عربي21:
2025-05-21@16:36:26 GMT

دور بهتشلي في مشروع تركيا خالية من الإرهاب

تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT

انتقل مشروع "تركيا خالية من الإرهاب" إلى مرحلة جديدة حين أعلن حزب العمال الكردستاني بداية الأسبوع الماضي حل نفسه وإنهاء القتال ضد القوات التركية. ويمكن أن نسمي هذه المرحلة التي سيتم فيها اختبار مدى تطبيق القرار الذي اتخذه قادة التنظيم، "مرحلة إلقاء السلاح"، ومن المؤكد أن الانتقال إلى المرحلة القادمة مرهون بنجاح هذه المرحلة التي سيراقبها جهاز الاستخبارات الوطنية التركية عن كثب.



رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، دعا إلى تشكيل لجنة في البرلمان التركي لإعداد القوانين والتعديلات المطلوبة ضمن الإصلاحات الرامية إلى دعم مشروع "تركيا خالية من الإرهاب"، مؤكدا أن "السلام ليس طائرا ذا جناح واحد"، في إشارة إلى أن حل حزب العمال الكردستاني نفسه لا يكفي وحده، وأن تحقيق السلام يتطلب إجراء إصلاحات قانونية لتعزيز الوحدة الوطنية. واقترح بهتشلي، الأحد، أن تتألف تلك اللجنة من 100 عضو من 16 حزب سياسي متمثل في البرلمان التركي.

يلعب دعم بهتشلي للعملية دورا مهما في طمأنة هولاء إلى حد ما، ويعتبر نوعا من الضمان لعدم السماح لحزب العمال الكردستاني بالتلاعب والمناورة كما فعل في المحاولة السابقة، علما بأن حزب الحركة القومية لم يكن يدعم عملية السلام التي فشلت بسبب استغلال التنظيم الإرهابي حسن نية الحكومة آنذاك لتكديس السلاح في الأراضي التركية
الدور الذي يلعبه رئيس حزب الحركة القومية في مشروع "تركيا خالية من الإرهاب" في غاية الأهمية. ومن المعلوم أن هذا المشروع انطلق بالمبادرة التي أطلقها بهتشلي في مستهل تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حين طالب بتعزيز الجبهة الداخلية، ثم دعا زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان إلى إعلان حل التنظيم وإلقاء السلاح. وجدد بهتشلي بعد ذلك دعوته أكثر من مرة، كما أعلن رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان دعمه لتلك المبادرة.

حزب الحركة القومية الذي أسسه الراحل ألب أرسلان توركش قبل حوالي 56 سنة، يمثل الأتراك القوميين في الساحة السياسية التركية. وهناك أحزاب أخرى أسسها منشقون من حزب الحركة القومية، مثل حزب الاتحاد الكبير الذي أسسه الراحل محسن يازيجي أوغلو، والحزب الجيد الذي أسسته ميرال آكشنير، وحزب النصر الذي أسسه أميت أوزداغ. ويمكن أن يضاف إلى تلك الأحزاب، حزب المفتاح الذي أسسه ياووز آغير علي أوغلو بعد انشقاقه من الحزب الجيد. ومع ذلك، يبقى حزب الحركة القومية قلعة الأتراك القوميين وقاعدتهم الرئيسة. ومن المؤكد أن العملية التي تقودها الحكومة التركية لطي صفحة الإرهاب الانفصالي لا يمكن أن تنجح بدون دعم حزب الحركة القومية.

الخطوات التي تتخذها الحكومة التركية في سبيل إنجاز مشروع "تركيا خالية من الإرهاب"، يصفها محللون بـ"المشي على الجليد"، نظرا للحذر الذي يتطلبه التقدم في التعامل مع هذا الملف. كما أن هناك قوى محلية وإقليمية مستاءة من إنهاء حزب العمال الكردستاني قتاله ضد تركيا، وأن تلك القوى ستسعى إلى عرقلة العملية بشتى الطرق، بما فيها تحريض الشارع التركي وأسر ضحايا الإرهاب الانفصالي على حزب العدالة والتنمية الحاكم وحلفائه، وتحريض قادة حزب العمال الكردستاني وعناصره على عدم الاستجابة لطلب إلقاء السلاح.

