اسطنبول موسكو "أ ف ب" "د ب أ": أجرى الوفدان الأوكراني والروسي اليوم في اسطنبول أول مفاوضات مباشرة بينهما منذ ربيع العام 2022، بهدف التوصل إلى حلّ للحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف، في وقت ندّدت كييف بمطالب "غير مقبولة" من جانب موسكو.

وأفاد مصدر أوكراني وكالة فرانس برس بأنّ جولة جديدة من المباحثات "ممكنة" الجمعة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنّها "ليست مقررة" بعد.

ويحدّ عدم حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من التوقعات بإمكان تحقيق اختراق.

ودعا زيلينسكي إلى "ردّ فعل قويّ" من الأسرة الدولية، في حال فشلت المباحثات، مندّدا بتغيّب بوتين عنها.

وجاء ذلك فيما قال مسؤول أوكراني لفرانس برس، إنّ روسيا طالبت أوكرانيا بالتنازل عن أراضٍ جديدة، واصفا هذه المطالب بأنها "غير مقبولة" وتهدف إلى إفشال المفاوضات.

ووسط هذه الجهود الدبلوماسية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الخميس أنّه مستعد للقاء الرئيس الروسي "بمجرد أن نتمكن من ترتيب ذلك". وقال على هامش زيارته الخليجية "لا أعتقد أن أي شيء سيحدث، أعجبكم الأمر أم لا، حتى نلتقي أنا وهو".

على الجهة الأوكرانية، أكد أندري يرماك كبير معاوني الرئيس فولوديمير زيلينسكي عبر تطبيق تلغرام، أنّ أولوية كييف في المحادثات مع الروس هي "وقف إطلاق نار غير مشروط".

كذلك، أفاد مصدر دبلوماسي أوكراني في اسطنبول فرانس برس، بأنّ وفد كييف يعتزم أن يناقش مع الروس عقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي.

وأشار المصدر إلى أنّ من بين المطالب الأوكرانية الأخرى، عودة الأطفال الأوكرانيين "الذي تمّ ترحيلهم" إلى روسيا، الأمر الذي تؤكده كييف وتنفيه موسكو، وإجراء تبادل كبير لأسرى الحرب.

"امتداد" لمفاوضات 2022

أرسلت موسكو وفدا يتقدمه المستشار الرئاسي الروسي فلاديمير ميدينسكي المعروف بمواقفه القومية المتشددة، والذي سبق له أن قاد مباحثات ربيع 2022.

ورأى الرئيس الأوكراني أنّ الوفد الذي أرسلته موسكو "صوري"، لتردّ عليه الأخيرة بوصفه بـ"المهرّج" و"الفاشل".

ورغم أنّ ميدينسكي أكد الخميس الاستعداد لـ"تسويات محتملة"، إلا أنّ الكرملين يحافظ على مطالب يصعب تحقيقها، تتمثل في عدم انضمام أوكرانيا إلى الناتو، والاحتفاظ بالأراضي الأوكرانية التي ضمّتها، الأمر الذي تعتبره كييف شروطا غير مقبولة.

والخميس، قال ميدينسكي إنّ المحادثات الجديدة تشكّل "امتدادا" للمفاوضات الثنائية المتعثّرة التي جرت في العام 2022، والتي تمسّك خلالها الروس بمواقف متطرّفة وغير مقبولة بالنسبة إلى كييف وحلفائها.

"وقف القتل"

قبيل بدء المحادثات، اتهمت كييف موسكو بمنع مشاركة واشنطن في المفاوضات. وقال مسؤول أوكراني رفيع المستوى لفرانس برس، "يحاول الروس التخلص من الأميركيين بشتى الطرق الممكنة"، مؤكدا "ربما لا يريدون أن يشهد طرف آخر على تعطيل عملية التفاوض".

وجاء ذلك فيما دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى "وقف القتل" في أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس، إن روبيو ناقش خلال لقاء مع نظيريه الأوكراني أندريه سيبيغا والتركي هاكان فيدان في اسطنبول "أهمية التوصل إلى نهاية سلمية للحرب بين روسيا وأوكرانيا".

ووفق مصادر تركية، تبادل الأتراك والروس والأوكرانيون والأمريكيون وجهات النظر لمدّة ساعة تقريبا، قبل المفاوضات الروسية الأوكرانية، وذلك على هامش محادثات بين مسؤولين أمنيين أوكرانيين وأوروبيين، بحضور المبعثوث الأمريكي لأوكرانيا كيث كيلوغ.

وكان بوتين دعا في نهاية الأسبوع المنصرم إلى مباحثات مباشرة مع الجانب الأوكراني في تركيا، وحدد له موعدا في 15 مايو. وأبدى زيلينسكي تجاوبا، لكنه طلب من بوتين أن يحضر "شخصيا" إلى إسطنبول للقائه.

"زيادة الضغوط"

طالب الأوروبيون وكييف بوقف لإطلاق النار قبل أي مناقشات بين الأوكرانيين والروس، الأمر الذي رفضه بوتين على اعتبار أنّ هدنة طويلة الأمد من شأنها أن تسمح للجيش الأوكراني بتعزيز صفوفه من خلال تلقي أسلحة غربية، في وقت يُحرز الجيش الروسي تقدّما على الجبهة.

وشدّد فيدان الجمعة، على الحاجة لـ"وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن".

أمّا الصين، الشريك الوثيق لروسيا، فقد أكدت رغبتها في التوصل إلى اتفاق سلام "عادل" و"دائم".

