غزة – يشهد شمال غزة، منذ فجر الجمعة، واحدة من أكثر الليالي دموية منذ بدء الإبادة التي ترتكبها تل أبيب بالقطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إذ خلفت غارات إسرائيلية عنيفة، أكثر من 100 فلسطيني بين قتيل ومفقود، معظمهم من النساء والأطفال.

في ليلة وصفت بأنه كانت “أشبه بالجحيم” حيث احترق كل شيء فوق الرؤوس، عاش سكان شمال غزة لحظات لا تنسى من الإبادة الإسرائيلية المتواصلة والمتصاعدة ضد سكان القطاع الفلسطيني.

فيما وثق المرصد “الأورومتوسطي” لحقوق الإنسان، في بيان نشره امس الجمعة، مقتل أكثر من 115 فلسطينيا في محافظة شمال غزة وحدها خلال أقل من 12 ساعة.

وقال إن تل أبيب دمرتم منذ فجر الجمعة، ما لا يقل عن 10 منازل في تل الزعتر بجباليا، وحي السلاطين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، فوق رؤوس قاطنيها.

وبدورها، أفادت مصادر في الدفاع المدني الفلسطيني لمراسل الأناضول بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية دمرت أكثر من 11 منزلا في بلدة بيت لاهيا ومخيم جباليا.

وأوضحوا أن الغارات استهدفت المدنيين أثناء نومهم، وسط عجز فرق الإنقاذ عن الوصول إلى معظم الضحايا بسبب كثافة القصف واستمرار الاستهداف.

– جحيم على الأرض

“انهار البيت فوق رؤوسنا”، “النيران كانت تلتهم كل شيء”، “فقدت أمي وأخي وابني في لحظة واحدة”، هكذا وصف ناجون من شمال قطاع غزة مشاهد الدمار التي عاشوها.

وقال أحمد قشقش، أحد الناجين، واصفا المشهد للأناضول: “كانت ليلة مرعبة، قطعة من جهنم على الأرض، ألسنة اللهب ترتفع من كل مكان، والانفجارات تتوالى، حتى طال القصف المنزل الذي كنا نحتمي فيه”.

وأضاف متسائلا: “لا أعلم ماذا حل بأطفالي الأربعة وزوجتي” في إشارة لفقدانهم تحت ركام المنزل.

ومن جهته، أوضح الشاب محمود الكيلاني للأناضول: “استيقظنا على صوت انفجار هائل، انهار البيت فوق رؤوسنا، خرجت أبحث عن عائلتي فلم أجد أحدا”.

وبين أن النيران “كانت تلتهم كل شيء، والصواريخ تتساقط كالمطر”.

أما السيدة أم حسن مسعود ورغم أنها نجت من قصف طال منطقتها، إلا أنه فقدت ثلاثة من أفراد عائلتها.

وقالت: “كنت أظن أنني أعيش كابوسا، لكن الواقع كان أفظع”.

وتابعت للأناضول: “فقدت أمي وأخي وابني في لحظة واحدة”، قبل أن تنهار باكية داخل مستشفى العودة في تل الزعتر بجباليا، حيث تتكدس جثث الضحايا.

-“شعرت أنها آخر لحظات حياتي”

وبدوره، وثق الصحفي يوسف فارس على صفحته على منصة “فيس بوك” تفاصيل نجاته مع عائلته من موت محقق إثر الإبادة الإسرائيلية على شمال غزة.

وقال في حديث للأناضول: “قصفوا منزل جيراننا فاستشهدوا جميعا، ثم أطلقت المدفعية قذائفها تجاه منزلنا بينما كنا محاصرين أسفل السلالم”.

وأضاف: “في محاولتي الأولى للخروج، أطلقت طائرة مسيرة النار علينا، فعدنا إلى الداخل، كل الطرق كانت مقطوعة بالركام والنيران، وقذائف المدفعية كانت تنهال من كل اتجاه”.

وتابع: “شعرت أنها اللحظات الأخيرة من حياتي، لكننا تمكنا من سلوك طريق فرعي غير مألوف، ونجونا”.

– “مذبحة حقيقية”

وأفاد مدير مستشفى العودة في تل الزعتر، محمد صالحة، بأن المستشفى استقبل عشرات الجرحى والشهداء، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.

وأكد أن طواقم الدفاع المدني ما زالت تحاول انتشال الضحايا من تحت الأنقاض وسط دمار هائل.

