في أعقاب الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار المباشر على وفد دبلوماسي خلال زيارته الميدانية لمخيم جنين في الضفة الغربية، أعرب عمرو حسين، الباحث في العلاقات الدولية، عن بالغ الإدانة والاستنكار لهذا الفعل الذي وصفه بالانتهاك الفج والصارخ لكافة الأعراف والمواثيق الدولية، وعلى رأسها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، والتي تُجرّم بشكل واضح وقاطع أي اعتداء على الممثلين الدبلوماسيين أو المساس بسلامتهم الجسدية والمعنوية.

الدكتور عمرو حسينانتهاك إسرائيلي صارخ

وقال حسين إن ما جرى "لا يمكن النظر إليه بوصفه حادثًا عرضيًا أو خطأً عسكريًا"، بل اعتبره تطورًا نوعيًا في سلوك عدواني ممنهج يعكس تجاوزًا سافرًا للخطوط الحمراء المعترف بها دوليًا، مشيرًا إلى أن "الدبلوماسيين هم ممثلو دول ذات سيادة، ويحظون بحصانة قانونية دولية، وأي استهداف لهم هو استهداف مباشر لسيادة دولهم وتهديد لأمن النظام الدولي ككل".

وأضاف حسين في تصريحات لـ "صدى البلد" أن "هذا الفعل لا يُضعف فقط فرص التهدئة والحوار، بل يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي ويُغذي مناخًا من الفوضى والتوتر"، محذرًا من أن "التهاون مع مثل هذه الانتهاكات يفتح الباب أمام فوضى دولية، تتآكل فيها قواعد القانون الدولي وتُضرب فيها الأعراف عرض الحائط".

وفي سياق متصل، دعا حسين المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة ومجلس الأمن، إلى "تحمّل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، وفتح تحقيق فوري وشفاف في هذا الاستهداف، ومحاسبة مرتكبيه دون تسويف أو تبرير". كما حثّ الدول كافة، "وخاصة تلك التي تربطها علاقات وثيقة بإسرائيل"، على "اتخاذ مواقف واضحة، لا تبريرية ولا رمادية، إزاء هذا الانحدار الخطير في احترام قواعد النظام الدولي".

وأضاف: "استمرار الإفلات من العقاب في مثل هذه القضايا لا يهدد فقط سلامة الدبلوماسيين، بل يُقوّض مبدأ المساءلة ويُشجّع على مزيد من الانتهاكات، وهو أمر لا يمكن القبول به في عالم يُفترض أن تحكمه القوانين، لا شريعة الغاب".

واختتم عمرو حسين تصريحه بالتشديد على ضرورة تفعيل أدوات القانون الدولي بشكل فعّال، ليس فقط لإدانة هذه الجريمة، بل لمنع تكرارها، وضمان حماية الدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني، مؤكدًا أنهم يجب أن يبقوا خارج دائرة الصراع مهما اشتدت حدّته أو تعقّدت مآلاته.

طباعة شارك إسرائيل فلسطين غزة قطاع غزة جنين

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل فلسطين غزة قطاع غزة جنين

إقرأ أيضاً:

السعودية تدعو لمحاسبة إسرائيل بعد إطلاق النار على دبلوماسيين في جنين

فلسطين – أدانت السعودية، امس الأربعاء، إطلاق جيش إسرائيل النار خلال زيارة وفد دبلوماسي دولي إلى مدينة جنين شمال الضفة الغربية، ودعت إلى محاسبتها ووقف انتهاكاتها بحق المدنيين والبعثات الدبلوماسية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

أفادت بذلك وزارة الخارجية، في بيان، تعليقا على إطلاق الجيش الإسرائيلي في وقت سابق الأربعاء، النار على وفد مكوّن من 35 دبلوماسياً عربيا وغربيا كانوا في زيارة إلى مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة، رغم أنها كانت منسَّقة معه.

وعقب الحادثة، استدعت ثلاث دول أوروبية، هي البرتغال وفرنسا وإيطاليا، سفراء إسرائيل لديها، احتجاجا على إطلاق النار تجاه الوفد الدبلوماسي في جنين.

وأكدت الدول الثلاث رفضها القاطع للحادثة، وأعلنت عزمها اتخاذ “الإجراءات الدبلوماسية المناسبة” ردا على ما جرى.

وتعد إسرائيل طرفا في اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، والتي تنص على ضمان أمن الدبلوماسيين الأجانب جميعا.

وأعربت الخارجية السعودية عن “إدانة واستنكار المملكة بأشد العبارات تعرض وفد دبلوماسي يضم سفراء وممثلي دول عربية وأجنبية، لعملية إطلاق نار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء زيارتهم لمخيم جنين بالضفة الغربية”.

وطالبت “المجتمع الدولي وخاصةً الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، بالوقف الفوري للانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين والبعثات الدبلوماسية ومنظمات الإغاثة العاملة على الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

كما طالبت بـ”تفعيل آليات المحاسبة الدولية بحق جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة، والمخالفات المتكررة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.

ومحاولا تبرير هذا الانتهاك، قال الجيش الإسرائيلي، عبر إكس: “عند تنسيق دخول وفد دبلوماسي إلى جنين تم منح أعضائه مسارا معتمدا يجب اتباعه لوجودهم في منطقة قتال نشطة، ولم تقع أضرار أو إصابات”.

ووفق إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن “الجيش سيعتذر للدول التي كان ممثلوها حاضرين في الجولة، بما في ذلك إسبانيا وكندا”.

ومنذ 21 يناير/ كانون الثاني 2025، يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانا عسكريا شمالي الضفة، استهله بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما، ثم وسّعه إلى مدينة طولكرم في 27 من الشهر نفسه.

وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 969 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال ما يزيد عن 17 ألف شخص، وفق معطيات فلسطينية.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • السعودية تدعو لمحاسبة إسرائيل بعد إطلاق النار على دبلوماسيين في جنين
  • الأزهر يُدين همجية الاحتلال وإطلاقه النار على وفد الدبلوماسيين في جنين
  • إدانات أوروبية لإطلاق الاحتلال أعيرة تجاه دبلوماسيين في جنين
  • مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة: إطلاق إسرائيل النار على الدبلوماسيين في جنين خرق واضح لاتفاقية فيينا
  • دول أوروبية تستدعي سفراء إسرائيل بعد إطلاق النار على دبلوماسيين في جنين
  • مصر تطالب إسرائيل بتقديم توضيحات حول إطلاق النار على الدبلوماسيين في جنين
  • إيطاليا تستدعي السفير الإسرائيلي بعد استهداف دبلوماسيين في جنين
  • "الشيخ" يُعقّب على إطلاق الاحتلال النار على الدبلوماسيين في جنين
  • خبير مصري يحذر من خطر داهم يهدد مصر والسودان بعد تأخير إثيوبيا فتح بوابات سد النهضة