خبراء: نتنياهو سيقبل بصفقة مؤقتة لأنه بدأ تفريغ غزة عمليا
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
يعتقد خبراء أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يحاول إثبات أنه ليس تابعا للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك من خلال التفاوض تحت النار وصولا إلى صفقة بشروطه تجعله قادرا على مواصلة تهجير سكان قطاع غزة.
فقد أبدى نتنياهو مؤخرا بعض المرونة في المفاوضات التي تجري بينما قواته تواصل إزالة ما تبقى من مباني القطاع تمهيدا لتهجير سكان الشمال والوسط إلى الجنوب.
ولم يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي جولة جديدة من المفاوضات لكنه أيضا حدد لها مسارا لا يسمح لها بالتوصل لصفقة ما لم تكن بشروطه التي تخدم خطة السيطرة الكاملة على القطاع في نهاية المطاف.
ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد بدأ الجيش بالفعل توسيع العملية العسكرية وفق خطة "عربات غدعون"، التي تقوم على القصف الجوي العنيف والبقاء في المناطق التي تتم السيطرة عليها.
في الوقت نفسه، نقلت الصحيفة عن مسؤولين أن الحكومة تواجه 24 ساعة حاسمة في المفاوضات، وأنه ربما يتم التوصل لصفقة خلال الساعات المقبلة. كما قالت قناة "كان" إن جولة المفاوضات المرتقبة ستجري من دون شروط مسبقة من الطرفين.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مساء السبت إنه بحث مع نتنياهو جهود إطلاق سراح الأسرى، وهو ما يشي بقرب التوصل لاتفاق فعلي، برأي الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي.
إعلانلكن مكي أكد -خلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث"- أن التنصل الإسرائيلي الدائم من كل اتفاق هو المشكلة التي ستواجه أي صفقة، لأن الضمانة الأميركية لم تحم الاتفاق السابق.
المقاومة في وضع صعب
ومع ذلك، يعتقد مكي أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "أصبحت في وضع أكثر صعوبة لأن الجميع يضغط عليها ولا أحد يضغط على إسرائيل"، ومن ثم "فإن تضحية المقاومة بنفسها مقابل عدم تفريغ القطاع من سكانه، سيكون نجاحا كبيرا"، برأيه.
ورغم صعوبة هذا الطرح، إلا أن مكي يعتقد أن حماس "تتعرض لضغوط عسكرية وإنسانية في القطاع إلى جانب ضغوط أميركية وعربية، تجعل خياراتها محدودة، فضلا عن أن المقاومة ستتولد مجددا وبشكل أعنف، بينما سكان القطاع لن يعودوا مجددا لو تم تهجيرهم".
لذلك، يعتقد الباحث الأول بمركز الجزيرة أن الهدف الرئيسي لحماس حاليا إفشال خطة التهجير التي بدأت إسرائيل تنفيذها عمليا على الأرض، بينما ترامب لم يرد إنهاء هذا الملف.
وخلص مكي إلى أن إسرائيل تعرف منذ سنوات طويلة أنها لن تسيطر على غزة عسكريا أبدا، ومن ثم فقد قررت تفريغه من سكانه، مستغلة عدم فعل العالم شيئا.
وبالفعل، قام جيش الاحتلال بهدم ألف بيت في شمال القطاع وهجّر نحو 300 ألف فلسطيني من المنطقة خلال يومين، حسب ما أكده مكتب الإعلام الحكومي في غزة.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى، أن هذا التصعيد العسكري تزامنا مع المفاوضات، تعكس رغبة نتنياهو في إيصال رسالة مفادها أنه ليس تابعا لترامب، وأنه سيتفاوض تحت النار، لكي يصل إلى اتفاق بشروطه.
ويجزم مصطفى بأن نتنياهو يريد هدنة مؤقتة في الوقت الراهن حتى لو لزم الأمر مرونة في بعض النقاط الخلافية طالما أنه لن يلتزم بإنهاء الحرب، لأن هذه الصفقة ستخفف عنه ضغطا داخليا وخارجيا، وستمنحه فرصة الانطلاق مجددا لإتمام عملية التهجير.
إعلانوالسبب في احتمالية التوصل لاتفاق هذه المرة -برأي مصطفى- أن نتنياهو يدرك جيدا أن هذه هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ الأسرى الأحياء، وهذا ما يجعله متمسكا باستعادة نصفهم على الأقل ثمنا لهدنة مؤقتة حتى لو كانت ستصل إلى شهرين.
ويعتقد الخبير في الشأن الإسرائيلي أن التوصل لصفقة تعيد 10 أسرى إسرائيليين أو أكثر سيكون إنجازا كبيرا لنتنياهو، الذي أصبح المتحكم الفعلي في الحرب والمفاوضات بعد التخلص من كل خصومه السياسيين والعسكريين.
