هل ينجر ترامب لإرضاء نتنياهو أم العكس؟
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
رغم إقرارهم بوجود تباين بين واشنطن وتل أبيب بشأن طريقة التعامل مع بعض القضايا، استبعد محللون -تحدثوا لبرنامج "ما وراء الخبر"- أن يؤدي هذا التباين إلى خلافات إستراتيجية، وقال أحدهم إن الإدارة الأميركية لا تزال تزود إسرائيل بالأسلحة التي تقتل بها الغزيين واليمنيين.
وتحدث الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي عن وجود خلافات بين واشنطن وتل أبيب في الرؤى وفي طريقة التعامل مع القضايا التي تهم الطرفين، مشيرا إلى أن العلاقة بين إدارة الرئيس دونالد ترامب وحكومة بنيامين نتنياهو هي في أسوأ حالاتها.
واتضح الخلاف بين ترامب ونتنياهو من خلال موضوع المفاوضات الأميركية الإيرانية والاتفاق الأميركي مع جماعة أنصار الله (الحوثيين) وقرار رفع العقوبات عن سوريا، بالإضافة إلى المفاوضات المباشرة التي أجرتها واشنطن مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والتي جرت -يضيف مكي- بدون علم إسرائيل ورغما عنها وخلافا لما تريد.
وقال إن إسرائيل ترى أنها تعرضت لنوع من التهميش خلال الزيارة التي قام بها ترامب لمنطقة الخليج وشملت السعودية وقطر والإمارات، وأنها بقيت خارج ترتيبات الشرق الأوسط.
ومع إقراره بوجود خلافات عميقة، استبعد مكي وجود أو حصول تباين إستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، نظرا لعمق العلاقة بين الطرفين، وتساءل عما إذا كان ترامب سينجر لإرضاء نتنياهو أم العكس؟
إعلانوفي نفس النقطة، قال مارك فايفل، مستشار سابق للأمن القومي ومسؤول الاتصالات السابق للبيت الأبيض إن الرئيس الأميركي ترامب يتفاوض ويعقد الصفقات ويود أن يقدم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ويعمل بشكل مباشر مع حركة حماس ومع جماعة أنصار الله، لكن نتنياهو يريد القضاء على حماس، وهو الهدف الذي وضعه منذ بداية الحرب.
ولكنه أضاف أن "المسارين يؤديان إلى نفس النتيجة وهو القضاء على الوكلاء الذين يتبعون لإيران في المنطقة".
أسلحة وقنابلوذكّر في نفس السياق بأن "الولايات المتحدة الأميركية لا تزال تزود إسرائيل بالأسلحة وبالقنابل التي تستخدم في قطاع غزة واليمن"، مشيرا إلى أن ترامب يستخدم إسرائيل كورقة ضد إيران، وهو جزء من إستراتيجية أوسع، حسب الضيف الأميركي، الذي ذكر أن نزع السلاح النووي الإيراني لن يتم في حال الاستمرار بنفس الوتيرة التي يعتمدها نتنياهو من حيث التصعيد والبعد عن المسار الدبلوماسي.
وخلص الضيف الأميركي إلى أن إدارة ترامب تركز على منطقة الخليج لإحداث تقارب أكثر بينها وبين الولايات المتحدة على الصعيد الاقتصادي، مشيرا إلى أن زيارة ترامب وسعت الآفاق، وهو "ما يرسم صورة لإيران أنها إذا تعاونت مع واشنطن ومع إسرائيل يمكن أن ترفع العقوبات عنها وتفتح أسواق العالم أمامها".
وحسب الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين، فإن ترامب ونتنياهو يلعبان لعبة أخرى، ومن يسيطر على قواعد هذه اللعبة هو الرئيس الأميركي، بينما رئيس الوزراء الإسرائيلي -يضيف نفس المتحدث- بات مثل الفيل الأبيض حتى في علاقته مع حلفائه. وقال إن ترامب يراهن على ورقة الضغط على نتنياهو، لكن هذا الأخير ربما يتجه نحو موجة تصعيد في غزة.
وبشأن سحب حاملة الطائرات هاري ترومان، أشار الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات إلى أن سحب حاملة الطائرات هاري ترومان ليس له علاقة بالقصف الإسرائيلي على اليمن، لأن القرار كان معدا سلفا.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يبحث مستقبل وفد التفاوض في الدوحة وحماس تحذّر من نكث التفاهمات مع واشنطن
نتنياهو يبحث سحب وفد التفاوض من الدوحة وسط جمود المحادثات، فيما حذّرت حماس من أن عدم تنفيذ التفاهمات مع واشنطن، خاصة إدخال المساعدات، سيقوّض جهود تبادل الأسرى. ويأتي ذلك على وقع استمرار الحصار الإسرائيلي لغزة لليوم الـ75 وسط تحذيرات من مجاعة. اعلان
عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الخميس، مشاورات أمنية لبحث مصير وفد التفاوض الإسرائيلي الموجود في العاصمة القطرية الدوحة، في ظل تعثّر المحادثات وعدم تحقيق أي اختراق في ملف صفقة التبادل. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية أن تلك المشاورات قد تسفر عن قرار بإنهاء مهمة الوفد ما لم يُسجّل تقدم ملموس في المحادثات.
