تعليق على الأحداث الجارية في العاصمة طرابلس
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
أخذت الأحداث في العاصمة طرابلس منعطفا حادا مؤخرا بداية من مقتل عبدالغني الككلي، آمر جهاز الردع، وأحد أبرز الشخصيات المؤثرة في المنطقة الغربية، وفي العاصمة تحديدا، ذلك أن مقتل اغنيوة كان انعكاسا لصراع حول مراكز القوى، وتداعيا لنزاع سال فيه الدم حول إدارة الشركة القابضة للاتصالات.
الأيام التي لحقت شهدت مواجهات بين قوى أمنية وعسكرية على خلفية قرارات صدرت عن حكومة الوحدة تتعلق بحل الشرطة القضائية المعروف تبعيتها لجهاز الردع، لتتوسع ساحة المواجهات، ويدخل قطاع من الشارع في معادلة التدافع في مظاهرات كبيرة يوم الجمعة.
اللافت في هذه الأحداث أنها تقع ضمن جبهة كانت موحدة نسبيا، عبر تعدد اختياراتها الفكرية والسياسية، بمعنى أنها تمثل في مجموعها تكتل سياسي وأمني وعسكري موادهة للتكتل السياسي والعسكري في الشرق، ليتسع التعدد الفكري والسياسي والعسكري ويأخذ بعدا خطيرا تمظهر في الاشتباكات العنيفة وتغير الاصطفاف.
وبالنظر إلى المواقف والأراء المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي يظهر الخلاف بين من جمعتهم أطر سياسية واجتماعية واحدة، فضلا عن التوجهات السياسية التي تبلورت مع ثورة فبراير العام 2011م.
اللافت أيضا الاعتماد على التوجيه الديني، خاصة ضمن الجبهة التي تضمن دار الافتاء، ويبدو أن هذا التوجيه كان له أثر عسكيا، خصوصا وأنه ارتبط بشخصية محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين.
الشرخ كبير ضمن الجبهة الغربية، والنزاع بعد اليوم سيكون له تأثير سلبي جدا على الاستقرار في العاصمة، ذلك أن نجاح المظاهرات في إسقاط الحكومة لا يعني فسح المجال للفريق السياسي المعارض لها ضمن الجبهة الغربية، وعدم إسقاطها يعني تأجيل الصراع وليس حسمه، واستمرار حالة التربص والاتجاه إلى تشكيل تحالفات جديدة قد تعيد تشكيل الخارطة السياسية، وربما تأذن بأن تكون اليد الطولى لقوى من خارج المنطقة الغربية. ولم يكن مستغربا أن يأخذ العامل المناطقي مساحته وأثره في الأحداث الجديدة، بداية من الموقف الذي اتخذته مكونات سياسية واجتماعية وعسكرية بمصراتة، وأثر مقتل اغنيوة، والضغوط على الردع التي تتمتع بدعم أكثر أحياء العاصمة كثافة سكانية.
التوظيف الإعلامي والدعائي كان حاضرا، دون ان يخلوا من أهداف سياسية تسعى لها مكونات مختلفة على خصومة من حكومة الوحدة الوطنية، ويكشف عن ذلك التداول الواسع لدعوات التظاهر وإسقاط الحكومة عبر صفحات ومنصات الكثير منها باسم جديد.
احتشد المعارضون للحكومة بكثافة في ميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس، وهنا يتجلى نجاح الردع وحلفائها في نقل المعركة من الدفاع إلى الهجوم، لتجد الحكومة نفسها في وضع حرج جدا، ولتتابع التطورات ليكون أبرزها إعلانات الوزراء عن الاستقالة من مناصبهم في حكومة الوحدة، بحجة الانحياز إلى خيارات الشعب، وهذا موقف تشوبه شائبة، فالحكومة تورطت فيما تورطت فيه بالموافقة الضمنية للوزراء من خلال ا من استمرارهم في مناصبهم، والموقف من الحكومة وما تورطت به لم يكن وليد الامس.
إذن الشرخ كبير ضمن الجبهة الغربية، والنزاع بعد اليوم سيكون له تأثير سلبي جدا على الاستقرار في العاصمة، ذلك أن نجاح المظاهرات في إسقاط الحكومة لا يعني فسح المجال للفريق السياسي المعارض لها ضمن الجبهة الغربية، وعدم إسقاطها يعني تأجيل الصراع وليس حسمه، واستمرار حالة التربص والاتجاه إلى تشكيل تحالفات جديدة قد تعيد تشكيل الخارطة السياسية، وربما تأذن بأن تكون اليد الطولى لقوى من خارج المنطقة الغربية.
هناك عامل لم يظهر أثره خلال الأيام القليلة الماضية لكنه لن يكون غائبا إذا ما تطورات الأحداث وأخذت منعطفا أكثر حدة في لاحق الأيام، وهو القوى الخارجية التي لها مصالح في البلاد وهي حليفة لقوى الداخل المتنازعة، إذ قد لا يكون راجحا أن ترضخ الحكومة ومن يواليها من قوى سياسية وعسكرية لممطالب الشارع بالتنحي، وقد يتفرج الوضع عسكريا، ويصبح العامل المؤثر هو القوة العسكرية والنصير الخارجي.
