في مشهد يختزل كل معاني الألم والفقد، خرج المواطن حسين عودة من منزله في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، باحثًا عن بارقة أمل تُنقذ عائلته من نيران حرب الإبادة الإسرائيلية الشرسة.

لم يكن يعلم أن تلك الدقائق التي قضاها بعيدًا ستكون آخر ما يملكه من ذكريات مع أطفاله. فحين عاد مسرعًا، محمّلا بالقلق واللهفة، كان منزله قد تحوّل إلى ركام، وعائلته مدفونة تحته، ضحية غارة جوية إسرائيلية لم تترك خلفها إلا الصمت والدمار.

View this post on Instagram

A post shared by Sana Aljamal (@sana_aljamal82)

اقترب حسين أكثر، ليجد المشهد الذي لا يُحتمل، فصرخ بصوت مكسور: "ولادي، أمانة، بدي ولادي، والله ما تأخرت، رحت أجيب لهم سيارة عشان نطلع من هون… نفسي بس بواحد من أولادي يطلع من تحت الركام… أمانة يا جماعة، ساعدوني، بس أطلّع واحد".

وعلى بُعد 500 متر، كان السائق لا يزال بانتظارهم ويقول: "تأخر الزلمة"، غير مدرك أن حسين لم يتأخر… بل كان يُصارع الوقت لينقذ عائلته التي قتلتها الغارة قبل لحظة من النجاة.

انتشر مقطع الفيديو الذي يوثّق لحظة الانهيار كالنار في الهشيم على منصات التواصل، يظهر فيه حسين يروي تفاصيل الفاجعة، في حين تنهار الكلمات من فمه كما انهار بيته.

إعلان

وقال مغردون تعليقا على المشهد: "حسين، كغيره، لا يبكي فقط على من فقد، بل على هذا العجز القاتل، على وطنٍ لم يعد فيه حتى مكان للحزن".

وأشار ناشطون إلى أن حسين خرج ليُحضر سيارة لإخلاء أسرته من مربع سكني تعرّض لقصف مكثف في مخيم جباليا، لكنه عاد ليجد الجميع تحت الركام. وحتى هذه اللحظة، لا يستطيع الوصول إلى جثث أحبّائه.

حسين عودة من جباليا شمال غزة يبحث عن سيارة لإخلاء أطفاله إلى "منطقة آمنة"، عاد ليجد أن منزله قد قصف بضربة إسرائيلية وأطفاله تحت الأنقاض، حتى أنه لا يستطيع استعادة جثثهم حتى الآن. pic.twitter.com/ywmTTQLVGd

— Rawan katari (@nkatari181232) May 17, 2025

وكتب أحد النشطاء: "حسين، شاب من غزة، في أول الحرب استشهدت أمه وأخواته، واليوم فقد أباه وأطفاله. خرج يبحث عن وسيلة نجاة… فعاد ووجد عائلته تحت الأنقاض".

وأضاف آخر: "ما أقسى أن تسمع صرخات ابنك تحت الركام في مكالمة يقول لك: بابا، أنا عايش… طلّعوني، ولا تقدر أن تفعل شيئًا".

ذهب لجلب سيارة للنزوح عاد للبيت
ولم يجد احد بعد قصفه بشكل كامل

"نفسي بواحد من أولادي يطلعلي ، أمامك ايدكم معنا نطلعهم" pic.twitter.com/ScUhuDHqv4

— محمد سعد الدين ???????? (@MhmmedSd) May 17, 2025

وأشار مغرّدون إلى أن حسين خرج من منزله صباحًا، محاولًا إيجاد وسيلة لنقل أطفاله إلى ما يُسمى "منطقة آمنة". لم يكن يعلم أن تلك اللحظات ستكون آخر ما تبقّى له من حياةٍ طبيعية.

View this post on Instagram

A post shared by Ahmed Hijazi احمد حجازي (@ahmedhijazee)

وفي تفاصيل المأساة، كتب مدوّنون أن حسين كان قد ألبس أطفاله وهيّأهم للخروج. خرج لبضع دقائق فقط، بحثًا عن سيارة تقلّهم إلى برّ الأمان… أو ما يُسمى "منطقة آمنة". لكن حين عاد، كان كل شيء قد انتهى.

وتساءل آخرون: "إلى متى سيتكرّر هذا المشهد؟ وإلى متى يُدفن الصوت تحت الأنقاض وسط صمت العالم وعجزٍ لا يُحتمل؟".

