قال الباحث والخبير في العلاقات الدولية، محمد صادق، إن ليبيا لا تزال تعاني من تبعات التدخل العسكري لحلف الناتو عام 2011، الذي حوّل البلاد من دولة مستقرة إلى بؤرة للفوضى والانقسام، مضيفا أنه بعد أكثر من عقد على سقوط نظام القذافي لم يقتصر دور الحلف على تدمير البنى التحتية وتفكيك مؤسسات الدولة فحسب، بل تجاوز ذلك إلى نهب الثروات الليبية ومحاولة التصرف في أموال الشعب المجمدة خارجياً، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

رفض قاطع لمحاولات الاستيلاء على أموال ليبيا

وأضاف صادق، أن لجنة التحقق من الأموال الليبية المجمدة بمجلس النواب أكدت رفضها القاطع لأي محاولة للاستيلاء على أرصدة ليبيا، خاصة بعد تقارير عن نية بريطانيا استخدام أموال ليبية مجمدة لتعويض ضحايا هجمات الجيش الجمهوري الإيرلندي، موضحا أنه جاء في بيان اللجنة أن "أي تصرف في هذه الأموال يُعد اعتداءً على مقدرات الشعب الليبي ولن يُسمح به"، في إشارة واضحة إلى أن ليبيا لن تتهاون في الدفاع عن حقوقها.

مناقشات بريطانية تنتهك قرارات مجلس الأمن

وتابع صادق أنه جاء ذلك على خلفية تقارير تحدثت عن مناقشات في أبريل الماضي بمجلس اللوردات البريطاني بشأن تعويض ضحايا هجمات الجيش الجمهوري الإيرلندي من الأموال الليبية المجمدة في بريطانيا رغم أن قرارات مجلس الأمن الدولي (1970 و1973 لعام 2011) تحظر المساس بالأموال الليبية المجمدة في الخارج.

200 مليار دولار مجمدة… وأطماع دولية مستمرة

وأوضح أن مناقشات مجلس اللوردات البريطاني تناولت تشريع يقضي باستغلال الأرصدة الليبية المجمدة التي تقدر بـ 9.5 مليار جنيه إسترليني، لتعويض ضحايا "هجمات الجيش الجمهوري الآيرلندي"، بزعم أنه استُخدمت فيها أسلحة ليبية، مضيفا أن الأموال الليبية المجمدة عالمياً تقدر بنحو 200 مليار دولار، بينما تبلغ الأرصدة المجمدة في بريطانيا وحدها 9.5 مليار جنيه إسترليني، وهي أموال يستلزم صرفها موافقة لجنة دولية وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 1970 (2011)، وأنه مع ذلك، تتجاهل بعض الدول هذه القرارات ما يزيد من غضب الليبيين ويؤجج مطالبهم بالتعويضات الكاملة عن الدمار الذي لحق ببلادهم.

الهدف المعلن: حماية المدنيين… والواقع: فوضى شاملة

وأكد صادق أنه وفقاً لدراسة نشرها معهد البحوث والدراسات الإفريقية ودول حوض النيل، فإن الهدف الرئيسي المعلن للتدخل العسكري في ليبيا هو إسقاط نظام القذافي بحجة تحقيق الحماية المدنية لليبيين ما أدى إلى انهيار النظام السياسي الليبي والدخول في فوضى عارمة، وهو ما نرى نتائجه اليوم نظراً لما يحدث في العاصمة طرابلس من فوضى امنية واشتباكات مسلحة.

18 دولة شاركت في عملية “الحامي الموحد”

وأكمل صادق أن الدراسة كشفت ان حلف الناتو تولى القيادة الفعلية للعمليات الهجومية التي نفذتها 18 دولة من أعضاء الحلف ومن الشرق الأوسط ضمن عملية "الحامي الموحد" بتاريخ 31 مارس 2011 وهي: بلجيكا، بلغاريا، كندا، الدنمارك، فرنسا، اليونان، إيطاليا، الأردن، هولندا، النرويج، قطر، رومانيا، اسبانيا، السويد، تركيا، الإمارات، المملكة المتحدة والولايات المتحدة،  وبالتالي فإن تركيا مطالبة أيضاً بتعويض ليبيا عن الدمار الذي ألحقه الناتو بالبلاد.

