إطلاق مشروع العدالة المناخية وحقوق النساء لمواجهة تحديات جديدة تواجه المرأة
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
تم أمس الجمعة إطلاق مشروع « العدالةِ المناخيةِ من زاويةِ الحقوقِ الإنسانيّةِ للنساء »، وهو مشروع يتقاطعُ فيه البُعدُ البيئيُّ مع البُعدِ الحقوقيِّ.
وقالت شرفات أفيلال رئيسة منتدى المناصفة والمساواة، بمناسبة إطلاق مشروع العدالة المناخية وحقوق النساء إن هذا المشروع لا يُعالِجُ فقط واحدةً من أكبرِ التحدياتِ التي تُواجِهُ البشريّةَ، وهي التغيراتُ المناخيةُ، بل يتجاوزُ التحليلَ الكلاسيكيَّ ليركّزَ على تقاطعاتٍ خطيرةٍ تمسُّ الحقوقَ الأساسيةَ لنصف المجتمعِ: النساءِ.
وقالت إن التغيراتِ المناخيةَ، وإن كانت ظاهرةً كونيةً لا تُميّزُ ظاهريًّا بين مَن يُصيبُهم أثرُها، فإنّ تداعياتِها تُثقلُ كاهلَ الفئاتِ الأكثرِ هشاشةً، وعلى رأسِها النساءُ والفتياتُ، اللّواتي يَجدْنَ أنفسهنَّ في مواجهةٍ مباشرةٍ مع الكوارثِ، دونَ حمايةٍ كافيةٍ، ودونَ اعترافٍ بموقعِهنَّ المحوريِّ في تدبيرِ الأزماتِ.
لكن لماذا يتمُّ التركيزُ على حقوقِ النساءِ بالتحديدِ في مشروعٍ بيئيّ؟
والجوابُ واضحٌ حسب أفيلال، في تقاريرِ منظماتٍ أُمميّةٍ ووكالاتٍ دوليّةٍ متخصصةٍ، والتي تُؤكِّدُ أنَّ النساءَ هُنَّ الأكثرَ تأثُّرًا بالكوارثِ المناخيةِ.
ثمانون في المائة (80٪) من النازحين القسريين بسبب الأزمات المناخية هُنَّ نساءٌ، كما أنَّ النساءَ والفتياتِ مُعرّضاتٌ للوفاةِ بنسبةٍ تفوقُ الرجالَ بـ14 مرّة خلالَ الكوارثِ، لا لشيءٍ إلا لافتقارِهنَّ إلى المعلومةِ، أو لانعدامِ الوسائلِ الحمائيّةِ، أو بسببِ القيودِ الاجتماعيّةِ التي تحدُّ من حركتِهنَّ وقدرتِهنَّ على اتخاذِ القرارِ في زمنِ الطوارئِ.
وفي البلدانِ الناميةِ، وضمنَها المغربُ، نجدُ أنَّ النساءَ القروياتِ، على سبيلِ المثالِ، هُنَّ العمودُ الفقريُّ للأمنِ الغذائيِّ المحليِّ. أكثرُ من 80٪ من احتياجاتِ الأسرةِ من الغذاءِ تُنتجُهُ النساءُ، ومع ذلكَ، هُنَّ أقلُّ الفئاتِ تمكينًا، وأقلها ولوجا للموارد الطبيعية كالماء والأرض إبان الأزمات المناخية وأضعفُها استفادةً السياساتِ العموميّةِ ذاتِ الطابعِ البيئيِّ الوقائيِّ كسياساتِ التكيف والتأقلم.
ناهيك عن الظواهر والصور القاسية التي تتكرر في فترات الأزمات المناخية:
فتياتٌ يُجبرْنَ على تركِ مقاعدِ الدراسةِ للبحثِ عن الماءِ في فتراتِ الجفافِ؛
نساءٌ يُعانين من الإرهاقِ الجسديِّ والنفسيِّ نتيجةَ ارتفاعِ أعباءِ الرعايةِ والعملِ غيرِ المؤدى عنه؛
ضحايا زواجٍ مبكرٍ، وعنفٍ قائمٍ على النوعِ الاجتماعيِّ خلالَ فتراتِ النزوحِ القسريِّ؛
تدهورٌ في شروطِ الصحةِ الإنجابيةِ، وغيابُ خدماتِ الرعايةِ الصحيّةِ الأساسيّةِ…
وقالت أفيلال إن المرأة في المغرب غير محصنة ضد هذه الظواهر الناجمة عن الأزمات المناخية مثل الفيضانات في الجنوب الشرقي: طاطا، الماء الصالح للشرب في زاكورة.