وقال صالحة: “ما شهدناه في شمال غزة الليلة الماضية، كان مذبحة حقيقية، البيوت قصفت على رؤوس ساكنيها، وهناك عشرات الضحايا ما زالوا تحت الركام”.

وخلال الأيام الثلاثة الماضية، ضاعفت إسرائيل وتيرة الإبادة الجماعية بغزة، بالتزامن مع جولة يجريها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط.

وتأتي هذه المجازر عقب تصريح ترامب بأن الشعب الفلسطيني في غزة “يستحق مستقبلا أفضل”.

وخلال جولة ترامب التي استمرت ثلاثة أيام، قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 378 فلسطينيا، في حصيلة تعادل نحو أربعة أضعاف عدد الضحايا خلال الأيام الأربعة السابقة للجولة، والتي بلغت قرابة 100 قتيل، وفق رصد مراسل الأناضول لبيانات وزارة الصحة بغزة.

وجاءت هذه القفزة الدموية عقب تصديق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية “الكابينت” على توسيع عمليات الإبادة في القطاع، وتفعيل خطة عسكرية جديدة تحت اسم “عربات جدعون”، تتضمن حشد مزيد من قوات الاحتياط.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 173 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: شمال غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

600 أكاديمي سويدي يطلقون حملة لمقاطعة الجامعات “الإسرائيلية”

الثورة نت/..
أطلق أكثر من 600 باحث وأستاذ جامعي في السويد، بينهم نخبة من الأكاديميين البارزين، حملة قوية لمقاطعة الجامعات الإسرائيلية ، احتجاجًا على استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وجاءت المبادرة من جامعة أوبسالا، أقدم جامعة في شمال أوروبا، عبر “منصة مقاطعة” الإلكترونية التي توثق جهود الحملة وتدعو الأكاديميين للمشاركة.

وترى المبادرة التي جاءت من جامعة أوبسالا، أقدم جامعة في شمال أوروبا أن مقاطعة الجامعات الإسرائيلية ليست مجرد خطوة سياسية، بل هي “مسألة ضمير” تحتم على الأكاديميين تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية تجاه السلام والعدالة.

وأكد الباحث في قسم تاريخ الأفكار بجامعة أوبسالا، بيتر هيلستروم، أحد المبادرين بالحملة، أن هدفهم قطع جميع أشكال التعاون المؤسسي الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية، سواء عبر تبادل الباحثين أو تنفيذ المشاريع المشتركة.

وأشار هيلستروم إلى أن استمرار بعض الجامعات السويدية في التعاون الأكاديمي مع المؤسسات الإسرائيلية يمثل نوعًا من التواطؤ الذي يخالف القانون الدولي، مطالبًا باتخاذ موقف حازم مشابه لما حدث مع الجامعات الروسية في سياق الأزمات العالمية الأخيرة.

وجاءت هذه الحملة لتسليط الضوء على الدور الذي يلعبه التعاون الأكاديمي في تعزيز أو تقويض الحقوق الإنسانية، معتبرةً أن دعم أي مؤسسة متورطة في انتهاكات يعادل المشاركة في تلك الانتهاكات.

وتأتي هذه الحملة في وقت تتصاعد فيه الدعوات العالمية لمحاسبة إسرائيل على ممارساتها في الأراضي الفلسطينية، ما يجعل من مقاطعة المؤسسات الأكاديمية جزءًا لا يتجزأ من تحركات الضغط الدولي على الكيان الصهيوني.

مقالات مشابهة

  • شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري: علاقتي بعمر سليمان
  • ناجون يروون تفاصيل تصاعد الإبادة ضد غزة.. ليلة من الجحيم
  • 600 أكاديمي سويدي يطلقون حملة لمقاطعة الجامعات “الإسرائيلية”
  • بيان مسيرات “مع غزة.. لمواجهة جريمة الإبادة والتجويع” (إنفوجرافيك)
  • ليلة دامية في غزة.. مقتل 250 شخصا خلال 36 ساعة
  • ليلة دامية.. إسرائيل تقتل 100 فلسطيني بسلسلة مجازر شمال غزة
  • ترامب يكشف تفاصيل "رحلة سرّية" إلى العراق: حياتي كانت في خطر
  • تفكيك خلية “تجارة الماستر”.. هل تمتد التحقيقات إلى مسؤولين ومنتخبين ؟
  • “أبواب الجحيم” تُزلزل الكيان..فهل تستنهض غيرة أمة المليار؟