عائلة هندوغا تحتفظ بالمركز الأول في أثرياء بريطانيا 2025
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
تصدرت عائلة هندوغا قائمة صحيفة “صنداي تايمز” لأثرياء المملكة المتحدة بثروة تبلغ 35.3 مليار جنيه إسترليني بقيادة جوبيشاند هندوغا، رئيس مجلس إدارة مجموعة هندوغا للعام الرابع على التوالي.
وتعد مجموعة هندوغا تكتلاً عالمياً متعدد الجنسيات عمره 110 أعوام ويملك مصالح تجارية متعددة في الشرق الأوسط.
وتمتلك مجموعة هندوغا أول مصنع لإنتاج الحافلات في دول الخليج العربي في رأس الخيمة.
وتعد قائمة أثرياء “صنداي تايمز” تصنيفًا سنويًا موثوقًا لأغنى الأفراد والعائلات المقيمة في المملكة المتحدة، واحتوت نسخة عام 2025 على 350 اسماً.
وعلى الرغم من التحديات العالمية وتغير السياسات، أظهرت عائلة هندوغا قدرة استثنائية على الصمود في مجال الأعمال وقيادة عالمية بارزة.
وتعمل مجموعة الشركات التابعة للعائلة، ومقرها المملكة المتحدة ويرأسها جي. بي. هندوغا، في 38 دولة من بينها دولة الإمارات، ولديها استثمارات في عدة قطاعات، منها: التنقل، والتكنولوجيا الرقمية، والخدمات المصرفية والمالية، والإعلام، وتطوير المشاريع، والزيوت والكيماويات المتخصصة، والطاقة، والعقارات، والتجارة، والرعاية الصحية.
الجدير بالذكر أن مجموعة هندوغا كثفت خلال 2024 اهتمامها بقطاع التنقل الكهربائي، بما في ذلك الاستثمارات في البنية التحتية شحن المركبات، في تحول استراتيجي نحو الاستدامة والابتكار المستقبلي.
وفي دولة الإمارات، تستعد شركة “سويتش موبيليتي” التابعة للمجموعة لاختبار الحافلات الكهربائية والشاحنات الخفيفة هذا العام في الإمارات والسعودية.
أما مصنع “أشوك ليلاند” في رأس الخيمة، فهو يعد من أبرز اللاعبين في أسواق الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي والأسواق الإقليمية.
وبعيداً عن إمبراطوريتهم التجارية، تواصل عائلة هندوغا التزامها العميق بالتأثير الاجتماعي من خلال “مؤسسة هندوغا”، التي تركز على مبادرات تحويلية في مجالات التعليم والرعاية الصحية والتنمية الريفية المستدامة والحفاظ على المياه، مما يؤثر إيجاباً على المجتمعات في مختلف أنحاء العالم.
ومن بين الأسماء البارزة الأخرى التي ظهرت في قائمة “صنداي تايمز” لأثرياء 2025: ديفيد وسيمون روبن وعائلتهما بثروة 26.873 مليار جنيه إسترليني، السير ليونارد بلافاتنيك بـ25.725 مليار، السير جيمس دايسون وعائلته بـ20.8 مليار، إيدان أوفر بـ20.121 مليار، غاي وجورج وألاناه وغالين ويستون وعائلتهم بـ17.746 مليار، السير جيم راتكليف بـ17.046 مليار، ولاكشمي ميتال وعائلته بثروة صافية قدرها 15.444 مليار جنيه إسترليني.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
بريطانيا... «العمال» في العام الأول
العلاقة بين زعماء الأحزاب ونواب المقاعد الخلفية واحدة من أهم الأسس التي تقيّم بها الحكومات في بريطانيا. قدرة الزعيم على القيادة تتجلى من خلال ما يبديه من مهارة في السيطرة على نواب حزبه. الفشل يقود إلى كارثة، أوضح ملامحها أن ينقلب الوضع رأساً على عقب، ويتبوأ نواب المقاعد الخلفية القيادة.
ما حدث خلال الأسبوع الماضي بين رئيس الحكومة العمالية السير كير ستارمر ونواب حزبه يعدّ مثالاً نموذجياً للحالة تلك.
إذ كان من المفترض أن يكون الأسبوع احتفالاً بمرور عام على وجود حزب العمال في الحكم، بعد غياب دام قرابة عقد ونصف من الزمن من التشرذم في براري المعارضة. لكننا بدلاً من ذلك، شاهدنا رئيس الحكومة في وضعية لا يحسد عليها، ويضطر إلى الإذعان لضغوط نوابه، ويتراجع متقهقراً عن برنامجه السياسي الهادف إلى تقليص نفقات الحكومة لسد العجز في الميزانية، من خلال مشروع قانون يقضي بتقييد المساعدات المخصصة للمعاقين. أكثر من 120 نائباً عمالياً أعلنوا عصيانَهم، وهدَّدوا بالتصويت ضد مشروع القانون في البرلمان وإسقاطه، ما لم يتم قبول ما اقترحوه من تعديلات.
