تبعاً لفرضيات النشر والإشهار الرقمي في القنوات والوسائط الاجتماعية التي تنتشر بين يدي الناس عبر هواتفهم، لا بد من التّنبه إلى أمر ما، وهو أن هناك شبكة «عصبونية» تعمل على رفع نسبة المشاهدة على كل «تغريدة» أو «بوست» يتم طرحه من الطرف الأول، إذ العلاقة طردية هنا، فكلما زادت نسبة التفاعل والمشاهدة والمشاركة، ولو بوضع علامة إعجاب أو غيرها، زادت في ذات الوقت نسبة تداول المحتوى وانتشاره، حتى عند من لم يتمكنوا بعد من مشاهدة هذا التعليق أو مشاركته، والسبب كما ذكرنا في الخوارزميات التي تزيد من نسبة نقل هذه المشاركة وإتاحتها للجميع كلما تم التفاعل من طرف قريب أو متصل بالطرف الذي قبله، وهنا فإن مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي أو المؤثرين بأنواعهم يحاولون بقصد أو بغير قصد إثارة المتلقين واللّعب على وَتر الانفعال لديهم بقصد إدخالهم إلى منطقة التفاعل هذه، وهم بذلك يقصدون كل المتابعين المعلنين لهم أو من يقفون في الخط التالي لهم، سواء أكانوا يتفقون معهم في الطرح أم يخالفونهم، حيث الغاية هي جعلهم مندمجين سلباً أو إيجاباً في فضائهم الخاص، لذا فالأمر تلحّ الحاجة فيه لتوعية جميع فئات المتفاعلين في هذا الفضاء كباراً أو صغاراً، متعلمين أو هواة المشاهدة وملء الفراغ.


غير أننا بحاجة بدايةً إلى التّمهل قبل أن نمنح ذلك المؤثر تفاعلاً يريده، فمشاهدة الفيديو المرئي تماماً كقراءة نص تحتاج إلى تبصر وتأمل، حيث نيّة المرسل تخفي مقاصد كثيرة، فإذا كانت الإساءة بائنة يفضل عدم التعليق، بل عدم المشاهدة من الأساس، وإلغاء خاصية المتابعة، وتفعيل خاصية الـ «البلوك»، أما إذا كان المحتوى غير نافع، فيفضّل توعية الآخرين دون تفاعل مع صاحب ذلك المحتوى، فالنّية الغائبة للمرسل قد تسوء فتقود إلى مخاطر، منها التنمر الإلكتروني والاختراق والتشهير وسواها، وفي حالة كان المرسل معروفاً وبصفة صديق، يلزم هنا أيضاً عدم الإسراع في الحكم على طرحه الإلكتروني تجنباً لسوء الفهم، وتغليب قيمة الخلق المتسامح حتى تهدأ هذه الزوبعة الرقمية التي تبقى عمياء مهما تمتعت بسرعة الوصول وسهولة التفاعل، فكثير مما لا يقال على اللسان يبقى فاقداً للإحساس الصادق لأنه دون لغة جسد، فلا نجعل السرعة تهدم علاقتنا وقيمنا بتلك السرعة أيضاً.
*أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

أخبار ذات صلة أحمد زايد: المكتبات منارات فكرية تتبنى قيم التسامح والتعددية ختام البرنامج الثقافي التوعوي بورشة عن «التسامح» في مركز سالم بن حم

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: نزار قبيلات التسامح

إقرأ أيضاً:

كلية التمريض جامعة بنى سويف تحتفل باليوم العالمى للتسامح

نظمت كلية التمريض جامعة بنى سويف، احتفالا بمناسبة اليوم العالمى للتسامح، حيث نظم الطلاب ممرا شرفيا تعبيرا عن حبهم وامتنانهم، لاستقبال الدكتور ابو الحسن عبد الموجود نائب رئيس الجامعة لشئون خدمه المجتمع وتنمية البيئة، والضيوف رجال الدين من الازهر الشريف والكنيسة متمثلين فى الشبخ رضا عبد الحليم مدير عام منطقة وعظ بنى سويف ورئيس لجنة الفتوى؛ والقمص اثناسيوس فوزى راعى كنيسة السيدة العذراء مريم بدرب العيد ببنى سويف  ومقرر لجنة الرعاية الاجتماعية.

