تنطلق اليوم السبت 17 مايو القمة العربية الـ 34 في بغداد، العاصمة العراقية التي تستضيف هذا الحدث للمرة الرابعة في تاريخها، تحت شعار "بغداد السلام تحتضن قضايا العرب". 

القمة العربية الـ 34 في بغداد

وتأتي هذه القمة في ظرف استثنائي تمر به المنطقة، وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة للشهر التاسع عشر على التوالي، والتي أسفرت عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، مما يضع القضية الفلسطينية على رأس جدول أعمال قادة وممثلي الدول العربية المشاركة في القمة.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن معظم القضايا المتوقع مناقشتها خلال قمة بغداد تعد امتدادا مباشرا لما تم الاتفاق عليه سابقا في قمة القاهرة، وأكد على أهمية بلورة موقف عربي موحد بدلا من تعدد المواقف والانقسامات التي تعيق فعالية التحرك العربي المشترك.

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك إرادة سياسية عربية متجهة في التشكل لمواجهة التحديات الإقليمية الراهنة، خاصة في ظل محاولات بعض القوى الدولية إعادة تشكيل النظام الإقليمي وفق معايير وأسس جديدة قد لا تخدم المصالح العربية.

وأشار فهمي، إلى أن التحولات التي يشهدها الإقليم في الوقت الراهن، وعلى رأسها عودة سوريا إلى النظام العربي، وتنامي التنسيق بين مصر والعراق، تعكس بوادر واضحة على توجه عربي لتعزيز العمل الجماعي المشترك في التصدي للأزمات المختلفة التي تعصف بالمنطقة.

توافد القادة العرب إلى العراق للمشاركة في قمة بغدادالمؤتمر: مشاركة الرئيس السيسي بقمة بغداد تعكس التزام مصر بدعم القضايا العربية ضوء أخضر يسمح للاحتلال بتنفيذ المخططات

واختتم: " هناك حالة الصمت العربي والدولي إزاء ما يجري، وهذا الصمت قد يعني أنه ضوء أخضر يمنح لدولة الاحتلال للاستمرار في تنفيذ مخططاتها التوسعية داخل قطاع غزة، وما يحدث حاليا في غزة يعد جريمة إبادة جماعية ممنهجة، تستوجب تحركا عربيا ودوليا حازما لوقفها ومحاسبة المسؤولين عنها.

وبدأت القمة العربية في بغداد بتوافد القادة والزعماء ورؤساء وفود الدول العربية،  فقد توجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم السبت، إلى العاصمة العراقية بغداد للمشاركة في أعمال القمة. 

وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوي، أن الرئيس سيلقي كلمة مصر خلال القمة، حيث سيستعرض رؤية مصر بشأن التحديات التي تواجهها المنطقة، وعلى رأسها التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية وسبل استعادة الاستقرار الإقليمي.

كما وصل إلى بغداد كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، ونائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع في سلطنة عمان شهاب بن طارق آل سعيد، بالإضافة إلى الفريق أول إبراهيم جابر نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف، كما كان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ضيف شرف القمة.

جدول أعمال يتضمن 8 بنود رئيسية

وبالنسبة للمملكة الأردنية الهاشمية، فقد أناب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني رئيس الوزراء جعفر حسان لتمثيله في القمة، وفقا لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قد وصل إلى العراق مساء الخميس للمشاركة في القمة، وذلك وفقا لوكالة الأنباء العراقية الرسمية "واع".

وفيما يتعلق بجدول أعمال القمة، أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، أن الاجتماع التحضيري الذي عقده وزراء الخارجية العرب اعتمد جدول أعمال يتضمن 8 بنود رئيسية، أبرزها القضية الفلسطينية، والأمن القومي العربي، ومكافحة الإرهاب.

من جانبه، أشار وزير الخارجية، الدكتور بدر عبدالعاطي، إلى أن الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية الـ 34 جرى في أجواء إيجابية، وشهد توافقا كبيرا حول مختلف القضايا المطروحة. 

وأضاف عبدالعاطي في لقاء له، أن من أبرز القرارات التي تم التوافق عليها كان مشروع قرار خاص بالقضية الفلسطينية، والذي يعكس الإجماع العربي على دعم القضية المركزية، وأكد على دعم خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة التي تم إقرارها في القمة العربية الطارئة بالقاهرة في مارس الماضي.

وفي سياق متصل، أوضح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، أن القضية الفلسطينية تتصدر جدول أعمال القمة، بالإضافة إلى القضايا الأخرى التي فرضها الوضع الراهن في الدول العربية مثل التطورات في اليمن وليبيا والسودان وسوريا، فضلا عن التضامن مع لبنان.

وكشف السفير حسام زكي عن طرح مبادرة لإنشاء صندوق عربي لدعم التعافي وإعادة الإعمار في الدول التي تخرج من النزاعات، وأكد أن هذه المبادرة لاقت دعما واسعا من جميع الدول الأعضاء في الجامعة العربية، موضحا أن العراق قد بدأ بالفعل في طرح مبالغ لهذا الصندوق، مشيرا إلى أن هذه المبادرة ستساهم في تعزيز التضامن العربي على مختلف الأصعدة.

