وأضرارها في حملات ميدانية على مناطق خطوط التماس مع النظام السابق، وفي المدارس والمخيمات والمناطق التي كانت تتعرض للقصف وخاصة بالقنابل العنقودية المحرمة دوليا.

هبة كدع تطوعت لإزالة مخلفات الحرب المنتشرة بكثافة في سوريا (الجزيرة) بسبب كوارثها

وتضيف للجزيرة نت، أن كارثة كبيرة وحقيقية تسببت بها مخلفات الحرب بعد عودة الأهالي إلى بلداتهم وأراضيهم، ولا تزال تحصد أرواح المئات منهم، وتخيفهم من الموت أو البتر، هو ما دعاها للمشاركة في إزالتها وإبطال مفعولها.

وأوضحت أن الخطر الأكبر من المخلفات يصيب الأطفال الذين يعبثون بها دون إدراك خطورتها، ما يؤدي إلى انفجارها وبالتالي مقتلهم أو إيذاهم أذى كبيرا.

وخضعت هبة بداية -كما تقول- لدورات مكثفة في التعامل مع مخلفات الحرب، ومدى خطورتها وأنواعها، وكيفية إزالتها بشكل صحيح، إضافة إلى اتباع بروتوكولات السلامة، ولا تزال تتدرب على مختصين عرب وأجانب لتطوير مهاراتها أكثر.

إعلان

وترى أن عملها هذا لا يقتصر على الرجال، وأن الجميع من رجال ونساء أمام مسؤولية إعادة الأمن والسلام للبلاد، وأن عليهم السعي جميعا لحماية السكان والأطفال من الموت، وهو ما يتطلب منهم -رجالا ونساء- العمل لإعادة الطمأنينة والأمان وزرع الفرح في عيون الأطفال، حسب قولها.

تمويه المخلفات

ودفعها أكثر للمضي قدما نحو هذا العمل، أن أطفالا ممن كان تقدم التوعية لهم قضوا بمخلفات الحرب. وتقول "لهذا خطوت بكل ثقة دون تردد، رغم أن العمل بمخلفات الحرب في سوريا خطِر جدا، وذلك لتنوع الذخائر غير المنفجرة، ومنها ما هو محرم دوليا، ولصعوبة التعامل مع هذه الذخائر".

وتقول إن الحرب لا تنتهي بانتهاء الاقتتال بين طرفين، وإن الآثار الناتجة عنها هي الأخطر على السكان، خاصة المخلفات الحربية التي تكون مخفية أو غير واضحة كالتي استعملها النظام السابق ومساندوه، حيث ظهرت على شكل ألعاب أو أحجار أو ألغام زرعت داخل أثاث المنازل وأجهزتها كالثلاجة والغسالة، أو حتى الواضحة مثل القذائف الصاروخية أو المدفعية.

وناشدت هبة دول العالم تقديم الدعم التقني واللوجستي للمساعدة على التخلص من مخلفات الحرب التي قتلت كثيرين ممن تركوا مخيمات النزوح وعادوا إلى أراضيهم وقراهم التي شهدت قتالا عنيفا في السنوات الماضية.

ونوَّهت إلى أن خطر هذه المخلفات يكمن بطريقة التعامل معها ممن لا يعلمون بها وبنوعها وحجم خطرها، محذرة من الاقتراب من أي جسم غريب أو لمسه أو التعامل معه، ودعت إلى إبلاغ الفرق الهندسية والمختصين بإزالتها.

فريق منظمة "ذا هالو ترست" خلال العمل لإزالة مخلفات الحرب (الجزيرة) الحاجة والكثافة

بدوره، يقول أحمد الجدوع، وهو قائد فريق بالمنظمة الدولية المعنية بإزالة الألغام "هالو ترست" (HALO TRUST)، إنهم بدؤوا بإزالة مخلفات الحرب منذ نحو عام ونصف العام. ولكن بعد تحرير سوريا، تضاعف العمل بسبب الانتشار الكثيف للمخلفات، وهو ما دفع النساء للتطوع والعمل بهذا المجال الخطِر جدا.

إعلان

ويضيف للجزيرة نت، أن هبة كدع وأُخريات تطوعن ضمن فريقه في ظل الحاجة الماسة لإزالة المخلفات، وما شجعهن للقيام بهذه المهمة الخطِرة، عملهن سنوات في التوعية من مخلفات الحرب.

وخضعت هذه الفرق المختصة بإزالة مخلفات الحرب، من الرجال أو النساء، لتدريبات مكثفة وعلى مستوى عالٍ من خبراء أجانب وعرب ومحليين، وتدربوا ميدانيا وعلى أرض الواقع ضمن إجراءات شديدة الحذر، "لأن الغلط الأول هو الأخير ويكلف الشخص حياته" حسب قول الجدوع.

