نضال عبدالوهاب

لن يختلف إثنان علي الوضع الكارثي الذي تعيشه بلادنا اليوم بسبب الحرب وإفرازاتها في السُودان وماخلقته وتخلقه من واقع ومايترتب عليه حاضراً ومُستقبلاً ، الإستسلام لهذا الواقع ، أو مُحاولة الحلول فيه باي إتجاهات تؤدي لمزيّد من الخسائر والإصطفافات والإنقسامات لن تفيّد بلادنا والشعب السُوداني باي حال وباي صورة من الصور ، إنّ مسيّرة الصرّاع السياسِي الطويل والإختلافات والحروب لم تُعلمّنا غير أن الوطن ومصلحته يظلان فوق الجميّع وأهمّ من كُل الإعتبارات وماعداها ، وأن خُسرانه يظل هو الخُسارة الأفدح والجُرم الأكبر ، وأن المُساهمة في هذا تُعتبر هزيّمة ليس بعدها هزيّمة.


في بحثنا الدائم عن الحلول لبلادنا والمُحافظة عليها وعلي شعبنا ومن أجل مصلحته في وقف آلة الموت والدمّار وإبعاد شبح الإنقسامات والتمزيّق والتفتت ، علينا السيّر في كُل الطرق الصعبة والوعرّة وتقدّيم مصلحة بلادنا والشعب علي ماعداها ، وتحكيّم وتغليب صوت العقل والحِكمة في إتخاذ قرارات تكفل إنهاء الصرّاع وجلب السلام الحقيقي والشامل والأمن والإطمئنان لكافة السُودانيين ، وأن يكون السيّر في هذا الإتجاه والتوصل للحلول فيه هو بإرادتنا كسُودانيين مهما إختلفنا سياسياً وليس مستورداً أو مفروضاً علينا وفقاً لمصالح آخرين غير سودانيين في المُجتمعين الإقليّمي والدولي.
جرّبنا السيّر في طريق الصرّاع والحرب فماذا كانت النتائج؟؟ ، الإجابة إبادة وموت وإنتهاكات وجراحات ودموع وتشريّد ونزوح وقهر وجوع ومرض وفقر وعذابات لاحدّود لها لشعبنا ، وتدميّر لبلادنا وتمزيّق وتشظّي وتفتيت مُتعمّد لها ، ولانزال ينتظرنا مصيّر أسؤا لا قدر الله في حال إستمرارها أي الحرب وهذه الصرّاعات ؟؟ ، ماذا يتبقي لنا كي نخسره إذاً في ظل كُل هذا الواقع ، وما المأمول أن يأتي علي حساب إستمرار هذه المُعاناة وإستدامتها أو إستطالة أمدها ؟؟ ، ماذا سيّفيد صرّاعنا السياسِي ورفض حتي أي إتجاه للحوار والتفاوض حول مايُنهي هذا الصرّاع ويوقف كُل هذا الموت والدمّار والمُعاناة للسُودانيّن؟؟ ، ماذا ستفعل السُلطة التي يقتتل بسببها أبناء الوطن ويموت الشباب والطاقات الحيوية التي يتم توجيهها في إتجاهات خاطئة ، وتُرمّل النساء وتشب أجيّال من اليتامي وأصحاب العاهات المُستديّمة والجروح الغائرة ولأجل لاشئ؟؟ ، كيف يمكن التحول للبناء حتي في حال وقف الحرب والشعب والمُجتمعات مُنقسّمة ومُتناحرة بسببها؟؟؟ ، إلي متي نظل نستمع فقط لصوت الرفض للآخرين المُختلفين وعدم القبول حتي بالجلوس سوياً لمُناقشة أمر إختلافاتنا هذه؟؟
