السر عند أسيرة سابقة... لماذا اغتالت إسرائيل أحمد سرحان
تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT
فقد اعتادت إسرائيل تنفيذ الاغتيالات في القطاع عبر المُسيَّرات والقصف المباشر، لكنها سلكت نهجاً مغايراً هذه المرة عند استهداف أحمد سرحان، الذي صرَّحت مصادر لـ«الشرق الأوسط» بأنه كان «مسؤولاً عن أسر إسرائيلية» أُطلق سراحها لاحقاً.
القيادي في «ألوية الناصر صلاح الدين» أحمد سرحان الذي اغتالته إسرائيل يوم الاثنين (ألوية الناصر صلاح الدين) القيادي في «ألوية الناصر صلاح الدين» أحمد سرحان الذي اغتالته إسرائيل يوم الاثنين (ألوية الناصر صلاح الدين) فقد جرت العملية على نحو أشبه بعمليات نفذتها في السابق قوات خاصة من «المستعربين» داخل قطاع غزة لاستعادة محتجزين إسرائيليين، ما أوحى في البداية أن الهدف هو استعادة رهائن.
واستخدمت القوة الخاصة شاحنة بيضاء صغيرة تحمل لوحة أرقام فلسطينية وبداخلها 9 أشخاص متنكرين في زي نسائي عربي، وبعضهم كان يرتدي النقاب. وكان على متن الشاحنة أمتعة، تبيَّن لاحقاً أن بداخلها أسلحة خفيفة.
ووصلت القوة التي اتخذت هيئة عائلة فلسطينية نازحة من شرق خان يونس، الواقعة تحت قصف وعمليات عسكرية متواصلة، إلى شارع مارس في حي المحطة أو ما يُعرف بـ«منطقة الكتيبة»، حيث منزل عائلة سرحان.
وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن القوة الخاصة حاولت دخول المنزل المتضرر جزئياً جراء قصف سابق، كما لو أنها تبحث عن مأوى؛ لكن سرحان، كما تشير تحقيقات أولية لـ«لجان المقاومة في فلسطين»، رفض إدخالها باعتبار أن المكان يخص عائلته.
و نُفذت العملية في ساعة مبكرة من الصباح، وغالبية الناس نيام، مما ساعد في طمس بعض حقائق ما جرى.
وذكرت المصادر أن سرحان، (44 عاماً)، اشتبه بأفراد القوة الخاصة عند إصرارهم على دخول المنزل المتضرر، فأخرج مسدسه الشخصي محاولاً التحقق من هويتهم، لكنهم باغتوه وأطلقوا النار فأردوه قتيلاً.
وحسب مصادر من «ألوية الناصر صلاح الدين»، فإن سرحان هو من بادر بإطلاق النار عندما كشف الأمر، واشتبك مع أفراد القوة فقتلوه؛ في حين قالت مصادر أخرى إن القوة الخاصة اقتحمت المنزل فعلاً وقتلت سرحان فور محاولته التصدي لها. وعند خروجها من المكان، اختطفت القوة الإسرائيلية زوجة سرحان وابنه الأكبر، محمد، البالغ من العمر 12 عاماً، في حين بقي من أولاده بالمنزل يوسف ووائل وإسراء، الذين كانوا نياماً فيما يبدو أو لم تلحظهم القوة الخاصة عند الهجوم.
وعلى مدى 20 دقيقة أعقبت لحظة اكتشاف أمر القوة الخاصة، لم تتوقف الطائرات المُسيّرة والمروحية والحربية عن إطلاق عشرات الصواريخ باتجاه أهداف مختلفة، منها أراضٍ خالية ومحيط منازل وخيام للنازحين وشوارع وغيرها، لمنع اقتراب أي فلسطيني من مكان العملية، وللتغطية على القوة الإسرائيلية التي سرعان ما غادرت بالحافلة نفسها إلى مكان تمركزها في شرق خان يونس.
ولم يُعرف الهدف الحقيقي من عملية قتل سرحان، أو ما إذا كان الهدف الأساسي هو خطفه.
وهناك فرضيات وأسئلة عديدة حول أسباب العملية، خصوصاً أن إسرائيل اعتادت اغتيال قيادات ونشطاء بارزين من الفصائل الفلسطينية عبر الجو، في حين تعتمد في مثل هذه العمليات على معلومات استخباراتية تفيد بوجود محتجزين.