التنازلات التي قدّمها رئيس الحكومة للنواب أفرغت مشروع القانون من محتواه، وتسببت في عجز في ميزانية الإنفاق بقيمة 5 مليارات جنيه إسترليني.
جلسة مساءلة رئيس الحكومة في البرلمان يوم الأربعاء الماضي تعدّ تاريخية. إذ تحوّل المشهد البرلماني إلى درامي فجأة، حين تبيّن أن وزيرة الخزانة في الحكومة لم تستطع السيطرة على مشاعرها وذرفت دمعاً، في قاعة تمتلئ بأكثر من 600 نائب برلماني، وصحافيين وزائرين. عدسات التلفزيون نقلت المشهد كاملاً. تلك الدمعات القليلة المذروفة من عينيّ وزيرة الخزانة في الحكومة، تسببت وقتياً تقريباً في تحذيرالأسواق المالية، وارتفع فجأة سعر الفائدة على ديوان الحكومة بنسبة مرتفعة، وانخفض سعر الجنيه الإسترليني، في مشهد يذكّر بما حدث خلال ولاية ليزا تراس المحافظة، في الجلسة المخصصة للميزانية.
بكاء وزير خزانة في جلسة عامة منقولة على الهواء يُعدّ سابقة، ولا يقارن مثلاً ببكاء السيدة مارغريت ثاتشر وهي تغادر 10 دواننغ ستريت للمرّة الأخيرة، أو بكاء السيدة تيريزا ماي، وهي تقرأ خطاب استقالتها. بكاء وزيرة الخزانة على الهواء جعل قرونَ الاستشعار بالخطر في الأسواق المالية تنتصب واقفة، وتتنبأ بأن وقت رحيل الوزيرة عن المنصب قد حلَّ، واحتمال أن يكون البديل وزير خزانة يساري التوجه، ومن المحتمل أن يلجأ منذ البداية إلى لعبة الاقتراض المفضلة للعماليين لتغطية العجز في الميزانية. اللافت للاهتمام أن رئيس الحكومة ستارمر كان جالساً بجانبها طوال الجلسة في البرلمان ولم يُحرّك ساكناً.
تأكيداته فيما بعد لوسائل الإعلام بأن الوزيرة باقية في منصبها غير مطمئنة. والرهان الآن ليس على رحيلها من عدمه، بل متى؟ وما لا يمكن الجدال حوله، هو أن حكومة العمال، تحت زعامة السير ستارمر، بعد عام من وصولها إلى الحكم، تعاني الأمرّين، وتبدو غير قادرة على إيجاد حلول، سواء للوضع الاقتصادي البائس، أو لقضايا الهجرة غير القانونية، أو تقليص النفقات الحكومية، وأن السير ستارمر فَقدَ السيطرة على نواب المقاعد الخلفية، الذين تمكنوا من إفراغ مشروع القانون من محتواه، حتى صار، على قول المعلقين، حِبراً على ورق. والأسوأ من ذلك، أن عدد 49 نائباً عمالياً صوّتوا ضد مشروع القانون في البرلمان رغم كل التنازلات التي قدّمها لهم رئيس الحكومة.
في مادة الثقافة السياسية لطلاب أقسام العلوم السياسية في الجامعات البريطانية، يتلقى الطلاب في السنة الأولى محاضرة أولية في الثقافة السياسية للشعب البريطاني. أهم ملامح تلك الثقافة وأبرزها؛ أن الناخبين البريطانيين يحبّون ويفضلون القائد القوي. ومن صفات القائد القوي أن يقود حزبه وشعبه. قيادة الحزب تتمثل في قدرته على لجم نواب المقاعد الخلفية بشكل يجعلهم موالين له على طول الخط. ومقابل ذلك، يقع عليه عبء أن يقودهم للفوز في الانتخابات. تلك المعادلة تختل من وقت لآخر. وحين يحدث الاختلال يكون عادة بعد سنتين أو ثلاث سنوات من وجود الحزب في الحكم، وليس من السنة الأولى، كما حدث للسير ستارمر.
عامٌ ليس سهلاً مَرّ على وجود حزب العمال في الحكم. خلاله ظلت حكومة السير ستارمر تتعثر في مطبّات الطريق.
بعض تلك المطبّات من صنعها، وأخرى من صنع الظروف. لكن المحصّلة العامة هي أن العماليين قد خسروا الكثير. وما لم يتمكنوا سريعاً من توحيد صفوفهم وتحسين أدائهم، فإنهم سيخسرون ثقة الناخبين بهم، وبذلك يعبّدون الطريق أمام نايجل فاراج وحزبه للفوز بالانتخابات النيابية المقبلة.
الشرق الأوسط