الخلافات بين الإسلاميين وبقية القوي السياسِية الأخري من جهة ، والإختلافات حتي بين الإسلاميين من جهة فيما بينهم ، ثم الإختلاف مابيّن القوي الديمُقراطية والثورية ومايطلق عليها مدنية أيضاً فيّما بينهم ، والإختلاف مابيّن حتي قوي الهامش والحركات التي تمثلها فيّما بينهم ، والإختلاف مابيّن العسكريين والمدنيين ، ومابيّن العسكريين والعسكريين ، ومابين مُربعات قوي الثورة فيّما بينهم ، ثم الإختلاف الأكبر مابيّن القوي المُجتمعيّة ومكوناتها ، كُل هذا أساسه عدم القبول بالآخر المختلف ، ورفض الحوار والتنازل له ، وعدم الإتفاق علي الأولويات ومصالح السُودانيين والنزول إليها ، عدم تحكيّم العقل في إتجاهات للإلتقاء ومشترك يجمعنا كسُودانيين وجدنا ونعيش في ذات الوطن والبلد….
الاعداء يتفاوضون ويتحاورون لأجل مصالح فمابالنا بأن لايلتقي سودانيون يحملون ذات الجنسيّة والصفة ويعيشون علي ذات التراب؟؟ ، الخلاف السيّاسي مقدور عليه إن توحدت الإرادة نحو الوطن ومصالح السُودانيّن ، والتوصل لتفاهمات تُوقف هذه الحرب والإبادة وهذه المُعاناة ، والإتجاه لحاضر و مُستقبل أفضل يصنعه السُودانيّون بأنفسهم…
إنها دعوة للحوار مابيّن القوي الرافضة للحرب و أصحاب قرار الحرب سواء إسلاميين أو غيرهم مدنيّن و عسكريين ، ودعوة لوقف العدائيات واللغة الخشنة وكُل الإجراءات التي تُعيّق نجاح هذا الإلتقاء والحوار غير المشروط ، جنده الرئيسي أولاَ هو وقف إطلاق النار والحرب والعمل لمصالح كافة السُودانيين وإنهاء مُعاناتهم ، ثم الذهاب إلي عمليّة سياسية لا إقصاء فيها تأتي فيها بقيّة التفاصيّل بحيث تضمّن المُحافظة علي وجود ووحدة البلاد والتداول السِلمي للسُلطة فيها والعدالة القائمة علي عدم التعدّي وعدّم الإسراف في القتل والإنتقام ولكنها تُحصن المُستقبل ضد إعادتها مُجدداً ، و التأسيس الجديد للبلاد بمايضمن كافة حقوق السُودانيين ومواطنتهم فيه علي قدر المساواة.
هذه الدعوة أعلم أن بعض المُتشددين والموتورين ومن تنقصهم النظرة الأشمّل ستجد مقاومة أو رفض أو مُماحكة أو محاولات للعرقلة ، ولكن تصميّمنا علي الإلتفات فقط لمصالح السُودانيين والوطن يجعلنا نمضي فيه بلا اي حسابات غير وقف إبادة السُودانيين وإنهاء حالة الحرب والإقتتال فيه ، ندعوا كُل العُقلاء في كُل الأتجاهات ، إسلاميين ، قوي ديمُقراطية ، يمين ويسار و وسط ، عسكريين وفصائل مُسلحة ومدنيّن لدعم هذا الأتجاه والسيّر فيه ، فالوطن للجميّع ومصلحته فوق مصالح الجميّع……

الوسومنضال عبدالوهاب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: نضال عبدالوهاب الس ودانیین الس ودانی السی ر فی مابی ن

إقرأ أيضاً:

نزول ميداني للمواصفات في محطات تعبئة الغاز والمنشأت الغذائية والصناعية وورش الصاغة

الثورة/ أسماء البزاز

نفذت الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة نزولات ميدانية للتفتيش على محطات تعبئة الغاز والمنشأت الغذائية والصناعية وورش الصاغة في محافظتي ذمار وصعدة.
وأوضحت الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة في بلاغ صادر عنها اليوم حصلت الثورة على نسخة منه انها تنفذ

نزول على محلات بيع المصوغات الذهبية  المتداولة في المحلات التجارية وحملة رقابية مكثفة على محطات تعبئة الغاز المنزلي على مستوى أحياء ومراكز ومدن محافظة ذمار.