دراسات: التدخل كان لإسقاط القذافي لا لحماية المدنيين

واستطرد: "كشفت دراسات أكاديمية من جامعة هارفرد نُشرت بمجلة "security international"، أن تدخل الناتو لم يكن بهدف حماية المدنيين، بل لإسقاط نظام القذافي بأي ثمن، ما أدى إلى إطالة أمد الصراع وزيادة الخسائر البشرية والمادية، متهما الناتو باستخدام أسلحة محرمة دولياً، مثل اليورانيوم المنضب، ما تسبب في انتشار أمراض خطيرة كالسرطان بين المدنيين.

انهيار شامل في الخدمات الأساسية

وأشار إلى أنه وفقاً لتقارير محلية ودولية، فإن العمليات العسكرية للناتو دمرت المستشفيات والمدارس والبنى التحتية الحيوية ما أدى إلى انهيار كامل في الخدمات الأساسية، ناهيك عن مقتل الآلاف من المدنيين الأبرياء، ورغم ذلك، لم تقدم دول الحلف أي تعويضات لأسر الضحايا أو لإعادة إعمار ما دمرته.

دعوى قضائية ضد الناتو في المحاكم الدولية

وأشار إلى أنه استناداً على هذه الحقائق، رفعت نقابة المحامين الليبية دعوى قضائية ضد حلف الناتو، تطالب فيها بتعويض المتضررين وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، كما حظيت الدعوى بتأييد واسع من قبل أحزاب ومؤسسات مجتمع مدني، حيث أعلن رئيس حزب "صوت الشعب" الليبي، أن "الناتو يتحمل المسؤولية الكاملة عن الانهيار الأمني والاقتصادي في ليبيا، ويجب أن يدفع الثمن".

تركيا مطالبة بالتعويض رغم مشاركتها المحدودة

ولفت إلى أنه على الرغم من أن تركيا لم تشارك بنفس كثافة دول مثل فرنسا وبريطانيا في قصف ليبيا، إلا أنها تبقى عضواً في الحلف الذي قاد عملية "الحامي الموحد"، وبالتالي فهي مطالبة، كغيرها من الدول، بدفع تعويضات عن الدمار الذي لحق بالشعب الليبي.

طباعة شارك ليبيا التدخل العسكري لحلف الناتو سقوط نظام القذافي القذافي الاستيلاء على أموال ليبيا

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ليبيا القذافي الأموال اللیبیة المجمدة نظام القذافی إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزير الاستثمار: 17 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين مصر والصين

قال حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، إن حجم التبادل التجاري البيني لمصر والصين بلغ نحو 17 مليار دولار في عام 2024.

وأكد الوزير أن الصين تُعد من أكبر خمسة شركاء استثماريين لمصر، مشيراً إلى أن مقاطعة غواندونغ، كونها إحدى أبرز الأقاليم الاقتصادية في الصين، تمثل شريكًا محوريًا لمصر في عدد من المجالات الصناعية المتقدمة.

جاء ذلك على هامش استضافت القاهرة فعاليات منتدى التعاون الاقتصادي والاستثماري بين جمهورية مصر العربية ومقاطعة غواندونغ الصينية، وذلك بحضور عدد كبير من المسؤولين رفيعي المستوى وممثلين عن مؤسسات حكومية، وشركات من الجانبين.

وناقش المنتدى فرص الاستثمار المشترك، وإمكانيات توسيع مجالات التعاون في القطاعات ذات الأولوية بين البلدين والتي تشمل الصناعة، والتكنولوجيا، والنقل، والبنية التحتية والطاقة النظيفة، وذلك في إطار تنامي العلاقات الاستراتيجية بين مصر والصين.