الوضع خطير والمطلوب الحكمة وتغليب المصلحة العامة والابتعاد عن الجري لتوظيف التطورات على الأرض لصالح أجندات سياسية لفرقاء سياسيين متنازعين، وإطلاق حوار بين قوى الغرب الليبي لتتفق مكوناته على التغيير المطلوب، وإذا تم الاتفاق على تغيير الحكومة فينبغي أن يلحقه توافقا ضمن هذه الجبهة على تغيير فوري لما بعد الحكومة يشمل الاجسام السياسية الأخرى، النواب والأعلى للدولة، فقصر التغيير على الحكومة لن يغير الواقع البائس، بل سيقفز به إلى الأمام على مسار التأزيم، خاصة إذا كان البديل عن الحكومة الحالية حكومة الفريق المنازع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه طرابلس مواجهات ليبيا طرابلس مواجهات رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة صحافة رياضة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی العاصمة
إقرأ أيضاً:
(هيئة البث الإسرائيلية) تكشف أبرز المطالب السورية بالاتصالات الجارية مع تل أبيب
رام الله - دنيا الوطن
نقلت هيئة البث الإسرائيلية (مكان) عن مصادر مطّلعة وجود حوار مباشر بين سوريا وإسرائيل يتمحور حول انسحاب إسرائيلي من جنوب سوريا، دون التطرق حاليًا إلى ملف الجولان، في ظل مؤشرات على تقارب استراتيجي بدعم أميركي وخليجي.
ووفقًا لمصدر سوري مطّلع تحدّث للقناة، فإن هناك تقاربًا لافتًا بين الطرفين في ملفات عدة، أبرزها الموقف المشترك المعارض لإيران وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، ما يشير إلى تقاطع مصالح غير مسبوق بين دمشق وتل أبيب.
وأضاف المصدر أن المطلب السوري الأساسي في هذه المرحلة يتمثل في انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب البلاد، بينما تُؤجَّل مناقشة ملف الجولان، مع وصف التوقيت بأنه "مبكر"، والتأكيد على دور الولايات المتحدة المحوري في الوساطة.
ومن المرتقب أن يزور رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو العاصمة الأميركية واشنطن الشهر المقبل، حيث ستكون العلاقات مع سوريا ضمن جدول الأعمال. وفي المقابل، يخطط الرئيس السوري أحمد الشرع للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر/أيلول المقبل، مع طرح إمكانية عقد لقاء مع نتنياهو على هامش المؤتمر، بحسب المصدر السوري.
وفي السياق ذاته، تستعد دمشق لاستقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في زيارة وُصفت بأنها الأولى من نوعها، في ما يبدو دعمًا خليجيًا للانفتاح السوري على إسرائيل.
بدوره، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلة مع شبكة (فوكس نيوز) بأنه أزال العقوبات المفروضة على سوريا، ولم يستبعد انضمامها إلى اتفاقيات أبراهام، شرط تغيّر سلوك إيران، التي وصفها بالعائق الرئيسي أمام توسيع دائرة التطبيع.
من جانبه، قال المبعوث الأميركي إلى سوريا وسفير واشنطن لدى أنقرة توماس باراك، إن العلاقات الشخصية الوثيقة بين وزيري خارجية الولايات المتحدة وتركيا، وكذلك بين ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تسهم في خلق بيئة مواتية للحوار الإقليمي. واعتبر أن التوتر مع إيران يشكل فرصة لإعادة ترتيب المشهد في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن إسرائيل تمر بعملية "إعادة تعريف".
في السياق نفسه، كشفت (قناة LBCI) اللبنانية عن أبرز المطالب السورية في المفاوضات، والتي تشمل: اعترافًا إسرائيليًا بشرعية حكم الرئيس السوري أحمد الشرع، انسحابًا من المناطق التي دخلتها القوات الإسرائيلية منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، ومنطقة العزل في الجولان، وقف الغارات الجوية الإسرائيلية، ترتيبات أمنية جنوب البلاد، وضمانات أميركية ودعم مباشر للنظام السوري. وفي المقابل، تُبدي دمشق استعدادًا للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.
وكان المبعوث الأميركي توماس باراك قد صرّح في مقابلة سابقة مع قناة الجزيرة بأن النظام السوري الجديد يجري حوارًا "هادئًا" مع إسرائيل يشمل قضايا مثل الحدود، وجود الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، وضمان بقاء الدولة السورية ككيان مستقر.
كما أفادت (مكان) بأن الحوار بين الجانبين يُعقد بشكل شبه يومي، فيما أشار مصدر سوري إلى وجود فرصة فعلية للتوصل إلى اتفاق سلام قبل نهاية الولاية الرئاسية لترامب.
وأوضحت بأن كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، ناقشوا خلال جلسة مغلقة أمام المحكمة العليا، ضرورة إنهاء المواجهة مع إيران عبر تسوية سياسية تضمن خلو أراضيها من اليورانيوم المخصب ومنعها من إعادة تطوير برنامجها النووي.