وأشار البلاغ إلى أنه يتم تنفيذ حملة نزول ميداني على المنشأت الغذائية والصناعية في محافظة صعدة.

من جهته لفت مدير فرع الهيئة بمحافظة ذمار الدكتور يحيى الضبعي إلى أن الحملة تهدف إلى متابعة ضخ مادة الغاز والتأكد من مدى التزامها  بالعيارات القانونية  والحد من ظاهرة الغش والتطفيف والتصدى لأي ممارسات من شأنها الإضرار بحقوق المستهلك.

وبين أن الحملة الرقابية على محلات بيع المصوغات الذهبية  المتداولة في المحلات التجارية تشمل التأكد  من مدى إلتزام أصحاب المحلات  بالتعامل مع الورش المتعمدة من قبل الهيئة والرقابة على أدوات الوزن في المحلات ومعايرتها وتزويد أصحاب محلات المصوغات بالدليل الارشادي الخاص بالذهب والمعادن الثمينة إضافة  الى سحب عينات عشوائية من عدد من المحلات واخضاعها للفحص  للتأكد من مطابقتها للعيارات القانونية .
واهاب الضبعي بأصحاب المحلات الالتزام بالمواصفات والمعايير والاشتراطات المعتمدة من قبل الهيئة بما يضمن عدم الغش والتلاعب في العيارات القانونية.. داعيا المواطنين إلى التعامل مع المحلات المرخصة والتأكد من وجود ترخيص الهيئة في مكان بارز ووجود لاصق المعايرة على أجهزة الوزن.
فيما اوضح مدير فرع الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة بمحافظة صعدة المهندس أسامة المؤيد أن أن النزول الميدانى يأتي في إطار خطة الهيئة للعام الحالى 2025م وذلك بهدف الرقابة الدورية والتقييم المستمر لتلك المنشآت الغذائية والصناعية ومتابعة مدى إلتزامها بتطبيق الاشتراطات الصحية الخاصة بالإنتاج وكذا سحب عينات للفحص لغرض التأكد من سلامة ومطابقة المنتج النهائي للمواصفات القياسية المعتمدة.
وأشار إلى أنه سيتم أثناء النزول توعية أصحاب المصانع بأهمية تطبيق الإشتراطات التى نصت عليها المواصفة القياسية ذات العلاقة والاهتمام بتطبيق الإشتراطات الصحية للمصانع والعاملين فيها  إضافة الى أهمية تسجيل المنتجات ومتابعة المعاملات عبر انظمة وتطبيقات بوابة الخدمات الإلكترونية تسهيل.

مقالات مشابهة

  • مسيرة إسرائيلية تستهدف دراجة نارية على طريق صربين جنوبي لبنان
  • وزير الأوقاف يجتمع مع أصحاب حملات الحج القطرية
  • «زايد العليا» تطلق النسخة الأولى من «مسابقة مهارات أصحاب الهمم 2025»
  • عالم بالأزهر: أصحاب القلوب التقيّة أول من يدخلون الجنة
  • الرئيس تبون يأمر بتسوية نهائية لوضعية الشباب أصحاب الاستيراد المصغر “الكابة”
  • وليد الفراج: الأندية ستعود تدريجيًا للرؤساء أصحاب الإمكانيات المالية
  • نزول ميداني للمواصفات في محطات تعبئة الغاز والمنشأت الغذائية والصناعية وورش الصاغة
  • هيئة المواصفات تنفذ نزولًا ميدانيًا لمحافظتي ذمار وصعدة
  • محام يكشف عن أبرز الأخطاء بشأن تطبيق نظام العمل