42 خبيرا دوليا يناقشون بعُمان "دور المتاحف في التنمية السياحية".. الأحد
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
◄ إبراز دور المؤسسات المتحفية والتراثية في صون المكوّن الثقافي
◄ بحث توظيف التقنيات الحديثة لإثراء تجربة الزوّار
◄ مشاركة موسيقية لـ"الأوركسترا السلطانية" للاحتفاء بإرث عمان البحري
مسقط- الرؤية
تنطلق، الأحد، أعمال المؤتمر الدولي "المتاحف ودورها في التنمية السياحية" بمتحف عُمان عبر الزمان في ولاية منح بمحافظة الداخلية، تحت رعاية معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة، وبمشاركة أكثر من 42 باحثًا وأكاديميًّا وخبيرًا من 21 دولة.
ويسعى المؤتمر على مدى ثلاثة أيام، لإبراز دور المؤسسات المتحفية والتراثية في تنمية السياحة وصون المكوّن الثقافي، إضافة إلى تعزيز دور السياحة المتحفية والاقتصاد الثقافي والفرص الاستثمارية المرتبطة به، إلى جانب بحث الدور التعليمي والمعرفي للمتاحف من خلال الشراكات الأكاديمية، وتوظيف التقنيات الرقمية الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي في إثراء تجربة الزائر، إذ يهدف المؤتمر إلى تبادل الخبرات محليًّا وعالميًّا في هذا المجال.
ويُصاحب المؤتمر الدولي تنظيم ست حلقات عمل تخصصية تُشكِّل ركيزة أساسية في تعزيز مخرجات المؤتمر، من خلال تسليط الضوء على قضايا جوهرية في العمل المتحفي، وتوفير مساحة للتفاعل المعرفي والتطبيقي بين المشاركين. وتتناول الورش موضوعات متنوعة كالتقنيات الرقمية، والإدارة المتحفية، والتجارب المجتمعية، وتطوير المحتوى الثقافي، مما يعزز من التكامل بين الطرح النظري والممارسة العملية.
ويتضمن البرنامج معرضًا مصاحبًا يشارك فيه عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة، إضافة إلى نخبة من الباحثين والأكاديميين؛ لإبراز الأبعاد الثقافية والاقتصادية للمتاحف، وتسليط الضوء على دورها المجتمعي والسياحي المتنامي.
وقالت موزة الوردية مساعد المدير العام للشؤون المتحفية، إن المؤتمر يشكِّل فرصة استراتيجية لتسليط الضوء على المتاحف كمحركات ثقافية واقتصادية فاعلة، مؤكدة أن استضافة السلطنة لهذه النخبة من المتخصصين تعكس التزامها بتعزيز الأدوار المعرفية والمجتمعية للمتاحف، بما يسهم في دعم أهداف التنمية المستدامة وتكامل الجهود الوطنية في صون الإرث الثقافي وتعزيزه سياحيًّا.
وفي إطار الفعاليات المصاحبة للمؤتمر، تشارك الأوركسترا السلطانية العُمانية بإحياء أمسيتين موسيقيتين مساء يومي الأحد والاثنين، تقدم خلالهما "ملحمة أحمد بن ماجد"، في تجربة فنية تحتفي بتاريخ عُمان البحري وتخلِّد إرثه الحضاري. وتُعد هذه المشاركة فرصة ثمينة لعيش تفاصيل الحدث في أبعاده التاريخية والفنية، وتكامل الرواية الموسيقية مع الرسالة الثقافية التي يحملها المؤتمر.
وتأتي القصيدة السيمفونية "أحمد بن ماجد" بوصفها أول عمل سيمفوني مستوحى من سيرة الملاح العُماني والشاعر الفذ أحمد بن ماجد السعدي، والقصيد السيمفوني هو عمل أوركسترالي سيمفوني عادةً ما يُقدَّم في حركة واحدة متصلة، ويستند إلى قصة، أو قصيدة، أو منظر طبيعي، أو شخصية تاريخية، يُجسِّدها من خلال الموسيقى. ومن هذا المنطلق.
وفي هذا العمل السيمفوني، تُصوِّر الموسيقى مراحل من حياة الملاح العُماني، من هدير الأمواج وبداية الرحلة، إلى لحظة العودة المفعمة بالسكينة، كما تُجسَّد شخصية أحمد بن ماجد من خلال آلة "الترومبيت"، بما تحمله من نبرة بطولية وشجاعة، وهو يقود سفينته وسط العواصف إلى بر الأمان. وفي منتصف العمل، تسطع لحظة درامية تُجسِّد العاصفة، حيث تشتد الرياح ويعلو الخطر، لكن القيادة الحكيمة للملاح ابن ماجد تقود السفينة مجدداً إلى السكينة، في مشهد موسيقي يعكس الثبات والعزيمة والوقار.
ولا يمكن إغفال ما يمثّله هذا العمل، ليس فقط بوصفه تخليداً لسيرة بطل بحري، بل بوصفه رمزاً لعُمان الحديثة، فهو يُشير ضمنياً إلى قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- الذي يقود دفة الوطن بحكمة نحو نهضة متجددة ومستدامة، كما قاد ابن ماجد سفينته وسط البحار العاتية إلى بر الأمان.
وقال الدكتور ناصر الطائي: "بهذا المزج بين الفن والموسيقى والتاريخ، لا نُحيي فقط ذكرى ملاح عظيم، بل نعيد رسم معالم الموسيقى العُمانية لتعانق عنان المجد والسماء حيث نُعيد إحياء روح بحرية وادبية فذة لا تزال تهمس بأمجادها من بين طيات الأمواج".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
آثار عين شمس تناقش تأمين المقتنيات المتحفية
عقد مركز الدراسات البردية والنقوش بالتعاون مع قسم إدارة المتاحف والمواقع الأثرية بكلية الآثار جامعة عين شمس ندوة بعنوان "تأمين المقتنيات المتحفية بين الفكر الأمني ومقتضيات العرض المتحفي".