لكن المصادر الفلسطينية ومصادر إسرائيلية نفت وجود رهائن بالمكان، أو أن هذا هو «الهدف»، مما يرسم علامات استفهام كثيرة حول الحقيقة.
كما أنه لم يُعرف الهدف من اختطاف زوجته وطفله، وسط تقديرات أكثر من مصدر بأنه عمل انتقامي من جانب، ولإخفاء تفاصيل العملية من جانب آخر. مَن أحمد سرحان؟ كان سرحان مسؤولاً عن أسر إسرائيلية يوم هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، كما كان مسؤولاً عن حمايتها ونقلها من مكان إلى آخر، حسب مصادر من «ألوية الناصر صلاح الدين» تحدثت إلى «الشرق الأوسط».
ورفضت المصادر الكشف عن هوية الإسرائيلية، لكنها أكدت أنه أُفرج عنها عبر صفقات التبادل في مرحلة وقف إطلاق النار الأخيرة، وكانت إسرائيل تتمسّك بالإفراج عنها وأثارت بسببها أزمة.
ويتوافق كلام المصادر، على الأغلب، مع عملية الإفراج عن الأسيرة أربيل يهود التي أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على الإفراج عنها للمضي قدماً في الاتفاق الذي كان في تلك المرحلة.
وظهرت، يوم الاثنين، المحتجزة المفرج عنها أمام لجنة من «الكنيست» مطالبة بإعادة جميع الرهائن، وتحدثت عما وصفته بمعاناتها في الأسر ووجودها بين أفراد عائلة فلسطينية وسط ظروف صعبة.
وحسب بيان لـ«ألوية الناصر صلاح الدين»، نعت فيه سرحان، فإنه كان مسؤولاً عن ملف المهام الخاصة.
وتصف بعض المصادر سرحان، بأنه كان «بسيطاً ومحبوباً»، ولم يتوقع من حوله يوماً أنه سيكون شخصية محل اهتمام بالنسبة إلى إسرائيل. حتى من يعرفونه كانوا يعتقدون أنه مجرد «ناشط عادي» في «ألوية الناصر صلاح الدين».
تُعدّ «ألوية الناصر صلاح الدين» الجناح العسكري للجان المقاومة في فلسطين، ثالث أقوى تنظيم عسكرياً في قطاع غزة بعد «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، رغم أن هناك فصائل أخرى تفوقه عدداً.
وأُعلن تأسيس هذه الألوية مع بدء الانتفاضة الثانية في سبتمبر (أيلول) 2000؛ وكان أول من أسّسها جمال أبو سمهدانة، وهو ضابط أمن فلسطيني سابق. وانضمت إليه عناصر مسلحة من فصائل فلسطينية سابقة، وكذلك من أجهزة السلطة الفلسطينية.
ونفّذت «ألوية الناصر صلاح الدين» الكثير من الهجمات العسكرية ضد إسرائيل، منها سلسلة عمليات اقتحام لمستوطنات، وتفجير عبوات ناسفة في آليات إسرائيلية، أبرزها تدمير دبابات «ميركافا» في بدايات الانتفاضة عند مستوطنة نتساريم، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين، وكانت حينها أخطر العمليات التي وقعت في قطاع غزة.
وعانت الألوية من سلسلة انقسامات وخلافات، ثم نجحت في إعادة توحيد صفوفها أكثر من مرة، في حين اغتيل عدد كبير من أمنائها العامين وقياداتها مثل أبو سمهدانة، وعبد الكريم القوقا، وكمال النيرب، وزهير القيسي، وآخرين. ومن أبرز عملياتها المشارَكة في أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، وعمليات أخرى قُتل فيها عديد من الإسرائيليين.
وكانت «الألوية» تتلقى دعمها المالي من حركة «الجهاد الإسلامي»، ثم مع زيادة حضورها تلقت لسنوات دعماً من «حماس»، وكذلك من «حزب الله» اللبناني، وأحياناً من إيران
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: ألویة الناصر صلاح الدین القوة الخاصة أحمد سرحان فی حین
إقرأ أيضاً:
تحولت أحلامهم إلى إعارات أو انتقالات باهتة.. لماذا يُطفئ الأهلي مواهبه؟
في الوقت الذي يُفاخر فيه النادي الأهلي بامتلاكه لأهم المواهب الكروية في السوق المحلية، تتزايد حالات اللاعبين الذين يدخلون إلى القلعة الحمراء بأحلام كبيرة، لكنهم يخرجون منها بإعارات أو انتقالات باهتة، بعد تجربة لم ترتقِ للتوقعات.