وأكد السفير زكي أن العراق يعد ركيزة أساسية في تعزيز التضامن العربي سياسيا واقتصاديا وأمنيا، مشيرا إلى أن العراق يقدم أملا في توثيق العلاقات العربية من خلال المبادرات التي يطرحها.

كما نفى السفير حسام زكي وجود أي انسحاب لدول عربية من قمة بغداد، مؤكدا أن جميع الدول ممثلة في القمة.

من جهة أخرى، أكد مندوب الأردن الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير أمجد العضايلة، أن قمة بغداد تأتي في وقت بالغ الأهمية يتطلب تعزيز التنسيق والتعاون بين الدول العربية لتحقيق التكاتف العربي. 

سياسة مصر تجاه القضايا العربية

وأشار إلى أن القمتين في الجانبين السياسي والتنمية ستمكنان من اتخاذ قرارات هامة يجب البناء عليها لتحقيق أهداف الأمة العربية.

والجدير بالذكر، أن انعقاد الدورة العادية الرابعة والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بالعاصمة العراقية بغداد، يأتي في توقيت بالغ الأهمية، في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. 

والقمة تنعقد في ظل ظروف إقليمية ودولية شديدة التعقيد، حيث تشهد المنطقة العربية تحولات جيوسياسية متسارعة، مما يجعل من هذه القمة منصة حيوية لتوحيد الرؤى وبلورة موقف عربي موحد تجاه القضايا المصيرية، وعلى رأسها تداعيات الأزمات الإقليمية في فلسطين، وليبيا، واليمن، وكذلك مواجهة التحديات الأمنية المشتركة، وتعزيز آليات التكامل الاقتصادي العربي.

ومشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذه القمة تمثل امتدادا طبيعيا لسياسة مصر الثابتة تجاه القضايا العربية، التي تقوم على دعم وحدة الصف، وحماية الأمن القومي العربي، والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعوب، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني.

الرئيس السيسي يصل إلى بغداد للمشاركة في القمة العربية الـ34.. بث مباشرالرئيس السيسي يصل بغداد للمشاركة في القمة العربية الرابعة والثلاثين طباعة شارك بغداد القمة العربية العرب الاحتلال فلسطين القضية الفلسطينية الصمت الدولي المجتمع العربي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بغداد القمة العربية العرب الاحتلال فلسطين القضية الفلسطينية الصمت الدولي المجتمع العربي القضیة الفلسطینیة القمة العربیة الدول العربیة رئیس الوزراء للمشارکة فی جدول أعمال قمة بغداد فی القمة قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

توافد القادة والزعماء العرب إلى مقر انعقاد القمة العربية الـ 34 في بغداد

شهدت العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت، توافد القادة والزعماء العرب إلى مقر انعقاد القمة العربية الـ 34.

القمة الرابعة والثلاثين لجامعة الدول العربية

والجدير بالذكر أن العاصمة العراقية بغداد، تستضيف قمة جامعة الدول العربية في وقت تتصاعد فيه التحديات الإقليمية، بما في ذلك الغارات الإسرائيلية المستمرة على غزة والأزمة الإنسانية المتفاقمة.

وتتصدر القضية الفلسطينية جدول أعمال القمة، حيث يركز القادة العرب على مبادرة لوقف الحرب في غزة وتقديم الدعم الإنساني العاجل، ويشمل النقاش جهود إعادة الإعمار، بالإضافة إلى خطط لدعم السلطة الفلسطينية في القطاع في إطار توافقات جديدة لدعم القضية الفلسطينية.

وسيتم أيضًا بحث دعم المرحلة الانتقالية في سوريا برئاسة أحمد الشرع، إضافة إلى دعم الحكومة اللبنانية الجديدة. تأتي هذه المناقشات في وقت يشهد فيه الوضع السوري تحديات على الصعيدين الداخلي والخارجي، بينما يسعى لبنان إلى الاستقرار السياسي بعد سنوات من الأزمات.

وعلى هامش القمة، سيشارك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي يعد من أشد المنتقدين لإسرائيل، كما وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بغداد ليحضر القمة ويطرح قضايا الفلسطينيين على الطاولة العربية.

اقرأ أيضاًالرئيس السيسى يتوجه إلى بغداد اليوم لحضور القمة العربية

العراق: مشاركة مصر في القمة العربية تضمن نجاحها

رئيس الصومال يثمن جهود بغداد في تنظيم القمة العربية بهذا التوقيت الحاسم

مقالات مشابهة

  • خبير استراتيجي: قمة بغداد تؤكد مركزية القضية الفلسطينية رغم التحديات الإقليمية
  • برلماني: القمة العربية ببغداد خطوة لتعزيز التعاون العربي المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية
  • بوتين يدعو القادة العرب للمشاركة في القمة الروسية العربية
  • من حضر ومن غاب؟ تفاصيل القادة العرب في القمة 34 ببغداد
  • توافد القادة العرب على بغداد لحضور القمة العربية الـ34
  • توافد القادة العرب إلى العراق للمشاركة في قمة بغداد
  • توافد القادة والزعماء العرب إلى مقر انعقاد القمة العربية الـ 34 في بغداد
  • بغداد تحتضن القمة العربية الـ34.. توحيد الصفوف في مواجهة تحديات المنطقة
  • القمة العربية ببغداد.. تكثيفٌ للجهود لمواجهة القضايا الأمنية والاقتصادية