أما من الناحية العسكرية، فإن توسيع العمليات الذي بدأته إسرائيل يقوم على عدم الانسحاب من المناطق التي ستتم السيطرة عليها مع إقامة بنى تحتية فيها، كما يقول العميد إلياس حنا.
ويخطط الاحتلال من خلال هذه العملية إلى ترحيل سكان الشمال والوسط أيضا إلى الجنوب في الوقت الذي يتم التفاوض فيه على وقف لإطلاق النار، وهذا يعني أن نتنياهو يتفاوض على واقع بينما هو يقوم بتغييره على الأرض، برأي حنا.
وتشي الخطة الجديدة -برأي حنا- بوجود قواعد اشتباك جديدة مما يعني أن المقاومة لم يعد أمامها سوى خيار القتال لأن تسليم السلاح يعني انتهاءها تماما، وهذا ما يدفعها لمحاولة استغلال ورقة الأسرى الأحياء لفرض واقع جديد.
وفي كل الحالات، فإن تقليص مساحة تحرك المقاومة من خلال التدمير ونقل السكان، يعني أن المواجهة المقبلة ستكون عنيفة جدا لأن الاحتلال يستهدف القضاء حتى على المقاتلين وتدمير الأنفاق، كما يقول الخبير العسكري.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
بالتقنية والعلوم والطب.. طالبة سعودية تناقش خبراء العالم في آيسف 2025
اختيرت الطالبة السعودية أريج عبدالله القرني، المشاركة في منافسات معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة "آيسف 2025"، الذي تستضيفه مدينة كولومبوس بولاية أوهايو الأمريكية، من بين مئات الطلاب من مختلف دول العالم، لخوض نقاش مع نخبة من الخبراء العالميين في مجالات التقنية والعلوم والطب، وذلك للعام الثاني على التوالي.
وتمثل الطالبة أريج القرني، إلى جانب (40) طالبًا وطالبة من زملائها السعوديين، منتخب المملكة المشارك في معرض آيسف، للتنافس مع أكثر من (1700) طالب وطالبة يمثلون (70) دولة على جوائز المعرض الكبرى، ويهدف مشروعها هذا العام إلى التقاط الكربون بالتبريد كحل واعد لمواجهة تحديات تغير المناخ.
فيديو |
أخبار متعلقة صدور الحقيبة الصحية بـ8 لغات للوقاية خلال الحج.. الرابطتدريب وبرامج دراسية.. توقيع 14 اتفاقية في ملتقى "غير" السنويمشاريع وطنية، وعقول سعودية قُدّمت بثقة في تحكيم #آيسف_2025،
لترسم صورة مشرّفة للموهبة السعودية.#المنتخب_السعودي_للعلوم_والهندسة pic.twitter.com/VUTN5umrdN— موهبة (@mawhiba) May 15, 2025معرض آيسف الدوليوتقوم إدارة معرض آيسف الدولي سنويًا باختيار مجموعة من الطلبة المتميزين من أنحاء العالم، لطرح أسئلتهم على رواد وقادة الابتكار خلال جلسات منتدى الابتكار والتكنولوجيا، بهدف إيصال أفكار وتحديات الجيل القادم من العلماء إلى الجهات المؤثرة في مجالات التقنية وريادة الأعمال.
وجاء اختيار الطالبة أريج القرني لطرح سؤالها بشكل مباشر على هانا هيربست، إحدى رائدات الابتكار في مجال التقنية الطبية، وذلك خلال جلسة نقاش مغلقة تناولت محاور الابتكار وريادة الأعمال، ضمن البرنامج المصاحب للمعرض، الذي يُعد من أبرز الفعاليات العلمية على مستوى العالم.مستقبل الابتكار العلميويُعد اختيارها من قبل اللجنة المنظمة للعام الثاني على التوالي إنجازًا يُجسّد تميز الطلبة السعوديين في المحافل الدولية، ويؤكد على الدور المتنامي للشباب في قيادة مستقبل الابتكار العلمي، وتعزيز حضور المملكة العربية السعودية في الساحات العلمية العالمية.
وتشارك المملكة ممثلةً في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) ووزارة التعليم، في هذا المعرض سنويًا منذ عام (2007)، وحققت خلال مشاركاتها المتتالية (160) جائزة، منها (110) جوائز كبرى و(50) جائزة خاصة.
ويُعد معرض "آيسف" أكبر منصة عالمية للمشاريع البحثية والابتكارية لطلاب المدارس، وتُقيَّم المشاركات من قِبل نخبة من العلماء والخبراء الدوليين، مما يمنح المشاركين فرصة مميزة لاستعراض قدراتهم العلمية أمام جمهور عالمي من المتخصصين.