رضا سليم.. القادم من المغرب الذي لم يجد مكانًاولم يكن المغربي رضا سليم استثناءً. اللاعب الذي بدأ رحلته في الأهلي وسط ضجة إعلامية بعد قدومه من الجيش الملكي، أصبح اليوم على وشك الرحيل إلى سيراميكا كليوباترا على سبيل الإعارة، بعد خروجه من قائمة الأجانب في الفريق.
الأهلي، الذي دفع راتبًا سنويًا يقارب 700 ألف دولار، توصّل إلى اتفاق مع اللاعب لإعارته مقابل تقاسم الراتب مع النادي الجديد، بحيث يحصل رضا على نصفه من سيراميكا، ويتكفل الأهلي بسداد النصف المتبقي، وهو ما يعكس حجم التراجع في قيمة اللاعب الفنية داخل الفريق، رغم بدايته القوية.
خالد عبد الفتاح وأحمد رضا.. بداية مشرقة ونهاية مؤجلةأحدث الأمثلة على ذلك، الثنائي خالد عبد الفتاح وأحمد رضا، اللذان تألقا بشدة قبل الانضمام للأهلي، وسط توقعات بأن يكون لهما دور كبير في مستقبل الفريق، قبل أن يتحولا تدريجيًا إلى لاعبين على الهامش.
الإعلامي خالد الغندور كشف مؤخرًا عن تفاصيل رحيل الثنائي، إذ وافق الأهلي على بيع عبد الفتاح إلى نادي زد مقابل 25 مليون جنيه، مع إعارة أحمد رضا لنفس الفريق لمدة موسم، ضمن صفقة تتضمن انتقال مصطفى العش للأهلي.
ورغم تلقي أحمد رضا عدة عروض من أندية مثل سيراميكا وسموحة وبتروجت، إلا أن الاتجاه الأقرب هو انضمامه إلى نادي زد، سعيًا لإحياء مسيرته واستعادة بريقه المفقود.
أحمد عبد القادر.. خروج ثالث في صمتلم يتوقف الأمر عند عبد الفتاح ورضا، بل لحق بهما أحمد عبد القادر، أحد أبرز المواهب التي أثارت الجدل بعد عودته من تجربة إعارة ناجحة إلى سموحة، قبل أن يفقد تدريجيًا مكانه في التشكيل الأحمر، ليتم إعلان إعارته رسميًا إلى نادي زد.
عمر الساعي.. مليون دولار في الظلأبرز هذه الحالات يتمثل في عمر الساعي، اللاعب الشاب الذي دفع الأهلي ما يقرب من مليون دولار للتعاقد معه، في صفقة اعتُبرت استثمارًا مستقبليًا واعدًا. لكن الصدمة جاءت سريعة، بعد قرار إعارته إلى النادي المصري قبل أن يشارك فعليًا أو يحصل على فرصة حقيقية لإثبات الذات. صفقة تكشف فجوة واضحة بين التعاقدات والطموح الفني.
القندوسي.. نموذج صارخ لما يمكن أن يكونقصة أحمد القندوسي تمثل النموذج الأوضح على إخفاق الأهلي في توظيف مواهبه، اللاعب الجزائري الشاب، وبعد فترة هامشية مع الفريق، أُعير إلى سيراميكا كليوباترا، حيث قدم مستويات لافتة وتألق بشكل كبير، قبل أن يتعرض لإصابة خطيرة أنهت موسمه مبكرًا.
ورغم الإصابة، أعلن نادي لوجانو السويسري التعاقد معه، ليبدأ القندوسي فصلًا جديدًا من مسيرته خارج مصر، ويثبت أن الفشل في الأهلي لا يعني بالضرورة نهاية المشوار، بل قد يكون بداية انطلاقة جديدة.
هل حان وقت مراجعة سياسات المواهب؟يبقى السؤال المطروح: هل ينجح الأهلي فعليًا في تطوير المواهب؟ أم أنه يكرر نفس السيناريو كل موسم، بشراء اللاعبين البارزين ثم إعارتهم بعد أشهر بسبب "عدم الاقتناع الفني"؟
في وقت تتغير فيه استراتيجيات الأندية حول العالم لتبني فلسفة التطوير والاستثمار في الشباب.