جاء ذلك تحت رعاية الدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، والدكتورة غادة فاروق، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور حسام طنطاوي، عميد الكلية الآثار وأشرف على التنظيم الدكتور باسم محمد وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وتولت أعمال التنسيق د. إيمان نبيل، مدير مركز الدراسات البردية والنقوش.
وشهدت الفعالية حضورًا أكاديميًا واسعًا واهتمامًا إعلاميًا كبيرًا، ومشاركة نخبة من الأساتذة والخبراء في مجالات الأمن المتحفي، والترميم، وإدارة المجموعات المتحفية، حيث تناولت الندوة أحدث المفاهيم والممارسات في تأمين المقتنيات الأثرية بما يتوافق مع متطلبات العرض المتحفي الحديث.
وحرص الدكتور حسام طنطاوي، عميد كلية الآثار، على حضور فعاليات الورشة للتأكيد على أن هذه الفاعلية تأتي في إطار رؤية الكلية لتكامل الجوانب العلمية والأمنية في حماية التراث المصري، مشيرًا إلى أن الكلية تولي اهتمامًا خاصًا بتأهيل طلابها وباحثيها في مجالات التأمين والترميم المتحفي بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل والواقع الميداني.
واستهل الدكتور محمد إبراهيم علي، المشرف على قسم إدارة المتاحف والمواقع الأثرية، ووزير الآثار الأسبق الندوة بكلمة ترحيبية أكد فيها أن تأمين المقتنيات المتحفية أصبح ضرورة وطنية وعلمية، مشيرًا إلى أن منظومة الأمن المتحفي ترتكز على ثلاثة محاور رئيسة هى: الأمن البشري: وله دوره في حماية المنشأة والمقتنيات والعاملين والزائرين. وثانيها الأمن التكنولوجي: وهو ما يتم عبر أنظمة المراقبة والكشف والإنذار المبكر و ثالثها الأمن الإداري والتنظيمي ولتحقيقه يجب وضع سياسات دقيقة لإدارة الأزمات والتنسيق بين الجهات المعنية.
وتناول اللواء الدكتور أحمد عبد الظاهر، رئيس قسم مكافحة جرائم الآثار والمتاحف الأسبق، أهمية وجود إجراءات تأمين استباقية، موضحًا أن حماية المتاحف لا تقتصر على الترميم، بل تتطلب تكاملًا بين القوانين والتدابير الأمنية الفعالة.
وتحدث اللواء محمد الدرديري، مدير مباحث الآثار الأسبق عن جهود الدولة في مكافحة جرائم سرقة وتهريب الآثار، مؤكدًا على أهمية التعاون بين الأجهزة الأمنية والمتخصصة للحفاظ على التراث الوطني.
وعقب ذلك قدّم د. محمد عبد السلام، مدرس إدارة المجموعات المتحفية، محاضرة بعنوان"إدارة المخاطر للمجموعات المتحفية: التحديات والتطلعات"، استعرض فيها أبرز التهديدات التي تواجه المتاحف وسبل إدارة الأزمات والكوارث، مستعرضًا تجارب ناجحة من المتحف المصري وعدد من المتاحف العالمية.
فيما ألقت الدكتورة إيمان نبيل، مدير مركز الدراسات البردية والنقوش، محاضرة بعنوان "البصمة الفيزيائية درع الحماية للمقتنيات المتحفية"، أكدت من خلالها أهمية التقنيات الحديثة في توثيق القطع الأثرية باستخدام الكاميرات عالية الدقة وتقنيات المسح ثلاثي الأبعاد (3D Scanning)، بالإضافة إلى دور تحليل الأشعة السينية (XRF) في تحديد البصمة العنصرية للأثر لضمان حمايته من التزوير.
واستكمل د. محمد إسماعيل حرب، مدرس نظم المعلومات الأثرية والتراثية، "الأساليب التقنية لتأمين المقتنيات المتحفية"، مشيرًا إلى الموجات الكهرومغناطيسية والصوتية وتوظيفها في مراقبة حركة المقتنيات ورصد أي تغيرات فيزيائية غير طبيعية باستخدام أنظمة ذكية متطورة.
وفي الختام، وجه الدكتور باسم محمد، القائم بعمل وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة الشكر للمحاضرين والمشاركين، مؤكدًا أن الورشة تمثل نقطة انطلاق لسلسلة من الفعاليات المتخصصة التي تهدف إلى نشر الوعي بأهمية التأمين المتحفي، ودعم التكامل بين الجوانب الأمنية والعلمية في حفظ التراث، في إطار دور جامعة عين شمس في خدمة المجتمع والحفاظ على الهوية الحضارية المصرية.
ويشار إلى أن نهاية جلسات الندوة شهدت عدد من التوصيات المهمة التي تتلخص في ضرورة توحيد الجهود بين المؤسسات الأكاديمية والأمنية لوضع استراتيجية وطنية لتأمين المقتنيات الأثرية. وتفعيل بروتوكولات التعاون بين كليات الآثار ومراكز البحوث الأمنية في مجال حماية التراث.
وإنشاء قاعدة بيانات رقمية موحدة لتوثيق المقتنيات باستخدام تقنيات البصمة الفيزيائية والتحليل الطيفي. مع تدريب الكوادر العاملة بالمتاحف على أحدث وسائل التأمين والرصد الذكي. بالاضافة الى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية حماية المقتنيات كجزء من الهوية الثقافية المصرية.