تدهور المناخ يعمق أزمة الشوكولاتة في الاتحاد الأوروبي
تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT
أشار تقرير إلى أن الانهيار المناخي وتدهور الحياة البرية يؤديان إلى تعميق "أزمة الشوكولاتة" في الاتحاد الأوروبي، حيث يعد الكاكاو إحدى السلع الأساسية الست التي تأتي في الغالب من بلدان معرضة للتهديدات البيئية.
وبحسب التقرير الذي تم إعداده بتكليف من مؤسسة المناخ الأوروبية، فإن أكثر من ثلثي الكاكاو والقهوة وفول الصويا والأرز والقمح والذرة التي تم استيرادها إلى الاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي جاءت من بلدان غير مستعدة بشكل جيد لتغير المناخ.
وبالنسبة لثلاث سلع أساسية، وهي الكاكاو والقمح والذرة ، فإن ثلثي الواردات جاءت من بلدان تفتقر إلى التنوع البيولوجي السليم حسب التقرير.
وأكد الباحثون إن الضرر الذي لحق بإنتاج الغذاء نتيجة لانهيار المناخ تفاقم بسبب انخفاض التنوع البيولوجي، مما جعل المزارع أقل قدرة على الصمود.
وقالت كاميلا هايسلوب، المؤلفة الرئيسية للتقرير: "هذه ليست مجرد تهديدات نظرية، بل إنها تتجلى بالفعل بطرق تؤثر سلبا على الشركات والوظائف، بالإضافة إلى توافر الغذاء وأسعاره للمستهلكين، وهي تزداد سوءا".
وقام الباحثون بربط بيانات التجارة من المكتب الإحصائي للاتحاد الأوروبي(يوروستات) بتصنيفين للأمن البيئي لتقييم مستوى التعرض لثلاثة أغذية أساسية وثلاثة مدخلات أساسية في النظام الغذائي للاتحاد الأوروبي.
إعلانكما استخدموا تصنيفا للاستعداد للمناخ من مؤشر نوتردام العالمي للتكيف، والذي يجمع بين تعرض الدولة لأضرار المناخ ومدى قدرتها على الوصول إلى الدعم المالي والمؤسسي، إضافة إلى تصنيف سلامة التنوع البيولوجي والذي يقارن الوفرة الحالية للأنواع البرية.
ووجد الباحثون أن غالبية الواردات جاءت من دول صنفوها على أنها "منخفضة إلى متوسطة" على مقياس المناخ و"منخفضة إلى متوسطة" أو "متوسطة" على مقياس التنوع البيولوجي.
وكانت بعض المنتجات الغذائية معرضة فعلا. فقد وجد التقرير أن الاتحاد الأوروبي يستورد 90% من الذرة من دول ذات استعداد مناخي منخفض إلى متوسط، و67% من دول ذات مستوى متوسط أو أدنى من سلامة التنوع البيولوجي.
وبالنسبة للكاكاو، وهو مكون رئيسي في صناعة الشوكولاتة والذي لا تزرعه أوروبا بنفسها، فإن التعرض للاستيراد بلغ 96.5% للاستعداد للمناخ و77% على مقياس التنوع البيولوجي، بحسب التقرير.
كما تعاني صناعة السكر بالفعل من ارتفاع الأسعار، مدفوعا جزئيا بالظواهر الجوية المتطرفة، ونقص إمدادات الكاكاو، الذي يستورد معظمه من دول غرب أفريقيا التي تواجه مخاطر متداخلة تتعلق بالمناخ والتنوع البيولوجي.
وأشار التقرير إلى أن مصنعي الشوكولاتة الكبار يجب أن يستثمروا في التكيف مع المناخ وحماية التنوع البيولوجي في البلدان المنتجة للكاكاو.
كما أكد أن هذا الأمر ليس عملا من أعمال الإيثار أو التمويل المستدام، بل هو إجراء حيوي لتقليل مخاطر سلاسل التوريد وضمان حصول المزارعين في سلاسل التوريد على سعرٍ عادل لمنتجاتهم ما سيسمح لهم بالاستثمار في مرونة مزارعهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تغي ر المناخ الاتحاد الأوروبی التنوع البیولوجی من دول
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يؤكد استمرار خطة تشريعات الذكاء الاصطناعي في موعدها
أكد الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة أنه لن يؤجل الجدول الزمني المقرر لتطبيق تشريعات الذكاء الاصطناعي التاريخية، وذلك في مواجهة حملة ضغط قوية تقودها أكثر من مئة شركة تكنولوجيا كبرى تسعى لإبطاء تنفيذ القانون داخل دول الاتحاد، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
من بين هذه الشركات التي طالبت بتأجيل تنفيذ القانون، ظهرت أسماء بارزة مثل Alphabet المالكة لجوجل، و Meta، و Mistral AI، وASML. وحذرت هذه الشركات من أن الإسراع في تطبيق قانون الذكاء الاصطناعي قد يضر بقدرة أوروبا على المنافسة في هذا القطاع شديد التطور والسرعة.
وفي رد رسمي، قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية توماس رينييه: "لقد اطلعت بالفعل على العديد من التقارير والرسائل والمواقف بشأن قانون الذكاء الاصطناعي. دعوني أكون واضحًا تمامًا: لا يوجد وقف للساعة. لا توجد فترة سماح. لا يوجد تأجيل".
تشريعات قائمة على تقييم المخاطريعتمد قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي على نهج تنظيمي قائم على تقييم المخاطر. ويحظر عددًا من التطبيقات المصنفة على أنها "تشكل خطرًا غير مقبول"، مثل تقنيات التلاعب السلوكي المعرفي أو أنظمة التقييم الاجتماعي.
أما التطبيقات المصنفة ضمن "المخاطر العالية"، فتشمل تقنيات مثل التعرف على الوجه والقياسات الحيوية، أو استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاعات حساسة مثل التعليم والتوظيف.
ويتوجب على مطوري هذه الأنظمة تسجيل تطبيقاتهم رسميًا والامتثال لمتطلبات صارمة لإدارة الجودة والمخاطر للحصول على إذن بالتسويق داخل السوق الأوروبية.
في المقابل، تُصنف تطبيقات مثل روبوتات الدردشة (chatbots) ضمن فئة "المخاطر المحدودة"، وتخضع فقط لمتطلبات شفافية أقل صرامة.
دخول تدريجي للقانون حتى 2026بدأ الاتحاد الأوروبي بالفعل في تطبيق قانون الذكاء الاصطناعي منذ العام الماضي بشكل تدريجي، على أن تدخل القواعد الكاملة حيز التنفيذ بحلول منتصف عام 2026، مما يجعل أوروبا أول كيان عالمي يُطبق نظامًا تشريعيًا شاملاً لضبط استخدامات الذكاء الاصطناعي داخل حدوده.