كتاب: استراتيجيات العمل عن بعد
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
مراجعة: كمال فتاح حيدر ..
جاءت فكرة الكتاب متماشية تماما مع متطلبات التحولات الجذرية، وما شهده العالم من قفزات متلاحقة ومتسارعة في أنماط التقنيات الذكية المعاصرة، وجاءت الفكرة متماشية مع التوسع السريع والمتشعب في سياقات العمل عن بعد، وفي أساسياتها وقواعدها العامة. .
الكتاب من تأليف كل من الدكتور مجيد الكرخي، وهو خبير استراتيجي يحمل شهادة الدكتوراه في التخطيط المالي والاقتصادي من جامعة بيفرلي هلز في الولايات المتحدة، وشهادة الدكتوراه في التخطيط المستقبلي من الأكاديمية السويسرية الملكية للاقتصاد والتكنولوجيا زوريخ / تسوغ – سويسرا.
اما الدكتور حسن المعيني فهو من الخبراء الذين تركوا بصمات مؤثرة في قيادة المؤسسات التنفيذية العليا في عموم العراق (ومنها الإدارة العليا للموانئ للمدة من عام 1995 إلى عام 1999)، ويحمل شهادة الدكتوراه في هندسة الإتصالات. .
صدر الكتاب هذا العام (2025) من دار (زاد) للطباعة والنشر عمان – الاردن، ويقع في 219 صفحة من القطع المتوسط. .
لقد اشترك المؤلفان (وهما من كبار الرواد والقادة في العمل الأكاديمي والميداني) في استعراض الأطر العملية التي تساعد ذوي الاختصاص في فهم العمل عن بعد من النواحي الاستراتيجية والتنظيمية، ومن دون الولوج في التفاصيل التقنية المعقدة. .
يتألف الكتاب من ( 11 ) فصلاً. . يتناول الفصل الأول مفهوم العمل عن بعد وأثره في الأوساط الإنتاجية. ويتناول الفصل الثاني أهمية التخطيط الاستراتيجي في ميادين العمل عن بعد. ويتناول الفصل الثالث تحديد الأهداف المنشودة. ويتناول الفصل الرابع كيفية بناء فرق العمل وإدارتها عن بعد. ويستعرض الفصل الخامس سياسة الشركات المهتمة بالعمل عن بعد. ثم يأتي الفصل السادس ليتحدث عن كيفية إستثمار الوقت وإدارة الموارد. ويكمل الفصل السابع الحديث عن أدوات وأساليب التقييم والمراجعة المستمرة، وتعديل الاستراتيجيات كلما دعت الحاجة. ويركز في الفصل الثامن على الابتكار والتطور المستدام في بيئات العمل الرقمية. بينما ينفرد الفصل التاسع في الحديث عن إدارة الأزمات. ويسلط الفصل العاشر الأضواء على مستقبل العمل عن بعد، وتحولاته المحتملة والفرص التي قد تظهر على السطح في المدى البعيد. ويختتم الكتاب فصوله بالفصل الحادي عشر، الذي يتناول التجارب العملية للشركات الكبرى، وتجارب البلدان التي تبنت استراتيجيات العمل عن بعد. .
لذا فان هذا الكتاب موجه إلى الوزراء والمدراء واصحاب الدرجات الخاصة، والى العاملين في حقول الذكاء الاصطناعي، وسوف يجد القارئ ضالته في الأمثلة النظرية والتطبيقية التي يتناولها بصيغة مبسطة، وبما يدعمه في بناء استراتيجية فاعله ومنتجة. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات العمل عن بعد
إقرأ أيضاً:
في مرايا الشعر.. جديد هيئة الكتاب للشاعر جمال القصاص
أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب إصدارًا جديدًا يحمل عنوان «في مرايا الشعر» للشاعر والناقد جمال القصاص، وهو عمل يقدّم رؤية متفردة لعلاقة الشاعر بالكتابة، وللجدل الداخلي الذي يصاحب فعل الإبداع منذ لحظة تشكّل الفكرة حتى اكتمال النص، يأتي الكتاب بمثابة شهادة شخصية وفكرية تعكس تجربة القصاص الممتدة مع الشعر، وقراءاته النقدية التي راكمها عبر سنوات طويلة من التأمل والمتابعة.