الحكومة التركية ترى أن التقدم نحو الهدف المنشود يجب أن يكون كخطوات متتالية، خطوة بعد خطوة، وفقا لخارطة الطريق، وأن لا يتم الانتقال من مرحلة إلى أخرى إلا بعد التأكد من استكمال الأولى. ولذلك، تقول إن اللجنة التي اقترحها رئيس حزب الحركة القومية يمكن أن تبدأ أعمالها بعد أن يؤكد جهاز الاستخبارات الوطنية أن عملية تسليم السلاح انتهت بنجاح، كما صرح رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش. ولا يُتوقع أن يعترض بهتشلي على هذا الرأي، الأحزاب المؤيدة للحكومة والداعمة لمشروع "تركيا خالية من الإرهاب"، قد تدفع ثمنا سياسيا باهظا في حال فشل المشروع، ولذلك تبذل كل ما بوسعها من أجل ضمان نجاحه. كما أن القيادة التركية لا تريد أن تضيع هذه الفرصة الثمينة لحل مشكلة الإرهاب الانفصاليبل يمكن تفسير دعوته لتشكيل تلك اللجنة بأنه واثق من أن مرحلة تسليم السلاح ستنتهي بنجاح، وأنه يريد أن يستعد البرلمان التركي من الآن للانتقال إلى المرحلة القادمة مباشرة دون تضييع الوقت.

هناك نسبة كبيرة من الأتراك يتمنَّون نجاح عملية إنهاء الإرهاب الانفصالي نهائيا، إلا أنهم لا يثقون بحزب العمال الكردستاني، ويخافون من أن يستغل التنظيم الإرهابي الجهود المبذولة لكسب الوقت واستعادة القوة من أجل الخروج من المأزق الذي وقع فيه بسبب الظروف الدولية والإقليمية، بالإضافة إلى الضربات التي تلقاها من الجيش التركي. ويلعب دعم بهتشلي للعملية دورا مهما في طمأنة هولاء إلى حد ما، ويعتبر نوعا من الضمان لعدم السماح لحزب العمال الكردستاني بالتلاعب والمناورة كما فعل في المحاولة السابقة، علما بأن حزب الحركة القومية لم يكن يدعم عملية السلام التي فشلت بسبب استغلال التنظيم الإرهابي حسن نية الحكومة آنذاك لتكديس السلاح في الأراضي التركية.

الأحزاب المؤيدة للحكومة والداعمة لمشروع "تركيا خالية من الإرهاب"، قد تدفع ثمنا سياسيا باهظا في حال فشل المشروع، ولذلك تبذل كل ما بوسعها من أجل ضمان نجاحه. كما أن القيادة التركية لا تريد أن تضيع هذه الفرصة الثمينة لحل مشكلة الإرهاب الانفصالي التي استنزفت طاقات تركيا لمدة أكثر من أربعة عقود، وتتعامل مع الملف بحساسية بالغة، كما تسعى إلى الحيلولة دون محاولات العرقلة.

وتقول مصادر إن أنقرة حذَّرت كلا من إسرائيل وإيران من مغبة السعي لاستخدام فلول حزب العمال الكردستاني كقوة في حرب الوكالة على الحدود التركية، وأبلغتهما بأن تركيا ستعتبر ذلك "إعلان حرب عليها".

x.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه تركيا العمال الكردستاني بهتشلي تركيا العمال الكردستاني بهتشلي ارها مقالات سياسة سياسة صحافة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال الکردستانی حزب الحرکة القومیة البرلمان الترکی الذی أسسه

إقرأ أيضاً:

على مفترق طرق: متى تنسحب القوات التركية من العراق بعد حل حزب العمال؟

18 مايو، 2025

بغداد/المسلة: تتصاعد التوترات في شمال العراق مع استمرار الوجود العسكري التركي رغم إعلان حزب العمال الكردستاني (PKK) في 7 مايو 2025 حل نفسه وإنهاء صراعه المسلح مع أنقرة بعد أربعة عقود من النزاع.