وقال الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، والتي ألقاها بالإنابة عنه المهندس محمد الجوسقي، مساعد وزير الاستثمار للتخطيط والتطوير والتحول الرقمي، إن العلاقات المصرية الصينية تقوم على تاريخ طويل من الصداقة والتعاون، وتمتد لأكثر من 70 عامًا، مضيفًا أن مصر كانت من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية.

وأشار إلى أن الحكومة المصرية تبذل جهودًا كبيرة لتحسين بيئة الاستثمار من خلال الإصلاحات التشريعية، وإنشاء وحدات دعم للمستثمرين، وتوفير حوافز استثمارية متنوعة، مشددًا على أن مصر ترحب بكافة أشكال التعاون مع الشركات الصينية، خاصة في الصناعات التكنولوجية، وصناعة المركبات الكهربائية، ومكونات البطاريات.

وشدد على أهمية المواءمة بين رؤية «مصر 2030» ومبادرة «الحزام والطريق» الصينية، بهدف تعظيم الاستفادة من المزايا التنافسية للبلدين، وفتح آفاق جديدة للشراكة بين القطاعين العام والخاص.

من جانبه، قال وانغ ويجونغ، حاكم مقاطعة غواندونغ الصينية، أن العلاقات بين مصر والصين شهدت تطورًا نوعيًا وقفزات استراتيجية خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يُعد خيارًا مشتركًا مثاليًا للطرفين، ونموذجًا يُحتذى به بين الدول النامية في إطار الشراكة المبنية على التضامن والتكامل والمنفعة المتبادلة.

وأوضح أن تنظيم هذا المنتدى الاقتصادي بمشاركة مقاطعة غواندونغ إلى جانب هونغ كونغ وماكاو ومقاطعة نانجينغ، وبالتعاون مع مجلس التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني-الأفريقي، يُجسد توافقًا مهمًا تم التوصل إليه على أعلى المستويات بين قيادتي البلدين.

وأكد ويجونغ أن مصر تُعد شريكًا اقتصاديًا مهمًا لمقاطعة غواندونغ، معربًا عن تطلعه إلى مزيد من التواصل والتعاون، وتوفير منصة فعالة لتعزيز الاستثمارات والتجارة بين الطرفين في إطار التنمية المتبادلة.

اقرأ أيضاًالجنيه المصري يرتفع أمام الدولار 3% في 40 يوما.. تعرف على الأسباب

هبوط جماعي للعملات المشفرة وبيتكوين تتراجع إلى 103 آلاف دولار

باستثمارات 1.5 مليار ريال.. «طلعت مصطفى» توقع اتفاقية لتطوير مشروعين تابعين لـ الإسكان العمانية

مقالات مشابهة

  • العراق يقترح إنشاء سوق إقليمي لتبادل سندات الكربون لما يمتلكه من أرصدة تصل لـ100 مليار دولار
  • فورين بوليسي: كيف ستبدو الحرب المحتملة بين روسيا والناتو؟
  • بلجيكا تعتزم تزويد أوكرانيا بأسلحة بقيمة مليار يورو سنويا
  • تصل لـ 4.5 مليار دولار.. مصر تستقبل تمويلات مالية من دول الاتحاد الأوروبي
  • وزير الاستثمار: 17 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين مصر والصين
  • الحفيد «كلمة السر».. مفاجآت مدوية في حادث سرقة ملايين نوال الدجوي (خاص)
  • كيف تحمي شبكة الإنترنت من جيرانك وتخفي كلمة السر بسهولة؟
  • ترامب يُحيي مشروع التهجير: خطة أمريكية لتوطين مليون فلسطيني في ليبيا مقابل الإفراج عن أموالها المجمدة
  • محافظ السيادي السعودي: سنضاعف استثماراتنا في أوروبا إلى 170 مليار دولار