الجدل يتفاقم في الجزائر.. «أنيسة بومدين» ترفض الإفراج عن صنصال وتثير موجة غضب
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
تعرّضت أنيسة بومدين، أرملة الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، لهجوم واسع في وسائل إعلام فرنسية ومن قبل شخصيات معروفة، على خلفية رفضها المطالبات بإطلاق سراح الكاتب الفرانكو جزائري بوعلام صنصال، المسجون في الجزائر منذ نوفمبر 2024 بتهمة “المساس بالوحدة الوطنية”.
وأفادت صحيفة الشروق أونلاين الجزائرية بأن تصريحات أنيسة، وهي محامية متخرجة من جامعة السوربون وتُعدّ من الشخصيات الرمزية في التاريخ الجزائري المعاصر، أثارت حفيظة دوائر ثقافية وإعلامية في فرنسا، خصوصاً أن موقفها جاء في مقابلة تحدثت خلالها بصرامة قائلة: “لا، على الإطلاق”، رداً على سؤال حول دعمها للإفراج عن صنصال.
وبررت موقفها بالقول إن “صنصال لا يحب الجزائر”، متهمة إياه بالإساءة إلى المدن الجزائرية، وتابعت: “تخيل لو أن سكان نيس أو الكورسيكيين قالوا إنهم كانوا يفضلون البقاء مع الإيطاليين بدل الفرنسيين”، في إشارة إلى تصريحات سابقة للكاتب وصف فيها بعض المدن الجزائرية بأنها ليست جزائرية الأصل.
موقف أرملة بومدين جاء قبيل أيام من جلسة الاستئناف في قضية صنصال أمام مجلس قضاء العاصمة الجزائرية، ما منحه زخماً سياسياً وإعلامياً مضاعفاً، خاصة في الأوساط الفرنسية التي اعتبرت أن تصريحات أنيسة قد تُوظّف لدعم موقف الدولة الجزائرية في القضية.
بدوره، الكاتب كمال داود، المقيم في فرنسا والصادر بحقه حكم قضائي في الجزائر، كان من أوائل المنتقدين، إذ كتب على منصة “إكس”: “سُئلت إن كانت مع الإفراج عن صنصال. فردت: لا على الإطلاق. إنها تعيش في فرنسا، البلد الذي تتمتع فيه بالحرية”، مضيفاً في تغريدة أخرى: “إذا أردت أن تفهم الحلم دون خضوع، اقرأ صنصال”.
كذلك شنّت صحف فرنسية بارزة هجوماً على أنيسة بومدين، من بينها لوجورنال دو ديمانش التي عنونت: “تعيش في فرنسا وهي حرة: رأي السيدة الأولى السابقة للجزائر في بوعلام صنصال يثير الجدل”، مشيرة إلى أن أرملة الرئيس الراحل “تعتبر تصريحات صنصال تهديداً لوحدة البلاد وتبرر استمرار اعتقاله”.
أما فالور أكتيال، المعروفة بتوجهاتها اليمينية، فكتبت تحت عنوان: “تصريحاته خطيرة للغاية: السيدة الأولى السابقة للجزائر لا تريد إطلاق سراح بوعلام صنصال”، معتبرة أن مواقف أنيسة تكشف عمق التوترات السياسية بين الجزائر وباريس.
وكانت السلطات الجزائرية قد أوقفت صنصال فور وصوله إلى مطار الجزائر في نوفمبر 2024، ووجهت له تهمة المساس بالوحدة الوطنية، على خلفية تصريحات مثيرة للجدل حول الحدود الجزائرية المغربية. ويواجه الكاتب، الذي تُعدّ قضيته رمزية لحالة التوتر بين البلدين، عقوبة قد تصل إلى 10 سنوات سجناً.
مازالت القضية تثير انقساماً حاداً بين من يعتبرون صنصال ضحية لقمع حرية التعبير، ومن يرون فيه صوتاً متماهياً مع سرديات اليمين الفرنسي المعادية للهوية الجزائرية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أزمة بين الجزائر وفرنسا أزمة فرنسا والجزائر الجزائر الجزائر وفرنسا الجزائري هواري بومدين الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال بوعلام صنصال فرنسا والجزائر فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
رسالة مؤثرة من رعية فرنسي بعد إنقاذه من قبل القوات البحرية الجزائرية
بعد أسابيع عن إنقاذه قبالة السواحل الجزائرية، نشر الرعية الفرنسي نيكولا شاغبي، رسالة مؤثرة عبر حسابه الشخصي، عبّر فيها عن امتنانه العميق لمن قام بإنقاذه القوات البحرية الجزائرية.
وجاء في نص الرسالة:
“إلى ذلك المنقذ البارع من القوات البحرية الجزائرية، المعلّق في نهاية رافعة مروحيتك التي لا أعرف حتى اسمها… رغم كل التدريب الشاق الذي تخضعون له، فإنني اليوم على قيد الحياة لأشهد على تضحيتكم والتزامكم الكامل… عندما التقت عيناي بعينيك، أدركت أنه بإمكاني أن أترك قاربي، وأنك ستبذل كل ما في وسعك لإنقاذي… لك مني كامل الاحترام… فالميداليات وجِدَت من أجل رجالٍ مثلك”.
ولقيت هذه الرسالة تفاعلًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأبرزت مرة أخرى احترافية وجاهزية وحدات البحث والإنقاذ التابعة للقوات البحرية الجزائرية، ودورها الإنساني في حماية الأرواح مهما كانت جنسيتها.
وكانت وزارة الدفاع قد أعلنت بتاريخ 21 نوفمبر الماضي، عن إجراء عملية إجلاء صحي مستعجلة لبحار من جنسية فرنسية، يسمى نيكولا شاربي، شمال عين البنيان بالعاصمة، وأنه تم إنقاذه في عرض البحر من طرف القوات البحرية الجزائرية بعد عملية دقيقة نفذها المركز الوطني لعمليات الحراسة والإنقاذ في البحر.