وأثار هذا التطور آمالاً بتسوية أمنية شاملة، لكن غياب أي بوادر لانسحاب القوات التركية، التي تتمركز في أكثر من 40 قاعدة عسكرية بمحافظتي دهوك وأربيل، يثير قلقاً عراقياً متزايداً بشأن انتهاك السيادة الوطنية.

وتُبرر تركيا تواجدها بضرورة مكافحة حزب العمال، لكن القرار الأخير للحزب يُفقد هذا المبرر مصداقيته، وفقاً لمسؤولين عراقيين.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 17 مايو 2025 أن أنقرة تجري محادثات مع بغداد وأربيل لتنسيق تسليم أسلحة الحزب، مشيراً إلى خطط لإشراك السلطات العراقية في العملية.

وأكدت وزارة الدفاع التركية في 15 مايو 2025 أن عملياتها ضد الحزب ستستمر حتى “تطهير المنطقة”، مما يعزز المخاوف من تمديد الوجود العسكري. ويُقدر الخبير العسكري العراقي عبد الستار العيساوي أن تركيا حوّلت وجودها من عمليات محدودة إلى “احتلال صامت”، مستغلة ضعف الموقف العراقي وانقسام إقليم كردستان.

ويُذكّر هذا الوضع بأزمة مماثلة شهدها العراق في ديسمبر 2015، عندما نشرت تركيا قوات إضافية في معسكر بعشيقة قرب الموصل دون موافقة بغداد، مما أثار احتجاجات دبلوماسية.

وأفضت المفاوضات آنذاك إلى انسحاب جزئي بعد ضغوط دولية، لكن التوغل استمر في مناطق أخرى.

وتُظهر الأرقام الحالية أن تركيا تملك نحو 28 قاعدة عسكرية في دهوك وحدها، تضم دبابات ومدافع ثقيلة، وفقاً لبيان حركة تحرر كردستان في يوليو 2024.

ويطالب سياسيون عراقيون، مثل قيس الخزعلي في 12 مايو 2025، باتخاذ خطوات عاجلة لضمان السيادة، معتبرين أن إنهاء الحزب لعملياته المسلحة يُلغي مبررات الوجود التركي.

ويُشير مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي إلى ضرورة انسحاب الطرفين – الحزب والجيش التركي – لاستعادة الاستقرار.

ويُعقّد المشهد انقسام إقليم كردستان بين الحزب الديمقراطي الكردستاني، المتعاون مع أنقرة، والاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتبنى موقفاً أكثر تشدداً.
ويُواجه العراق تحديات دبلوماسية لإقناع تركيا بالانسحاب، خاصة مع ارتباط عملياتها بمشروع “طريق التنمية” الاقتصادي، الذي يربط تركيا بالعراق.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • هل يسلم العمال الكردستاني السلاح بحلول شهر سبتمبر؟
  • حوار: حزب العمال الكردستاني يطالب تركيا بتخفيف ظروف احتجاز أوجلان
  • حزب العمال الكردستاني يرفض نفي أعضائه من تركيا
  • حزب العمال الكردستاني يرفض “نفي” مقاتليه خارج تركيا بعد نزع سلاحه
  • لقاء داوود أوغلو والطالباني: العلاقات التركية-العراقية على طاولة النقاش
  • أوجلان يدعو لتحول تاريخي وعلاقة «أخوة» مع الدولة التركية
  • خاص | كواليس حل حزب العمال الكردستاني ودور القوميين الأتراك (شاهد)
  • خاص | كواليس حل العمال الكردستاني ودور القوميين الأتراك (شاهد)
  • على مفترق طرق: متى تنسحب القوات التركية من العراق بعد حل حزب العمال؟