في مقدمة الكتاب، يكشف القصاص عن حالة الانفعال التي تلازمه أثناء الكتابة، تلك التي تجمع بين الفرح والغضب والحيرة، وتضعه أحيانًا في «ورطة» شعرية تكاد تبتلعه، يصف اللحظة الإبداعية وكأنها فخ يتربص بالشاعر، يجعله بين دورين متناقضين: الذئب الذي يقتنص فريسته، والفريسة التي تهرب من مصيرها، هذا التوتر الخلّاق بين اللذة والمأزق يشكّل أساس رؤية القصاص للكتابة، فهو يرى أن النجاة من مأزق نص لا تكون إلا بمأزق جديد يخلقه الشاعر بإرادته ودهشته، تمامًا كطفل يراقب ولادة لحظته الشعرية على الصفحة.
ويؤكد القصاص رفضه للوصفات الجاهزة ونماذج الكتابة المكررة، مفضّلًا أن يترك نافذة النص مفتوحة دائمًا، لاستقبال ومضة أو خاطر أو إشارة لم يبح بها بعد، فالكتابة، في نظره، فعلُ اكتشاف دائم لا يتوقف عند حدّ، وبحث مستمر عن ما لم يُقل، وعن الدهشة التي تختبئ في مفارقة ساخرة أو طرقة درامية أو سؤال مشحون بالوجود وأزماته.
ويذهب القصاص في صفحات كتابه إلى جوهر العلاقة بين الوعي والفكرة الشعرية، معتبرًا أن الوعي وحده لا يصنع شعرًا، وأن الإلهام الحقيقي يحتاج إلى قدرة على نسيان الفكرة بقدر القدرة على التقاطها، فهو يعيش الشعر كطقس داخلي، وكتمرين يومي على الحرية، يكتب من أجل أن يحب نفسه أكثر، ويلتصق بجوهره الإنساني عبر لحظات تضج بالنشوة، حتى لو كانت من مشهد رتيب أو حكاية معادة.
يمتد الكتاب ليضم مجموعة من قراءات القصاص النقدية لتجارب شعرية عربية، وهي نصوص كتبها عبر سنوات بدافع الفرح بالشعر ذاته، وبما يقدمه الشعراء والشاعرات من مغامرات جمالية، يقول إن خبرته كشاعر كانت البوصلة الأولى التي توجه نظرته النقدية، إذ تجمع بين عين القارئ الشغوف وحساسية المبدع الممسوس بالتجربة.
ويرصد الكتاب تحولات الشعر العربي منذ الستينيات، وهي المرحلة التي شهدت ـ بحسب القصاص ـ بدايات التمرد على الأشكال القديمة، ومحاولات التجديد في الإيقاع والرؤية واللغة، وعلى الرغم من هذا الحراك، يرى أن الشعر العربي ظل مرتبطًا لفترة طويلة بإطار البلاغة التقليدية، وبموضوعات سياسية واجتماعية تشكّل مركز النص وتطغى على الشكل الجمالي.
كما يتوقف القصاص عند المأزق النقدي الذي يواجه الشعر العربي المعاصر، والمتمثل في اعتماد كثير من تجارب الحداثة على المنجز الغربي في النظر والتطبيق. وبرغم أهمية هذا المنجز في التاريخ الإنساني، يرى القصاص أنه لم يستطع تجاوز رؤيته العقلانية للشعر، في حين أن الشعر ـ في جوهره ـ ليس نتاجًا عقليًا صرفًا، بل هو ابنة الروح وومضتها المفاجِئة، تلك التي تفلت من قبضة المنطق والأطر الجاهزة.
ويخلص القصاص إلى أن الحداثة الشعرية ليست قالبًا خارجيًا، بل هي قيمة داخلية في الإنسان، تحتاج فقط إلى من يوقظها من أسر العادة وما تراكم حولها من قيود، فالشعر، كما يراه، يمنحنا إحساسًا بالحرية، ويعيد تشكيل علاقتنا بالعالم من جديد، عبر حساسية لا تستسلم للسائد ولا للمألوف.
وفي ختام الكتاب، يقدم القصاص اعترافًا إنسانيًا مؤثرًا، إذ يقول إنه لا يدّعي الصواب في ما يكتب، بل ما زال يبحث عنه في رحلته الطويلة مع الشعر، مؤمنًا بأن الخطأ ليس سوى صواب مؤجل لم يحن أوانه، ويوجه تحية لكل الشعراء الذين أسهموا ـ عبر تجاربهم وأعمالهم ـ في توسيع مساحة الضوء والمحبة في حياته الشعرية.
بهذا الإصدار، تضيف الهيئة العامة للكتاب عملًا مهمًا إلى المكتبة النقدية العربية، يجمع بين حرارة التجربة وعمق التأمل، ويقدّم رؤية شاعر خبر دروب القصيدة ووقف طويلًا أمام مراياها المتعددة.