على الأرض، تتواصل الأعمال القتالية بين الطرفين. وأفادت السلطات الأوكرانية بمقتل امرأة في قصف روسي على خيرسون (جنوب)، حسبما أفادت السلطات البلدية الجمعة.

أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، الجمعة، أن اللقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب ضروري، وذلك بهدف مناقشة القضايا الدولية بما في ذلك الأزمة الأوكرانية.

قال بيسكوف، ردا على سؤال حول تصريح ترامب بشأن لقاء محتمل مع بوتين: "مثل هذا اللقاء ضروري بالتأكيد. ضروري في المقام الأول، من منظور العلاقات الثنائية الروسية الأمريكية، ومن منظور إجراء محادثات جادة على أعلى مستوى حول الشؤون الدولية والعمليات الإقليمية، بما في ذلك، بالطبع، الأزمة المحيطة بأوكرانيا"، وفقا لوكالة سبوتنيك الروسية.

وكان ترامب قد صرح أثناء وجوده في أبو ظبي، ردا على أسئلة الصحفيين حول موعد اجتماعه مع الرئيس الروسي، قائلا: "سيتم بمجرد أن نتمكن من ترتيبه".

وأضاف ترامب: "سنحل هذا الأمر... أستطيع أن أقول لكم إن العالم أصبح أكثر أمانا الآن، وأعتقد أنه خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع سنجعله أكثر أمانا (بعد اللقاء مع بوتين)، وسنتعامل مع مواقف عدة".

وفي وقت سابق، صرح ترامب، بأنه لا يمكن حل الصراع الأوكراني دون أن يجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشكل شخصي. وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية: "لن يحدث شيء حتى نلتقي أنا وبوتين. من الواضح أنه كان سيذهب (إلى تركيا)، فقد ظن أنني سأكون هناك. لكن إذا لم أكن هناك، فلن يذهب".

وأضاف الرئيس ترامب أن الصراع الأوكراني يجب أن يحل في أقرب وقت ممكن، وأردف قائلا: "الكثير من الناس يموتون".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الروسی فلادیمیر الرئیس الروسی فی اسطنبول غیر مقبولة

إقرأ أيضاً:

إعلان جديد لجيش الاحتلال بخصوص حرب غزة.. إلى أين وصلت؟

أفادت القناة 13 الإسرائيلية، مساء الثلاثاء، بأن قيادة الجيش ترى أن العمليات العسكرية في قطاع غزة بلغت حدّها الأقصى.

كما نقلت القناة عن مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يزال متمسكا بضرورة مواصلة القتال، ما لم يتم التوصل إلى صفقة تضمن تحقيق أهداف العملية، وعلى رأسها استعادة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين.

وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب إن "إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لإتمام وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما في غزة".

وأضاف، "سنعمل خلال وقف إطلاق النار في غزة مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب"، مبينا أن "القطريين والمصريين سيقدمون الاقتراح النهائي لإنهاء الحرب في غزة".

وسبق أن أعلن ترامب، أن الولايات المتحدة تسعى للتوصل إلى هدنة بين "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" في قطاع غزة "خلال الأسبوع المقبل".

في حديث مع الصحافيين قبل توجهه إلى فلوريدا: "نأمل في التوصل إلى هدنة، ونأمل أن يحدث في بحر الأسبوع المقبل (...)  سأكون حازما مع نتنياهو بشأن إنهاء الحرب".

وكان ترامب صرّح الجمعة بأنّ وقفا لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس بات "قريبا".

لكن ميدانيا لا يزال القتال على أشده بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المقاومة.

وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء أنها وسعت نطاق هجومها على قطاع غزة.

ما المقابل؟

ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، مساء الثلاثاء، أن مخططا يجري التباحث بشأنه حاليا لإنهاء الحرب بقطاع غزة، قد يتضمن ما وصفتها بـ"تعويضات سياسية" لإسرائيل، بهدف تليين موقف وزراء اليمين المتطرف في حكومة بنيامين نتنياهو، المتوقع أن يعارضوا أي اتفاق يتضمن وقفا للحرب.

ونقلت الصحيفة (خاصة) عن مصادر إسرائيلية وأمريكية وخليجية لم تكشف هويتها: "من المتوقع أن يتضمن المخطط الذي يجري التباحث بشأنه حاليا لإنهاء الحرب بغزة تعويضات سياسية لإسرائيل".

مقالات مشابهة

  • إعلان جديد لجيش الاحتلال بخصوص حرب غزة.. إلى أين وصلت؟
  • ترامب: سأكون حازما مع نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة وقد نتوصل لاتفاق قريبا
  • هجمات متبادلة بعشرات الطائرات المسيرة بين روسيا وأوكرانيا وإصابات
  • ميدينسكي: روسيا وأوكرانيا شعب واحد
  • الكرملين: موقف روسيا من المفاوضات بشأن أوكرانيا يعتمد على سلوك كييف
  • وزير خارجية ألمانيا من كييف: بوتين لا يريد التفاوض وسندعم أوكرانيا حتى النهاية
  • تحسن تدريجي في العلاقات بين موسكو وواشنطن.. لقاء محتمل بين بوتين وترامب
  • موسكو: لقاء بوتين وترامب قد يتم في أي لحظة
  • مساعد الرئيس الروسي: لقاء بوتين وترامب مطروح ضمن الخطط المستقبلية
  • ضرب منشآت عسكرية ومحطات طاقة.. روسيا تشن أعنف هجوم على كييف منذ أشهر