وكان الوفد الإسرائيلي قد وصل الدوحة الثلاثاء الماضي بناءً على تعليمات مباشرة من نتنياهو، عقب لقائه بالمبعوث الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، وإجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك بعد إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، على يد حركة حماس.
ويواصل الوفد الإسرائيلي مباحثاته في قطر بمرافقة المبعوثَين الأمريكيين ويتكوف وآدم بولر، فيما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الإدارة الأمريكية تدرس تقديم مقترحات إضافية تفضي إلى الإفراج التدريجي عن المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، بهدف التمهيد لوقف إطلاق نار دائم.
Relatedنتنياهو يُهاجم ماكرون ويتهمه بالانحياز إلى حركة حماسنتنياهو عن تهجير سكان غزة: 50% من سكان القطاع سيغادرون والعقبة الوحيدة عدم وجود دول تستقبلهم"أفضل بدرجة واحدة" عن الطريقة التي تعامل بها مع زيلينسكي في البيت الأبيض.. هكذا يعامل ترامب نتنياهوفي المقابل، أطلقت حركة حماس سلسلة مواقف وتصريحات تحذر فيها من المماطلة الإسرائيلية، ومن محاولات الالتفاف على التفاهمات التي تمت بوساطة أمريكية، محملة حكومة تل أبيب مسؤولية عرقلة الجهود الدولية.
وقالت الحركة في بيان رسمي، إن حكومة نتنياهو تردّ على جهود الوسطاء بالتصعيد العسكري، معتبرة أن "نتنياهو لا يكترث لمصير أسراه ويقود حرباً مفتوحة بلا أفق"، مضيفة أن هدف المفاوضات بالنسبة إليها هو" وقف العدوان، وانسحاب الاحتلال، والإفراج عن الأسرى"، وهو ما "يتنصّل منه نتنياهو الذي يتعامل مع التهدئة كوسيلة لكسب الوقت قبل استئناف الهجوم"، وفق تعبيرها.
وفي بيان ثانٍ، حذرت حماس من العواقب الخطيرة لعدم الالتزام بالتفاهمات التي تم التوصل إليها مع الإدارة الأمريكية، وأكدت أنها، انطلاقاً من حرصها على التخفيف عن معاناة الشعب الفلسطيني، قدمت "مبادرة إيجابية" تمثلت في إطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر قبيل زيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة، على أمل أن تُقابل بخطوات إنسانية ملموسة.
وأضافت أن تلك التفاهمات، التي أُبرمت بعلم الوسطاء، تشمل إدخال المساعدات الإنسانية فوراً إلى قطاع غزة، والإعلان عن وقف دائم لإطلاق النار، والبدء في مفاوضات شاملة لمعالجة الملفات العالقة وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وحذرت الحركة من أن أي تراجع في تنفيذ هذه البنود، لا سيما ما يتصل بإدخال الغذاء والدواء، "سيؤثر سلباً على فرص استكمال مفاوضات تبادل الأسرى"، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، ومنع دخول المساعدات الإنسانية لليوم الخامس والسبعين على التوالي، رغم التحذيرات الدولية من كارثة مجاعة وشيكة تهدد حياة الأطفال وسكان غزة.
واتهمت حماس نتنياهو باستخدام سياسة التجويع كسلاح إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مؤكدة أن "هذا السلوك يرقى إلى جريمة حرب موصوفة" ويعرّي "عجز المجتمع الدولي وصمته المعيب".
وفي بيان شديد اللهجة، قالت الحركة إن "الاحتلال يرتكب مجازر جماعية مروعة في القطاع"، مشيرة إلى أن مشاهد القتل الجماعي التي تشهدها غزة "تعكس وحشية هذا الكيان وفاشيته المتجذرة"، وأن "أكثر من 120 شهيداً سقطوا في أقل من 24 ساعة"، وسط تقارير عن قتل عائلات فلسطينية بأكملها ومسحها من السجل المدني.
وشددت حماس على أن بيانات التنديد لم تعد كافية، داعية إلى" تحرك دولي فوري وفعّال لفرض عقوبات على الاحتلال وملاحقة قادته في المحاكم الدولية بوصفهم مجرمي حرب"، محذرة من أن "استمرار الصمت الدولي يكرّس شراكة غير مباشرة في هذه الجرائم ضد الإنسانية".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة