في زمن يتم فيه الترويج للأطعمة لتكون أكثر جاذبية واستساغة، يجد كثير من الناس أنفسهم في معركة يومية شرسة مع شهية مفتوحة لا تهدأ. وبينما يُعدّ الشعور بالجوع أمرا طبيعيا، فإن استمرار هذا الإحساس على مدار اليوم دون سبب واضح، أو الأكل بكميّات كبيرة لمجرّد الاستمتاع بالطعام يعيق جهود الحفاظ على وزن صحي ويؤثر على الحالة النفسية والصحية بشكل عام.

لذلك فإن فهم أسباب زيادة الشهية وتطبيق إستراتيجيات مبنية على أدلة علمية، يعد أمرا ضروريا لتحقيق التوازن والسيطرة.

ما الأسباب الكامنة وراء زيادة الشهية المستمرة؟ الاختلالات الهرمونية: تلعب الهرمونات دورا رئيسًا في تنظيم الجوع والشبع، وخاصة هرموني الغريلين الذي يُعرف بـ"هرمون الجوع"، يُفرز من المعدة ويرسل إشارات إلى الدماغ تحفّز الشهية، واللبتين الذي يُفرز من الخلايا الدهنية، على إرسال إشارات بالشبع. أي خلل في التوازن بين هذين الهرمونين -نتيجة قلة النوم، أو اضطرابات في التمثيل الغذائي- قد يؤدي إلى شعور دائم بالجوع، حتى بعد تناول الطعام. التوتر والحالة النفسية: يرفع التوتر المزمن من مستوى هرمون الكورتيزول، الذي بدوره يعزّز من الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، خصوصا الدهون والسكريات. كما أن الأكل العاطفي، أي تناول الطعام كرد فعل للمشاعر السلبية مثل الحزن أو القلق أو الغضب، هو سلوك شائع بين الأشخاص الذين يعانون من إجهاد نفسي مستمر. الأطعمة فائقة التصنيع: تناول كميات كبيرة من الأطعمة فائقة التصنيع (Ultra-Processed Foods – UPFs) يؤثر سلبا على مراكز الشبع في الدماغ. ويُشير الدكتور ديفيد أ. كيسلر، المفوض السابق لإدارة الغذاء والدواء الأميركية، إلى أن هذه الأطعمة -مثل رقائق البطاطس والمقرمشات والمشروبات الغازية والحلويات الصناعية- "تخطف نظام المكافأة" في الدماغ، وتؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام بشكل لاإرادي. حالات طبية وأدوية معينة: بعض الحالات الصحية مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، أو مرض السكري، أو متلازمة تكيّس المبايض، تُسهم في زيادة الشهية بشكل ملحوظ. كذلك، هناك بعض الأدوية مثل الستيرويدات أو مضادات الاكتئاب تؤدي إلى تغييرات في الشهية كأحد الأعراض الجانبية المحتملة. إذا لاحظت أن الشعور بالجوع لا ينقطع أو يترافق مع تغيرات ملحوظة في الوزن أو الحالة النفسية فيُنصح بمراجعة طبيب (غيتي) كيف تسيطر على شهيتك وتحافظ على وزن صحي؟ التركيز على تناول البروتين والألياف: تناول كميات كافية من البروتين (كالبيض، والبقوليات، والدجاج الخالي من الدهون) والألياف (كالخضراوات، والفواكه، والحبوب الكاملة) يُعزّز من الإحساس بالشبع لفترات أطول، ويقلل من الرغبة في تناول الطعام بين الوجبات. الحفاظ على الترطيب الكافي: أحيانا يُخطئ الجسم في التمييز بين الإحساس بالجوع والعطش. لذا، فإن شرب الماء بانتظام -بمعدل 8 أكواب يوميا على الأقل- يُساعد في تقليل النوبات الكاذبة من الجوع، ويدعم أيضا التمثيل الغذائي الصحي. ممارسة الأكل الواعي: من خلال التمهل أثناء تناول الطعام، والانتباه لطعم ورائحة وقوام كل لقمة، يصبح الفرد أكثر وعيا بإشارات الشبع. يساعد هذا التمرين العقلي في الحد من الأكل التلقائي أو العاطفي، ويُسهم في تحقيق التوازن في استهلاك السعرات. التعامل السليم مع التوتر والضغوط النفسية: من خلال تقنيات مثل التأمل واليوغا، والمشي أو ممارسة الرياضة بانتظام، والتحدث مع متخصص نفسي أو ممارسة الهوايات المفضلة. تُقلل هذه الأنشطة من الحاجة للجوء إلى الطعام كآلية للهروب من التوتر أو الضغط النفسي. التقليل من الأطعمة المصنعة والمحفزة للإدمان الغذائي: فالاعتماد على الأطعمة الطبيعية، الكاملة، وغير المعالجة يساعد الجسم على استعادة آليات الشبع الطبيعية، ويُعيد التوازن لمراكز الجوع في الدماغ. تجنُّب الوجبات السريعة والمقرمشات والحلويات المعلبة قدر الإمكان، يعزز الشعور بالتحكم في الشهية. الحصول على نوم كافٍ وعميق: يرتبط النوم غير الكافي -أقل من 7 ساعات يوميا- مباشرة بزيادة إفراز هرمون الغريلين وانخفاض اللبتين، مما يؤدي إلى شهية مفتوحة، ويدفع لتناول الطعام عالي السعرات. يعيق الأكل بكميّات كبيرة لمجرّد الاستمتاع بالطعام جهود الحفاظ على وزن صحي ويؤثر على الحالة النفسية والصحية (غيتي) متى يُنصح بالرجوع إلى اختصاصي؟

إذا لاحظ الشخص أن الشعور بالجوع لا ينقطع، أو أنه يترافق مع تغيرات ملحوظة في الوزن أو الحالة النفسية، فقد يكون من المفيد التوجه إلى طبيب مختص في الغدد الصماء، أو أخصائي تغذية علاجية، أو أخصائي في الصحة النفسية.

فهم مؤهلون لتحديد الأسباب الجذرية بدقة، وتقديم خطة علاجية مخصصة تشمل النظام الغذائي، والعلاج السلوكي، وربما الفحوصات الهرمونية أو الدوائية اللازمة.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الحالة النفسیة تناول الطعام

إقرأ أيضاً:

هل تعاني من نقص المساحة على هاتفك؟ .. أفضل التطبيقات لحذف الفيديوهات المكررة

#سواليف

في #عصر #إنتاج #المحتوى_المرئي المتسارع وازدياد الاعتماد على الهواتف في التقاط وتخزين الفيديوهات، أصبح المستخدمون يواجهون تحديا يتمثل في #ازدحام #مساحة_التخزين بمقاطع متكررة أو شبه متطابقة.

ويستهلك هذا التكرار مساحة التخزين، كما يجعل من الصعب إدارة الملفات والوصول إلى المحتوى المطلوب بسرعة.
ونتيجة لذلك، ظهرت مجموعة من التطبيقات التي تعالج هذه المشكلة عبر فحص وتحديد وحذف الملفات المكررة.

أبرز التطبيقات لحذف الفيديوهات المكررة
تتنوع التطبيقات المتخصصة في هذا المجال بين المجانية والمدفوعة، وتختلف في قدرتها على العمل عبر أنظمة التشغيل المختلفة، وفيما إذا كانت تكتشف المقاطع المتطابقة فقط، أو القريبة من التطابق أيضا.

مقالات ذات صلة بكتيريا بشرية تتحدى الفضاء الخارجي وتنجو في أقسى الظروف! 2025/10/12

“سيسديم دبليكيت فايندر” (Cisdem Duplicate Finder)
لا يقتصر هذا التطبيق على مقاطع الفيديو فقط، بل يشمل كافة أنواع الملفات، وهو قادر على تحديد الفيديوهات والصور والمقاطع الصوتية والمستندات المكررة بدقة عبر الحواسيب وأجهزة التخزين الخارجية وحتى خدمات التخزين السحابي.

ويعثر على الفيديوهات المتطابقة تماما، وذلك بغض النظر عن اسمها، ويتميز بخوارزميات فحص متقدمة تقارن محتوى الملفات وليس فقط أسماءها، مما يضمن دقة عالية في النتائج. كما يدعم التطبيق أكثر من 200 نوع ملف، ويوفر خاصية الفحص الآمن التي تتجنب ملفات النظام.

ومن أجل مساعدتك في التخلص من الملفات المكررة بسرعة، فإنه يقدم خيارات متعددة للعرض والمراجعة قبل الحذف، ويحدد تلقائيا جميع الفيديوهات باستثناء فيديو واحد لإزالتها من كل مجموعة، كما يوفر عدة قواعد اختيار.

“جيميناي 2: ذا دبليكيت فايندر” (Gemini 2: The Duplicate Finder)
يساعد هذا التطبيق في تحديد الملفات المكررة وإزالتها، بما في ذلك الفيديوهات والصور والمستندات. ويستخدم خوارزميات ذكية بهدف تنظيم مساحة التخزين من خلال اختيار أفضل نسخة للحذف مع الحفاظ على النسخة الأصلية.

ويوفر أوضاع فحص متنوعة لعمليات بحث محددة، ويعتمد على الذكاء الاصطناعي، ويتميز بتعلمه من عادات المستخدم، حيث يراقب خيارات الحذف ويطبق نفس الأنماط في عمليات الفحص اللاحقة.

ويتضمن ميزة “مراقب التكرارات” التي تتنبه تلقائيا للملفات المكررة الجديدة، إلى جانب خاصية “التنظيف الذكي” التي تتيح حذف جميع الملفات المكررة بنقرة واحدة.

“دبليكيت كلينير برو” (Duplicate Cleaner Pro)
يأتي هذا التطبيق مزودا بأوضاع بحث متعددة تسهل عملية البحث عن الملفات المكررة، ويشمل ذلك ملفات الصوت والفيديو والصور المكررة وغيرها، ضمن محركات الأقراص الصلبة الداخلية والخارجية.

ويأتي بواجهة مستخدم قابلة للتخصيص بدرجة عالية، ويمكنك تعديلها وفقا لاحتياجاتك، ويمكنك استخدام مساعد التحديد وتحديد الملفات المكررة بناء على معايير متعددة، مثل اسم الملف وتاريخ التعديل ونمط النص.

وتزيد معايير البحث المحددة من فعالية هذا التطبيق، إذ يمكنك استخدام المعالج للعثور على مقاطع فيديو مشابهة. وعند استخدام هذه الوظيفة، يقارن التطبيق أول 15 ثانية من المقطع.

“إيزي دبليكيت فايندر” (Easy Duplicate Finder)

يسهل هذا التطبيق تحديد الفيديوهات المكررة وإزالتها بفضل الواجهة سهلة الاستخدام. كما يوفر ميزة النسخ الاحتياطي لضمان عدم حذف الملفات المهمة عن طريق الخطأ.

ويستخدم خوارزميات متقدمة للعثور على المقاطع المكررة بناء على المحتوى وأسماء الملفات والبيانات الوصفية.

ويوفر أوضاع فحص مختلفة، مثل التطابق التام والمحتوى المتشابه، لتلبية تفضيلات المستخدم المختلفة، إلى جانب توفير خيارات لتحديد المقاطع المكررة تلقائيا أو يدويا للحذف.

ومن خلاله، تستطيع البحث عن الملفات والبريد الإلكتروني والصور والفيديوهات وتحديد الملفات المكررة عبر الحاسوب وخدمات التخزين السحابية.

“دوبي غورو” (DupeGuru)

يدعم هذا التطبيق المجاني والمفتوح المصدر مقاطع الفيديو وبعض أنواع الملفات الشائعة الأخرى، مثل الصور والصوتيات.

ويتوفر بـ3 أوضاع للفحص، وهي الوضع القياسي للملفات العامة، ووضع الموسيقى، ووضع الصور، ولكل منها عدة طرق لمقارنة الملفات. ومن أجل البحث عن مقاطع الفيديو المكررة، يجب اختيار الوضع القياسي وطريقة “المحتوى” للفحص.

وتستطيع من خلاله تحديد الفيديوهات المكررة وإزالتها بسهولة، ويتميز بكفاءته رغم كونه مجانيا، ولكنه يفتقر إلى معاينة مدمجة للمقاطع، وتكون بعض خياراته مخفية في القوائم.

“فوتوز” (Photos)

يحتوي التطبيق على ميزة اكتشاف التكرارات، ولكنها تلقائية كليا وغير قابلة للتخصيص، وتعمل في الخلفية.

وقد يستغرق التطبيق وقتا طويلا لتحليل مكتبة الصور والعثور على الفيديوهات المكررة، وقد تضطر للانتظار لساعات أو أيام.

ويوفر لك التطبيق خيارين للتعامل مع التكرارات، وهما الدمج أو الحذف. إذا اخترت الدمج، فإن التطبيق يحتفظ تلقائيا بالفيديو ذي الجودة الأفضل من بين جميع الفيديوهات المكررة، مع تضمين جميع البيانات الوصفية.

