ويتكوف: أمريكا ترفض اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف الحرب في فزة
تاريخ النشر: 16th, May 2025 GMT
أبلغ المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وسطاء إقليميين أن واشنطن لا تعتزم الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة، وذلك في ظل تمسّك رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو برفض هذا الخيار.
وبحسب ما نقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مسؤولين عربيين، فإن الوسطاء القطريين والمصريين كانوا يأملون أن تتخذ الولايات المتحدة موقفًا أكثر حزمًا تجاه الاحتلال، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدد من مساعديه الذين أعربوا عن رغبتهم في إنهاء الحرب، لا سيما عقب إفراج حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن الرهينة الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر يوم الاثنين.
وأكد نتنياهو خلال لقائه مع ويتكوف، أن حكومة الاحتلال مستعدة فقط لبحث هدنة مؤقتة تمتد لنحو 45 يومًا، تبدأ بإفراج "حماس" عن عشرة رهائن، على أن تجري خلالها مفاوضات بشأن وقف دائم للعمليات العسكرية، دون تقديم أي التزام مسبق في هذا الصدد، وفق ما نقله أحد المسؤولين العرب.
من جهتها، رفضت "حماس" هذا المقترح بشدة، مؤكدة أنها وافقت سابقًا على إطلاق رهائن ضمن اتفاق هدنة تم التوصل إليه في يناير، كان من المفترض أن يعقبه بدء مفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي بشأن إنهاء دائم للحرب. لكن نتنياهو رفض آنذاك الدخول في تلك المحادثات، واستأنف جيش الاحتلال هجومه على غزة في 18 مارس.
وبناءً على هذا التاريخ من التراجع، شددت "حماس" على ضرورة تقديم التزام واضح من طرف الاحتلال بإنهاء الحرب قبل تنفيذ أي إفراج جديد عن الرهائن.
وفي محاولة لتقريب وجهات النظر، قدم ويتكوف مقترحًا وسطًا يتضمن هدنة مؤقتة مقابل إطلاق عدد محدود من الرهائن، حسب المسؤولَين العربيين. كما حاول المبعوث الأمريكي طمأنة "حماس" عبر وسطاء بأن واشنطن ستضمن التزام الاحتلال بالدخول في مفاوضات جدية نحو وقف دائم لإطلاق النار.
رغم استمرار الفجوة الكبيرة بين الطرفين، يواصل الوسطاء الأمريكيون والقطريون والمصريون جهودهم لدفع الطرفين نحو اتفاق خلال الأيام المقبلة. وفي المقابل، هدّد الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عملية عسكرية واسعة لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل إذا لم توافق "حماس" على وقف مؤقت لإطلاق النار قبل انتهاء زيارة ترامب المقررة يوم الجمعة.
ويأمل الوسطاء العرب في أن تتمكن واشنطن من ثني الاحتلال عن تنفيذ العملية، على الأقل مؤقتًا، في انتظار نتائج الضربة الجوية التي نفذها جيش الاحتلال يوم الثلاثاء ضد قائد "حماس" في غزة، محمد السنوار. ويُعتقد أن الاحتلال يرى في السنوار عقبة رئيسية أمام التوصل لاتفاق، وقد توقع أن يؤدي استهدافه إلى تحريك "حماس" نحو تقديم تنازلات. غير أن الأمل في تصفيته بدأ يتلاشى، بحسب المسؤول العربي الثاني المطلع على التفاصيل.
وفي سياق متصل، من المقرر عقد قمة عربية في بغداد يوم السبت لمناقشة تطورات الحرب في غزة، وسط دعوات عربية لعدم تنفيذ الاحتلال عمليته العسكرية خلال انعقاد القمة.
وفي الوقت الذي يواصل فيه الوسطاء العرب تنسيقهم مع ويتكوف، ترى كل من قطر ومصر أن الحل الأمثل يتمثل في التوصل إلى وقف دائم للحرب، وفق ما صرّح به أحد المسؤولين العرب. وأكد أن "حماس" أبدت استعدادها للتخلي عن السيطرة الإدارية على قطاع غزة، في حين أبدت خمس دول عربية استعدادها للمشاركة في إدارة القطاع بعد الحرب، في إطار خطة لنزع سلاح الحركة تدريجيًا. إلا أن تطبيق هذا السيناريو يتطلب دعوة رسمية من السلطة الفلسطينية، وهو ما يرفضه نتنياهو حتى الآن.
وأشار المصدر إلى أن غياب أفق سياسي للفلسطينيين يعرقل التقدم نحو نزع سلاح "حماس" بشكل دائم، رغم الجهود الإقليمية والدولية المستمرة.
من جهته، عبّر ويتكوف عن تفهمه للمخاوف العربية، وأبلغ عائلات الرهائن خلال لقاء معهم الأسبوع الماضي، بأن خطط حكومة نتنياهو لتوسيع نطاق الحرب قد لا تحقق النتائج المرجوة، وفقًا لمصدر حضر الاجتماع.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا بصدد اتخاذ إجراءات بناءً على من سيمثل روسيا في مباحثات إسطنبول
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء إن كييف ستقرر الخطوات التي ستتخذها بناءً على من على من سيمثل موسكو في المباحثات المرتقبة في إسطنبول.
وأكد أن أوكرانيا مستعدة لأي شكل من أشكال المفاوضات لإنهاء الحرب، حسبما ذكرت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية في موقعها على الإنترنت.
وقال مسؤول أوكراني في وقت سابق إنه لم يتلق ردًا من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على دعوة نظيره الأوكراني إلى لقاء مباشر خلال محادثات السلام المقررة اليوم الخميس في تركيا.
ورفضت الرئاسة الروسية مجددًا أمس الأربعاء الكشف عن تشكيلة الوفد الروسي الذي سيشارك في مباحثات إسطنبول، كما فعلت خلال الأيام الثلاثة الماضية.
ودعا زيلينسكي في الأيام الماضية زعيم الكرملين للحضور "شخصيًا" في هذه المباحثات، التي سبق وأعلن عنها الأخير والتي من المفترض أن تطلق مسارًا دبلوماسيًا لإيجاد حل لأكثر من ثلاث سنوات من الهجوم الروسي الدامي في أوكرانيا.