أقيم الاحتفال برعاية الدكتور طارق علي رئيس جامعة بنى سويف، وعناية الدكتور ابو الحسن عبدالموجود نائب رئيس الجامعة لشئون خدمه المجتمع وتنمية البيئة، وإشراف الدكتورة حنان الزبلاوى حسن عميد الكلية ؛ والدكتورة شيرين السيد وكيل الكلية لشئون خدمه المجتمع وتنمية البيئة.

تثمين أراضي أملاك الدولة في مراكز ومدن بني سويفمحافظ بني سويف يوجه بتنشيط غرف العمليات لمواجهة تداعيات التقلبات الجويةمحافظ بني سويف: مشروعا القطار السريع ومحور الفشن ضمن حزمة كبيرة من المشروعات القومية

بدأت فعاليات اليوم بالسلام الجمهورى والقرآن الكريم ثم كلمات ترحيبية، حيث رحبت د. شيرين وكيل الكلية بالضيوف اثناء كلمتها الافتتاحية، مشيرة إلى أهمية التسامح بين الجميع.

كما ألقت د. حنان عميد الكلية كلمة رحبت فيها بالجالسين على المنصة، وقدمت فى كلمتها نبذة تاريخية عن اليوم معرفة اياه إنه يوم دعت إليه عام 1996 الجمعية العامة للأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى الاحتفال به في 16 نوفمبر، من خلال القيام بأنشطة ملائمة توجه نحو كل من المؤسسات التعليمية وعامة الجمهور.

وتم عرص فيديو اعده فريق الاعداد بالكلية عن التسامح.

وتناول د. ابو الحسن نائب رئيس الجامعة فى كلمته الاوجه الاجتماعية للتسامح، موضحا الاثر النفسى والاجتماعى للتسامح بين الافراد والزملاء على جميع المستويات.

وتناول الشيخ رضا مدير منطقة الوعظ اهمية التسامح ونظرة وتعاليم الدين الاسلامى تجاه التسامح مستشهدا بآيات الذكر الحكيم وسيرة رسول الله سيدنا  محمد صلى الله عليه وسلم معطيا امثلة من السيرة النبوية.

وتناول القمص اثناسيوس الموضوع بشكل شيق اخذ قلوب الحضور من استعراضه نماذج التسامح مستشهدا بآيات من الانجيل والقرآن ساردا لقصص من السلف عن التسامح بين الجميع ضاربا اروع الامثلة المذكورة بتاريخ مصرنا الحبيبة لشعبها المتلاحم الجميل العظيم.

وفى نهاية اليوم تم تكريم  الضيوف.

 

طباعة شارك بني سويف تمريض بني سويف جامعة بني سويف

مقالات مشابهة

  • ما كان ينبغي أن يجتمع هذان المجنونان.. غونجا الجميلة التي تتحدى غوردال في المسلسل التركيحلم أشرف
  • الذكاء الاصطناعي يكتب أكثر في 2026 لكن الصحافة البشرية لا تفقد قيمتها
  • فيسبوك يعلن عن تحديثات شاملة لزيادة التفاعل في 2025
  • الأحد.. انطلاق "ملتقى إعلام الظاهرة" لتعزيز المحتوى الرقمي
  • ساعر: نريد اتفاقًا أمنيًا مع سوريا لكن الفجوة الآن زادت
  • أستراليا تفرض حظر الأطفال على مواقع التواصل.. والمراهقون يختبرون ذكاءهم الرقمي
  • جلسة حوارية تناقش المواطنة الرقمية وتحديات التفاعل في المنصات الاجتماعية
  • ميد تيرم يتصدر نسب المشاهدة في مصر .. تفاصيل
  • كلية التمريض جامعة بنى سويف تحتفل باليوم العالمى للتسامح
  • من النشل إلى التسامح: قصة الكاتبة الإيطالية في مراكش