ورغم مرور 6 أشهر على التحرير وانتهاء الحرب، إلا أن خطر مخلفاتها مستمر وكبير، وأدى إلى مقتل العشرات، منهم أطفال، وإصابة المئات، معظمهم بحالات بتر أو تشوه، حسب الجدوع، الذي أوضح أن المخلفات منتشرة بكثافة بمناطق وجود قوات النظام السابق أو تلك التي كانت تتعرض للقصف باستمرار.

مخلفات محرمة

من جهته، قال مسؤول الذخائر غير المنفجرة في الدفاع المدني السوري، محمد سامي المحمد، إنهم استجابوا منذ 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 حتى 31 مارس/آذار 2025، لـ 69 انفجارا لمخلفات الحرب، أدت إلى مقتل 72 شخصا، منهم 17 طفلا و7 نساء و48 رجلا وإصابة 108 آخرين منهم 33 طفلا و4 نساء.

ولفت إلى أن ملايين المدنيين في سوريا يعيشون في مناطق "موبوءة" بالألغام والذخائر غير المنفجرة، نتيجة 14 عاما من قصف نظام الأسد وروسيا.

لحظة تفجير قذيفة من مخلفات الحرب قتلت وإصابت المئات (الجزيرة)

كما تشكل مخلفات الحرب -وفق المسؤول المحمد- تهديدا كبيرا على حياة السكان، وموتا موقوتا طويل الأمد، وتؤثر مباشرة على استقرار المدنيين والتعليم والزراعة وعلى حياة الأجيال القادمة، وخاصة الأطفال، لجهلهم بماهية هذه الذخائر وأشكالها وخطرها على حياتهم.

وختم قائلا، إن فرق الدفاع المدني تقدم التوعية للمدنيين، وتمكنت منذ بداية عملها من إزالة أكثر من 28 ألف ذخيرة من مخلفات الحرب، منها أكثر 23 ألف قنبلة عنقودية. بينما وثَّقت فرق الذخائر في الدفاع المدني السوري استخدام نظام الأسد وروسيا أكثر من 70 نوعا من الذخائر المتنوعة في قتل المدنيين، منها 13 نوعاً من القنابل العنقودية المحرمة دوليا.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إزالة مخلفات الحرب من مخلفات الحرب النظام السابق التعامل مع

إقرأ أيضاً:

نائب رئيس مركز دشنا: رفع 30 طن مخلفات ضمن جهود تجميل المدينة

 

نفذ عثمان مدكور، نائب رئيس مركز دشنا، جولة ميدانية لمتابعة أعمال النظافة وتحسين البيئة، وذلك تنفيذًا لتوجيهات  محافظ قنا، وتعليمات خالد بهيج، رئيس المركز، بشأن المتابعة اليومية المكثفة لملف النظافة وتجميل المدينة.

وخلال المتابعة، تم رفع نحو 30 طنًا من المخلفات والأتربة من الشوارع الرئيسية والفرعية، وذلك بالتنسيق مع معدات وسيارات الوحدة المحلية والعاملين بقسم النظافة، في إطار خطة مستمرة لرفع مستوى كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد نائب رئيس المركز أن حملات النظافة مستمرة على مدار اليوم، ووفق جداول زمنية محددة، تشمل مختلف قرى وتوابع مركز دشنا، سعيًا إلى خلق بيئة نظيفة وآمنة، وتحقيق مظهر حضاري يليق بأهالي المركز.

كما شدد على أهمية تعاون المواطنين مع الأجهزة التنفيذية، بعدم إلقاء القمامة خارج الأماكن المخصصة لها، والمساهمة في الحفاظ على المجهودات المبذولة، منوهًا بأن هناك متابعة يومية وتقييمًا دوريًا لأداء فرق النظافة.

وأشار إلى أن هذه الحملات تأتي ضمن خطة شاملة يجري تنفيذها بجميع مراكز محافظة قنا، للارتقاء بمستوى النظافة العامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين، تنفيذًا لتكليفات القيادة السياسية وتعليمات محافظ قنا.

مقالات مشابهة

  • أكثر من نصف مليون فرصة جديدة.. تحولات تاريخية في سوق العمل السعودي
  • نائب رئيس مركز دشنا: رفع 30 طن مخلفات ضمن جهود تجميل المدينة
  • شقيقتها السبب .. فتاة تلقي بنفسها من الطابق السادس في سوهاج
  • جميلة عوض تشارك في بطولة فيلم "حين يكتب الحب" بجانب معتصم النهار
  • الجيزة: رفع 800 طن مخلفات ورتش بحي العمرانية
  • أكثر من 900 قتيل في إيران خلال الحرب مع إسرائيل
  • السياحة توضح آلية ترخيص المكاتب السياحية بسوريا
  • قائد قوات الدفاع الجوي المصرية: مهتمون بكل أحداث المنطقة
  • إزالة أكثر من 1500 ملصق إعلاني بالظهران خلال 6 أشهر
  • الغرفة المركزية بالإمدادات الطبية تباشر مهامها الميدانية وتشرع في إزالة الأنقاض تمهيدًا لصيانة المخازن المتضررة