“دبليكيت كلينير” (Duplicate Cleaner)

تضمن خوارزمية هذا التطبيق المتقدمة نتائج دقيقة وفحصا سريعا عند تحديد ملفات الفيديو المتطابقة أو المتشابهة بناء على محتواها أو اسمها.

ويوفر معايير بحث متنوعة، مثل حجم الملف وتاريخه وأنواعه، لتحسين عملية البحث عن الملفات المكررة، إلى جانب توفير خيارات لتحديد الملفات المكررة التي يجب إزالتها تلقائيا أو يدويا.

ويدعم التطبيق مجموعة واسعة من تنسيقات ملفات الفيديو لإجراء فحص شامل للملفات المكررة.

“فور دي ديغ دبليكيت فايل ديليتير” (4DDiG Duplicate File Deleter)
يعد تطبيق حذف الملفات المكررة هذا مفيدا كأداة للبحث عن مقاطع الفيديو المكررة عبر نظامي “ويندوز” و “ماك”، إلى جانب محركات الأقراص الفلاشية ومحركات الأقراص الخارجية وغيرها.

ويستخدم التطبيق خوارزمية متقدمة للعثور على الملفات بسرعة ودقة عالية، ويوفر خاصية البحث المخصصة مع خيارات المعاينة.

ومن خلال هذا التطبيق، يمكنك حذف الملفات المكررة، مثل الفيديوهات وغيرها من الملفات دون عناء، وهو قابل لتخصيص معايير البحث باختيار الملفات أو المجلدات التي تريد تضمينها أو استبعادها.

“دبليكيت فيديو سيرش” (Duplicate Video Search)
يبحث هذا التطبيق عن الفيديوهات المكررة عن طريق مقارنة المحتوى البصري للفيديوهات، مما يتيح له تحديد الفيديوهات المكررة، والفيديوهات التي تحتوي على نفس المحتوى ولكنها تختلف في الدقة أو حجم الملف أو التنسيق، بالإضافة إلى بعض النسخ المحررة من الفيديو نفسه.

ويستطيع تحديد إذا كانت النسخة قد خضعت لبعض التعديلات، والتحقق من جودة الفيديو، وتحديد إذا كان يجب تصنيفه كنسخة مكررة.

ويتيح مقياس الحساسية المتدرج تحديد مدى فحص مكتبة الفيديو، وهو يدعم عدة تنسيقات فيديو افتراضيا، ويمكنك إضافة المزيد من التنسيقات المدعومة إذا لزم الأمر.

ويوفر التطبيق 3 مجموعات من الخيارات القابلة للضبط من أجل تحديد كيفية مقارنة الفيديوهات المكررة والشبه مكررة واكتشافها.

وعند اكتمال الكشف، تظهر لك مجموعات الفيديوهات المكررة التي وجدها هذا التطبيق. وفي كل مجموعة، يجري تحديد جميع الفيديوهات تلقائيا باستثناء فيديو واحد للحذف.

ختاما، أصبحت إدارة الفيديوهات المكررة أسهل بفضل هذه المجموعة من التطبيقات التي توفر حلولا تقنية متطورة تناسب مختلف أنماط الاستخدام. ولا يتعلق اختيار الأداة المناسبة بحجم الملفات فقط، بل بمدى الحاجة إلى الدقة، وسهولة الاستخدام، والتكامل مع الأجهزة والخدمات السحابية.

مقالات مشابهة

  • هل تشعر بالنعاس عند تناول أدوية الحساسية؟.. إليك الحل
  • طريقة عمل الكنافة بالقشطة الشهية
  • توكل كرمان: اليمن يُدار خارج منطق الدولة... والقرار الوطني يُباع بثمن بخس وهناك تسعةُ أو عشرةُ رؤساء واليمن تعاني من فراغٍ كبيرٍ في السلطةِ.
  • رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي يدعو الأطراف في مدغشقر للحوار والحلول السلمية
  • هل تعاني من نقص المساحة على هاتفك؟ .. أفضل التطبيقات لحذف الفيديوهات المكررة
  • أطفال الفاشر.. قلوب صغيرة ترتجف في مدينة محاصرة بالقصف.. توقف التكايا ينذر بالجوع
  • "لا أريد أن تعاني كسادًا".. ترامب يُهدّئ لهجته الهجومية تجاه الصين
  • طرق طبيعية للتخلص من الانتفاخ بعد الأكل بسهولة
  • دراسة: المشي بعد الأكل يحسن الهضم وينشط الدورة الدموية
  • ماذا يحدث لجسم طفلك عند تناول الموز؟