واشنطن- الوكالات

فقدت الولايات المتحدة رسميًا آخر تصنيف ائتماني مثالي، كانت تحتفظ به منذ أكثر من قرن، بعد أن خفضت وكالة "موديز" تصنيفها السيادي من "إيه إيه إيه" إلى "إيه إيه 1"، مشيرةً إلى ما وصفته بـ"تدهور مستمر وغير قابل للعكس حاليًا" في مؤشرات الدين والعجز، وسط شلل سياسي مزمن وتضخم في الالتزامات المالية غير القابلة للتقليص.

ويعني هذا القرار، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز"، أنَّ الولايات المتحدة أصبحت للمرة الأولى في تاريخها خارج نادي "الجدارة المثالية" لدى جميع وكالات التصنيف الثلاث الكبرى، بعد أن كانت وكالة "ستاندرد آند بورز" قد خفضت التصنيف في عام 2011، وتبعتها "فيتش" في 2023.

وأكدت "موديز" في بيانها، أن قرار التخفيض لا يعكس ضعفًا في مؤسسات الدولة الأمريكية، ولا يشكك في استقرار نظامها المالي؛ بل ينبع من عجز القيادات السياسية المتعاقبة عن الاتفاق على مسار مالي مستدام يضمن خفض العجز والسيطرة على الدين العام.  وأضافت الوكالة، أن الولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بما سمته "قوة ائتمانية استثنائية"، تتمثل في حجم اقتصادها، ومرونته، ودور الدولار الأمريكي كعملة احتياط دولية محورية، لكنها شددت على أن هذه العوامل لم تعد كافية لتعويض التدهور الهيكلي في مؤشرات الدين.

ومن المتوقع أن يبلغ العجز الفيدرالي الأمريكي 9% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، صعودًا من 6.4% في 2024. أما الدين العام، فسيصل إلى 134% من الناتج المحلي، مقارنة بـ98% في الوقت الحالي.

ورجحت الوكالة أن تصل مدفوعات الفائدة وحدها إلى 30% من الإيرادات الحكومية بحلول 2035؛ أي ثلاثة أضعاف المستوى المسجل عام 2021.

ووصفت الوكالة هذه المسارات بأنها "غير مُستدامة"، مؤكدة أن عدم اتخاذ خطوات إصلاحية فورية سيؤدي إلى تآكل تدريجي في الجدارة الائتمانية والثقة السوقية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تخفيضات ترامب للمساعدات تهدّد بكارثة إنسانية: 14 مليون وفاة محتملة بحلول 2030

وأشار التقرير إلى أن هذه الإجراءات تهدد بـ"تجميد مكاسب صحية تحققت على مدى عقدين من الزمن"، إذ أن برامج "يو أس إيد" قد ساهمت في منع أكثر من 90 مليون حالة وفاة في الدول النامية بين عامي 2001 و2021. اعلان

حذر تقرير نشرته مجلة لانسيت الطبية من أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخفض معظم تمويل الولايات المتحدة للمساعدات الإنسانية الخارجية قد يؤدي إلى وفاة أكثر من 14 مليون شخص إضافي حول العالم بحلول عام 2030، بينهم أكثر من 4.5 مليون طفل دون سن الخامسة.

ووصف التقرير الذي شارك في إعداده الباحث دافيدي راسيلا من معهد برشلونة للصحة العالمية، هذه التخفيضات بأنها "صدمة تعادل في تأثيرها جائحة عالمية أو نزاعاً مسلحاً كبيراً"، خصوصاً في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قد أعلن في مارس أن أكثر من 80% من برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) تم إلغاؤها، ضمن سياسة إدارة ترامب الرامية إلى تقليص ما تعتبره "إنفاقاً غير ضروري"، وذلك تماشياً مع توجه "أميركا أولاً" الذي رفعه ترامب في ولايته الثانية.