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات تحت الأنقاض أن حسین

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يمنع إنقاذ المفقودين تحت الأنقاض في شرق مدينة غزة.. يطلقون نداءات استغاثة

أكد جهاز الدفاع المدني في غزة، الخميس، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمنع طواقمه من الوصول إلى المنازل المدمرة شرق المدينة، رغم وجود عشرات المفقودين تحت الأنقاض، بينهم أحياء يطلقون نداءات استغاثة.

وذكر متحدث الدفاع المدني محمود بصل، في بيان، أن "الاحتلال يرفض وصول طواقمنا للمنازل السكنية المستهدفة في مناطق شرق مدينة غزة، في ظل وجود مفقودين أحياء تحتها تصلنا استغاثاتهم".

وأوضح أن جيش الاحتلال كثف خلال الأيام الماضية استهدافه المباشر لأحياء الزيتون والشجاعية والتفاح السكنية شرقي مدينة غزة، ما تسبب بدمار واسع شمل أكثر من 200 منزل ومبنى، وأسفر عن أعداد كبيرة من الضحايا.


وأضاف: "لا يزال نحو 82 شخصا في عداد المفقودين تحت الأنقاض، بعضهم على قيد الحياة وتصلنا استغاثاتهم من تحت الركام"، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".

وكشف: "حتى الآن تصلنا مناشدات تطالب بسرعة الوصول لذويهم المفقودين وإنقاذ حياتهم، لكن للأسف الشديد استمرار القصف وانعدام التنسيق يصعب عمليات التدخل".

وأشار إلى أن طواقم الدفاع المدني يبذل جهودا كبيرة للتنسيق من أجل دخول تلك المناطق التي وصفها بالخطرة.

أكد بصل أنهم يواجهون رفضا إسرائيليا في ظل وجود صعوبات باستهداف المناطق التي تعمل بها الطواقم، وانعدام الممرات الأمنة للوصول إلى مناطق القصف، مطالبا بضرورة توفير ممرات إنسانية آمنة لطواقمه.

ودعا إلى تحرك دولي عاجل لتقديم الدعم اللوجستي وتمكينهم من الوصول إلى أماكن الاستغاثات دون تأخير.

وحمّل بصل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استمرار استهداف المدنيين وأطقم الإنقاذ وعن تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.

ومنذ فجر الخميس، قتل الجيش الإسرائيلي 102 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء و44 من المجوّعين وأصاب عشرات آخرين، جراء هجمات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة بالقصف وإطلاق النار.


وتعيش طواقم الإنقاذ بالدفاع المدني مأساة يومية في غزة وسط دمار هائل ونقص حاد في الإمكانيات، حيث دمرت إسرائيل ما بين 80 و90 بالمئة من مركبات الجهاز ومعداته وآلياته، ما أجبرهم على الاعتماد الكامل على جهودهم البشرية في عمليات البحث والإنقاذ دون سيارات أو معدات كافية، وفق بصل.

ويعيش هؤلاء وسط مخاطر كبيرة، في ظل وجود متفجرات ومخلفات حربية داخل المباني المدمرة، ما يجعل مهمتهم محفوفة بالموت في كل لحظة.

ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشن "إسرائيل" حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 192 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

مقالات مشابهة

  • الدفاع المدني في غزة يناشد الوسطاء لإنجاز هدنة إنسانية فورية
  • وزير السياحة يستمتع بعطلة عائلية في منتجعات البحر الأحمر.. صور
  • تقرير: وحش اليتم .. ينهش طفولة غزة تحت الأنقاض
  • الاحتلال يمنع إنقاذ مفقودين تحت الأنقاض شرق غزة.. يطلقون نداءات استغاثة
  • الاحتلال يمنع إنقاذ المفقودين تحت الأنقاض في شرق مدينة غزة.. يطلقون نداءات استغاثة
  • بالصور .. أوتاكا مع عائلته في مسرحية يلا مسرح
  • ظلّ بجانب مرضاه حتى اللحظة الأخيرة .. الطبيب السلطان قتله الاحتلال مع عائلته في غزة
  • مدير المستشفى الإندونيسي بغزة يرتقي شهيدا مع عائلته
  • أفشة برفقة عائلته من عطلته الصيفية
  • اللاعب الإسباني أليكس فيرنانديز يستمتع بالعطلة في مراكش