وكلُّها مظاهرُ تُنذرُ بخطورةِ الأوضاعِ، وبالحاجةِ المستعجلةِ لسياساتٍ تأخذُ بعينِ الاعتبارِ العدالةَ المناخيةَ كمدخلٍ لتحقيقِ المساواةِ بين النساء والرجال في الولوج الى المعلومة أولا وفي المساواة في الولوج الى الوسائل الحمائية و الوقائية وفي اتخاذ القرار في صنع سياسات التكيف والتأقلم من أجل بناء مرونة تستجيب لانتظارات الجميع.
وأوضحت أفيلال أن التجاربُ اظهرت أنَّ النساءَ لسنَ فقط ضحايا للكوارثِ البيئيةِ، بل هُنَّ مُنتِجاتٌ للحلولِ، وصانعاتٌ للبدائلِ.
لذلك، فإنّ إشراكَ النساءِ في صُنعِ القرارِ البيئيِّ ليس فقط مسألةَ عدالةٍ، بل هو خيارٌ استراتيجيٌّ لضمانِ نجاعةِ
ودعت افيلال الى نموذجٍ تنمويٍّ بيئيٍّ قادر ان يدمج الجميع، وأن يضعُ النساءَ في صُلبِ المعادلةِ، لا في هامشِها.
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الأزمات المناخیة
إقرأ أيضاً:
اتفاق عراقي مصري أردني على تعزيز التعاون لمواجهة تحديات الأمن العربي
آخر تحديث: 15 ماي 2025 - 9:53 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال وزير الخارجية فؤاد حسين في مؤتمر صحفي مع نظيريه المصري والأردني، الذي عقد في بغداد، أن “هناك انسجام واضح في رؤية الدول الثلاث وخاصة القضية الفلسطينية”، مبينا: “ناقشنا قضايا الطاقة والنفط، وبحثنا البيان الختامي للقمة الثلاثية”.من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، خلال المؤتمر المشترك: “نعتز اليوم أن نكون في بغداد والتي تشكل ركيزة من ركائز الأمن”، مبيناً أن “الاجتماع الثلاثي بحث آليات تفعيل التعاون بين العراق ومصر والأردن”.وأضاف، أن ” هدفنا واحد وهو المساهمة بحل أزمات المنطقة، وأمننا واحد ونواجه تحديات مشتركة”، مشددا على “المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته على ما يحصل في غزة”.وتابع: ” متفقون على رفض العدوان الصهيوني في غزة”، داعيا المجتمع الدولي إلى إنقاذ غزة.وبين: ” ندعم سوريا في إعادة بنائها”، مطالبا “بوقف العدوان الصهيوني على سوريا”.ولفت الى أن ” أمن سوريا ركيزة لأمن واستقرار المنطقة”، معربا عن شكره الشعب العراقي على التحضير المتميز لقمة بغداد.الى ذلك قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال المؤتمر المشترك: “نثمن كل التحضيرات العراقية لاحتضان القمة العربية في بغداد”، لافتا الى ان “انعقاد القمة العربية في بغداد دليل على استقرار وأمن العراق”.وأضاف: “نواجه تحديات وجودية تمس الأمن القومي العربي”، مبينا انه “لا استقرار بالمنطقة دون حل القضية الفلسطينية”.وتابع: ” اقتربنا من 70 يوماً دون إدخال أي مساعدات إلى غزة وهذا أمر مخجل للمجتمع الدولي”، مؤكدا ان “منع دخول المساعدات إلى غزة أمر لا يمكن السكوت عنه”.ومضى بالقول: ” اتفقنا على رفض تهجير سكان قطاع غزة”.