وتولى الملياردير إيلون ماسك الإشراف على تنفيذ هذه التخفيضات المثيرة للجدل، ضمن مبادرة لتقليص حجم الجهاز الفيدرالي.

وأشار التقرير إلى أن هذه الإجراءات تهدد بـ"تجميد مكاسب صحية تحققت على مدى عقدين من الزمن"، إذ كانت برامج "يو أس إيد" قد ساهمت، بحسب تقديرات الباحثين، في منع أكثر من 90 مليون حالة وفاة في الدول النامية بين عامي 2001 و2021.

Relatedترامب يعلّق المحادثات التجارية مع كندا بسبب "الضرائب الجائرة" على شركات التكنولوجيابعد الإفراج عنه.. محمود خليل: إدارة ترامب تحاول تجريد الجميع من إنسانيتهمانهيار صناعة السيارات في بريطانيا.. ما علاقة دونالد ترامب بذلك؟

واعتمد الباحثون في نماذجهم على فرضية أن التمويل سيتقلص بنسبة 83%، وهي النسبة التي أعلن عنها روبيو، ليخلصوا إلى نتيجة "صادمة" مفادها أن أكثر من 14 مليون وفاة يمكن تجنبها ستقع خلال السنوات الخمس المقبلة.

ويأتي هذا التحذير في وقت ينعقد فيه مؤتمر مساعدات دولي ترعاه الأمم المتحدة في مدينة إشبيلية الإسبانية، هو الأكبر من نوعه منذ عقد، وسط غياب متوقع للولايات المتحدة عن المشاركة.

وتُعد الولايات المتحدة أكبر مانح للمساعدات الإنسانية في العالم، إذ أنفقت نحو 68 مليار دولار في عام 2023، وقدمت مساعدات لأكثر من 60 دولة من خلال شركات متعاقدة.

لكن بعد قرار إدارة ترامب، حذت دول أخرى مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا حذوها، ما أدى إلى موجة خفض تمويل غير مسبوقة. ووصفت الأمم المتحدة هذه التخفيضات الشهر الماضي بأنها "الأشد على الإطلاق" في تاريخ العمل الإنساني الدولي.

وبينما أعلن روبيو أن نحو ألف برنامج لا تزال قائمة وسيُعاد تنظيمها عبر وزارة الخارجية الأميركية بالتعاون مع الكونغرس، أكدت الأمم المتحدة أن الوضع الميداني لا يزال يزداد سوءاً.

وفي كينيا، كشف موظفو الأمم المتحدة لهيئة الإذاعة البريطانية عن تفاقم المجاعة في مخيمات اللاجئين، نتيجة تقليص حصص الغذاء إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • إمدادات السلاح تتوقف وترامب يعيد ضبط البوصلة.. أمريكا أولاً وأوكرانيا خارج الحسابات
  • لأول مرة خارج الولايات المتحدة.. أبوظبي تعتمد وتوفر دواء مبتكراً لعلاج التهاب الأمعاء
  • لأول مرة خارج الولايات المتحدة .. أبوظبي تعتمد وتوفر دواء مبتكرا لعلاج التهاب الأمعاء
  • الولايات المتحدة ترفض تعليق إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
  • برلمانية: مشاركة الصناعة في سداد الدين ممكنة بشرط دعم الإنتاج المحلي وتوسيع الحوافز
  • مدبولي من إسبانيا: الحكومة تلتزم بخفض نسبة الدين العام من الناتج المحلي الإجمالي
  • سوفا سكور يتجاهل نجوم الهلال.. وبونو خارج التشكيلة المثالية!
  • إيران تعلن وقف التعاون مع «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» وتطالب بإدانة أمريكا وإسرائيل
  • المستشفى السعودي الألماني بجدة أول منشأة صحية خارج أمريكا تنال جائزة «Magnet» بامتياز
  • تخفيضات ترامب للمساعدات تهدّد بكارثة إنسانية: 14 مليون وفاة محتملة بحلول 2030